الأسواق بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الأسواق بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الأسواق بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 

الأسواق ذات الصفة المحلية

 
كانت وما زالت التجارة سببًا رئيسًا ومهمًا منذ القدم في تنقل التجار والمستهلكين على حد سواء من مناطق إقامتهم إلى الأسواق المختلفة سواء للبيع أو الشراء. وقد ازدهرت التجارة في الجزيرة العربية من عصور قديمة جدًا حتى أخذت بعض أنواع التجارة والتنقل صفة الموسمية، وذكرت في القرآن الكريم كما في رحلتي الشتاء والصيف. وقد حظيت مكة المكرمة بنصيب وافر من الحركة التجارية نتيجة لموقعها المميز ووظيفتها الدينية الفريدة. واستمرت هذه الأهمية للتجارة والأسواق حتى وقتنا الحاضر، وإن كانت الأهمية التجارية تحولت من مكة المكرمة إلى جدة نظرًا لعدد من العوامل من أهمها وجود الميناء البحري والجوي. وتمثل الأسواق بمختلف أنواعها، وكذلك أنشطة التسوق أحد مقومات السياحة وأحد أهم عوامل الجذب فيها. من ناحية أخرى، فإن التسوق يشكل نسبة عالية من إنفاق السياح أثناء رحلاتهم السياحية.
 

الأسواق القديمة والدورية

 
تعد الأسواق القديمة - سواء تلك القائمة في بعض المدن، أو تلك الأسواق ذات الطابع الأسبوعي التي تقام في المحافظات البعيدة - من المعالم المهمة ذات الطابع التاريخي المميز. وعلى مر السنين لم تقتصر وظيفة الأسواق على النواحي التجارية فقط، بل كانت الأسواق وبخاصة الدورية منها منبرًا للإعلام وممارسة كل ما يتعلق بشؤون القبائل والأفراد. وعلى الرغم من أن كثيرًا من الأسواق القديمة تظهر في حلة جديدة، إلا أنها لم تفقد عراقة الماضي وعبقه. وتتميز الأسواق القديمة على وجه التحديد بمواقعها في وسط مدن المنطقة وفي الأحياء التاريخية والقديمة منها. وهي بذلك لا تزال تجتذب أعدادًا كبيرة من السياح والمتسوقين سواء من سكان المنطقة أو من خارجها، وتوفر ما يحتاج إليه المتسوق من هدايا تذكارية أو متطلبات لحياته اليومية. والزائر لوسط البلد في جدة على سبيل المثال، خصوصًا في الإجازات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع يشهد الأعداد الهائلة التي تكتظ بها الأسواق. من ناحية أخرى، فإن الكثير من هذه الأسواق ما زالت تحمل صفة التخصص في المنتج منذ زمن بعيد مما يمثل عنصر جذب مهمًا للسائح لرؤية المعروضات والمنتجات وكيفية عرضها والمهارات التي يتقنها البائع باعتبارها وسيلة لإمتاع الزبون ومن ثم إقناعه لشراء هذا المنتج. كذلك فإن مجرد التجوال في هذه الأسواق يشعر الشخص بمتعة كبيرة وقضاء للوقت وكسب كثير من المعارف والاطلاع على الثقافات المختلفة نتيجة ما يدور بين البائع والمشتري (الزبون) من حديث ونقاش وربما مفاوضات حول السعر. وتعد الأسواق القديمة في مدينة مكة المكرمة وجدة والطائف أهم الأسواق التي تمثل هذه المنطقة، ويمكن استعراض أهمها على النحو الآتي:
 
أ) مكة المكرمة:
 
 تنتشر الأسواق الشعبية والقديمة بشكل خاص حول الحرم المكي الشريف، وتتصف بصغر حجمها وبمعروضاتها التي تركز بشكل عام على التخصص في بيع الخردوات والهدايا والتحف والأقمشة وأدوات الزينة. وتستهدف هذه الأسواق الحجاج والمعتمرين بصفة رئيسة وذلك لإقبالهم على شراء الهدايا للعودة بها إلى أمكنة قدومهم. وبالإضافة إلى المحلات الصغيرة، تنتشر الأسواق الكبيرة ولا سيما أسواق الذهب، والمنتجات الكهربائية بأنواعها. ومما تتميز به المحلات القريبة من الحرم عملها على مدار الساعة، ما عدا أوقات الصلاة بطبيعة الحال، وذلك لتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين في أي وقت. كما تنتشر الأسواق الكبرى والدولية، والأسواق المركزية في أحياء مكة المكرمة حيث يشارك عدد منها في فعاليات المهرجانات السياحية والتسويقية التي تقام بالمدينة.
 
ب) جدة:
 
لعبت جدة وظيفة الميناء الرئيس للمملكة العربية السعودية، وتعد بوابة للحرمين الشريفين مما أكسبها أهمية تجارية منذ القدم، وانتشرت فيها الأسواق بمختلف أنواعها بدءًا من وسط المدينة وانتشارًا نحو الخارج  . ويعد وسط البلد سوقًا كبيرة متنوعة تشتمل على عدد من الأسواق وذلك على النحو الآتي:
 
1) سوق الندى: 
 
إحدى الأسواق المسقوفة في وسط البلد وتتصل بالخاسكية عن طريق شارع قابل، وتنتشر في هذه السوق بعض الصناعات اليدوية، كما تباع بها بعض الأغذية. وهذه السوق تعرف كذلك بسوق الحوت لوجود عدد من المحال المتخصصة في قلي الأسماك الطازجة وتقديمها لمرتادي السوق، وللزبائن الذين يأتون خصيصًا للاستمتاع بهذا النوع من الأكل.
 
2) سوق الخاسكية:
 
تتصل هذه السوق بسوق الندى، وكانت متخصصة في بيع المواد الغذائية واللوازم المنـزلية والتوابل، وتطغى عليها اليوم محال بيع الجملة.
 
3) سوق قابل:
 
تعد هذه السوق، مع سوق الندى، من الأسواق القديمة ذات الشهرة لدى كثير من زوار جدة. ويمكن القول إنه من النادر جدًا أن يتسوق الزائر من مدينة جدة دون المرور بهاتين السوقين. ولا تبعد هذه السوق عن الأسواق السابقة كثيرًا، وتشتهر بوجود الصرافين ومحلات الصرافة (استبدال العملات)، وكذلك وجود تجارة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنـزلية وتجارة الأقمشة.
 
4) سوق البدو:
 
على الرغم من قدم التسمية التي أتت لكثرة ارتياد البدو قديمًا لهذه السوق لوقوعها في الجزء الشرقي من جدة القديمة، قريبًا من باب مكة المكرمة، إلا أن زوارها الآن من جميع طبقات المجتمع تقريبًا، سواء كان ذلك للتسوق أو للتجوال. ومع ذلك ما زال هنالك زبائن معينون يأتون لهذه السوق التي تحافظ على بعض من التخصص في بيع المنتجات التي يهتم بها سكان البادية وخصوصًا الملابس والأقمشة. وتتميز السوق بقدم محالها التي توارثتها الأجيال، ومحافظتها على الطابع العمراني القديم، وتنوع معروضاتها.
 
5) سوق النورية:
 
وتعرف بسوق اللحوم، لأنها تتخصص في بيع اللحوم والفاكهة والخضراوات، ويقع الجزء المتبقي من هذه السوق إلى الجنوب الشرقي من شارع قابل.
 
6) سوق الذهب: 
 
وتعرف أيضًا بسوق الصاغة، وهي على أحد التفرعات من سوق الندى. وتنشط حركة بيع وشراء الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة في هذه السوق في المواسم مثل الحج والعمرة ورمضان.
 
7) سوق العلوي: 
 
تتصل هذه السوق من ناحية الشرق بسوق البدو، وهي شارع أو (زقاق) متعرج تنتشر على جوانبه محال العطارة وبيع التوابل والملابس.
 
8) سوق العصر:
 
سميت بهذا الاسم لأنها كانت تقام بعد صلاة العصر يوميًا ما عدا يوم الجمعة. والسوق تقع في منطقة باب شريف، وتعرف كذلك بسوق الحراج. ويباع في السوق عدد من المنتجات التي تأتي من خارج مدينة جدة ومنها المساويك مثل الأراك والبشام، إضافة إلى المنتجات الأخرى.
 
9) سوق الحراج:
 
وتعرف كذلك بسوق الصواريخ وتقع إلى الجنوب من مصفاة بترومين في جنوب جدة وبمحاذاة طريق الكورنيش الجنوبي. وتشهد هذه السوق ازدحامًا شديدًا وإقبالاً منقطع النظير ولا سيما في يومي الخميس والجمعة وفي أوقات الإجازات. ويباع في هذه السوق الأشياء القديمة المستخدمة والحديثة على حد سواء. وتتنوع المنتجات تنوعًا كبيرًا لتشمل الأثاث والأجهزة الكهربائية والملابس والمواد الغذائية.
 
10) سوق المطار القديم:
 
تقع السوق عند التقاء طريق الملك فهد بمدينة الحجاج في منطقة المطار القديم. وتتكون السوق من عدد من المحال التي تبيع التحف وأدوات الزينة القديمة وكذلك الأثاث وأدوات صنع القهوة قديمًا. ويغلب على هذه المنتجات طابع القدم وارتباطها بالتراث والتقاليد القديمة في المملكة العربية السعودية واليمن على وجه الخصوص. ورغم صغر السوق إلا أنها تحظى بأهمية وسمعة كبيرتين لدى السياح والزائرين لجدة خصوصًا من دول أوروبا وأمريكا. وتعد من الأمكنة ذات الأهمية السياحية والجذب الكبير.
 
11) سوق الخالدية:
 
تعرف بسوق (الفلبين) وتقع في حي الخالدية على الجزء الغربي من شارع الأمير سلطان وإلى الشمال من مدينة الخطوط السعودية. وتشتهر السوق بمنتجات شرق آسيا وكذلك بالماركات الشهيرة من الأحذية والساعات والملابس.
 
12) سوق الأفغان:
 
تقع على شارع الستين في حي الهنداوية وهي متخصصة في بيع السجاد الجديد والقديم، ويوجد بالسوق منتجات من باكستان وأفغانستان، بالإضافة إلى بعض المنتجات المصنوعة باليد سواء من المنسوجات أو الحقائب أو قطع السجاد الصغيرة.
 
13) سوق السمك المركزية:
 
تبدأ الحركة في هذه السوق في ساعة متأخرة من الليل عند عودة الصيادين من رحلة الصيد، أما البيع والشراء فيبدأ مبكرًا بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثامنة صباحًا تقريبًا. وتقع السوق على الشاطئ في نهاية طريق الكورنيش جنوب موقع حرس الحدود. وهي من الأمكنة التي يمكن للمرء الاطلاع فيها على أنواع الأسماك وطرق بيعها وتجهيزها، وأيضًا مراكب الصيد المستخدمة وكل ما يتعلق بصيد الأسماك.
 
وإلى الشمال من مدينة جدة، وتحديدًا في ثول توجد أطلال السوق الشعبية القديمة، فقد كانت الدعيجية التي تستقبل البضائع عن طريق ميناء ثول تمثل السوق الرئيسة التي تمول ثول والمناطق المحيطة بها.
 
وليست هذه كل الأسواق القائمة في مدينة جدة بطبيعة الحال، فهناك أسواق أخرى مثل سوق بترومين وسوق السوريين وسوق المكرونة والبوادي ومحمود سعيد وسوق باب شريف، وباب مكة المكرمة، وكذلك الكندرة إلى الشرق قليلاً من وسط البلد وغيرها.
 
ج) الطائف: 
 
ينتشر في مدينة الطائف عدد من الأسواق القديمة التي تقع في وسط البلد ومعظمها ضمن السوق المركزية. وبعض الأسواق كانت شعبية أسبوعية، ولكن مع الازدهار التجاري والتطور الحديث أصبحت مفتوحة طوال أيام الأسبوع، وغلب عليها حاليًا طابع الأسواق الحديثة. وتعد السوق المركزية السوق القديمة لأهالي محافظة الطائف والمناطق المجاورة. كما يوجد كذلك عدد من الأسواق ذات الطابع التخصصي والتقليدي مثل أسواق العسل والسمن التي تشتهر بها مدينة الطائف وتجلب إليها المنتجات من المناطق المجاورة.  فإنتاج العسل في الطائف من المنتجات التقليدية المشهورة منذ فترة طويلة وما زال حتى الآن. وتعد الهدا والشفا وبعض الأودية والجبال جنوب الطائف من الأمكنة التي تشتهر بكثرة المناحل.
 
ومن الأسواق الشعبية في الطائف سوق الجمعة  بمنطقة المزغدية في وادي وج، وتعرف هذه السوق كذلك بسوق الطيور، حيث يتم فيها بيع أنواع مختلفة من الطيور والأرانب والبيض البلدي. وتبدأ السوق مبكرة في الفترة الصباحية من كل يوم جمعة. وهناك أيضًا سوق الأغنام والماشية التي تشهد نشاطًا كبيرًا وإقبالاً مميزًا خصوصًا في مواسم الإجازات والصيف. ويقبل عليها المصطافون والسكان المحليون بشكل كبير. كذلك توجد بالطائف سوق للملابس والمنسوجات، ولا سيما الشتوية، وأهم ما يميز هذه السوق المشالح أو البشوت وكذلك الفراء. وهذه المنسوجات تكون صناعتها إما محلية جلبت من مناطق مختلفة من المملكة، أو مستوردة من الدول المجاورة وبخاصة سورية. كما توجد أسواق الخردة أو الحراج الخاصة بالأدوات المنـزلية المستخدمة. وتأتي أسواق الفاكهة سواء من منتجات الطائف أو المنتجات التي ترد إلى الطائف من مناطق المملكة الأخرى لتكمل سلسلة الأسواق التقليدية والشعبية. وتوجد سوقان رئيستان للفاكهة تجذبان إليهما عددًا من المصطافين والمسافرين نظرًا لموقعيهما، ونظرًا لإقبال السياح على شراء المنتجات الزراعية لمدينة الطائف سواء كانت فاكهة أو خضراوات. وتقع إحدى هاتين السوقين إلى الجنوب من مدينة الطائف بالقرب من طريق الجنوب وهي السوق الرئيسة للفاكهة؛ أما الأخرى فتقع في أعلى عقبة الهدا على جانب طريق الطائف مكة المكرمة عبر الهدا  . 
 
كما أن هناك عددًا من الأسواق الأسبوعية التي لا تزال قائمة في جنوب محافظة الطائف مثل سوق الثلاثاء بميسان بالحارث وسوق الربوع بثقيف وسوق الخميس بصيادة والأحد بحداد والثلاثاء بالقريع بني مالك وسوق الأربعاء بتهامة بني مالك وسوق الاثنين بأضم.
 
د) الأسواق في القنفذة والليث:
 
على الرغم من تقلص أو اندثار دور الأسواق الأسبوعية في كثير من محافظات المنطقة، إلا أن محافظة القنفذة على وجه التحديد تتميز بانتشار الأسواق الشعبية والأسبوعية النشطة في أرجاء المحافظة كافة. وربما يعود السبب في ذلك إلى طبيعة طبوغرافية وجغرافية المنطقة، وبعد مراكزها السكانية وقراها، خصوصًا في الماضي، بعضها عن البعض وعن مراكز النمو الحضارية مثل مكة المكرمة وجدة. وهذا الأمر ربما ساعد على احتفاظ السوق بأهميتها، ويتم التسوق في يوم واحد من قبل المشترين الذين يأتون إليه من مناطق بعيدة. أما البائعون فيتجولون في عدد من الأسواق وذلك لبيع ما لديهم من منتجات ومعروضات. ويبين (جدول 4) الأسواق الشعبية القائمة في محافظة القنفذة  ،  ويلاحظ أن السوق ربما تقام في اليوم نفسه في أمكنة متفرقة نظرًا لبعد المسافة، وكثيرًا ما يتبع اسم اليوم الذي يقام فيه السوق باسم البلدة التي تقام فيها السوق مثل سوق سبت شمران، أو سوق خميس القوز، أو ثلوث عمارة، وذلك للتفريق ما بين هذه الأسواق.
 
وتبدأ الأسواق الأسبوعية نشاطها في وقت مبكر من الصباح، عادة من بعد صلاة الفجر حتى الساعات الأولى من النهار. وعادة ما تنتهي عملية البيع والشراء عند الثامنة أو التاسعة صباحًا ولا سيما في فصل الصيف. كما أن حركة البيع والشراء تبدأ في بعض الأسواق من بعد عصر اليوم السابق للسوق. وتقوم هذه الأسواق على بيع الأغنام التي يأتي بها أصحابها من أماكن مختلفة لبيعها وشراء ما يحتاجونه من مستلزمات. كما يعرض في هذه الأسواق المنتجات الشعبية والمحلية من صناعات يدوية مثل الفخار والخوص والإنتاج الزراعي. وما زالت هذه الأسواق تستقطب أعدادًا كبيرة من المهتمين والمتسوقين.
 
أما في القنفذة فتوجد منطقة السوق القديم التي تمثل الماضي في نمط البناء والمواد المستخدمة والرواشين التي ما زال بعضها قائمًا حتى الآن. ويوجد في محافظة الليث بعض الأسواق الأسبوعية، وتعد سوق الجمعة لبيع وشراء الأغنام من أهم هذه الأسواق. وعلى أطراف المدينة توجد كذلك أسواق للأغنام وأسواق لبيع الفواكه والخضار والحبوب.  أما في محافظة رابغ فكانت رابغ المدينة تمثل السوق الشعبية الرئيسة التي يأتي إليها سكان القرى المجاورة والتابعة لرابغ مثل حجر والأبواء ومستورة وغيرها. وكانت تقع السوق الشعبية القديمة مكان السوق الحالي جنوب مركز الدفاع المدني حاليًا. وتتكون السوق من حوانيت صغيرة مبنية من الطين ومن الأخشاب والمواد المتوافرة محليًا، ولكن كل ذلك أزيل واستبدلت مواد البناء القديمة بمواد بناء حديثة. أما البضائع التي كان يتم تداولها في السوق فكانت تمثل المواد الغذائية كالدخن والذرة والتمر والبن والهيل والسكر والأقمشة وبعض المصنوعات التقليدية، بالإضافة إلى تجارة المواشي.
 
ويوجد في محافظة الخرمة سوق  شعبية قديمة في وسط المدينة، أو ما يسمى بالبلد، ما تزال بعض محالها قائمة، إذ تتصف بعدم التخصص في الأشياء المعروضة. كذلك توجد سوق شعبية خاصة بالنساء فقط. وكانت تقام ثلاث أسواق أسبوعية في محافظة رنية هي سوق الخميس برنية، وسوق الأربعاء بالأملح، وسوق الجمعة بالضرمة، ولكن هذه الأسواق الشعبية اندثرت وحلت محلها أسواق حديثة.
 

الأسواق والمراكز التجارية

 
تعد الأسواق والمراكز التجارية من المعالم الحضارية التي تميز كثيرًا من المدن، وتجتذب إليها أعدادًا كبيرة من الزوار والمتسوقين. ولا تقتصر أهمية الأسواق ودورها السياحي على ما تقدمه من معروضات للبيع والشراء، بل تتعدى ذلك إلى توفير أجواء من متعة التسوق والترفيه خصوصًا للعوائل، إضافة إلى توفير بعض الخدمات كالمطاعم والأنشطة الرياضية. كما تسعى المراكز التجارية الكبيرة إلى توفير الخدمات المهمة لمرتادي المراكز ومن ذلك وجود بنك لتقديم جميع الخدمات المصرفية، مكتب سفر وسياحة، مكتب لشركة الاتصالات، مكتب لشركة تأمين، صيدلية، وغير ذلك. كما أن التصاميم المعمارية الخارجية للأسواق والمراكز التجارية، والديكورات الداخلية وأنظمة الإضاءة والتشجير الداخلي، والنوافير من المميزات الجمالية التي يتصف بها كثير من الأسواق، وربما لعبت دورًا في جذب الزوار إلى الأسواق. ومما يميز كثيرًا من المراكز التجارية في منطقة مكة المكرمة، وفي مدينة جدة تحديدًا اشتمالها على عدد من الخصائص التي جعلتها تضاهي أرقى المراكز العالمية.
 
ويعد مركز الكورنيش في مدينة جدة  من المراكز التجارية التي حققت نجاحًا كبيرًا منذ افتتاحه عام 1404هـ / 1984م، وأصبح مقصدًا رئيسًا للتسوق من داخل المملكة وخارجها. وقد حصل هذا المركز الذي يعد من بين أقدم مراكز التسوق الحديثة في المملكة على جائزة أحسن مركز تجاري في الشرق الأوسط. ويتميز المركز بموقعه في وسط حي البلد بجدة وقربه من الأسواق التاريخية واحتوائه على الأسماء التجارية العالمية. ويضم 252 معرضًا، بالإضافة إلى الخدمات التي يحتاجها المتسوقون مثل المسجد ودورات المياه وخدمات الطعام والجلوس. ويستقبل المركز سنويًا أكثر من 10 ملايين زائر من الداخل والخارج ومن الحجاج والمعتمرين. ويبلغ المعدل اليومي لعدد الزوار ما بين 20 و 25 ألف زائر، ويرتفع المعدل في المواسم ليصل إلى أكثر من 35 ألف زائر. ويتميز المركز بكونه ملتقى للجاليات من جميع أنحاء العالم ولا سيما الآسيوية منها، ويقوم بالمشاركة في المناسبات الوطنية والمهرجانات ومن ذلك مهرجان هدايا شهر رمضان  . 
 
وتوجد كذلك أول سوق تجارية دولية في مدينة جدة وهي سوق حراء الدولية التي يزورها يوميًا ما بين 10 و 15 ألف زائر في فترات الإجازات ومهرجانات الصيف. وتقدم السوق عددًا من البرامج الترفيهية والتسويقية والجوائز للمتسابقين والمتسوقين، بالإضافة إلى عدد من المهرجانات والمعارض المختلفة. وهناك من المراكز التجارية ما ينظم له الزيارات من الوفود التي تأتي للعمرة، خصوصًا المراكز المتخصصة في بيع الملبوسات. وقد اكتسبت عدد من الشوارع شهرة تجارية كبيرة لما تشتمل عليه من مراكز تجارية عالمية، ومن ذلك في جدة على سبيل المثال شارع الملك عبد العزيز، وشارع التحلية
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook