شكّل اكتشاف البترول واستخراجه من باطن الأرض وتصديره منعطفًا تاريخيًا بما مثله من نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث؛ لأنه نقلها من المجتمع القبلي الرعوي والزراعي إلى مجتمع متحضر انفتح على العالم الخارجي من أوسع أبوابه، ومكّن الدولة من القيام بدورها الحضاري، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستويات العربية والإسلامية والعالمية  

تركّز البترول منذ اكتشافه في المنطقة الشرقية من المملكة،  فمنذ تشكيل الدولة السعودية المعاصرة وازدياد مسؤولياتها بدأ الملك عبدالعزيز يفكر في إيجاد مصادر للدخل تساعده على القيام بهذه المسؤوليات من دون الاعتماد على مصادر غير مأمونة وبدأ يتعامل مع الشركات البريطانية والأمريكية للتنقيب عن البترول في المنطقة الشرقية من المملكة. ففي 1345هـ / يناير 1927م قامت شركة بترول البحر الأحمر بالبحث في منطقة جبال الحجاز لمدة سنتين، لكنها اصطدمت ببعض المعوقات الفنية؛ ما أدى إلى رحيلها  .  وبعد ذلك منح الملك عبدالعزيز حق الامتياز لشركة ايسترن جنرال سينديكيت البريطانية للبحث والتنقيب عن البترول في المنطقة الشرقية، ولكنها لم تصل إلى نتائج جيدة فألغت امتيازها. وفي عام 1349هـ / 1930م قابل أحد الأثرياء الأمريكان؛ ويدعى تشارلز كرين (Charles Crane) الملك عبدالعزيز وتباحث معه بشأن إرسال بعثة جيولوجية لعمل دراسات وأبحاث لاكتشاف ثروات معدنية في المملكة، فحضرت البعثة في 1350هـ الموافق 15 يناير 1931م برئاسة الجيولوجي الأمريكي كارل تويتشل (Karl Twitchell). وفي الاتجاه نفسه كانت هناك مباحثات ودراسات قامت بها شركة ستانرد أويل أوف كاليفورنيا، وقد انتهت المباحثات إلى عقد اتفاقية مع المملكة تم التصديق عليها في 4 صفر 1352هـ الموافق 29 مايو 1933م. وقد بدأت الشركة أعمال الحفر في المنطقة الشرقية في 1354هـ الموافق 30 إبريل 1935م، وتم حفر أول بئر في 11 المحرم 1357هـ الموافق 12 مارس 1938م  .  وبحلول عام 1363هـ / 1944م أتمت الشركة حفر 38 بئرًا كلها منتجة. وفي العام نفسه تحول اسم الشركة إلى شركة الزيت العربية الأمريكية (Arabian American Oil Company) وتعرف اختصارًا بـ (أرامكو). وقد مرت خمس سنوات تقريبًا قبل العثور على البترول بكميات تجارية. وكانت بئر الدمام رقم 7 نقطة البداية، فقد بدئ بحفر تلك البئر في 1355هـ الموافق 7 ديسمبر 1936م. وعلى الرغم من الصعوبات واصل العاملون الحفر إلى أن عثروا على الزيت على عمق 1441م في التكوين العربي، وكان ذلك في 1357هـ الموافق 3 مارس 1938م  .  وبدأ الزيت يتدفق من البئر بمعدل 1585 برميلاً في اليوم. وبعد مرور نحو ثلاثة أسابيع ارتفع المعدل اليومي إلى 3810 براميل، ثم استمر حفر مزيد من الآبار واكتشاف المزيد من البترول.