الأكلات الشعبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأكلات الشعبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الأكلات الشعبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
كان التمر والحنطة واللبن من أهم المكونات الأساسية للغذاء في المنطقة الشرقية كما في معظم مناطق المملكة، وكانت واحتا الأحساء والقطيف مصادر رئيسة للمنتجات الزراعية التي تعتمد عليها المدن والبلدات الأخرى في المنطقة الشرقية وخارجها. ولمحدودية الظروف الاقتصادية وانعدام الوسائل الحديثة في إنتاج الأغذية وتغليفها كان تخزين الأطعمة أسلوبًا مهمًا للتكيف مع الحياة، فقد كان موجودًا في البيوت مستودع لتخزين المؤن الرئيسة مثل التمر، والحنطة، والأرز لما يكفيهم لعام تقريبًا. فكان التمر يُخزن في مستودع لهذا الغرض يُسمى (الكندوج)، كما كان يُلحق بالكندوج مستودع صغير مطلي بالجص ومُغطى بسعف النخيل يُعرف بـ (الجصة) لتخزين التمر المستخدم بشكل يومي، وفي بعض الأحيان تُخصص غرفة من المنـزل تُفرش بالحصير ثم يُنثر فيها التمر ويُغطى بحصير للمحافظة عليه واستخراجه عند الحاجة، وذلك عندما ينتهي موسم خراف النخيل، وكذلك عند بيعه في الأسواق.
 
وكان للدبس المستخرج من التمر أهمية غذائية، فكان يُستخدم مع كثير من أنواع الغذاء مثل العصيدة، وكان يُحلى به بعض أنواع الأكلات مثل المحمر، كما كان الدبس يُمزج مع قليل من الماء ويُخفق مع البيض ويُضاف إليه السمن ويؤكل مع الخبز. ولم يقتصر إنتاج الدبس على تلبية احتياجات الأسرة بل تعداها إلى بيعه وتصديره، واشتهرت القطيف بذلك. ونظرًا إلى أهمية الدبس فقد اعتُني بطريقة إعداده، فكانت مستودعات التمر (يُطلق على الواحدة منها: الكندوج) تُعمل بارتفاع متر عن الأرض، ويُعمل فيها قنوات من الجص، وتُسقف بجريد النخل المنسوج بالحبال الليفية وتُسمى هذه (القرد)، وفوق القرد تُرص قلال التمر في صفوف منتظمة، ويسيل الدبس من تلك القلال من بين الجريد ليأخذ طريقه في القنوات الجصية إلى مجمع الدبس المسمى (المجبأة)، ثم يُجمع الدبس ويوضع في أوانٍ خاصة.
 
وكان الأرز والحنطة يوضعان في أوانٍ فخارية تُسمى (الخرس)، ويُوضعان في مستودع يُسمى (دارة الجازة)، كما أنّ السمن يوضع في أوانٍ مخصصة تُعرف باسم (الخابية) وتُخزن في دارة الجازة.
 
ولتوفير مصادر غذائية حيوانية - وبخاصةٍ اللبن والحليب والبيض - كانت تُلحق بالبيوت - خصوصًا في القطيف والأحساء - حظائر لتربية الدواجن، والطيور، والأغنام، والأبقار، ويعتمد حجم تلك الحظائر على الإمكانات الاقتصادية لأهل البيت، وكانت ربة المنـزل أو بناتها يقمن بحلب الحيوانات والعناية بها.
 
ولأنّ أجزاء من المنطقة الشرقية مناطق ساحلية فقد كانت المنتجات البحرية مصدر غذاء مهمًا للسكان، لذا اعتمد المطبخ في المنطقة الشرقية في إعداد الطعام على السمك والرُّبيان المتوافر في المنطقة، ويُعد السمك - لوفرته ورخص سعره - الإدام الشعبي الأكثر تداولاً، وتفنن الناس في طبخه، وحتى في الأوقات التي كان يقل فيها السمك - مثل فصل الشتاء - كان الناس يُجففونه ويُسمونه (الحلى) ويدخرونه للشتاء، وكان يُخزّن في دارة الجازة، وكذلك احتل الرُّبيان مكانة كبيرة في الطبخ، وتنوعت طرق إعداده.
 
ويُعد الأرز غذاءً رئيسًا آخر، ولأهميته كان يُطلق عليه اسم (العيش)، فكان كثير من الناس يتناولونه في وجبتي الغداء والعشاء، كما كان يُعد طبقًا أساسيًا في الولائم والمناسبات خصوصًا مع اللحم، ويُعد الأرز مكونًا أساسيًا لكثير من الطبخات. ويقتصر استخدام الخبز في العادة على وجبة الإفطار، وهناك نوع من الخبز المعروف هو الخبز الأحمر الذي يتم إعداده بخلط الدقيق مع التمر وعجنه وإضافة الينسون والحبة السوداء والشمر، ثم يُقرص ويفرد في تنور مصنوع من الفخار، وكان الخبز يُعد في البيت أو في مخابز منتشرة في الأحياء. وكانت توجد وجبات غذائية سائدة تعتمد على اللبن والتمر والحوت الصغير (الحساس والمشلق)، وكان الحوت المجفف مع التمر أو الحوت المملح الذي يُشوى ويؤكل مع التمر أكلات شائعة  .  وفي الشتاء يكثر تناول الأكلات ذات السعرات الحرارية العالية مثل المحلى والعصيد خصوصًا في وجبة الإفطار.
 
ويرجع عدم شيوع استخدام الخضراوات في الغذاء إلى أنّ هذه المنتجات لا يُهتم بزراعتها في المنطقة، إلا أنّه في فصل الصيف عندما تجنى بعض المحصولات الزراعية وتكون متوافرة في الأسواق يكثر استخدام الخضار من: باذنجان، وبامياء، ولوبياء، وسلق، وجزر، والقرع الطويل (اليقطين)، وكذلك الفواكه مثل: العنب، والتين، والخوخ، والبطيخ من قِبَل المزارعين وميسوري الحال، ومع المد الحضري وارتفاع المستوى التعليمي والاقتصادي لأهالي المنطقة أصبحت الخضراوات بأنواعها جزءًا مهمًا في الغذاء لقيمتها الغذائية.
 
ونظرًا إلى أنّ الولادة تُعدّ عملية شاقة وتُفقد المرأة كثيرًا من قوتها وتماسكها، لذا فالمرأة الوالدة تحتاج إلى عناية وغذاؤها يحتاج إلى اهتمام خاص، فيُركَّز فيه على اللحوم خصوصًا الحمراء ولحوم الحَمَام، ويُفضل في طريقة إعدادها السلق، ويُشرب مرقها، وأيضًا الأرز الحساوي، وتُضاف أنواع من البهارات مثل الكمون والرشاد والينسون، ويُركز في الفطور على تناول البيض المسلوق والبيض النيّئ (غير المطبوخ) بعد خفقه، وكذلك العصيدة والخبيصة، والحساء (الشوربة الساخنة)، وكذلك السمن الذي يُضاف مع بعض الوجبات.
 
شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook