الألعاب المائية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الألعاب المائية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الألعاب المائية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
نظرًا إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة الشرقية حيث توجد مسطحات مائية كبيرة تتمثل في عيون المياه المنتشرة في الأحساء وكذلك وجود ساحل طويل على الخليج العربي، فقد كان للألعاب المائية بروز وانتشار فيها، وقد ذكر عددًا منها عبدالله آل عبدالمحسن  ،  وسيتم الحديث عن بعض هذه الألعاب مثل:
 
أ - الطريقة:
 
وهي لعبة مائية تُلعب في عيون المياه، وتتطلب ثوبًا يرتديه السباح، ويُمكن أن يلعبها لاعب واحد أو أكثر من لاعب.
 
وطريقة اللعبة أن يلبس اللاعب ثوبًا ويرفعه إلى أعلى تجاه الرقبة وهو مفتوح، ثم يقذف اللاعب بنفسه إلى العين فيدخل الهواء في الثوب فينتفخ ويُصبح كالبالون، ثم يبدأ اللاعب السباحة، وإذا اشترك فيها أكثر من لاعب فإنّهم يحددون نقطة لنهاية السباق، ومن يصل أولاً يفز، وتعتمد هذه اللعبة على إتقان مهارة السباحة وقوة التحمل والسرعة في السباحة.
 
ب - الصافية:
 
وهي لعبة مائية تُلعب في عيون المياه والبحر ويشترك فيها عدد من اللاعبين، تُحدد في البداية نقطة (مكان) في الماء يُطلق عليها (المحبس) يكون فيه أحد اللاعبين، ولا تحتاج هذه اللعبة إلى أدوات.
 
طريقة اللعبة: تُجرى قرعة بين اللاعبين لتحديد من يكون في المحبس، بعد ذلك ينادي من وقعت عليه القرعة من المحبس - والأولاد منتشرون حوله - بقوله: عشاكم، فيردد اللاعبون: ما نبغاه.
 
فيقول اللاعب الذي في المحبس: غداكم، فيردد بقية اللاعبين: ما نبغاه.
 
ثم يقول اللاعب: صافي الوافي، فيردد بقية اللاعبين: تعال به.
 
فينطلق اللاعب سابحًا محاولاً الإمساك بأحد اللاعبين أو لمس رأسه وبقية اللاعبين يهربون، وإذا استطاع إمساك أحد اللاعبين أخذ اللاعبُ الممسوكُ الدورَ في مطاردة اللاعبين، وإذا لم يتمكن ظل الولد يلاحق بقية اللاعبين حتى يتعب أو يقر بعدم مقدرته، ثم يعيد الأولاد اللعب مرة أخرى، وتعتمد هذه اللعبة على المهارة والسرعة في السباحة وقدرة اللاعبين على المراوغة.
 
ج - قريقيص الماء:
 
تُلعب هذه اللعبة في عيون المياه ويشترك فيها مجموعة من اللاعبين، وتتطلب قطعة من القماش لعصب عيني أحد اللاعبين.
 
طريقة اللعبة: تُجرى قرعة لتحديد اللاعب الذي سيبدأ اللعبة، بعد ذلك تُعصب عيناه بقطعة من القماش وبقية اللاعبين يسبحون من حوله ويحاولون الهرب منه، يقوم معصوب العينين بالبحث عنهم والغطس في الماء في محاولة للمس رِجل أحدهم، وعندما يلمس رِجل أحدهم يُزيل العصابة عن عينيه وينتقل الدور في اللعبة إلى اللاعب الملموس، وتستمر اللعبة إلى أن يملَّ اللاعبون، وتعتمد هذه اللعبة على المهارة في السباحة والمراوغة والسرعة في الهروب.
 
د - مسابق:
 
اسم هذه اللعبة مأخوذ من المسابقة، وتُؤدى هذه اللعبة في عيون المياه والبحر، ويشترك فيها مجموعة من اللاعبين، ويُمارسها الرجال والأولاد.
 
وطريقة لعبها: أن تُحدَّد نقطة لنهاية السباق في الماء، وتُعطى إشارة ببدء السباق عن طريق العد: 1، 2، 3 أو بضرب الماء بقوة باليد، ثم يبدأ السباق بين اللاعبين، فمن يصل نقطة النهاية أولاً يكن هو الفائز. ويتنوع السباق فقد يكون فوق الماء أو تحت الماء أو على الظهر، وتعتمد هذه اللعبة على إتقان مهارات السباحة والسرعة.
 
هـ - المناسم:
 
اسم هذه اللعبة مأخوذ من النسم وهو النَّفَس، والمقصود به القدرة على كتم النسم - أي النَّفَس - تحت الماء أطول فترة ممكنة، ويُمارس هذه اللعبة الرجال والأولاد، ويشترك فيها عدد من اللاعبين.
 
وطريقة اللعبة: أن يتم اختيار حَكَم لإعطاء إشارة البدء في الغطس ولتحديد الفائز، يكون اللاعبون في الماء مستعدين للغطس، فإذا أعطى الحَكَم إشارة البدء بالعد: 1، 2، 3 غطس اللاعبون في الماء، فمن يستطع البقاء في الماء غاطسًا زمنًا أطول من الآخرين يكن هو الفائز. ومن المعروف أنّ قدرة السباح على البقاء غاطسًا في الماء تكون أطول في الماء العذب مقارنة بالماء المالح، وتعتمد هذه اللعبة على قدرة السباح على التحمل والبقاء غاطسًا في الماء.
 

مظاهر الثبات والتغيّر

 
كانت الألعاب في السابق - كما لاحظنا - تعتمد على النشاط الحركي مثل السرعة، وقوة التحمل، وقوة الجسم، والمراوغة، كما أنّها تعتمد على اللعب الجماعي أي من خلال روح الجماعة والمنافسة بينهم. وكانت الألعاب - وبخاصةٍ ألعاب الأولاد - تُجرى خارج المنـزل في المزارع أو الطرقات أو في ساحات مفتوحة أو في عيون المياه أو البحر، لذا فالترويح واللعب لا يُمثل عبئًا على الوالدين أو إزعاجًا لهما، كما أنّ الألعاب لا تُحمّل الوالد عبئًا اقتصاديًا؛ فكثير من الألعاب لا يتطلب أدوات أو أجهزة يشتريها الأب، وإذا تطلبت بعض الأدوات فهي أدوات بسيطة تكون من موجودات البيئة ويصنعها الأولاد بأنفسهم.
 
وفي الوقت الحاضر نجد أنّ كثيرًا من تلك الألعاب اندثرت، وأصبح كثير من الناس لا يعلم عنها شيئًا. وقد تغير نمط الألعاب والتسلية لدى الأولاد في الوقت الحاضر، ومن مظاهر هذا التغير:
 
 اعتماد التسلية والألعاب في الوقت الحاضر على الأجهزة الإلكترونية سواء المنقولة منها التي تعتمد على بطاريات أو الأجهزة الثابتة التي يتم وصلها بشاشة التلفزيون.
 
 أصبح كثير من الألعاب يُمارَس في البيت بدلاً من الخارج.
 
 نمَّت الألعاب الحديثة الروح الفردية في اللعب؛ إذ يُمكن للطفل أن يلعب بمفرده ساعات طويلة، فروح المنافسة النـزيهة التي تصقل الموهبة وتنمي المهارة من خلال تلك الألعاب قد تلاشت وحلَّت محلَّها الألعاب الفردية التي تميت في الطفل تأكيد ذاته في الإطار الجماعي.
 
 طغت على الألعاب الحديثة صفة الترويح السلبي أي الترويح الخالي من النشاط الحركي؛ فالجلوس فترات طويلة لمشاهدة التلفزيون أو لعب الألعاب الإلكترونية - خصوصًا ما يُعرف بـ (البلاي ستيشن) - أصبح سمة مميزة للترويح والتسلية، في حين اعتمد الترويح في السابق على النشاط الحركي مثل السرعة وقوة التحمل والقوة الجسدية.
 
 ارتبطت التسلية في الوقت الحاضر بظهور بعض العادات معها مثل العادات الغذائية؛ إذ إنّ الطفل يُمارس ألعابه وهو يأكل وجبات سريعة أو حلويات أو يشرب مشروبات غازية؛ ماأثرَّ سلبًا على صحة الأفراد.
 
 تتصف الألعاب الحديثة التي تعتمد على الأجهزة الإلكترونية بإشغالها وتحفيزها للذهن والمهارات العقلية مثل كيفية التخطيط لمواجهة المصاعب والخروج من المتاهات.
 
 التسلية واقتناء الألعاب أمر مكلف اقتصاديًا في الوقت الحاضر، فهو يُضيف عبئًا ماليًا على الأسرة لارتفاع قيمة الألعاب.
 
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook