الأنبياء عليهم السلام

الكاتب: مروى قويدر -
الأنبياء عليهم السلام

الأنبياء عليهم السلام

 

 

يُعرّف النبي بأنه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ليوحي إليه وحياً خاصاً، بواسطة أحد الملائكة الكرام، أو الرؤيا الصالحة، أو الإلهام في قلبه، ليكون المخبر عن الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أن القضية الأساسية في دعوة الأنبياء جميعاً كانت واحدة وهي توحيد الله تعالى، واجتناب الشرك، مصداقاً لقوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)، وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص الأنبياء، وبيّن أنّ أول ما كانوا يدعون إليه أقوامهم توحيد الله -تعالى- قائلين: (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)، ومن المعالم المشتركة بين جميع أنبياء الله -تعالى- أنهم لم يسألوا الناس أجراً مادّياً مقابل دعوتهم، بل كان كلّ واحدٍ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وكان كلّ نبيٍّ يخاطب قومه بلغتهم، حتى يفهموا ما يقول ويستوعبوا ما يدعو إليه.

 

أسماء الأنبياء وعددهم:

 

اختلف أهل العلم في تحديد عدد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال بعضهم إن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، ولا يعلمه إلا الله تعالى، واستدلّوا على رأيهم بقول الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)، وقوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)، بينما ذهب بعضهم الأخر إلى أن عدد الأنبياء مئة وعشرون ألف نبي، والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي لله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)، ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- لم يذكر أسماء كلّ الأنبياء في القرآن الكريم، وإنما ذكر أسماء خمسة وعشرين نبياً فقط، وهم: (محمد، وعيسى بن مريم، وموسى، وهارون، ويحيى، وزكريا، وأيوب، واليسع، وداود، وسليمان، ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وإسماعيل، وإبراهيم، ولوط، ويونس، وإدريس، وذو الكفل، وصالح، وهود، وإلياس، وشعيب، ونوح، وآدم).


وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)، وورد ذكر آدم -عليه السلام- في سورة آل عمران، وذُكر كل من هود، وصالح، وشعيب -عليهم السلام- في سورة هود، وورد ذكر ذو الكفل -عليه السلام- في سورة الأنبياء، وذُكر محمد -صلى الله عليه وسلم- في سورة الفتح، وهناك نبيٌّ ذُكر اسمه في السنة النبوية وهو يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.


وقد ورد في القرآن الكريم أسماء ثلاثة رجالٍ صالحين اختلف أهل العلم في نبوّتهم، وهم الخضر، وذو القرنين، وتبّع، حيث ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف في قول الله تعالى: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)، ووقع الاختلاف في الآية السابقة في كون الخطاب موجّهٌ إلى ذي القرنين أم كان بواسطة نبيٍّ معه، وقد ذهب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى نفي النبوّة عنه، بينما أكّد نبوّته الفخر الرازي وابن حجر رحمهم الله، والأرجح التوقّف في إثبات النبوّة لذي القرنين وتبّع، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجزم بأمر نبوّتهما، مصداقاً لما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)، وأما الخضر فهو العبد الصالح الذي ورد ذكره في سورة الكهف، حيث أخبرنا الله -تعالى- بأن موسى -عليه السلام- ذهب إليه ليطلب العلم عنده، وقد رجّح أهل العلم نبوّته وبأنه كان يوحى إليه من الله تعالى، واستدلّوا على ذلك بسياق القصة، حيث إن النبي العظيم موسى -عليه السلام- عزم على طلب العلم عنده، وأمضى حقباً من الزمان يُفتّش عنه، وقيل إنه بحث عنه ثمانين سنة، ولما وجده تواضع إليه، واتّبعه في صورة المستفيد منه، وعظّمه، ولا يكون ذلك إلا لنبيٍ معصوم يوحى إليه.

 

خصائص الأنبياء:

 

اصطفى الله -تعالى- الأنبياء -عليهم السلام- من صفوة الخلق، وأكرمهم بالنبوّة والرسالة، وزيّنهم بأفضل الأخلاق، فكانوا أحسن الناس خلقاً، وأعظمهم إيماناً، وأطهرهم قلباً، وأكثرهم تعبّداً وتواضعاً، وعلى الرغم من ذلك كلّه فإن الأنبياء كغيرهم من البشر يأكلون، ويشربون، وينسون، وينامون، ويمرضون، ويموتون، ولم يكن لأحدٍ منهم أيّ صفةٍ أو خاصيّةٍ من خصائص الربوبية أو الألوهية، وإنما خصهم الله -تعالى- بخصائص تميّزهم عن غيرهم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:

  • العصمة من الوقوع في الكبائر: حيث إن الله -تعالى- عصم أنبيائه -عليهم السلام- من ارتكاب الكبائر قبل بعثتهم وبعدها، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أغلب علماء المسلمين من كافّة الطوائف قالوا بعصمة الأنبياء، وأجمع الصحابة -رضي الله عنه- والتابعين على ذلك، أما صغائر الذنوب فقد ذهب أغلب أهل العلم إلى أن الأنبياء لم يكونوا معصومين عن الوقوع فيها، وفي حال وقعت منهم كان الله -تعالى- ينبّههم إليها ويتوبون منها مباشرة.
  • الوحي: يُعدّ الوحي من أعظم خصائص الأنبياء عليهم السلام، فهو الذي يميّزهم عن سائر البشر.
  • يصلّون في قبورهم: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأنبياء -عليهم السلام- يصلّون في قبورهم، حيث قال: (الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ).
شارك المقالة:
73 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook