يعد هذا المصدر المائي من أشهر المصادر المائية وأكثرها عددًا في المنطقة؛ إذ تكثر الآبار أو ما يُعرف في بعض المناطق بـ (الركايا) جمع ركية، أو (القلبان) جمع قليب، في القرى والمدن، وعلى امتداد طرق الحج والقوافل التجارية، ويبدو أن الاعتماد على هذا المصدر يفوق المصادر الأخرى من العيون والسدود والبرك. ولعل السبب في ذلك يكمن في سهولة حفر الآبار وتجهيزها للري والسقيا، بالإضافة إلى أنها توفر الخصوصية وسد الحاجة الدائمة إلى المياه، على العكس من بعض المصادر المائية التي يتوقف استخدامها على مواسم وفترات معينة من السنة  

 

ومما يلاحظ أن هناك عددًا من أشكال الآبار فمنها الدائرية، والمربعة والمستطيلة. كما أن حجمها وعمقها يختلفان من مكان إلى آخر بناءً على جملة عوامل وظروف، منها: عمق الماء، ومقدار الحاجة إليه، والإمكانات المتوافرة للحفر ونحوها، على أن كيفية حفر الآبار متشابهة إلى حدٍ بعيد بغض النظر عن شكلها وحجمها، مع الأخذ بالحسبان طبيعة الموقع الذي سوف تحفر فيه البئر. ففي المناطق الصخرية يتم الحفر بالأدوات المناسبة  ؛ حتى تتوافر كمية المياه للأغراض المستهدفة. أما في الأمكنة غير الصخرية فتحفر البئر ثم يُطوى الجزء العلوي منها غير الصخري بمداميك حجرية يُرص بعضها فوق بعض، وقد تستخدم المونة الجصية للربط بين المداميك الحجرية، وفي كلتا الحالتين تزود جهة واحدة أو أكثر من الداخل بحفر صغيرة تستخدم للنـزول إلى البئر عند الحاجة. أما من الخارج فتزود بعمودين أو أربعة أعمدة حجرية تشيد بشكل متين تساعد على استخراج المياه ومتحها بالسانية أو يدويًا بالدلاء الجلدية  . 

 

وقد وجد في بعض بلدان القصيم آبار مزودة بقنوات سفلية محفورة في الصخر لتصل بين بئرين أو أكثر كما هي الحال في آبار بلدة ضرية  ،  وكذلك آبار عيون الجواء، ولعل الهدف من الربط بين الآبار بهذه القنوات السفلية هو تغذية الآبار بعضها ببعض بالمياه.

 

كما أن جوامع المدن والقرى ومساجدها وكذلك بعض منازل المدن تتزود بالمياه عن طريق حفر بئر صغيرة تعرف بـ (الحسو)، ويستخدم الماء المستخرج منها للوضوء والغسيل، وفي وظائف أخرى كالبناء وربما الري ونحوها.