بعث الله سبحانه وتعالى كثيراً من الرسل والأنبياء إلى الأقوام السابقين من أجل دعوة الناس إلى الإيمان بالله تعالى وحده، وترك الشرك والضلالات، كما أمرهم جل وعلا بتبليغ رسالاته السماوية، وشرائعه الربانية التي تضمن للبشرية إن استقامت عليها الخير والفلاح في الدنيا والآخرة.
ورد ذكر عدد الأنبياء والرسل في الحديث النبوي الشريف الذي صح عن النبي عليه الصلاة والسلام وهم 124 ألفاً من الأنبياء، وثلاثمئة وبضعة عشر من الرسل، أما عدد الرسل والأنبياء العرب منهم فقد كان خمسة فقط وأولهم مبعثاً نبي الله هود عليه السلام، ثمّ جاء من بعده نبي الله صالح عليه السلام، ثمّ نبي الله شعيب عليه السلام، ثم نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأخيراً سيد الخلق وخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام.
هود عليه السلام بعثه الله تعالى إلى قوم عاد الذين كانوا يسكنون في منطقة الأحقاف في جنوب الجزيرة العربية بين حضر موت وعُمان، وهود عليه السلام وقومه من العرب العاربة الذين بادوا وانتهوا، وقد جاءهم عليه السلام برسالة التوحيد من بعد أن ظهر فيهم الشرك والضلالات، وعندما رفضوا دعوة الله سلط الله عليهم الريح العقيم التي أتت عليهم فتركتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية.
صالح عليه السلام بعثه الله إلى قوم ثمود الذين كانوا يسكنون في منطقة تسمى الحجر بين تبوك والحجاز، وقد كانوا أيضاً من العرب العاربة الذين بادوا وانتهوا، ولقد جاءهم كما سلفه من قبل برسالة التوحيد والإيمان، كما جاءهم بمعجزة الناقة الباهرة التي لم تغن عنهم شيئا حينما أقدموا على قتلها مستعجلين عذاب الله المحيق بهم، وقد حل بهم عذاب الصيحة فما أغنت عنهم آلتهم التي كانوا يدعون من قبل.
شعيب عليه السلام أرسله الله إلى قوم مدين الذين سكنوا في منطقة من أراضي معان في الشام، وهم من العرب العاربة، وقد دعاهم شعيب إلى دين الله ولما لم يستجيبوا لدعوته حل بهم الله عذابٌ المقيم.
إسماعيل عليه السلام ناسب قوم جرهم العرب العمالقة الذين سكنوا في الجزيرة العربية، وهو من العرب المستعربة، كما أنّ الله تعلى أرسله إلى عرب الجزيرة العربية واليمن والعماليق ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى.
محمد عليه الصلاة والسلام هو النبي العربي الذي ينتسب إلى بني هاشم تلك العشيرة التي كان لها الشرف والمكانة في قريش، وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين الذي جاء برسالة الإسلام للعالمين كافة لإخراجهم من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية والتوحيد.
موسوعة موضوع
العربية
