الأضحية في الإسلام

الكاتب: مروى قويدر -
الأضحية في الإسلام

الأضحية في الإسلام.

 

 

امتثل نبيّنا إبراهيم عليه السلام لأمر الله تعالى عندما رأى في منامه أنّه يذبح ابنه إسماعيل، فأراد تحقيق ذلك إلاّ أنّ الله تعالى فداه بكبشٍ وذبحٍ عظيم ليُصبح بعد ذلك سنّة عند المسلمين اقتداءً بنبي الله وامتثالاً لأوامره عز وجل.


قد جعل الله تعالى هذه الأضحية عيداً في كل سنة يتقرّب بها المسلمون إليه طالبين المغفرة والرحمة. وكما نعلم فإنّ ميقات هذه الأضحية يأتي في شهر ذي الحجة من كل عام وهو ما يُسمى بعيد الأضحى المبارك. للأضحية العديد من الشروط التي لا بد من توفرها من أجل أن تكون قرباناً يتقبله الله تعالى من عباده. سنتعرّف في هذا المقال على تلك الشروط وتوضيحها بالتفصيل مع الاستشهاد ببعض الأحاديث الشريفة.

 

شروط الأضحية في الإسلام..

 

  • أن تكون من بهيمة الأنعام كالإبل، والبقر، والغنم، والضأن لقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ ) [الحج:34].
  • أن تبلغ الأضحية السن المحدد شرعاً، وذلك بأن تكون جذعة من الضأن، وثنية من غيرها لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا تَذبَحوا إلا مُسنَّةً. إلا أنْ يعسُرَ عليكم، فتذبَحوا جَذَعةً مِنَ الضأْنِ) [صحيح مسلم]، ويعني بالمسنّة أي ثنية فما فوقها، والجذعة ما دون ذلك أي ما تمّت نصف سنة. فمثلاً من الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتمّ السنتين، ومن الغنم ما أتم السنة.
  • أن تكون خالية من العيوب التي تمنعها من أن تكون أضحية، وهي أربعة عيوب: العور البيّن، وهو الذي تبرز فيه العين كالزر، أو تنخسف، أو تبيض ابيضاضاً يدل عليه. والمرض الواضح الذي تظهر أعراضه على البهيمة كالحمّى، والجرب المفسد للحمها أو المؤثر على صحّتها، وكذلك الجرح العميق. ومن العيوب أيضاً العرج الواضح الذي يمنع البهيمة من السير بشكلٍ سليم. وأيضاً الهزال الذي يُذهب المخ، لقوله عليه الصلاة والسلام: (أربعٌ لا يَجُزْنَ في الأضاحي: العوراءُ البَيِّنُ عَوَرُهَا، و المريضةُ البَيِّنُ مرضُها، و العرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، و الكَسِيرةُ التي لا تُنْقِى. قال: فإني أكرَهُ أَنْ يكونَ نَقْصٌ في القَرْنِ، والأذنِ. قال: فما كَرِهْتَ منه فَدَعْه، ولا تُحَرِّمْهُ على أحدٍ) [صحيح النسائي].
ويلحق بهذه العيوب أيضاً ما يلي: العمياء التي لا تبصر، والمبشومة التي أكلت وامتلأت حتى شبعت، والمصابة سواءً بفعل السقوط، أو الخنق. وأيضاً الزمنى أي العاجزة عن المشي. ومقطوعة إحدى اليدين أو القدمين.
  • أن تكون ملكاً لصاحبها، أو أُذن له فيها، فلا تصح الأضحية بما لا يملكه كالمسروقة، أو المأخوذة، أو المغصوبة لأنّه لا يصح التقرّب إلى الله عز وجل بمعصية.
  • لا تصح التضحية بالمرهونة، وأن لا يتعلق بها حق للغير.
  • أن تتم الأضحية في الوقت المحدد شرعاً وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس آخر يوم من أيّام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، فمن ذبح قبل الفراغ من صلاة العيد، أو بعد غروب شمس اليوم الثالث عشر فإنّ أضحيته لا تجوز. فقد روى البخاري أنّ النبي عليه السلام قال:(من ذبحَ قَبلُ فإنَّما هوَ لحمٌ قدَّمهُ لأهلهِ ، ليسَ منَ النُّسُكِ في شيءٍ) [صحيح بخاري].


لكن لو واجه المسلم بعض الظروف والأعذار بتأخير الأضحية عن الوقت المحدد فلا بأس أن تُذبح بعد خروج الوقت للعذر، وذلك قياساً على من نام عن الصلاة أو نسيها فيجوز له أن يصليها إذا استيقظ.

 

شارك المقالة:
78 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook