الأنماط السياحية في المملكة العربية السعودية.
تنقسم الحركة السياحية بالمملكة إلى قسمين هما: حركة سياحية دولية، وحركة سياحية داخلية، وتنقسم الحركة الدولية بدورها إلى قسمين: وافدة ومغادِرة، ولن يُشار هنا إلى السياحة المغادِرة.
السياحة الوافدة
تُعد المملكة من الدول التي تتصدر دول المنطقة في حجم السياحة الوافدة إليها حسب التعريف العالمي والأكاديمي للسياحة، ومعظم الوافدين إليها يُصنَّفون سياحًا، وإن بعض سمات الدخول التي تُعطى للراغبين في القدوم إلى المملكة تقع غالبًا ضمن الدوافع السياحية، مثل: تأشيرتَي الحج والعمرة اللتين تُصنَّفان عالميًا ضمن السياحة الدينية، كما أن المكانة الاقتصادية الكبيرة للمملكة جعلتها مقصدًا لأعداد كبيرة من الزائرين لأهداف شتى، مثل: زيارة الأقارب، والمؤتمرات، والوفود الرياضية... وغيرها مما يدخل ضمن دائرة السياحة؛ ما جعلها تتفوق في مجال السياحة حجمًا ودخلاً على بعض الدول العربية المعروفة بأنها مقاصد سياحية ، على الرغم من أنها لم تكن تمنح تأشيرات سياحية مباشرة. ومع نشأة الهيئة العامة للسياحة والآثار تمت دراسة منح تأشيرات سياحية وفق نظام يساعد على تحديد الفئات المطلوبة، وقد بدأت تنظم وفودًا سياحية عبر عدد من وكالات السفر المرخص لها بجلب السياح إلى المملكة.
وقد بلغت السياحة الوافدة عام 1428هـ / 2007م 11.5 مليون رحلة، قضى السياح فيها 152.4 مليون ليلة سياحية . وكانت الغالبية العظمى منهم من الدول الإسلامية، وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي. وتتوقع الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يرتفع هذا الرقم إلى 13.1 مليون رحلة سياحية خلال السنوات القليلة القادمة، معظمها من الدول المذكورة .
السياحة المحلية
ويُقصد بها حركة سكان الدولة من مواطنين ومقيمين بين أقاليمها ومناطقها المختلفة لأغراض سياحية، مع الإقامة لأربع وعشرين ساعة فأكثر، وتحدد بعض الدول مسافة إجرائية يجب على المسافر أن يقطعها لكي يُصنَّف ضمن السياح، وهي غالبًا تزيد على مسافة الرحلة اليومية التي يقطعها جزء من سكان المدن وما جاورها للعمل أو للتجارة أو لأغراض أخرى.
ويُقدَّر حجم السياحة المحلية بأضعاف حجم حركة السياحة الوافدة إلى المملكة أو المغادِرة منها؛ بسبب مرونة الحركة وحرية الناس في التنقل، وكونها أكثر مناسبة للإجازات القصيرة، فضلاً عن أن بعض الدوافع السياحية تكون أكثر حضورًا، مثل: زيارة الأقارب والأصدقاء، والعودة إلى مسقط الرأس. وتتميز المملكة أيضًا بوجود الحرمين الشريفين اللذين يُعَدَّان من أهم الدوافع الداخلية التي تحرك الناس، فضلاً عن تنوع البيئات في مساحة المملكة الكبيرة، بين صحارى داخلية متنوعة، وسهول ساحلية ، وبيئات جبلية شبه معتدلة، وبيئات ريفية وحضرية وبدوية.
وقد بلغت الرحلات السياحية المحلية عام 1428هـ / 2007م 28.6 مليون رحلة، وبلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح 188 مليون ليلة سياحية، وكان ما نسبته 86% تقريبًا منها في خمس مناطق هي: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والمنطقة الشرقية، وعسير . ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم نتيجة للجهود التي تبذل حاليًا في التخطيط وتنمية السياحة، وتتوقع الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يصل هذا الرقم إلى 128 مليون رحلة سياحية محلية عام 2020م .
وتبعًا لتنوع الموارد السياحية التي ترتكز على الثروات الطبيعية والبشرية للمملكة فقد تنوعت السياحة فيها بصورة كبيرة، وتتفق هذه الأنواع مع معظم الاتجاهات العامة للسياحة في العالم مع أهمية عالمية لبعض الأنواع التي تعكس الخصوصية الطبيعية والحضارية والدينية للمملكة؛ ففي الجانب الطبيعي تبرز سياحة الصحراء، ومن الجانب الديني تبرز السياحة الدينية بوصفها أكثر ما يميز المملكة عن العالم، بالإضافة إلى وجود أنواع كثيرة ذات أهمية محلية، وفيما يأتي أهم هذه الأنواع:
سياحة الصحراء
تبرز بوصفها أهم السياحات البيئية الواعدة التي تعتمد على التنوع الصحراوي لأرض المملكة الواسعة، حيث توجد حركة سياحية صحراوية نشطة على مدار العام، وتزيد في فصلَي الشتاء والربيع؛ لاعتدال المناخ وسهولة ارتياد الصحراء وقلة الحاجة إلى الماء، وهي من أهم الأنماط السياحية التي تميز المملكة؛ فالصحراء ببيئتها الفريدة، واتساعها وهدوئها وقلة سكانها، واختلافها عن الأمكنة الحضرية المكتظة صارت مقصدًا يجذب بسحره كثيرًا من الناس على مستوى السياحتَين الداخلية والدولية معًا. والصحراء السعودية تتميز بالتنوع بين هضاب جرداء، وسهول معشبة، وأودية جافة تحتضن أشجار الأكاسيا والأثل، ورياض تصرف إليها الشعاب، وكثبان رملية ثابتة ومتحركة، وحواف صخرية، كما تزخر بروائع صغيرة تتوزع على سطحها، من كهوف، وينابيع، ومكاشف صخرية، وأودية ضيقة، ومساقط مائية جافة، ومناظرها تتغير حسب الفصول تبعًا لزاوية سقوط أشعة الشمس وتكاثف غيوم الشتاء، مكتسيةً حلة أخّاذة من النباتات والأزهار في أواخر الشتاء والربيع.
ولاتساع المملكة فإن لكل منطقة حضرية ظهيرها الصحراوي القريب الذي يحوي متنـزهات برية طبيعية إقليمية يؤمها المتنـزهون والسياح، وبعضها أمكنة مهمة على المستوى الوطني والدولي بوصفها مقاصد صحراوية رئيسة تجذب السياح والمتنـزهين من مختلف مناطق المملكة والدول المجاورة، بل إن بعضها له شهرة عالمية مثل الربع الخالي. وفيما يلي عرض لأهم الأمكنة السياحية الصحراوية:
أ) هضبة الصمان:
وهي على شكل قوس يقع إلى الشمال الشرقي والشرق من رمال المظهور والدهناء، وهي هضبة مستوية إجمالاً، وذات تكوينات صخرية خاصة قابلة للإذابة؛ مما أدى إلى تكوين أحواض ذات تصريف تحتيّ تنصرف إليها مياه الأمطار، مكونةً حدائق نباتية موسمية رائعة الجمال شديدة الجاذبية لروّاد الصحراء تُسمى بـ (الروضة) أو (الفيضة)، وقد تحول بعضها إلى بحيرات موسمية تُسمى محليًا بـ (البرك). كما أدت الإذابة المائية إلى تكوين كهوف أرضية تُسمى (دحول: جمع دَحْل: حفرة تكون في الأرض ضيقة من الأعلى واسعة من الأسفل) وأرضها منبتة للأعشاب الموسمية؛ مما جعلها مقصدًا لقطعان الجمال والأغنام التي تُساق إليها موسميًا، وهي منذ القدم أحد أهم المراعي الموسمية وأجودها، وأرضها منبتة للكمأة التي تحظى بشعبية كبيرة، ويُعد التقاطها أهم الأنشطة الترويحية التي يقوم بها رواد الصمّان خلال الموسم.
ويؤمها السياح والمتنـزهون خلال موسم الشتاء بعد سقوط الأمطار وفي فصل الربيع، وهما ذروة النشاط السياحي فيها. وقد نمت أنشطة توفير الخدمات السياحية على طول الطرق المؤدية إليها وفي القرى والمدن المجاورة لها.
ومن أهم الأنشطة التي يمارسها رواد الصمّان التجوال، فهم يتنقلون من روضة إلى أخرى، يساعدهم على ذلك انبساط الأرض وقلة العوائق، وكذلك جمع الكمأة، والتخييم، وزيارة الدحول، والنـزول في بعضها. وقد يعمد بعض سكان المدن إلى وضع قطيع من الإبل أو الأغنام مترددين عليها من فترة إلى أخرى هم وعائلاتهم وأصدقاؤهم.
ب) الكثبان الرملية:
هي إحدى أهم العلامات الفارقة للصحراء عن غيرها من البيئات، تجمعها الرياح على شكل كثبان متعاقبة تأخذ أشكالاً متعددة، وتسحر الناظر بهدوئها وامتدادها ونظافتها ولونها، وقد ارتبط بها عدد من الأنشطة الترويحية. وتغطي الرمال نسبة كبيرة من أرض المملكة، منقسمةً إلى مساحات بعضها يتجاوز مئات الآلاف من الكيلو مترات المربعة. وتُفضَّل زيارتها خلال فصلَي الشتاء والربيع؛ إذ تتماسك الرمال وتصبح السيارات أكثر قدرة على المشي فوقها، بالإضافة إلى اكتسائها حلةً جميلةً من النباتات الحولية. وفي الصيف يطيب الجلوس على الرمال في ساعات الليل؛ للانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.
ج) النفود الكبير:
يقع النفود الكبير إلى الوسط من شمال المملكة بين منطقة الجوف شمالاً وحائل جنوبًا. وتبلغ مساحته 57000كم ، ويتكون من كثبان رملية خالصة تظهر فيها بعض الواحات الصغيرة، أهمها وأكبرها واحة جبَّة. وتتميز هذه الكثبان بطبيعتها البكر النقية لقلة زوارها، وقد تم تنفيذ طريق مُعبَّد يخترقها من الشمال إلى الجنوب، واصلاً بين الجوف وحائل مرورًا بجبَّة.
د) الدهناء:
وهي صحراء رملية طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب بما يقارب 1300كم ، واصلةً بين رمال الثويرات والمظهور والنفود الكبير شمالاً، ورمال الربع الخالي جنوبًا. وهي عروق رملية ممتدة من الشمال نحو الجنوب، وتحوي منخفضات تفصل بينها، وهي مُنبتة للعشب بعد سقوط الأمطار، وبسبب امتدادها الكبير فإن زيارتها أمر متيسر لسكان المدن والقرى على جانبيها، إذ يمكن - على سبيل المثال - زيارتها من مدينة الرياض بالاتجاه غربًا 100كم فقط، وهذا الجزء من أكثر أجزائها زوارًا؛ نظرًا إلى قربه من الرياض، ولوجود عدد من الروضات المهمة عند أقدام الرمال من جهة الغرب، مثل: التنهات، وخريم، وأم القطا... وغيرها.
هـ) الربع الخالي:
هو أكبر مُسطَّح رملي متصل في العالم، إذ تبلغ مساحته 640000كم تقريبًا . وقد حظي بشهرة عالمية منذ زمن مبكر، فكان هدفًا للاستكشاف من قِبَل عدد من الرحالة الأوربيين، ولا تزال زيارته تحديًا لبعض المغامرين. ويمكن زيارة أطرافه بقدر من السهولة من جنوب منطقة الرياض والمنطقة الشرقية، حيث طريق حقل الشيبة البترولي، ومن أطرافه الغربية عند نجران. وهو يحوي عددًا من الظواهر المثيرة لاهتمام رواده، مثل: أشكال كثبانه الرملية المتعددة من نجمية وهلالية وطولية، والسبخات، وبعض الينابيع، والبحيرات الصغيرة، وبقايا سقوط النيازك، فهو ميدان كبير جدًا لهواة الاستكشاف.
و) الأودية الصحراوية:
تغطي أرض المملكة شبكة أودية جافة هي بقايا عصور مطيرة سلفت، ولا تزال أجزاؤها تجري بمياه السيول الفجائية خلال مواسم الأمطار جالبةً إليها أسباب الحياة؛ فهي تتميز بغنى نسبي بالمياه والتربة الجيدة، فأصبحت أمكنة استثنائية بنباتها واستقرار الناس فيها، وتحول بعض أجزائها إلى متنـزهات طبيعية تزداد أهميتها إذا كانت قريبة من المدن، أو كانت في أمكنة ذات جذب سياحي، مثل: الوهط والوهيط قرب الطائف، أو كانت ذات تميز طبيعي واضح، مثل: وادي لجب بجازان.
ومن أشهر أودية المملكة: وادي الرمة، ووادي حنيفة ، ووادي برك، ووادي الرشا (التسرير قديمًا)، ووادي الركا؛ في وسطها، ووادي نجران، ووادي بيش؛ في جنوبها الغربي، ووادي تثليث، ووادي الدواسر، ووادي فاطمة، ووادي الصفراء؛ في الغرب، ووادي السرحان في الشمال. وهي تتباين في طبيعتها بتباين تضاريس المناطق التي تمر بها وجيولوجيتها، مما جعل لكل وادٍ منها تميُّزه عن غيره في مظهره. وتبعًا لكثرة هذه الأودية فإن السائح يجد أحدها بالقرب منه أينما حل.
ز) صحارى الدرع العربي:
تقع في النصف الغربي من المملكة في نطاق الدرع العربي ذي الأصل الناري؛ لذا فهي تختلف في مناظرها عن الرف الرسوبي الذي يغطي معظم أجزاء المملكة. وتضم سهولاً وهضابًا أثرت فيها عوامل التعرية الصحراوية، وجبالاً وأكمات صخرية صلبة ذات ألوان كثيرة وأشكال متميزة، وتقطعها شبكات الأودية التي تصرف مياهها مكونةً مساحات ذات غنى نسبي بالنباتات، من أهمها: وادي الركا، ووادي الرشا، ووادي بيشة... وغيرها.
وفي هذه الصحراء مترامية الأطراف تبرز أمكنة ذات جاذبية خاصة يؤمها سياح الصحراء للاستمتاع بطبيعتها الفريدة، منها مجامع الهضب بين بيشة ووادي الدواسر، وهي أرض تتناثر فوقها قباب جرانيتية هائلة، تبرز على السطح بأشكال متنوعة تحيط بها الرمال وأشجار الأكاسيا في مظهر فريد. وعلى نطاق أصغر توجد جبلة الواقعة في وسط نجد إلى الشمال من الدوادمي، وهي جبال تحيط بوادٍ صغير، وكذلك جبل قطن شمال شرق عقلة الصقور بالقصيم، وجبل طمية وهو جبل مميز شمال طريق القصيم - المدينة المنورة، وجبل أجا بحائل الذي يتميز بتنوعه النباتي، وهناك مجامع الهضب قرب بيشة والتي سبق الحديث عنها، وهي متحف مفتوح للقباب الجرانيتية ذات الأشكال الرائعة.
السياحة لأغراض دينية
المملكة هي مركز الإسلام؛ فمنها انطلق إلى مختلف أنحاء العالم؛ لذا فإن لها تقديرًا خاصًا لدى المسلمين، ويحدوهم الشوق دائمًا للسفر إليها لأداء الحج والعمرة، ولرؤية مهبط الوحي والمواقع التي حدثت فيها الأحداث الإسلامية الأولى، بالإضافة إلى عناية المملكة بنشر الثقافة الإسلامية والتعليم الديني، وحرصها على تطبيق الشريعة الإسلامية؛ مما ميزها عن غيرها من الدول، وأكسبها سمة حضارية خاصة.
ويُعد الحج إلى بيت الله الحرام من الشعائر الدينية المهمة، بوصفه موسمًا واحدًا يتكرر كل عام في شهر ذي الحجة آخر شهور السنة الهجرية، إذ يفد إلى مكة المكرمة سنويًا بين مليونين إلى ثلاثة ملايين حاج من داخل المملكة وخارجها ، مؤدين مناسك حجهم في المشاعر المقدسة، وهي: المسجد الحرام الذي تتوسطه الكعبة المشرفة، وهو أكبر مسجد في العالم، ومِنى حيث يقضي الحجاج أغلب أوقاتهم، ويذهبون إلى عرفات في ذروة الحج في اليوم التاسع من ذي الحجة، ثم يبيتون بمزدلفة، ثم يرجعون إلى منى لرمي الجمرة الكبرى يوم العيد، ثم إلى مكة للطواف، ثم يعودون إلى منى لرمي الجمرات الثلاث مدة يومين أو ثلاثة. ومن المعتاد أن يبقى حجاج الخارج في المملكة مدة بعد انتهائهم من الحج.
وقد تم تحديد نِسَب للحجاج من أقطار العالم الإسلامي تتناسب مع عدد سكان كل قطر في حدود الطاقة الاستيعابية للمشاعر، مع سعي المملكة المستمر إلى تطويرها بما يساعد على سلامة الحجاج وراحتهم. ويمكن للحجاج من خارج المملكة التقدم للجهات المختصة في بلدانهم، ثم للسفارة السعودية للحصول على تأشيرة الحج، في حين يحتاج حجاج الداخل إلى ترخيص حج من إدارات الجوازات، ويُبنى عليه عدم تكرارهم للحج إلا بعد مضي خمس سنوات لإتاحة الفرصة لحجاج الخارج. ولخدمة الحجاج وتيسير الحج فقد أنشأت المملكة بالتنسيق مع الدول الإسلامية مؤسسات لخدمة الحجيج حسب مناطق قدومهم.
أما العمرة فيمكن أداؤها في أي وقت من السنة مع أفضلية أدائها في رمضان، وهي تستغرق وقتًا قصيرًا لا يتجاوز ساعات معدودة، غير أن المعتمرين يبقون في مكة مدة أطول للطواف والصلاة في المسجد الحرام. ويُتاح للمسلمين خارج المملكة الحصول على إذن دخول (تأشيرة عمرة) من سفارات المملكة.
وينتهز بعض المسلمين فرصة وجودهم في مكة لمشاهدة بعض الأمكنة المهمة في تاريخ الإسلام، مثل غار حراء، كما يقومون بزيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وهو ثاني ثلاثة مساجد تُشَد إليها الرحال، والصلاة فيه لها أجر يلي الصلاة في المسجد الحرام؛ لذا فإن المسلمين القادمين من خارج المملكة للحج أو العمرة يحرصون على زيارته والصلاة فيه، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ومشاهدة المواقع المهمة في تاريخ الإسلام في العهد النبوي، مثل: موقعَي غزوتَي أحد والخندق، والصلاة في مسجد قباء.
ويُقام في المملكة - وبخاصة في الأمكنة المقدسة - كثير من المناسبات ذات الطابع الثقافي الإسلامي، وما يهم وحدة المسلمين في مختلف المجالات، ويُدعى إليها ذوو العلاقة من المسلمين من مختلف دول العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية في بقية دول العالم، وهو نشاط مشترك بين السياحة الدينية وسياحة المؤتمرات.
ومكة المكرمة هي مقر رابطة العالَم الإسلامي التي تُعنى بشؤون المسلمين، وتقيم عددًا من الفعاليات السنوية، وتستضيف وفودًا إسلامية من أقطار الأرض للحج والعمرة والمشاركة في أنشطتها.السياحة الترفيهية:
نمت في العصر الحديث مدن رئيسة كبرى في المملكة تتسم بالمظهر الحديث وتعدُّد الأنشطة وتوافر الخدمات الأساسية والكمالية؛ مما أهَّلها لجذب تيار من السياح من بقية مناطق المملكة بالدرجة الأولى، ومن الدول العربية والإسلامية المجاورة أيضًا. وقد نمت فيها صناعة سياحية تواكب هذا الطلب، فقد توافرت فيها أمكنة الإقامة بمختلف الأنماط والفئات، ونشطت فيها صناعة الترفيه البريء وخدمات تقديم الطعام.
وأهم هذه المدن وأكبرها وأكثرها تنوعًا في عوامل الجذب مدينة الرياض، وهي عاصمة المملكة وكبرى مدنها، وتتميز بكثرة أسواقها، ومطاعمها، وأمكنتها الترفيهية، ومرافقها العلمية والثقافية، وباتساعها وحداثتها. ومدينة جدة هي ثاني أكبر المدن السعودية، والميناء الرئيس على ساحل البحر الأحمر، ولها أهمية خاصة بوصفها ميناءً ومركزًا تجاريًا لقاصدي الأمكنة المقدسة، وغالبًا ما يزورها الحجاج والمعتمرون بعد إكمال نسكهم، وهي أيضًا تتميز بحداثة بنائها، وكثرة أسواقها ومراكزها الترفيهية، وبواجهتها البحرية الجميلة التي تُعد معرضًا مفتوحًا لمنحوتات بعض كبار النحاتين العالميين، إضافة إلى وسطها التاريخي الذي تمت المحافظة عليه.
وتلي الرياض وجدة الدمام الحضرية التي تشمل مدن: الدمام، والخبر، والظهران. وتُعد الدمام الحضرية مركز صناعة النفط في المملكة. بالإضافة إلى حواضر المناطق الإدارية الرئيسة بالمملكة التي تتميز بأهمية إقليمية، فهي تجذب الزائرين من محيطها القريب، إلا أنها قد تجذب القادمين من مناطق أبعد لأسباب خاصة أخرى مثل جاذبية أبها والطائف والباحة بوصفها مصايف جبلية.
وتنتشر مدن الألعاب (الملاهي) ، والاستراحات، والأندية الرياضية، وأندية كمال الأجسام،
والمقاهي العامة، ومقاهي الإنترنت في كل المدن الكبرى والمتوسطة في المملكة، كما توفر الصحراء ميدانًا مفتوحًا للأنشطة غير المنظمة مثل ممارسة الهوايات، ومنها: المشي، وركوب السيارات والدراجات ذات الدفع الرباعي، كما توفر الشواطئ النـزهات البحرية، والسباحة، وركوب الدراجات البحرية، وصيد السمك... وغيرها. ويتم تنظيم عروض موسمية في المواسم السياحية والمناسبات السنوية، مثل: العروض المسرحية، والسيرك، والألعاب البهلوانية، ضمن مهرجانات سياحية مكثفة في مناسبات الأعياد والعطلات السنوية.4 - سياحة المصايف الجبلية:
تمثل المرتفعات الجنوبية الغربية وبعض القمم الجبلية الأخرى جزرًا مناخية معتدلة نسبيًا في محيط صحراوي شديد الحرارة صيفًا، كما أنها تستقبل كمية من الأمطار الصيفية، على عكس بقية أجزاء المملكة التي لا تسقط عليها الأمطار صيفًا إلا فيما ندر. وتكتسي جبالها بالأشجار والشجيرات والأعشاب في منظر جميل متناغم مع المناظر الجبلية المطلة على سهل تهامة من علو شاهق. وقد أسهمت هذه الظروف الطبيعية في نشوء مصايف جبلية ذات شعبية كبيرة على المستويين المحلي والخليجي، تؤمها أعداد من السياح تُقَدَّر بمئات الآلاف في كل موسم. وتبدأ هذه المنتجعات من الطائف شمالاً وحتى الحدود الجنوبية للمملكة، إلا أن أشهرها مدن الطائف والباحة وأبها وما جاورها من أجزاء جبلية. ويربط بينها طريق جبلي يُسهِّل زيارة أجزائها المختلفة مرورًا بمواضع سياحية جميلة.
وقد تم تطوير الخدمات السياحية فيها في زمن مبكر نسبيًا، فقد أسهمت الدولة بتطوير المتنـزهات الطبيعية مثل متنـزه عسير الوطني، وتم تكوين لجان لحفز النمو السياحي وتحسين الخدمات. ولأهميتها وجدواها للمستثمرين فقد نشأت فيها نهضة فندقية ومنتجعات جبلية ومرافق ترفيهية.
سياحة الشواطئ
وهي من أكثر أنماط السياحة شيوعًا في المملكة، إذ توجد حركة موسمية نشطة من الداخل باتجاه السواحل، وليس ذلك بمستغرب؛ فالناس - عادة - يبحثون عن بيئات مغايرة لأمكنة إقامتهم الدائمة.
وتمتلك المملكة شواطئ طويلة على الخليج العربي والبحر الأحمر تبلغ في مجملها 2590كم ، تمتد من الشمال إلى الجنوب؛ مما جعلها تتباين في مناخها قليلاً، فهي تميل إلى الحرارة صيفًا والدفء شتاءً جنوب البحر الأحمر، والدفء شتاءً والاعتدال النسبي صيفًا شمال البحر الأحمر.
وتزيد كثافة الاستغلال الترويحي والسياحي قرب المدن، حيث أُنشئت (الشاليهات) الخاصة والمدن الترفيهية البحرية، وطُوِّرت الواجهات البحرية للمدن للترفيه. وتبرز مدن جدة والدمام والخبر والجبيل أمثلةً على الاستخدام الكثيف، حيث يمكن للزائر استئجار (شاليه)، أو السكن في فندق مُطلّ على البحر، أو استخدام الشواطئ العامة، في حين يرغب بعضهم في الذهاب إلى الشواطئ الطبيعية البكر البعيدة عن المدن، ذات الطبيعة المتنوعة بين شواطئ رملية وصخرية. وتتمتع بعض الجزر بشواطئ نقية رائعة، مثل: شواطئ جزر فرسان التي تتمتع - مثل بقية سواحل البحر الأحمر - بشعاب مرجانية فائقة الجمال ذات أهمية عالية لرياضة الغطس واستكشاف البيئة البحرية.
ويتوافر عدد من مراكز الغطس والتدريب على الغوص في الموانئ الرئيسة، مثل: جدة، والجبيل، والدمام، وينبع . كما يُمارَس فيها كثير من الأنشطة البحرية، مثل: صيد السمك، والسباحة، وقيادة الدراجات البحرية، بالإضافة إلى النـزهات البحرية بالقوارب والسفن المخصصة لذلك.
السياحة البيئية
تهتم السياحة البيئية بالتهيئة للمكوث في الأمكنة الطبيعية؛ لتلبية رغبة مرتاديها في استكشاف هذه البيئة والاستمتاع بمناظرها ودراستها، والمساعدة على صيانتها، مع الحرص على عدم الإضرار بها أو بمجتمعاتها المحلية. وهي نمط نبيل من أنماط السياحة، ظهر مع زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وتذوق جمالها، بدلاً من الانخراط في أنشطة مدمرة لها.
وقد اهتمت المملكة بالحفاظ على البيئة؛ إدراكًا منها أن بعض جوانب التنمية والسلوكات الخاطئة يَضُّر بها، فبادرت بسنِّ النظم التي تحافظ عليها، وأنشأت جهاتٍ هدفها الرئيس الحفاظ عليها، ومن أبرزها: مصلحة الأرصاد، وحماية البيئة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية. وقد تم إعلان عدد من المناطق ذات التميز الطبيعي محمياتٍ طبيعيةً في مختلف مناطق المملكة.
ومن أهم المحميات الطبيعية:
محمية الوعول ومحمية ريدة، ومحمية عروق بني معارض، وجزر فرسان ومجامع الهضب التي سبق ذكرها وكذلك محميات:
محمية محازة الصيد في محافظة الطائف.
محمية جزيرة أم القماري في البحر الأحمر منطقة مكة المكرمة وغيرها .
وقد تم البدء في برامج للحفاظ على الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض - مثل: الغزلان، وبقر الوحش، والنمر العربي، والحبارى - في هذه المحميات التي يمكن زيارتها ومشاهدة حيواناتها النادرة بإذن من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها. وقد عُنيت الهيئة العامة للسياحة والآثار بهذا النمط، وذلك بالحرص على مراعاة الحفاظ على البيئة في مختلف الأنشطة السياحية، وتقديم برامج التوعية للسياح والمتنـزهين عبر عدد من المبادرات من أهمها مشروع التوعية (لا تترك أثرًا)، كما تعمل - بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية - على استغلال المواقع المميزة والمحميات بوصفها مواقع جذب سياحي. وعلى المستوى الشعبي زادت ثقافة الاهتمام بالبيئة بين الناس، وأصبحوا أكثر اهتمامًا بالأنشطة الإيجابية في البيئة الطبيعية، بل بدأ تكوين أندية للحفاظ على البيئة.
ولا تتوقف السياحة البيئية على المحميات فقط، فمعظم أراضي المملكة بيئة طبيعية بكر تصلح لدراسة البيئة، مثل: رصد الطيور، واكتشاف الشعاب المرجانية، ودراسة الحياة النباتية، ومملكة الحشرات؛ فبيئة المملكة شديدة التنوع بحياتها الحيوانية والنباتية التي تتأقلم مع ظروفها القاسية، وبالشعاب المرجانية الرائعة، والمظاهر الجيولوجية المثيرة للاهتمام.
سياحة المؤتمرات
يُعقد في المملكة سنويًا كثير من المؤتمرات والندوات وحلقات البحث المتخصصة، بعضها عالمي، وبعضها يختص بشؤون العالم الإسلامي والعربي والمحلي، وهي تغطي مختلف المجالات العلمية والتطبيقية والأدبية، ويُدعى إلى بعضها رواد ومتخصصون من مختلف أنحاء العالم. وتُنظَّم هذه الفعاليات من قِبَل جهات حكومية أو أهلية مثل الجامعات ومراكز الأبحاث، أو منظمات دولية تتخذ من المملكة مقرًا لها مثل رابطة العالم الإسلامي والمعهد العربي لإنماء المدن. ويُعلَن عن هذه الفعاليات قبل مدة كافية لاستقطاب المتخصصين والأبحاث وأوراق العمل، وتساعد جهات التنظيم في الحصول على إذن الدخول للقادمين من خارج المملكة، وتوفير الإقامة ووسائل النقل.
ويتوافر في المملكة عدد من مراكز المؤتمرات والقاعات المؤهلة لاستضافتها، ومن أبرزها: مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي ، ومركز الملك فهد الثقافي، والجامعات السعودية، ومرافق الوزارات والهيئات الحكومية، والمؤسسات غير الحكومية، مثل: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومركز البابطين الثقافي، وبعض الفنادق الكبرى.
السياحة العلاجية
شهدت المملكة خلال العقود القليلة الماضية نهضة سريعة في الخدمات الطبية الحكومية والأهلية، وأصبحت توجد مراكز ومستشفيات تخصصية ومنشآت للنقاهة والطب البديل تُقصد من مختلف أنحاء المملكة ومن خارجها، وتتركز في المدن الرئيسة؛ وبخاصة الرياض وجدة، وقد تدفقت السياحة العلاجية إلى هاتين المدينتين. ومن جانب آخر يوجد عدد من الينابيع والآبار ذات المياه الساخنة المحتوية على مواد طبيعية ذات خصائص علاجية، وهي تحظى بشعبية محلية وفي نطاق الدول المجاورة، ومنها: العين الحارة ببني مالك بمنطقة جازان، وعين الجوبة بوادي الدواسر، والعين الحارة بحفر الباطن، وبئر الشملي بحائل، وعين نجم بالأحساء... وغيرها .
سياحة الآثار
تبعًا لموقع المملكة في وسط العالم القديم وأهميتها التاريخية فقد حوت كثيرًا من المواقع الأثرية التي تعود إلى حقب تاريخية قديمة؛ ما أثار اهتمام الباحثين في التاريخ والآثار الذين يمكن عدُّهم رواد هذا النوع من السياحة. وتوجد حاليًا مواقع مهمة يصلها عدد كبير من السياح سنويًا، ومنها الآثار الواقعة ضمن المناطق الحضرية في الرياض وجدة والطائف وأبها وغيرها من المدن، فهي تحوي قلاعًا وأحياء قديمة ومساجد وأمكنة أخرى ذات أهمية خاصة، وقد تمت المحافظة عليها، وفُتح بعضها للزوار، ومنها على سبيل المثال: قصر المصمك التاريخي، وآثار دومة الجندل وغيرها.
وتوجد مواقع أثرية مهمة خارج المدن يؤمها المهتمون بالآثار من السياح، مرتحلين - أحيانًا - مئات الكيلومترات نظرًا إلى أهميتها، مثل: مدائن صالح (الحجر)، والفاو، والطرق التاريخية للتجارة والحج، وأبرزها درب زبيدة بمحطاته وبركه الرائعة ، وبقايا سكة الحديد الحجازية بمحطاتها وقلاعها المميزة.10 - السياحة الرياضية:
يرتبط هذا النوع من السياحة بالمناسبات الرياضية المهمة على المستويين المحلي والدولي، ويعتمد على مدى تطوير المرافق الرياضية القادرة على استيعاب هذه الفعاليات. وفي المملكة تشرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب على هذا القطاع، مع وجود جهات أخرى لها بعض الاهتمامات الرياضية، مثل: التعليم العام، والجامعات، وبعض الجهات الأخرى. وقد قطعت المملكة شوطًا كبيرًا في تجهيز المنشآت الرياضية في مختلف مناطقها، فمنذ أن أُنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تولت بناء هذا القطاع وتطويره، وأنشأت مدنًا رياضية متكاملة في مختلف مدن المملكة، بالإضافة إلى مقرات الأندية وصالات الألعاب المغلقة، وتولت تنظيم المناسبات الرياضية المحلية والدولية التي تُقام على أرض المملكة. وتمتلك الجامعات الرئيسة مرافق رياضية قياسية. ويسهم القطاع الخاص في توفير بعض الخدمات الرياضية، مثل: ملاعب (الجولف) والصالات الرياضية للألعاب الداخلية .
ولا شك في أن هذه البنى تخدم القطاع السياحي المحلي والدولي، إذ تعمل بعض فعالياتها على جذب سياح الرياضة من الداخل ومن الخارج.
ويتم سنويًا تنظيم دورات للألعاب الرياضية المختلفة، وأهمها كرة القدم التي تحظى بشعبية كبيرة، إذ يُنظَّم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد وغيرهما. كما تشترك المملكة في مختلف الدورات الدولية وتستضيف بعضها.
السياحة الريفية
على الرغم من أن الصحراء تغلب على أرض المملكة إلا أنه توجد مناطق ريفية مهمة في مختلف مناطقها، ومن أهمها: وسط منطقة القصيم وشرقها، وواحات الأحساء، والأرياف الجبلية بالمناطق الجنوبية الغربية، ومناطق جازان، وتبوك، والجوف، وحائل، والمدينة.
وقد تطور العمران الريفي مع النهضة العمرانية الحديثة للمملكة بصورة سريعة، معطيًا مظهر المدن لكثير من القرى ، مع بقاء الكتل العمرانية التقليدية المبنية من الطين أو الحجر أو منهما معًا، ويُستثنى من ذلك بعض الأجزاء النائية في جبال المناطق الجنوبية. وقد انتشرت المزارع الحديثة والكبيرة في المناطق الزراعية التي تحظى بمخزون جيد من المياه الجوفية، فهي تضم مزارع متخصصة كثيرة، مثل: مزارع القمح، والبطاطس، والفاكهة، ومزارع إنتاج الألبان، ويمكن زيارتها بترتيب مسبق مع أصحابها، إذ تنظم بعض هذه المزارع رحلات ترفيهية إليها، ومنها على سبيل المثال: مزارع ألبان الصافي بالخرج إلى الجنوب من مدينة الرياض، وتُعد أكبر مزرعة إنتاج ألبان متكاملة في العالم، ومزارع أسترا بمنطقة تبوك والتي خُصِّصت لزراعة الفواكه والزهور في تباين جميل مع الطبيعة الصحراوية للمملكة.
وتُعد بسيطا بمنطقة الجوف من أحدث المواقع الزراعية في المملكة والتي تتسم بالمشروعات الضخمة للإنتاج الزراعي والحيواني، من قمح وزيتون وألبان ولحوم وغيرها، في حين تشتهر القصيم بانتشار واسع لمزارع النخيل ذات الأنواع الجيدة، ومثلها واحة الأحساء والمدينة المنورة. وتميزت جازان بإنتاج بعض الفواكه مثل المانجو والتين، وتخصصت المرتفعات الجنوبية الغربية لزراعة الرمان والعنب والتين الشوكي، وقد أصبحت هذه المنتجات هدايا يحرص سياح الداخل على شرائها وإهدائها.السياحة التعليمية:
على الرغم من أن السفر لغرض الدراسة قد لا يدخل ضمن السياحة، إلا أن بعض أنواع التعليم والتدريب لا تخرج عن مفهومها العام، فهي تقع ضمن السياحة الثقافية، وبخاصة مع المتعة التي يجدها الفرد في تعليم نفسه مهارة يختارها بنفسه. ومن الملاحَظ أن مدن المملكة أصبحت تزخر ببرامج ودورات قصيرة تلبي احتياجات شتى في مجال الفنون والمهارات، منها: تعليم الكمبيوتر، واللغات، والإدارة، والهوايات المختلفة، مثل: التصوير، والرسم، والنحت، والعمل على الخزف. وتنشط مثل هذه البرامج في فصل الصيف، فتسهم بعض الجهات الحكومية والأهلية في تقديمها مجانًا أو برسوم. كما يحرص بعضهم على الدراسة على العلماء والمشايخ المشهورين الذين يُلقون دروسهم في الحرمين الشريفين، إذ إن للمملكة دورًا بارزًا في التعليم الديني النظامي وغير النظامي يقع على عاتق علماء الدين في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والجوامع الرئيسة في مدن المملكة، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة... وغيرها.