الأندية الرياضية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.
تندرج الأندية الرياضية ضمن المؤسسات العامة الناشطة في المجال الثقافي؛ إذ إن لها أنشطتها الثقافية والفكرية الموازية لهدفها الرياضي الرئيس، ولعل الأندية الرياضية من أكثر المؤسسات وأهمها تأهيلاً لتبني الجانب الفكري والثقافي؛ إذ إن ميزانياتها المادية ومنشآتها تؤهلها أكثر من غيرها للقيام بدور جماهيري واسع؛ لتوافر المكان المناسب لأنشطة اجتماعية وفكرية متعددة، وذلك ضمن الاحتفالات الرسمية والعامة في منطقة الجوف. وقد أشار كثير من الكتاب والفنانين إلى أن الأندية الرياضية كانت أرضية نشروا من خلالها إنتاجهم الفكري والثقافي والفني وعرضوه. وهناك في منطقة الجوف عدد من الأندية الرياضية (نادي العروبة، نادي القلعة، نادي الانطلاق، نادي المسيرة، ونادي الجندل) لها من النشاط الثقافي ما يتناسب مع الكثافة السكانية ونشاط إدارتها وروادها والمنتمين إلى عضويتها.
وقد شاركت الأندية الرياضية في كثير من المسابقات الفنية والأدبية والفكرية التي صبت في مسار تنشيط الحركة الثقافية؛ بل إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تدفع قُدمًا بهذا الجانب الثقافي؛ ما ينعكس بأثره الإيجابي على الدور الثقافي للأندية الرياضية في منطقة الجوف، وفي غيرها من مناطق المملكة. ولتسليط الضوء على الأندية الرياضية في منطقة الجوف ودورها في تنشيط الحركة الثقافية، لذلك فمن المناسب إيراد بعض النماذج مما قامت وتقوم به، ومنها ما أنجزه نادي العروبة الرياضي، ونادي القلعة، ونادي الجندل في سنوات متعددة.
1 - نادي العروبة:
أسهم النادي إسهامًا فاعلاً في مجالي الثقافة والفكر؛ إذ شارك في مسابقات دينية وأدبية على مستوى المملكة حقق فيها مراكز متقدمة، كما شارك بفعالية في مسابقة الفنون التشكيلية على مستوى المنطقة، حتى إن خمسة أعمال من التي تقدم بها النادي اختيرت للعرض في معارض خارج منطقة الجوف في مسابقات على مستوى المملكة.
أما في مجال الشعر والقصة والمقال فقد حقق النادي أيضًا مراكز متقدمة في المسابقة الأدبية التي أقامها المكتب الرئيس لرعاية الشباب بمنطقة الجوف. وشارك النادي في المسابقات الثقافية ومسابقة التصوير الضوئي التي أقيمت في المنطقة، كما نظم النادي مسابقة ثقافية بين أندية المنطقة، وحقق فيها نتائج جيدة، وكذلك نظم مسابقة ثقافية محلية على مستوى مدينة سكاكا رصد لها جوائز قَيِّمة كانت حافزًا لمشاركات فعالة؛ وقد قام النادي بدعم مكتبته بعدد من الكتب الصادرة حديثًا في مختلف المجالات. ليس غريبًا إذن أن يستحوذ النادي على أكبر إعانة نشاط ثقافي في منطقة الجوف؛ بل إن النادي بالتعاون مع مكتبة العبيكان توج جهوده الثقافية بإقامته معرضًا للكتاب استمر عشرين يومًا . وأسهم إسهامات فعالة في أنشطة المهرجانات الصيفية، خصوصًا مهرجان (الجوف حلوة)، الذي نُظِّم عام 1424هـ / 2003م، والمهرجان الصيفي لعام 1425هـ / 2004م.
2 - نادي القلعة:
نفّذ نادي القلعة برنامجًا طموحًا عام 1425هـ / 2004م، تقدمته الأنشطة الأدبية والفنية. ففي الأشهر الأولى من عام 1425هـ / 2004م رصد البرنامج مسابقات متعددة في الشعر، والمقال الأدبي، والقصة القصيرة، وتفسير القرآن الكريم. كما أن هناك مسابقات ثقافية متنوعة لفئات عمرية مختلفة، منها في الفنون التشكيلية: مسابقة الرسم بالقلم الرصاص، ومسابقة رسوم الأطفال، ومسابقة مرتادي النادي، ومسابقة التمثيل الصامت. وتأتي بعد ذلك مسابقات ضمن النشاط الأدبي منها مسابقات في المعلومات العامة، وزيارة لمكتبة دار الجوف للعلوم، ومسابقة في النثر، ومسابقة أدبية في القصة، والمقال، والشعر، ومسابقة في الإنجاز المسرحي، ومسابقة في الثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى معرض لهواة جمع الطوابع، كما تمتد أنشطته إلى إقامة المعارض في فنون المعرفة المختلفة. فهناك مثلاً معرض الحاسب الآلي، ومعرض مجسمات من القص، ومعرض في الخط العربي، وأنشطة في فنون النحت والصلصال، والحديث النبوي الشريف، ودورات في الحاسب الآلي، ومسابقة في البحث الأكاديمي، إضافة إلى معارض التصوير الضوئي والمبتكرات العلمية البسيطة، ومسابقة في فن الخطابة والإلقاء، وغيرها من الأنشطة المختلفة التي تزيد على ثمانين نشاطًا ثقافيًا على مدار العام
3 - نادي الجندل:
لا يختلف نادي الجندل في أنشطته الثقافية عن غيره من الأندية الرياضية، وقد نفذت لجنته الثقافية عام 1422هـ / 2001م بعض الأنشطة الثقافية، فقد أسهم النادي في مسابقات ثقافية مختلفة، حقق فيها مراكز متقدمة، حيث حقق المركز الأول في مسابقة المباريات الثقافية، والمركز الثالث في المسابقات الأدبية في مجال المقال الأدبي، والمركز الثاني في مسابقة الفنون التشكيلية. كما قامت لجنة النشاط الثقافي بالنادي بتنظيم رحلات علمية لبعض القطاعات الحكومية المهتمة بهذا الجانب لأعضاء النشاط الثقافي والعلمي بالنادي، ومشاركة لجنة النشاط الثقافي بالمسابقات المتنوعة التي نظمها مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة دومة الجندل، إضافة إلى المشاركة في معرض الحملة الوطنية المرورية الشاملة بالمنطقة والإسهامات الفاعلة لأعضاء النشاط بهذه الحملة الوطنية، وفي فعاليات صيفية وتدريبية مختلفة
4 - النادي الأدبي بمنطقة الجوف:
أسس النادي الأدبي بمنطقة الجوف في 6 / 8 / 1422هـ الموافق 2001م، وهو تاريخ متأخر قياسًا على تأسيس الأندية الأدبية والثقافية الأخرى في مناطق المملكة العربية السعودية. ومع ذلك فقد أسهم في إيجاد منبر جديد ومنفذ آخر لبث المعرفة والثقافة في المنطقة. وضم مجلس إدارته نخبة متميزة من أبناء المنطقة لهم عطاؤهم المعرفي والثقافي، منهم على سبيل المثال: رئيس النادي، الشاعر عيد بن نعيم بن صبيح السهو، وسكرتير النادي، القاص عبدالرحمن بن إسماعيل بلال الدرعان، والكاتب فهد بن قاسم موسى الموسر، والأستاذ ثاني بن عقلا الحميد، والأستاذ سليمان الأفنس الشراري. ويعمل النادي إلى تحقيق كل أماني الطبقة المثقفة وتطلعاتها والرموز الأدبية كلها وذوي المواهب والمبدعين من داخل منطقته وخارجها معنويًا وماليًا من خلال نشر الأدب والثقافة بين أعضائه، ونشر الوعي بين جمهوره، وعقد الندوات والمحاضرات، ودعوة مشاهير الكتاب والشعراء والأدباء والقصاصين والروائيين، وتنظيم المناظرات ودراسة الكتب الأدبية والثقافية، وإصدار نشرة دورية أو مجلة أدبية ثقافية، وتطوير المكتبة بحيث تحوي أكبر عدد ممكن من الكتب الأدبية والثقافية، والإعداد لإجراء البحوث في الأدب والثقافة، وعقد حلقات لمناقشة برامج ينتجها ويقدمها الأعضاء ويتم تسجيلها، ومحاولة إعداد برامج: تربوية، أخلاقية، اجتماعية، إنسانية، تاريخية، وطبع ما يراه النادي من إنتاج جيد ونشره، وتشجيع الناشئين على مواصلة إنتاجهم في المجالين: المعنوي والمادي .
ولتحقيق أهدافه وضع النادي خطوات إجرائية ورد فيها:
يرمي النادي إلى تحقيق أعلى درجة ممكنة من النشاط الأدبي والثقافي من خلال عقد الندوات والمحاضرات وطباعة الكتب الأدبية؛ سواء من الإنتاج الجديد للأدباء، أو من التراث الثمين، أو من إنتاج الأدباء في البلاد الشقيقة .
وضع النادي حجر الأساس الأولي في بناء أنشطته حينما أسس (منتدى النادي الأدبي) الشهري الذي يعقد يوم الثلاثاء الأخير من كل شهر هجري لمناقشة قضية من القضايا التي تندرج ضمن اهتمامات النادي وذلك بمثابة خطوة على طريق تحقيق أهدافه، كما استضاف المدير العام للأندية الأدبية المكلف ضمن اجتماع ثقافي شامل عقد في 28 / 2 / 1424هـ الموافق 2003م، وعرض النادي ما يحتاج إليه من دعم وما هو مقدم عليه من مشروعات ثقافية وأدبية
ويجسد برنامج موسم 1424-1425 ه، محاولاته الجادة لتحقيق أهدافه. فالبرنامج مثلاً ينقسم إلى تسعة محاور رئيسة، هي: الندوات والمحاضرات، والأمسيات، واللقاءات، والمسابقات الثقافية، والأنشطة الاجتماعية، وإصدارات خاصة بالنادي، والرحلات الثقافية، وإصدارات يتبنى النادي نشرها؛ ومنتدى النادي الشهري. وتحت هذه المحاور الرئيسة تندرج عناوين شاملة وطموحة في آن معًا. فتحت محور الندوات والمحاضرات نجد أن النادي يسعى إلى ربط نشاطه بمعطيات الساعة الراهنة التي من شأنها أن تبث الوعي الخاص والعام، من خلال ندوته حول (الخروج على الجماعة وأثره على وحدة الأمة عبر التاريخ الإسلامي). ولا تقل أهمية موضوع المادة الثانية ضمن هذا المحور الأساس عن موضوع الندوة سواء من حيث الأهمية المعاصرة أو من حيث علاقتها بالأمة، إذ جاءت تحت عنوان (العولمة والشباب). هذه القضايا الأساسية تقابلها قضايا خاصة، تهم الفرد بقدر ما تهم الجماعة، وبهذا تغطي عناوين المحور الاهتمامات المتعددة لفئات المجتمع كافة. فهناك مثلاً، ضمن هذا المحور، (مخاطر السفر)، (الحياة الزوجية السعيدة)؛ (القرآن دواء القلوب)، (إبداع المعاقين)، (مشكلات البنات)، (رمضان الخير)، (تفسير الأحلام بين الحقيقة والوهم).
يضاف إلى مثل هذه العناوين اهتمامات أدبية، وثقافية، ودينية، وإدارية، وإعلامية، وتعليمية، واقتصادية. فالبرنامج يشير إلى إقامة عدد من الندوات: أدبية، وثقافية، ودينية؛ وكذلك ندوة تعالج قضية الإعلام الفضائي، تليها قضية التوظيف والبطالة، ثم أهمية التعليم الجامعي للفرد والمجتمع، كما يسعى النادي إلى إقامة ندوة تاريخية، وأخرى تُعنى بمظاهر اجتماعية سلبية سائدة كالإسراف والتبذير؛ وكذلك نشاط يتناول القروض المستحقة والبنوك. ويمتد نشاط هذا المحور الرئيس أيضًا إلى ضرورة إقامة ندوات ومحاضرات عن أهمية التقانة الحديثة وأبعادها الاجتماعية، خصوصًا أثر استخدامها السلبي في النشء. وعلى الرغم من أن المحور الأول يعد بكثير من الطرح الأدبي والثقافي، إلا أن الأدب والإبداع يجد بيئته في محور الأمسيات، الذي اقتصر على الأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء معروفين، منهم الدكتور غازي القصيبي، والدكتور إبراهيم العواجي، والدكتور سعد عطية الغامدي، والدكتور أحمد السالم، والأستاذ سليمان محمد الضالع، والأستاذ إبراهيم حبرم، والأستاذ عبدالرزاق الهذيل، والأستاذ فهد الغانم. كما أن النادي قد قسم هذه الأمسيات إلى ما يتعلق بالشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي، وكذلك ما يتعلق بشعراء من خارج المنطقة وشعراء من داخلها. ومثل هذا التداخل من شأنه أن يثري تلك الأمسيات ويتيح فرصة للمثاقفة والتواصل الأدبي.
أما محور المحاضرات واللقاءات فقد ركز على قضايا اجتماعية، وسياسية، وأدبية، واقتصادية أهمها الشعر العمودي وتفصيلاته بين الماضي والحاضر، والوفاء لسيرة أحد أهم الرجال الذين خدموا المنطقة وهو الشيخ فيصل المبارك - رحمه الله-. وجاءت المسابقات في محور الرحلات الثقافية حافزًا للنشاط الأدبي والثقافي، إذ استهدفت أنواع الأدب المختلفة ومشاركة الجيل الناشئ في القصة، والمقال، والشعر، ثم مسابقة الفنون التشكيلية المفتوحة للفئات والأعمار كافة، كما يسعى النادي إلى إقامة مسابقة سوق عكاظ أو سوق دومة الجندل، وتقتصر هذه المسابقة على فئة الشباب. أما التأليف المسرحي فمسابقته مفتوحة للجميع؛ تليها مسابقة التأليف في الشعر أو القصة المقصورة على النساء فوق سن الثامنة عشرة؛ ثم هناك مسابقة التأليف في موضوع محدد يقتصر على طلاب المرحلة الثانوية. يضاف إلى هذه المسابقات جائزة النادي الأدبي بمنطقة الجوف التي يُعلن عنها سنويًا، وتكون في فنون أدبية تختلف سنويًا، مثل: الشعر، والرواية، والمجموعات القصصية، والبحث النقدي الأدبي، وهكذا.
بعد هذه المسابقات المختلفة في فنون الأدب وصنوفه يسعى النادي - أيضًا- إلى إقامة مسابقة في البحوث والمقالات التي تعالج القضايا الأدبية والعلمية والاجتماعية، وهي مسابقة مفتوحة لكل قطاعات المجتمع والباحثين. والنادي يسعى إلى تبني مجموعة واعدة من الأفكار، مثل فكرة إقامة مشروع إنساني يهدف إلى تنفيذه في المنطقة، وكذلك تبني مشروع تقويمي لأفضل إنتاج أدبي وفكري، مثل: أفضل قصيدة، وقصة، وخاطرة، ورسالة، ونص مسرحي، وتحقيق صحفي. وهذه المشروعات ستنهض بمستوى الإنتاج الفكري والأدبي في المنطقة، كما يعِد النادي بإقامة مسابقة ثقافية على مستوى المنطقة، من شأنها تنشيط الجانب الثقافي العام.
وتحت المحور الرئيس (الأنشطة الاجتماعية) يعمل النادي على أن يكون عضوًا ناشطًا وفعالاً في الأنشطة والفعاليات المحلية كلها في المنطقة، وما تقوم به الجهات الرسمية والخاصة من أنشطة خارج المنطقة أيضًا، فبرنامج النادي تحت هذا المحور لعام 1424- 1425هـ / 2004م شارك بجميع الفعاليات المحلية، ويتصل بالدوائر الحكومية، معلنًا استعداده لرعاية الأعمال المسرحية التي يقدمها أبناء منطقة الجوف في المناسبات الرسمية كافة. ولئن اقتصر هذا المحور على الإسهامات الناشطة في فعاليات عامة، فإن محور الإصدارات الخاصة بالنادي يبرز ما يعتزم النادي نفسه إصداره من مطبوعات ونشرات دورية. فهو يعمل على إصدار عدد من المطبوعات التي يؤمل أن يكون لها دور فاعل في إثراء الحركة الثقافية في المنطقة. وركز محور الرحلات الثقافية على مشاركة أعضاء النادي في الفعاليات الثقافية خارج المنطقة لتحقيق التواصل والاطلاع على مستجدات الساحة الثقافية المحلية. أما محورا الإصدارات التي يتبنى النادي نشرها ومنتدى النادي الشهري، فيعدان ضمن أهدافه من نشر مؤلفات أبناء المنطقة الجادة: الأدبية منها والفكرية، وتشجيع الأدباء المبتدئين، إضافة إلى إصدار بعض الأشرطة التسجيلية التي تحوي بعضًا من أنشطة النادي؛ وبخاصة أمسيات أبناء المنطقة الشعرية. ولا شك أن مثل هذه البرامج تعِد بالكثير، ولا تفوت هنا الإشارة إلى أن النادي الأدبي بمنطقة الجوف أسهم في مهرجان منطقة الجوف الصيفي الأول (الجوف حلوة)، عام 1424هـ / 2003م وكذلك المهرجان الثاني.
ومن إصدارات النادي:
مسيرة التعليم في منطقة الجوف، للمؤلف: إبراهيم خليف بن مسلّم السطام.
المنسوجات عند العرب والمعروفة عند أهالي منطقة الجوف وبادية المنطقة الشمالية، للمؤلف سليمان الأفنس ملفي الشراري.
بعض من مواقع الصيد، للمؤلف: سليمان الأفنس ملفي الشراري.
الاتجاه الفكري للشعر في الخليج العربي، للمؤلف: د. مسعد بن عيد العطوي.
أوراد العشب النبيل (شعر)، للمؤلف: عبد الله بن سليم الرشيد.
رسالة غرام (مجموعة قصصية)، للمؤلف: أسد محمد.
أنا النمر (قصة أطفال)، للمؤلف: أسد محمد.