تكثر وتتنوع الألعاب الشعبية في المنطقة الشرقية تبعًا لتنوع البلدات والبيئة الجغرافية والسكان. واتصفت الألعاب الشعبية في السابق بالبساطة وعدم التعقيد، وإذا تطلبت بعض الألعاب مواد فإنها تكون من البيئة المحلية، ويعتمد كثير من الألعاب على الحركة والجري ما يُحدث النشاط في النفس والجسد، وتُعد الألعاب الوسيلة الوحيدة أمام الأولاد والبنات للترويح عن النفس، إذ لم تكن توجد وسائل الترويح المتعارف عليها في الوقت الحاضر، كما أنّ للألعاب الشعبية دورًا اجتماعيًا في تحقيق التقارب والألفة بين الأولاد، بل بين أسرهم أيضًا. وتوجد جماعات مكونة من البنات أو الأولاد الذين يُمارسون أنواعًا من الألعاب التي يعرفون قواعدها وقوانينها، وكان هناك بعض القواعد التي تسير عليها المجموعة عند تقسيم الأفراد في اللعبة، وتختلف تلك القواعد في اللعبة ذات الصبغة الجماعية عنها في اللعبة ذات الصبغة الفردية.

 

يتم اختيار اللاعبين بطريقة عشوائية في الألعاب الفردية عن طريق إجراء قرعة، إذ يُصفُّ اللاعبون ويختارون حكمًا يقوم بإجراء القرعة عن طريق ترديد أهزوجة، وهي: آه آه عقرب بقرب قال لي ربي عدّ العشرة 1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10. ومن يقف عليه العد - أي رقم العشرة في أول مرة - أو يكون آخر واحد يبقى بعد تكرار الأهزوجة يخرج من الصف ويبدأ اللعبة، كذلك تُستخدم هذه الطريقة في تحديد اللاعبين الذين سيُشاركون في اللعبة إذا كانت اللعبة تتطلب عددًا معينًا، وفي بعض الأحيان يتفق الأولاد فيما بينهم على من يبدأ اللعبة.

 

وهناك طريقتان في تقسيم الأفراد في الألعاب الجماعية - أي التي تتطلب مجموعتين أو أكثر - وهما:

 

 التوزيع المقصود:

 

ويعتمد توزيع الأفراد إلى مجموعات على التكافؤ بين أفراد المجموعات سواء في العمر، أو في البنية الجسمية، أو الطول، أو المهارة في اللعبة، حتى تكون هناك منافسة ويستمتع الأفراد باللعبة.

 

 التوزيع العشوائي:

 

ويتم توزيع الأفراد على المجموعات عشوائيًا بالطريقة نفسها التي عُمل بها في الألعاب الفردية، أو بطريقة أخرى يتم فيها اختيار رؤساء المجموعات أو قوادها الذين يتم تحديدهم بناءً على مهارتهم في اللعبة أو عمرهم أو بنيتهم الجسمية القوية، ثم يتم توزيع بقية الأفراد على المجموعات عشوائيًا، فإذا كان اللعب يعتمد على مجموعتين يذهب لاعبان - وكل واحد منهما من مجموعة - ليختارا لهما لقبًا أو اسمًا، كأن يختار أحدهما الأسد أو الذئب والثاني النمر أو الثعلب من غير علم القائدين بالألقاب، ثم يأتي اللاعبان وهما يقولان:

 

يابا يابا، فيجيب القائدان: شريناكم شريناكم.

 

فيقول اللاعبان: تبغى الأسد أو النمر.

 

فيختار القائد الأول مثلاً الأسد (أو النمر) فينضم إليه اللاعب الذي سُمي بالأسد (أو النمر)، وينضم اللاعب الثاني تلقائيًا إلى القائد الآخر.

 

ويستمرون على هذه الطريقة حتى يتم توزيع جميع اللاعبين على المجموعتين، ويكون هناك تناوب بين القائدين في الاختيار، أي مرة يبدأ القائد الأول ومرة يبدأ القائد الثاني.