توجد الأعمدة المنصوبة أحيانًا في الأمكنة التي توجد فيها المنشآت المدببة والدوائر الحجرية، وقد فسرت على أنها منشآت دينية تؤرخ بالعصر الحجري الحديث. وقد وجدت هذه الظاهرة في عدد من محافظات المنطقة، حيث اكتشف فريق من وكالة الآثار والمتاحف عام 1399هـ / 1979م ثلاثة مواقع للأعمدة المنصوبة في المنطقة هي: موقع رقم 207 - 43 في سجلات الوكالة ويوجد في محافظة ضرماء، وموقع مجيرة في محافظة الدوادمي، وموقع الملح الواقع إلى الغرب من مدينة القويعية  .  ثم قام فريق آخر من وكالة الآثار والمتاحف عام 1403هـ / 1983م بالتنقيب في الموقع رقم 1 الواقع في شعيب الثمامة شمال شرقي مدينة الرياض، وتوصل الفريق إلى اكتشاف دائرة حجرية تكونها أعمدة منصوبة، وتضم في وسطها أعمدة أخرى، ولعلَّها تعود إلى العصر الحجري الحديث وما بعده؛ وذلك استنادًا إلى أدوات حجرية؛ رؤوس سهام وحراب اكتشفت في الموقع، وهي تدل دلالة واضحة على خبرة الصّانع ومهارته  .  بعد ذلك زارت الباحثة البريطانية إيونـز ثمبسون (Ionis Thompson) مجموعة من الأعمدة المنصوبة في موقع بين الرياض والخرج ونشرت في كتابها رسمًا له ووصفًا يتبين منه أن هذه الأعمدة تتكون من مجموعتين تكون كلّ منهما دائرة ضخمة، وتصل ارتفاعات الأعمدة فيها إلى نحو المترين  .  وفي محافظة السليل عُثر على موقع للأعمدة المنصوبة في وادي مرخ على بُعد نحو 40كم إلى الجنوب من مدينة السليل. وتوجد تلك الأعمدة في وسط الوادي مكونة دائرة قطرها نحو خمسة عشر مترًا، معظم أعمدتها متساقطة. ويراوح ارتفاع الأعمدة الباقية في أمكنتها الأصلية بين ثمانين وخمسين سنتيمترًا، وبعضها يصل ارتفاعه إلى المتر وعشرة سنتيمترات. وقد فقدت الأعمدة أجزاءً منها، وبخاصة العلوية، بسبب عوامل التعرية. ويصل عمق الجزء المدفون منها في التربة إلى خمسين سنتيمترًا؛ ولذلك فمن المرجح أن يكون الإنسان جلبها من مكان آخر، ونصبها عن قصد لتؤدي وظيفة معينة خلال عصور ما قبل ظهور الإسلام بفترة طويلة جدًا. وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجد موقع للأعمدة المنصوبة عام 1418هـ / 1997م في وادي مِرخة الواقع على بُعد نحو 20كم إلى الجنوب من وادي مرخ في محافظة السليل، وعلى بُعد 60كم جنوبي مدينة السليل. وتبدو تلك الأعمدة متلاصقة، وعلى هيئة سور، ومحتفظة - إلى حَدٍّ ما - بشكلها الأصلي، ووجدت إلى جوارها منشآت حجرية لإقامة الإنسان