ولد الأصمعي في محافظة البصرة بالعراق، وكانت ولادته عام 123هـ، وقيل أيضاً أنها كانت عام 125هـ، وهو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك الأصمعي، أبو سعيد،ونشأ الأصمعي في البصرة، وتعلم فيها القراءة والكتابة،
ويعد الأصمعي راوية العرب، وأحد أئمة العلم في اللغة، والبلدان، والشعر، ويُنسب إلى جده أصمع، وعُرف عنه أنه كان دائم الطواف بالبادية يتعرف على أخبارها، ويتعلم من علومها، ويُذهل من ذلك الخلفاء، ويُكافأ بالعطايا الكثيرة، ويُذكر أن الرشيد كان يسميه بشيطان الشعر، وكان الأصمعي يقول بأنه يحفظ 10.000 أرجوزة،[٣] كما تعلم التجويد وأتقنه على يد أبي عمرو بن العلاء البصري، وهو أحد القرّاء السبعة وأستاذ الأصمعي في كافة علوم اللغة والأدب، وهو أكثر الشيوخ ملازمةً للأصمعي.
اشتهر الأصمعي على نطاق واسع؛ حيث كان الخلفاء يُجالسونه، ويحبون منادمته، وقد ساعدت مجالس الرشيد على ذيوع شهرته على جميع الأوساط، والمجالس الأدبيّة، فقد كان حريصاً على جمع الأشعار، والأخبار، وكان يُحسن اختيار الأشعار وإنشادها، ويجدر بالذكر في هذا الجانب أنَّ شُهرة الأصمعي كانت بسبب اهتمام الرواة به؛ إذ كانوا يذكرون أخباراً وأقوالاً، وينسبونها إلى الأصمعيّ، كما نهل العديد من المصنفين اللاحقين له من مؤلفاته اللغويّة والأدبيّة، وجمعت كتب اللغة والأدب العديد من أشعاره وأقواله، ويُذكر في تعليل شهرة الأصمعي أحد أقواله وهو: (وصلت بالعلم، وكسبت الملح).
ألّف الأصمعي العديد من المؤلفات ومن أهمها:
توفي الأصمعي رحمه الله في البصرة سنة 216هـ/831م، وكانت وفاته في أيام خلافة المأمون، وقد أكثر الشعراء من رثائه بعد موته، ومن بين الشعراء الذين رثوه أبو العالية الشامي، إذ يقول فيه:
لا دَرَّ دَرُّ نباتِ الأرضِ
إذ فُجِعَت بالأصمعيِّ لقد أبقت لنا أسفا
عشْ ما بدا لك في الدنيا
فلست ترى في الناس منه ولا في علمه خلفا
موقع موضوع
العربية
