الأندية الأدبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأندية الأدبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الأندية الأدبية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
كان النشاط الثقافي والأدبي في المنطقة الشرقية حتى نهاية الستينيات الهجرية مدمجًا مع الأندية الرياضية، وكانت رعاية الشباب تطلب من الأندية الكتابة على لوحة النادي الكلمات الثلاث: (رياضي، ثقافي، اجتماعي)، وكان النشاط الثقافي في هذه الأندية لا يمثل سوى جزء يسير من أنشطة النادي مقارنة بأنشطتها الرياضية والاجتماعية، إذ لا يتعدى النشاط إحياء بعض الأمسيات الشعرية التي يشارك فيها شعراء المنطقة وأغلبها من الشباب، وتكثر هذه الأمسيات في شهر رمضان المبارك، وقد تقام بعض المحاضرات والندوات في بعض هذه الأندية، ولكن الإقبال عليها من خارج الأندية أكثر من منسوبي هذه الأندية، ولا تزيد هذه المحاضرات والندوات على ثلاث أو أربع طوال العام.
 
وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد دأبت على طرح مسابقات ثقافية تجرى سنويًا لأندية المملكة كافة، وتشمل هذه المسابقات فروعًا عدة في المجال الثقافي، منها: (الشعر، والقصة، والمسرحية، وكتابة مقال، وتلخيص كتاب يتم تحديده من قبل الرئاسة) ويشارك في هذه المسابقات عادة المثقفون من منسوبي تلك الأندية، أو من المثقفين في المنطقة ذكورًا وإناثًا، من خارج هذه الأندية، ولكن التقديم يكون في العادة عن طريق أقرب نادٍ للمشترك في هذه المسابقات، وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تخصص لهذه المسابقات جوائز نقدية وأخرى معنوية، ولكنها جوائز متواضعة، قياسًا بما تخصصه للإنفاق على الجانب الرياضي والاجتماعي.
 
ويعود تاريخ أول نادٍ أدبي في المنطقة الشرقية إلى بداية السبعينيات من التاريخ الهجري بعد افتتاح المدرسة الثانوية في مدينة الهفوف بالأحساء عام 1367هـ /1948م، فقد قرر أساتذة المدرسة بمشاركة النابهين من طلابها، وأعيان المنطقة ورجال الأدب، إنشاء نادٍ ثقافي أدبي، على أن تكون المدرسة الثانوية الأولى بمدينة الهفوف هي المقر الرئيس له، وكانت تقام فيه الندوات الأدبية والمسابقات الثقافية بين الطلاب، وقد أولى المشرفون على هذا النادي اهتمامهم بجمع ما يحييه من ندوات ومحاضرات وطبعها في كتيب دوري يحمل عنوان: (ألوان من النشاط المدرسي)، وقد صدر في ثلاث سنوات متتالية: 1375، 1376، 1377هـ /1956، 1957، 1958م، وكان يطبع في مصر 
 
وبعد إنشاء المعهد العلمي بالأحساء عام 1374هـ /1954م الذي أسندت إدارته إلى الأستاذ الأديب الشيخ عبدالله بن خميس، برز معلم جديد من معالم الثقافة في المنطقة، وذلك بتعاون من مدير هذا المعهد وأساتذته وطلابه الذين أسسوا (النادي الأدبي) في معهدهم، وقد كان يمارس نشاطًا ثقافيًا واسعًا كل شهر بحضور كثير من المثقفين والأدباء ورجال التعليم والعلماء والوجهاء، وكان من ثمرات هذا النشاط صدور مجلة أدبية ثقافية أطلق عليها: (مجلة هجر)، وسوف يفصل الحديث عنها لاحقًا؛ وتوقفت (هجر) عند عددها الأول  .  ولا يمكن تجاهل أثر هذه الأندية رغم تواضعها وضعف إمكاناتها في اليقظة الفكرية وإسهامها في الارتقاء بالثقافة والأدب في المنطقة.
 
وفي مساء يوم الأربعاء 15 /5 /1410هـ الموافق 1989م، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك - أثناء حفل جائزة سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود للتفوق العلمي - صدور موافقة المقام السامي على إنشاء نادٍ أدبي في المنطقة الشرقية  خدمة للعلم والأدب، ورعاية للأدباء والمثقفين، وبعد أسبوعين من هذا الإعلان صدر قرار صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب برقم 8117 وتاريخ 29 /5 /1410هـ الموافق 1989م بتشكيل مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية.
 
يمتلك النادي مكتبة صوتية إلى جانب أمهات الكتب العربية في مجالات: الأدب والفكر والثقافة والعلوم ذات الصلة بالأدب، وتضم مكتبته الصوتية المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصصية كافة التي أقامها النادي خلال مسيرته في الأعوام الماضية التي تمثل مرجعية أدبية وثقافية قيمة لمن يريد الرجوع إليها.
 
وقد قام مجلس الإدارة بتشكيل عدد من اللجان منها: لجنة الشعر، ولجنة القصة، ولجنة النشاط المنبري، ولجنة البحوث والدراسات النقدية، ولعل من أهم تلك اللجان (لجنة الكتب والنشر) ومن المفيد الإشارة إلى مهام هذه اللجنة التي تتمثل في الآتي:
 
 اقتراح الإصدارات للمواسم الثقافية (شعر، قصة، دراسة.....).
 
 الاطلاع على الكتب المحالة من مجلس الإدارة وترقيمها من حيث النوعية والمضمون.
 
 اقتراح أسماء الأساتذة الذين تحال إليهم الكتب بهدف التحكيم.
 
 دراسة تقارير الفحص من حيث المادة العلمية والأدبية ومجال البحث ومنهجية الدراسة وعلاقة الباحث بالموضوع ومطابقة موضوع الكتاب مع أهداف النادي والنظام الأساسي للأندية الأدبية.
 
 إبداء الرأي حول الإخراج الفني للمطبوعات من حيث الفكرة والنوعية ودور الطباعة والنشر.
 
 الإعداد لإصدار ملف النادي الدوري الثقافي (دارين) وتقديم اقتراح المواد والموضوعات التي يحتويها.
 
أما ما يخص إصدارات النادي فإن القائمة المتضمنة لتلك الإصدارات تجاوزت - حتى نهاية عام 1424هـ /2004م - الخمسين كتابًا
شارك المقالة:
92 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook