من المتعارف عليه أن ارتفاع ضغط الدم هو من المسببات الرئيسية لأمراض القلب والسكتة الدماغية التي تؤدي إلى الوفاة، حيث يصل عدد الوفيات جراء ارتفاع ضغط الدم إلى ما يقارب 7.5 مليون شخص حول العالم، فماذا يفعل ارتفاع ضغط الدم في أجسامنا.
ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما يتدفق الدم عبر الأوعية الدموية بقوة أكبر من الطبيعي، فضغط الدم المرتفع يضر بالقلب، والشرايين بشكل رئيسي، ويسبب مخاطر أخرى سنشرح عنها بالتفصيل في هذا المقال.
في الحالة الطبيعية تمتاز الشرايين بمرونة وقوة تسمح للدم بالتدفق بسهولة، لكن عند حدوث ارتفاع في ضغط الدم فإنه يتدفق ويضغط على الشرايين بقوة، مؤديًا إلى حدوث أضرار مثل التلف في خلايا البطانة الداخلية للشريان، وتمدد الأوعية الدموية داخل الجسم.
وتلك المشاكل تحول دون أن تقوم الشرايين بمهامها في نقل الدم المحمل بالغذاء والأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
لا يقتصر ارتفاع ضغط الدم في التأثير على الشرايين القريبة من قلبك، بل يؤثر على تلك المتواجدة في الذراعين والساقين والرأس والمعدة أيضًا، مما قد يسبب تشنجات في الساق، وخاصة عند المشي أو صعود المرتفعات.
لا تقلق من ذلك، عليك فقط التقليل المشي والجهد، لتحمي نفسك من المخاطر المحتملة.
يزيد ارتفاع ضغط الدم من الترسبات في الشرايين، وهذا يقلل من كفائتها في نقل الغذاء والأكسجين إلى القلب، وبالتالي ارتفاع احتمالية إصابتك بنوبة قلبية مصحوبة بعدة أعراض مثل:
إذا كنت مصابًا بارتفاع في ضغط الدم فإن قلبك يقوم بضخ الدم بصعوبة، مما يؤدي إلى تضخم في عضلة القلب، وزيادة حجمها، والتقليل من كفاءتها في العمل، بالتالي الحد من وصول الأكسجين والغذاء للأنسجة، وهذا ما يعرف بتضخم القلب.
يعد ارتفاع ضغط الدم من أهم الأسباب لحدوث السكتة الدماغية، حيث أن ارتفاعه يضعف من قدرة الشرايين على نقل الدم إلى منطقة الدماغ، بالتالي حدوث السكتة الدماغية.
وهناك نوعان من السكتة الدماغية:
يقول الخبراء أن 80٪ من السكتات الدماغية يمكن الوقاية منها عن طريق الحفاظ على ضغط دم سليم، أي أقل من 120/80.
قد تستغرب أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر أيضًا على مستوى التفكير والتركيز في الدماغ، يحدث ذلك جراء ضعف كفاءة الشرايين في نقل الدم إلى الدماغ، بالتالي الحد من عمله بشكل سليم.
ومن الجدير ذكره أنه يمكنك ملاحظة الأعراض بسرعة إذا كنت مصابًا بجلطة دماغية من قبل.
ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي الى بطء عملية تدفق الدم الى شبكية العين والعصب البصري المسؤول عن نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ، وبالتالي يضعف من الرؤية وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى العمى.
وفي حالات أخرى، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تجمع السوائل تحت شبكية العين، وجرح النسيج بالتالي تشويه الرؤية.
في بعض الحالات التي تعاني من ضغط دم مرتفع، فإن احتمالية وجود مشاكل جنسية وارد بشكل كبير لكلا الجنسين.
فضغط الدم المرتفع عند الرجال يضعف من نقل الدم إلى القضيب، وبالتالي حدوث مشاكل في الإنتصاب.
أما عند إصابة النساء به، يؤدي ذلك إلى خفض تدفق الدم إلى المهبل، سواء قبل أو أثناء الجماع، بالتالي صعوبة في بلوغ الذروة، وزيادة في التعب.
إن ضغط الدم المرتفع عند النساء المسنات، يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بكسور أو ضعف في العظام، ويفسر العلماء ذلك، أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من نسبة معدن الكالسيوم في البول، بالتالي التخلص من المعدن دون امتصاصه في الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بضعف في العظام.
يعاني أكثر من نصف الأشخاص المصابين بإرتفاع ضغط الدم من انقطاع النفس الانسدادي- وهي حالة استرخاء عضلات الحلق في الجسم- الذي يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم.
وبالمثل، انقطاع النفس المتكرر أثناء النوم يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، حيث أن انقطاع النفس يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر من النوم، مما يزيد من معدل خفقان القلب ونقص في مستوى الاكسجين، بالتالي الى ارتفاع في ضغط الدم.