الأحوال العامة وقت ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأحوال العامة وقت ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الأحوال العامة وقت ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
أصبحت مكة المكرمة خلال القرن الممتد ما بين زعامة قصي وولادة النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بالمدينة العالمية التي يعمها السلام
 
وكانت مكة المكرمة تعج بأنواع التجارة والوفود من كل البلدان في جزيرة العرب وخارجها، ويقطنها عدد من المعاهدين والموالي من غير العرب، ويعيش فيها الأرقاء من العبيد والإماء من كل بقاع الدنيا، شرقها وغربها  ،  ويؤمها التجار الأجانب من بلاد الفرس والروم والعراق والشام وغيرها، ويتداول الناس فيها جميع العملات  ،  وتتوافر فيها منتجات عدد كبير من البلدان، كما يحترف فيها المهن أشخاص من هنا وأشخاص من هناك، ومنهم باخوم القبطي، النجار الذي استعمله أهل مكة المكرمة أثناء عمارتهم الكعبة المشرفة. وقد كان بعض هؤلاء على النصرانية  ،  كما كان بعض النصارى قبل ذلك قد فروا بدينهم من اليمن ونجران إلى مكة المكرمة بعد حادثة الأخدود المعروفة، بينما قصد مكة المكرمة من اليهود أعداد يسيرة (أما غالبيتهم فقد اتجهوا إلى يثرب وخيبر   ) وقد عاش كل هؤلاء في أمن ودعة في رحاب مكة المكرمة
في هذه الأثناء وبينما كانت مكة المكرمة تعيش في أوج ازدهارها الفكري والثقافي والاقتصادي   ولد محمد عليه الصلاة والسلام في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي نحو عام 571م، وهو ذلك العام المسمى بعام الفيل نظرًا لما جرى فيه قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو 50 - 55 يومًا  ،  من الحادثة المشهورة لغزوة أبرهة الحبشي، ملك اليمن - آنذاك - لمكة المكرمة، حينما سار من هناك بجيشه الجرّار وأفياله الضخمة لمحاولة هدم البيت الحرام، وصرف زائريه وعمَّاره عنه، رغبة في تحويل النشاط التجاري الضخم من حوله إلى كنيس كان قد بناه في صنعاء   من الرخام المجزع وزخرفه بأحجار مموهة بالذهب، وسماه (القلَيس) نقلاً عن الكلمة اليونانية التي تقرأ (إكليزيا) بمعنى كنيسة    وقد اتخذ أبرهة من عبث رجل مكي من بني مالك بن كنانة داخل كنيسته   ذريعة لحملته لغزو مكة المكرمة وهدم البيت الحرام، ولكن تلك الحملة انتهت بنكسة شديدة على الجيش الغازي، كما أخبر الله سبحانه في سورة الفيل
 
لم تؤثر تداعيات هذا الغزو في منطقة مكة المكرمة، بل مضى المكيون في محاولة تدعيم مواطن قوتهم ليس في نطاق منطقة مكة المكرمة فحسب، بل في جزيرة العرب كلها، فقد عملوا على تنمية الحس القومي العربي من خلال ربط الأمة بالبيت الحرام دينيًا وثقافيًا، وكذلك في محاولة ربطهم عرقيًا من خلال ردهم إلى أب واحد هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام. في هذه الأثناء بعث الله نبي الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم مبشرًا وداعيًا إلى دين التوحيد، وإتمام مكارم الأخلاق، تلك الدعوة التي سرعان ما وحدت الأمة ليس في جزيرة العرب وحدها، بل في جميع أصقاع المعمورة. ومرة أخرى تنطلق من مكة المكرمة تباشير رسالة جديدة سرعان ما ملأت الآفاق علمًا ونورًا
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook