الأنماط الاجتماعية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأنماط الاجتماعية في المملكة العربية السعودية

الأنماط الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.

 
 
تتشابه الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد في مناطق المملكة العربية السعودية؛ لكونها جميعًا تنطلق من ثقافة واحدة هي الثقافة العربية الإسلامية، وثقافة عرب الجزيرة العربية على وجه التحديد وثقافة المجتمع السعودي الحديث بدرجة كبيرة؛ ومع ذلك يمكن القول بوجود بعض الاختلافات البسيطة التي يمكن عزوها إلى العوامل الجغرافية والبيئية والطبوغرافية للمملكة.
وقد عاشت أجزاء من المجتمع السعودي فترات طويلة في عزلة أسهمت في بلورة ثقافات فرعية متعددة، فلم يكن يوجد كثير من الفرص ليفهم السكان ثقافات بعضهم بعض، إذ حال دون ذلك عدد من العوامل الجغرافية والاجتماعية؛ منها كون أراضي المملكة مترامية الأطراف متعددة التضاريس، فقد كان السفر بين المناطق محدودًا للغاية ومحفوفًا بالمخاطر أيضًا، كما أن الصراعات القبلية كانت عائقًا آخر أمام تواصل السكان ثقافيًا، ولذا تشكلت بعض الثقافات الفرعية في تلك الفترة وأخذت طابعين من التمايز هما:
التمايز الثقافي على مستوى الإقليم أو المنطقة.
التمايز الثقافي داخل كل إقليم.
وتتمثل تلك الاختلافات الثقافية عمومًا في اللهجة، وأنماط المسكن، والملبس، والطعام، والألعاب، والرقصات والأهازيج، فقد كان من السهل للعارف من أبناء الجزيرة العربية أن يميز الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص من خلال عدد من العناصر سابقة الذكر، إذ يمكن تحديد الهوية الثقافية للشخص من حيث انتماؤه إلى أي من مناطق المملكة الحالية.
إلا أنه بالمقابل من الصعب أن يميز القادم من خارج الإقليم الفوارق بين أبناء الإقليم الواحد، ولا يميز ذلك إلا أحد أبناء الإقليم ذاته. وعلى الرغم من الوحدة الثقافية الظاهرية لأبناء الإقليم الواحد إلا أنه كانت توجد اختلافات فرعية تتمثل في اللهجة، والزي، والطعام، والعادات الاجتماعية... وغير ذلك من الفروق.
وقد تلاشى معظم تلك الفوارق الثقافية التي كانت سائدة إلى وقت قريب بين مناطق المملكة، وانصهرت في ثقافة واحدة متشابهة إلى حد كبير بعد توحيد المملكة واستقرار أجزائها وسهولة التنقل بين مناطقها، فقد أصبح من الصعب على سكان المملكة تمييز الهوية الثقافية الإقليمية لأي سعودي ما لم يُفصح عن ذلك، باستثناءات بسيطة. وفي الوقت نفسه من الصعب في الوقت الحاضر على القادم من خارج المملكة معرفة الانتماء الإقليمي لأي مواطن سعودي ما لم يسأله عن ذلك، مما يؤكد انصهار الثقافات الفرعية وتوحدها إلى حد كبير.
كما تتعدد اللهجات في المجتمع السعودي الحديث وتختلف من منطقة إلى أخرى؛ لكن الانصهار الثقافي نتيجة الهجرة الداخلية والتعليم الموحد والإعلام أصبح يوجد ما يمكن أن يُعد لهجة سعودية عامة، إذ يتم استخدامها في التحدث مع الآخرين أو في الإعلام في كثير من الأحيان، وهي خليط من الفصحى والعامية، ويمكن تمييزها بسهولة عن باقي اللهجات الخليجية أو العربية بحيث يمكن معرفة أن المتحدث سعودي.
وعلى الرغم من وجود لهجات عامية مناطقية أكثر عمومية يمكن تمييزها داخل المجتمع السعودي بحيث يُقال: اللهجة الحجازية، والنجدية، والجنوبية، والشمالية، والقصيمية؛ والحساوية؛ إلا أنها غالبًا ما يتم استخدامها من قِبَل العامة، أما في المدارس والدوائر الحكومية فيتم استخدام لهجة عامة غالبًا. ويصعب في بعض الأحيان معرفة المنطقة التي ينتمي إليها المتحدث مما يوضح انصهار اللهجات المحلية وبروز لهجة محلية عامة إلى درجة كبيرة في المجتمع السعودي.
 
 
شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook