الأسواق بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأسواق بالرياض في المملكة العربية السعودية

الأسواق بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
هي جزء أساس من تركيبة المدن، ومتوفرة في مختلف مدن المنطقة، أما الأسواق ذات الأهمية الترفيهية والسياحية فإنها تكاد تتركز جميعها في مدينة الرياض التي أصبحت بحق مدينة تسوق لكثرة أسواقها وضخامتها وتنوعها، إضافة إلى الأسواق التقليدية المفتوحة التي حافظت على طابعها هناك الأسواق الحديثة التي توفر مختلف أنواع السلع في مكان واحد، والأسواق المتخصصة بسلع أو خدمات معينة.
 
إن نمو القطاع التجاري في مدينة الرياض مثير للدهشة؛ لسرعته وضخامته بأضعاف ما يحتاج إليه سكانها؛ الأمر الذي جعلها مقصدًا لسكان المناطق الأخرى، كما اتجه المستثمرون إلى تطوير الأسواق المغلقة الأكثر ملاءمة للظروف المناخية، فيتم تكييف السوق كله مع توفير مساحات مريحة وممرات فسيحة وأمكنة ترفيهية ومطاعم؛ وهو ما جعلها نقاط جذب سياحية مهمة، وليس من الممكن الحديث عن جميع أسواق المدينة هنا لكثرتها، لكن نعرض أهم النماذج
 

أسواق منطقة قصر الحكم

 
قامت الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض بإعادة تخطيط وسط المدينة بطريقة تجمع بين السمات التقليدية والعمارة الحديثة؛ لتصنع نمطًا مميزًا لوسط المدينة يجمع بين الأسواق المفتوحة والمغلقة، وتتركز في هذه الأسواق تجارة الجملة للبضائع الاستهلاكية جنبًا إلى جنب مع أسواق البيع للجمهور، مع توفير ساحة كبيرة للأسواق المؤقتة، للمحافظة على سمة تقليدية قديمة بوجود ساحة يستخدمها من يجلبون بضائعهم للسوق، وقد تمت المحافظة على تخصصات تقليدية لبعض نواحي السوق مثل باعة الخضار والعطارة ومنتجات البادية وغيرها.
وهناك سوق تقليدية لم يطرأ عليها تغيير كبير لعقود من الزمن تقع إلى الشرق من حي البطحاء وهي سوق حلّة القصمان التي تعكس النمط السائد في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية (الستينيات والسبعينيات الميلادية) وتتميز هذه السوق بممراتها الضيقة المتعرجة المسقوفة ودكاكينها الصغيرة ونداء باعتها.
أما أسواق البطحاء فقد تحولت إلى سوق متخصصة لمستلزمات الوافدين من العمال توفر لهم بعض مستلزمات العمل والمستلزمات الشخصية، وإلى الشرق منها يقع شارع متخصص بالمعدات وقطع الغيار وكماليات السيارات، بينما تحول الطرف الشمالي من شارع البطحاء إلى تجارة الأجهزة الإلكترونية والخدمات، وتشهد هذه الأمكنة إقبالاً كبيرًا من الوافدين، خصوصًا في يوم الجمعة.
 

الأسواق المغلقة

 
وتغلب عليها المستلزمات النسائية ومستلزمات الأطفال من ملابس وحلي وأحذية، وتميزت الحديثة منها بضخامتها واشتمالها على سوق استهلاكية مركزية (سوبر ماركت)، وتتركز بصورة واضحة في شمال المدينة وشرقها.
 
ومن اللافت للنظر وجود اتجاه يعزز الوظيفة الترفيهية لهذه الأسواق لدرجة تقسيم المساحة في بعض الأسواق بين أمكنة البيع والترفيه بالتساوي، وهو اتجاه واضح في الأسواق الجديدة، بل إن بعض المعارض الكبيرة بدأت في إضافة ركن للجلوس وتناول الوجبات، وألعاب الأطفال.
ونشير هنا إلى أن كل جزء من أجزاء المدينة به منطقة تجارية مفتوحة، إضافة إلى أسواق مركزية (سوبر ماركت) تنتمي إلى مجموعات (سلاسل) توزيع محلية مميزة بشعارها.
 

الأسواق المتخصصة

 
تعدّ هذه الأسواق سمة من سمات مدينة الرياض أملاها حجمها السكاني ووظيفتها التجارية الإقليمية التي سمحت بقيام أسواق متخصصة في أنواع مختلفة من البضائع، منها:
 
أ) أسواق السيارات:
 
يقع أكبرها في شرق المدينة ويعرف بمعارض النسيم على طريق خريص، وهناك سوق أخرى في غربها وتسمى بمعارض الشفاء نسبة إلى الحي الذي تقع فيه وحديثًا افتتح معرض الرياض الدولي للسيارات في شرق الرياض على طريق الدمام، ويتوافر في هذه المعارض مختلف أنواع السيارات الجديدة والمستعملة.
 
ب) أسواق الأثاث والمفروشات:
 
تعد الرياض أحد أهم مركزين لتجارة الأثاث في المملكة العربية السعودية تبعًا لحجم الطلب بها، الأمر الذي أدى إلى تنوع كبير فيما تعرضه، فيبدأ من الأثاث البسيط رخيص الثمن في الأحياء الشعبية حتى قطع الأثاث النفيسة، وأدى هذا إلى جذب سكان المناطق الذين يغريهم هذا التنوع ويلبي جميع الأذواق، إضافة إلى المستورد من الأثاث بدأ التفصيل حسب الطلب يزيد من جاذبية المدينة في هذا المجال؛ وتشغل صناعة الأثاث جزءًا مهمًا من المنطقة الصناعية، فضلاً عن المئات من الورش التي تنتشر في أنحاء المدينة وعلى أطرافها.
 
ج) سوق السجاد (سوق الزل): 
 
تقع في وسط مدينة الرياض وهي سوق قديمة استقرت بعد تنقلها في عدد من المواضع حول الجامع الرئيس، وتحمل طابع بداية التغيير العمراني للأسواق التجارية بالرياض، ويباع فيها السجاد اليدوي الفاخر المستورد من الدول المشهورة بصنعه مثل إيران وأفغانستان ودول أواسط آسيا، كما يباع بها السجاد غير اليدوي، وتحوي السوق محلات تبيع الملابس الرجالية التقليدية كالمشالح، وكذلك العطور التقليدية مثل دهن العود والعود (البخور) وبها قسم لبيع المواد التراثية القديمة، وهي مقصد مهم للسياح.
 
د) أسواق الذهب: 
 
تكاد لا تخلو سوق حديثة من تخصيص جزء منها لتجارة الذهب والجواهر التي تنتجها المصانع والورش المحلية، فضلاً عما يجلب من الخارج مثل البحرين وإيطاليا وغيرها، وهناك أسواق تقليدية حافظت على موقعها حتى الآن مثل أسواق شارع الثميري، ولعدم تقييد خروج المشغولات الذهبية من المملكة ورخص الأسعار فمن الشائع مشاهدة غير السعوديين من سياح ومقيمين في هذه الأسواق.
 
هـ) أسواق قطع الغيار ومواد البناء:
 
إن وفرة بضائع أسواق قطع الغيار ومواد البناء وتنوعها تجذب الهواة الذين يجدون فيها ما يحتاجون إليه من مستلزمات ومواد تتطلبها الهوايات المختلفة، وسوقها الرئيسة حول دوار الخرج قرب المنطقة الصناعية حيث تتوفر قطع غيار السيارات والمعدات والأدوات الحرفية والهندسية، وهناك سوق أقدم قرب البطحاء تعرف بسوق الغرابي، وقد تخصصت حاليًا في كماليات السيارات.
 
وما يميز الرياض عن غيرها في هذا المجال توفيرها قطع جميع السيارات في السوق المحلية، بينما تقتصر المحافظات والمراكز الداخلية الأخرى على السيارات الأكثر رواجًا، ونتيجة للنهضة العمرانية التي شهدتها ولا تزال تشهدها المدينة فقد نمت فيها سوق مواد البناء بصورة كبيرة، وبخاصة مع تنوع الأذواق وتطور الطرز المعمارية وتغيرها المستمر، وهو ما أدى إلى إقبال أبناء المحافظات على استكشاف أسواق الرياض والأنماط العمرانية الجديدة بها.
 
و) سوق الجمال:
 
تقع في الأطراف الشرقية للمدينة على طريق الشرقية، ويؤمها كثير من مربي الإبل وهواتها، إضافة إلى السياح والمقيمين.
 
ز) سوق التحف: 
 
وهي بجوار شارع الثميري بمحاذاة قلعة المصمك في وسط المدينة، وتباع فيها التحف النحاسية والفضية والخشبية والمنسوجات والأثاث التكميلي.
 
ح) سوق المواد المستعملة:
 
تعرف بـ (حراج ابن قاسم)، وهي سوق كبير للمواد المستعملة، تنشط في نهاية الأسبوع ويقصدها الباحثون عن الأجهزة والأدوات المستعملة رخيصة الثمن، فضلاً عن الباحثين عن القطع التراثية من المواطنين وغيرهم. الأسواق الأسبوعية:
 
لم تعد هناك أسواق أسبوعية بالمعنى القديم، بل تحولت إلى أسواق ثابتة متنوعة أو متخصصة، إلا أنه بتحديد الإجازة الأسبوعية بيومي الخميس والجمعة فقد نشطت الأسواق في هذين اليومين بصورة لافتة ولا سيما الأسواق المتخصصة منها مثل سوق السيارات والمواد المستعملة وسوق البطحاء التي تشتهر بتركز الوافدين والمقيمين فيها يومي الخميس والجمعة خصوصًا في الفترة المسائية.
 
وفي جميع مدن المنطقة يلاحظ نشاط السوق بعد صلاة الجمعة حول الجوامع الرئيسة، وتجلب السلع التي تباع من السيارات جنبًا إلى جنب مع المحلات الثابتة.
 
ولا تقتصر الأسواق المتخصصة في مدينة الرياض على الأسواق السابق ذكرها؛ فهي تشمل كذلك أسواقًا لأجهزة الحاسب والاتصالات التي أخذت في النمو والانتشار؛ لما تحظى به من إقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع، وكذلك الحال مع أسواق العطور وغيرها.
 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook