الأبنية الأثرية والقلاع والقصور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأبنية الأثرية والقلاع والقصور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الأبنية الأثرية والقلاع والقصور بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
تم من خلال المسح الشامل ضمن برنامج التراث العمراني عام 1408هـ / 1988م، حصر عناصر العمران التقليدي من أحياء وقرى تقليدية وآثار عمرانية في عدد من مناطق المملكة، وذلك عن طريق بيان الاسم والنوع والحالة  .  وقد بين هذا المسح 15 حيًا تقليديًا في مدينة مكة المكرمة، ولا شك أن هذه الأحياء التقليدية تضم في جنباتها عددًا من الأبنية الأثرية والقصور القديمة. ولقد أشار هذا المسح إلى عدد من البيوت والدور التي تعود إلى العهد النبوي الشريف بالإضافة إلى بعض القصور ومنها قصر السقاف ودار الأرقم ودار القطان.
 
أما في جدة فما زالت أحياء جدة القديمة تحكي الماضي بعبقه وذكرياته وأنماط أنشطته وحياته اليومية. وتتكون جدة القديمة من أربع حارات أساسية (وهناك من يطلق عليها اسم محلة) هي: حارة الشام، وحارة المظلوم، وحارة اليمن، وحارة البحر. وعلى الرغم من التشابه الكبير بين خصائص هذه الحارات، إلا أن لكل حارة قصة تقف وراءها من حيث التسمية، والنشاط السكاني الذي كان سائدًا. وتعكس هذه الحارات وما تشتمل عليه من أبنية قديمة نموذجًا رائعًا للعمارة، سواء في الشكل الخارجي أو في الديكور الداخلي. كما أنها تعكس الحياة الاجتماعية القديمة، وهذه الحارات تعد بحق من الجواذب الرئيسة في مدينة جدة ولا سيما للأجانب. وقد قامت أمانة جدة بالمحافظة على المنطقة التاريخية في البلد وعلى المباني الأثرية فيها وقامت بترميم عدد منها، وكونت لجنة سمتها لجنة المنطقة التاريخية للمحافظة على هذا التراث العمراني الضخم. كما تم التعاقد مع جامعة الملك عبد العزيز بجدة لتنمية وتطوير هذه المنطقة التاريخية بطريقة عمرانية مستدامة لتصبح مركز جذب يسهم في دفع الحركة التجارية والسياحية  .  وتضم هذه الأحياء عددًا من البيوت القديمة لأعيان وتجار جدة مثل دار آل باناجه ودار الزاهر في حارة الشام؛ ومنـزل باعشن ودار آل قابل في حارة المظلوم، وكذلك دار آل نصيف  وآل جمجوم في حارة اليمن. وقد حظيت المنطقة القديمة في البلد برعاية بالغة من الدولة ممثلة في أمانة جدة، كما حظيت باهتمام من قبل الأهالي والزائرين وأصبحت محط أنظار القادمين إلى مدينة جدة حتى من كبار ضيوف الدولة من ملوك ورؤساء ووزراء ورجال ثقافة. وأصبح الانطباع عنها أنها من أجمل المناطق القديمة التي تمت المحافظة عليها في مدن العالم.
 
ومن المباني الأثرية في جدة قصر خزام  الذي يقع في وسط المدينة في حي النـزلة، وقد بني في الفترة من 1347-1351هـ / 1928-1932م، واستخدم مقرًا للحكم للملك عبد العزيز - رحمه الله - ويعد هذا القصر الملكي الذي عاصر فترة تاريخية من زمن الحكم السعودي، أحد المعالم التي يمكن استغلالها سياحيًا في مدينة جدة لما يتميز به من روعة في أسلوب المعمار والبناء. كما يوجد بيت نصيف ويقع في سوق العلوي، وقد بني في الفترة من عام 1289 - 1298هـ / 1872 - 1881م من الحجر المرجاني ويتكون من خمسة طوابق. ويمتاز البيت بطرازه المعماري والهندسي الرائع، وبتعدد غرفه وقاعاته وتجهيزات خدماته المتنوعة. ويتصف البيت باستخدامه للأخشاب بكثرة في (الرواشين) والنوافذ والأبواب التي اشتملت على النقوش والزخارف الجميلة والمتنوعة. كما يوجد في جدة كذلك بيت المال الذي يعد من البيوت التاريخية التي تميزت بها مدينة جدة، وقد شيد منذ نحو مئتي سنة. ويوجد بقايا مبنى أثري يطلق عليه المخزن الحكومي (أو الشونا) كان يستخدم لتخزين المواد الغذائية والأسلحة لتموين الجيش والسكان  
 
أما محافظة الطائف فينتشر فيها عدد من الآثار العمرانية مثل قصر شبرا  ، وهو من أهم القصور الأثرية في الطائف، وقد شيد القصر عام 1326هــ / 1908م، من قبل الشريف علي بن عبد الله بن محمد بن عبد المعين واستغرق بناؤه ثلاث سنوات، وسمي بقصر شبرا تشبيهًا لشبرا مصر القديمة  .  وقد استخدم القصر فترة من الزمن من قبل الحكومة السعودية حتى تم تحويله إلى متحف للآثار والتراث. كما يوجد قصر الملك فيصل  ، وبيت الكعكي  في حي السلامة. وهناك عدد من القصور التاريخية مثل قصر آل زينل الذي يقع في منطقة باب الحزم وهو من أقدم القصور في الطائف إذ بني في القرن الثالث عشر الهجري، وقصر الكاتب وقصر الصبان  
 
وينتشر عدد من القلاع والحصون القديمة في القرى الواقعة جنوب الطائف حتى نهاية امتداد المحافظة جنوبا  ً. ومما يميز كثيرًا من هذه الحصون والقلاع وجودها في قمم الجبال أو في أعلى موقع من القرية. ويوضح هذا استخداماتها العسكرية، بالإضافة إلى استخداماتها في وقت السلم مخازن للأغذية والحبوب والمتاع. ولعل هذه الحصون والقلاع تعكس ظروف الماضي الذي كانت تعيشه هذه القرى من حروب وغارات ونهب وسلب.
 
وتنتشر الأبنية الأثرية في عدد من المحافظات، ومن ذلك محافظة رابغ حيث يوجد برج رابغ الأثري  الذي بني في الحكم العثماني على شكل مثمن واستخدم للمراقبة. وكان البرج يرتفع عن سطح الأرض 12م، ولكن انخفض ارتفاعه إلى 7م بعد ردم المنطقة المحيطة به، وهو ما زال في حالة جيدة ويقع على الشارع الرئيس بين الجامع الكبير والسوق القديمة.
 
ويوجد بقايا قصر أثري قديم شمال ميقات الجحفة الحالي ويطلق عليه قصر علياء  . ويعتقد أن القصر الذي بنيت أجزاؤه في شكل مداميك ويحتوي على الأقواس ويمثل طرازًا هندسيًا جميلاً ومتقنًا في البناء، شيد في العهد العباسي.
 
كما يوجد في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة القنفذة مبنى أثري أسطواني الشكل يسمى الطاحونة. وقد شيد هذا المبنى في أواخر القرن الثاني عشر الهجري واستخدم الحجر البحري في بناء الجدار الذي يرتفع حاليًا عن الأرض نحو سبعة أمتار، وقد استخدم خشب شجر الدوم في السقف. أما الطاحونة فاستخدمت في حكم الدولة العثمانية لطحن الحبوب عن طريق مراوح هوائية في أعلى المبنى تحركها قوة الرياح.
 
وفي محافظة الليث يوجد عدد من المباني الأثرية مثل حصن عيلان في قرية الفرع بمركز أَضَم، ويتكون من دورين ويتميز بشكله المعماري المميز، وكذلك حصن المشيد على الطريق إلى أَضَم ويتميز بجماله حيث طوق أعلاه بالحجر الأبيض الذي يسمى المرو، إضافة إلى عدد من القلاع والحصون المنتشرة في المحافظة.
 
وفي المحافظات الجنوبية الشرقية يوجد بعض بقايا المباني القديمة كالقصور والقلاع مثل قلعة المسهر الواقعة على ضفة الوادي الشرقية في الوريقط بمحافظة الخرمة. والقلعة هي برج مبني من الطين بارتفاع أربعة أمتار، وكانت تستخدم للمراقبة الحربية قديمًا، وما زالت معلمًا بارزًا إلى الآن. كما توجد المباني القديمة والقصور التي يعود تاريخ بعضها إلى قبل عام 1200هـ / 1786م، ومن ذلك قصر بقيران بالدغمية، وقصور الهجرة والسلمية وقصر السلولي، وكذلك بعض المنازل القديمة في الهجرة والسوق القديمة  
 
شارك المقالة:
128 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook