الأنواع النباتية السائدة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
- الطرفاء (Tamarix aphylla):
شجرة معمرة تنتمي إلى العائلة الأثلية (الطرفية)، وذات جذع متين ضخم، تصل في الارتفاع إلى 12م تقريبًا. ولها جذر وتدي يصل إلى عمق 30م في التربة. وتظهر الساق وكأنها مجزأة إلى عدد من المفاصل، ويتغير لون قشرة الفروع تامة النمو من البني المحمر إلى الرمادي. والأوراق متعاقبة صغيرة جدًا تشبه الحراشف ذات لون أخضر رمادي، وهي مغطاة بغدد ملحية لفرز الأملاح الزائدة. والأزهار خنثوية صغيرة ذات لون قرنفلي أو أبيض (أحمر وردي اللون) على هيئة عناقيد بسيطة تمتد تحتها قنابة مفردة مثلثة الشكل يصل طولها إلى 6سم، ونحو 4مم في العرض. والكأس عدد سبلاتها 5 سبلات شبه دائرية. والتويج عدد بتلاته 5 قرنفلية اللون متغايرة في شكلها (أهليليجية بيضوية مستطيلة). والثمرة هي علبة (كبسولة) بها عدد من البذور التي تحمل خصلة من الشعر، ويطلق عليها (الكرمع). يتكاثر هذا النبات عن طريق العقل فقط. وتنتج هذه الشجرة كميات قليلة من مادة الراتنج ذات اللون الغامق التي تصلح للأكل، كما أن الجمال تقبل على أكل أوراق هذه الشجرة بكثرة. ويستفاد من جذوعها في بناء المساكن، ويُستخدم خشبها في صناعة الجير. وقد كانت جذور هذا النبات وساقه تُطبخ معًا في كمية من الماء بها قليل من الخل، ويؤخذ من هذا السائل لتخفيف عدد من الأمراض ، كما يُستفاد من هذه الأشجار بوصفها مصدّات للرياح في عدد من المزارع، وتثبيت الكثبان الرملية، وأخشابها تستخدم بكثرة في الوقود. وتعد هذه الشجرة من النباتات واسعة الانتشار في غالبية مناطق المملكة؛ حيث تنمو في الأراضي الملحية وغير الملحية. وينمو هذا النبات في المنطقة الشرقية بكثرة حول المواقع الساحلية وبالقرب من المجاري المائية الداخلية.
- السمر (Acacia tortilis):
شجرة السمر من الأشجار المباركة النافعة، وقد بويع الرسول صلى الله عليه وسلم تحتها. قال تعالى: ﭚ ﭩﯺﭙﮣﯚﱅ ﯢﮥﰝﰖﮏﯫ ﭓﭔﭑﯻ ﰴﮤﮐﰘ ﭓﭔﭩﱉﭺﰰﮣﱈﭲﰠﮊﰠﱍﱋﯫ ﭙﰟﯝﱉ ﯔﰴﭧﮤﭔﯔﰟﰹﰴﮡﮂﮤﮱﯫ ﭲﮢﮤﱉﭽﮬ ﭓﭔﭩﰂﯵﮖﮩﯞﮤﮟﰞ . والمقصود بهذه الشجرة السمر. وقال سعد بن أبي وقاص: (إني والله لأول العرب رمى بسهمه في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحلبة وهذا السمر، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط. أخرجه البخاري).
والسمر شجرة تصل في الارتفاع إلى 5م تقريبًا، وتنتمي إلى العائلة البقولية، ولها جذع منفرد. القشور المتشققة في النبات ذات لون رمادي يميل إلى السواد. وفروعها الحديثة متغيرة في لونها من البنية إلى الحمراء، وفيها زغب كثيف، والأشواك منتظمة على هيئة أزواج عند العقد ومنها نوعان: الأول أشواكه طويلة مستقيمة ذات لون أبيض، والثاني أشواكه قصيرة ذات لون بني ضارب إلى الحمرة. والأوراق صغيرة وتوجد بأعداد تراوح بين خمسة أزواج وثلاثين زوجًا من الوريقات لكل ورقة ريشية، والأزهار بيضاء قشدية اللون على هيئة رؤوس إبطية، والقرون ملتوية بصورة حلزونية الشكل تصل إلى 13سم تقريبًا، والبذور عددها كبير بنية اللون. وتعد أزهار هذه الشجرة من أفضل الأزهار التي يتغذى النحل على أزهارها لإنتاج العسل. ويعدّ ظل هذه الشجرة مهمًّا جدا للاستظلال به من أشعة الشمس الحارقة خصوصًا في المناطق الصحراوية شديدة الحرارة. وتعد قرونها ذات قيمة غذائية عالية؛ حيث تشير الدراسات البحثية إلى أنها تحتوي على 18% من البروتينات. وتمثل القرون القيمة العلفية الرئيسة للماشية، وبخاصة أثناء فصل الجفاف، وتعدُّ المرعى الأساسي لقطعان الجمال والمعز. وهذه الشجرة مهمة جدا في حياة الرعاة؛ لما تمثله من غذاء رئيس للقطعان التي يمتلكونها، كما تستخدم بوصفها مصدات للرياح وأسيجة مانعة، وهي من الأشجار المهمة التي تستخدم حطبًا للوقود، ولا يتصاعد منها دخان كثيف. أما من الناحية الطبية، فكانت الخلطة المكونة من هذا النبات تضاف إلى كمية الحليب، وذلك لصنع لبخة تستخدم في علاج حالات التهاب الثدي . وهي توجد على نطاق واسع في المناطق الأكثر جفافًا، كما تنمو في المناطق الصحراوية، إلا أن نموها بطيء، وهذه الشجرة منتشرة على نطاق واسع في الجزيرة العربية، فهي تنتشر من السفوح الجبلية الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة، وتمتد إلى المنطقة الشرقية؛ حيث يشاهد انتشارها في الوديان.
قالت الشاعرة ميسون بنت بحدل في شجرة السمر:
لبيـــت تخـــفق الأرواح فيــه أحــبُّ إلــيَّ مـن قصـرٍ منيـف
وظـل سُــمَيْرةٍ ولحــيم جــديٍّ أحــبُّ إلــيَّ مـن عنـبٍ قطيـف
ولبس عبـــاءة وتقـــرَّ عينــي أحــبُّ إلــيَّ مـن لبس الشـفوف
- السَّلَمْ (Acacia ehrenbergiana):
شجرة شوكية تنتمي إلى العائلة البقولية، وتصل في الارتفاع إلى 5م تقريبًا، والساق بنية اللون متفرعة من القاعدة، والأشواك طويلة مستقيمة بيضاء اللون تصل إلى 5سم في الطول تقريبًا في أزواج. الأوراق مركبة، والأزهار صفراء كروية رائحتها طيبة، والثمار قرنية طويلة تراوح بين 5 و 8سم تقريبًا، ونموها متوسط، وتتكاثر بالبذور. وتشاهد بكثرة في الأودية في معظم أنحاء المملكة، وغالبًا ما تشاهد في مجرى السيل (الوديان) بالمنطقة الشرقية، وهي من الأشجار التي ترعاها الإبل والماعز بكثرة، ويتغذى النحل على أزهارها بغزارة، ويستفاد من لحائها في دباغة الجلود، ويُستخدم خشبها حطبًا للوقود. ويروى أن جرير بن عبد الله البجلي لما قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم سأله عن منـزله ببيشة فقال: (سهل دكداك وسلم وأراك وحمض وعلاك إلى نخلة ونخلة ماؤها ينبوع وجنابها مريع وشتاؤها ربيع. فقال صلى الله عليه وسلم: خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك، والسلم. إذا أخلف كان لجينًا، وإذا أسقط كان درينًا، وإذا أكل كان لبينًا)
- السّدر (النبق) (Ziziphus spina)-(christi):
نبات السدر من الأشجار المباركة ذات الرائحة الطيبة، وهي شجرة تنتمي إلى فصيلة (عائلة) السدريات، ويصل ارتفاعها إلى 12م تقريبًا. والفروع ذات لون بني ضارب إلى البياض، والأذينات تكون على هيئة أزواج شوكية، والأوراق متعاقبة بيضوية إلى إهليليجية الشكل لها ثلاثة عروق، والطرف يكون مستديرًا، والحواف مسننة على شكل دقيق، والأزهار على هيئة عناقيد متكثفة في آباط الأوراق، والكأس على شكل فنجان عند القاعدة، وهي ذات خمسة فصوص بيضوية إلى مثلثية الشكل. والثمرة كروية الشكل، تصل في القطر إلى أكثر من 1سم، وذات لون بني مائل للاصفرار أو الحمرة. والبذور بنية اللون بيضوية الشكل. وثمار الســدر (النبق العبرى الحلوى) صالحـة للأكل ، وأخشابها تستخدم بوصفها أسيجة. وقد كان الأهالي في السابق يجمعون هذه الثمار ويخزنونها في مكان جاف للاستخدام في المستقبل، ويكتمل نضج هذه الثمار أثناء الموسم الحار الجاف.
أوراق هذا النبات كانت تهرس وتستخدم بصفتها مادة للتنظيف تغسل بها أجزاء الجسم كافة (ومن المسنون غسل أجساد الموتى بماء به أوراق سدر). ويقال إن الشعر المغسول بأوراق السدر يصبح ناعمًا ولامعًا جدا. وكانت الأوراق تُطحن وتضاف إليها كمية من الماء، فتوضع على النار حتى تغلي، ثم تترك منقوعة إلى أن تبرد، وبعد ذلك تقوم المرأة التي تعاني حالة الوضع بشرب هذا الماء الذي يعمل على تخفيف التقلصات الرحمية. كما تستخدم أخشاب السدر في صناعة الأدوات المنـزليةوهو من النباتات واسعة الانتشار بالمملكة، ويشاهد في المنطقة الشرقية في الأودية.
- المرخ (سدادة) (Leptadenia pyrotechnica):
هو نبات شجيري معمر سريع النمو ينتمي إلى الفصيلة العشارية، ويصل في الارتفاع إلى مترين تقريبًا، وله عدد من الأفرع تنتهي بقمة حادة، والأوراق تكون شريطية على الأفرع الحديثة سريعة التساقط، وأزهاره صفراء صغيرة متراصة على هيئة قمم عنقودية لها رائحة طيبة، وثماره طويلة أسطوانية متدلية ناعمة سميكة ومنحنية شبه قرنية، ويصل طولها إلى 13سم، وعرضها لا يزيد على نصف سنتميتر تقريبًا. وله جذور وتدية عميقة تصل إلى 12م تقريبًا، ويتكاثر بالبذور، كما يتكاثر بالعُقل. ويعمل هذا النبات على تثبيت الكثبان الرملية المتحركة حوله، وتأكل الجمال أغصانه الطرفية الطرية الغضة، وتُستخدم أغصانه في الوقود، فهي تتميز بأنها سريعة الاشتعال، وتستخدم السيقان في صناعة الحبال وبناء المنازل، وهو من النباتات الطبية المهمة؛ إذ إن منقوع أفرعه يستخدم بوصفه مدرًّا للبول لدرجة عالية، ويحتوي النبات على مركبات التيرينودات الثلاثية . وهو من النباتات واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية، وينمو في المنطقة الشرقية في الأودية الكبيرة ومجاري السيول. ويروى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سجن الحطيئة فأنشد يستعطف الخليفة ليطلق سراحه ليذهب إلى أبنائه بوادي ذي مرخ قائلاً:
مــاذا تقـول لأفـراخ بـذي مـرخٍ زغـب الحـواصل لا مـاء ولا شجر
ألقيـت كاسـبهم فـي قعـر مظلمـةٍ فـاغفر - عليـك سلام الله يا عمر -
(ومن المعروف أن شجر المرخ لا يحمي عش الفراخ إذ لا شوك له).
- الحرمل (Rhazya stricta):
لقد سُمّي هذا النبات تخليدًا لذكرى العالم العربي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي 865 - 925م الذي كان يعمل طبيبًا في مدينة الراي شمال العراق. وينتمي نبات الحرمل إلى عائلة الدفليات، وهو نبات شجيري معمر خشبي القاعدة، ويصل في الارتفاع إلى 80سم تقريبًا. والأوراق متعاقبة شبه لحمية، وشكلها متغاير من الإهليليجي إلى البيضوي، والقمة الورقية حادة خضراء اللون، والأزهار بيضاء ناصعة منتظمة على نحو قصير، والكأس ذات خمسة فصوص مثلثة الشكل، والتويج أصفر ضارب إلى الخضرة بخمسة فصوص دائرية الشكل تقريبًا، والثمار (قرون) مزدوجة قائمة أسطوانية الشكل يصل طولها إلى 9سم تقريبًا، وهي مستدقة الطرفين (الثمار الناضجة تكون على هيئة أزواج)، والبذور بنية اللون. وهو من النباتات الطبية المهمة نظرًا إلى خصائصه العلاجية الكثيرة، فقد وصفت استخداماته على نطاق واسع في الوصفات الطبية الإسلامية القديمة في علاج عدد من الأمراض التي تصيب الإنسان، ومنها: علاج القنوات البولية، وطرد الحرارة والرطوبة من جسم الإنسان، كما تستعمل ثماره وأوراقه في دباغة الجلود. وكان هنالك عدد من الاعتقادات الشائعة عند العرب حول هذا النبات، منها: تدعك أوراقه فوق جسم الإنسان كي تحميه من العين والحسد . وقد كان العرب يطلقون عليه (أشجار الجن) . وينتشر هذا النبات في غالبية مناطق المملكة، ويشاهد في وديان المنطقة الشرقية.
- العُشَر (Calotropis procera):
ينتمي نبات العشر إلى الفصيلة العشارية، وهي شجيرة تصل في الارتفاع إلى 4م تقريبًا، ولها عدد من الفروع خصوصًا عند قاعدة النبات، والساق ذات خشب لين، ويصل ارتفاعها إلى 18 قدمًا، وتغطي ساقه وأفرعه طبقة فلين متشققة، وتكون قشرة الفروع كاملة النمو متشققة بصورة شديدة، والعصارة لبنية القوام، والأوراق لحمية متقابلة بيضوية الشكل طرفها حاد، والقاعدة قلبية الشكل خضراء اللون جالسة، والأزهار على هيئة سنمات خيمية (الكأس مكونة من خمسة فصوص والتويج لونه أبيض جرسي الشكل)، ويميل لونه إلى القرنفلي، والثمار شبه كروية بيضوية الشكل، والبذور كذلك بيضوية الشكل مسطحة بها خصلة من الشعر الأبيض عند أحد الطرفين، وهو من أكثر الأنواع النباتية انتشارًا بالمملكة.
يشاهد هذا النبات بالمنطقة الشرقية في الأراضي المنخفضة والوديان ومجرى السيل، وينمو في عدد من المواقع مختلفة التربة في المملكة، وله قدرة عالية على تحمل الظروف الصحراوية القاسية. ويتكاثر بالبذور فقط. أما اللبن الذي يسيل من هذه الشجرة فهو شديد السمّية (مادة الأتروبين)، وفي السابق كانت كمية من هذا اللبن توضع في رأس السهام؛ ما يؤدي إلى الهلاك مباشرة. وكان اللبن يستخدم في مجال الطب البيطري؛ حيث تدهن المواشي المصابة بهذا اللبن كي يحميها من البثرات الجلدية الطفيلية، وكان الرماد الدقيق الناتج عن حرق الخشب يستخدم في صناعة البارود . قال أبو حنيفة عن هذا النبات: العُشَر من العضاة وهو من كبار الشجر، له صمغ حلو وهو عريض الورق ينبت صُعُدًا في السماء، وله سكر يخرج من شعبه ومواقع زهره يقال له سكر العشر، وفي سكره شيء من المرارة، ويخرج له تفاح كأنها شقائق الجمال التي تهدر فيها، وله نور مثل نور الدفلى حسن المنظر وله ثمر.
وذكر امرؤ القيس في العُشَر قوله:
أمرخـــة خيـــامهم أم عشــر أم القلــب فــي أثــرهم منحـدر
- العوسج (الخضب) (Lycium shawii):
تطلق غالبية القبائل العربية على هذا النبات اسم (العوشزة)، وهي شجيرة شوكية معمرة تنتمي إلى العائلة الباذنجانية، وتنمو في المناطق الجافة، ويصل ارتفاعها إلى مترين تقريبًا، وفروعها ذات أطراف شائكة، بالإضافة إلى الأشواك الجانبية القصيرة التي يراوح طولها بين 1 و 4سم تقريبًا. والأوراق متعاقبة شبه لحمية ذات لون أخضر ضارب إلى الرمادي، والحافة تامة والطرف حاد، ومغطاة بوبر قصير، وتستخدم لمقاومة الظروف الصحراوية (الجفاف)، والأزهار خنثوية ذات لون أبيض أو قرنفلي باهت أو أرجواني، وتكون منفردة أو على هيئة أزواج في آباط الأوراق. والكأس أنبوبية وخماسية الفصوص غير المتساوية، والتويج قمعي الشكل، والساق خشبية ذات جوانب شوكية قصيرة، والثمرة عنبية كروية حمراء اللون غضة عند النضج، وتعرف عند البادية باسم (المصع)، وهي حلوة الطعم. ويلاحظ أن الطيور وخصوصًا طير الحبارى تقبل على أكلها بكثرة. وتمتاز هذه الثمار بكثرة البذور كلوية الشكل بنية اللون. ويتكاثر النبات بالبذور والعقل، وهو من النباتات التي ترعاها المواشي والجمال بكثرة؛ ما يجعل حليبها حلو المذاق، إلا أن المعز والأبقار لا ترعاه إلا نادرًا. ويستخدم النبات علاجًا لعضة الكلب، ويعد مادة مضادة لمختلف السموم، كما تستخدم أوراقه وثماره بعد نقعها في الماء لعلاج النمش. وذكرت المصادر السومرية القديمة استخدام النبات بعد تجفيفه مادةً مبخرة لعلاج الحالات كافة التي تصيب الإنسان، كما أن المركبات الكيميائية لهذا النبات تدخل ضمن مكونات بعض الأدوية العلاجية، وثماره لها تأثير مسهل؛ ولذلك وصف لعلاج الإمساك بوصفه مادة مُدِرّة للبول.
إن أهل البادية جعلوا من أعواده أداة للغزل البدوي للصوف، وحطبه جيد للوقود؛ نظرًا إلى كون خشبه لا ينبعث منه إلا قدر قليل من الدخان. ويستخدم أسيجة ومصدّات للرياح . وينتشر هذا النبات في غالبية مناطق المملكة؛ حيث يشاهد في التربة الصخرية والسلتية، ويوجد بكثرة في المنطقة الشرقية خصوصًا في المسايل التي تعبر السهول والأودية.
قال الشاعر في نبات العوسج:
العوســجة مــا يقـع الحـر فيهـا ولا فيهــا لسـمحين الوجيـه مقيـل
- الحنظل (Colocynthis Citrullus):
نبات عشبي معمر زاحف ينتمي إلى العائلة القرعية، والسوق شعرية ذات محاليق بسيطة مشقوقة نادرًا عند الطرف، وناشئة من آباط الأوراق. والأوراق مفصصة (الفص الأوسط هو الأطول) مثلثة الشكل ضيقة طولها 8سم تقريبًا، وعرضها 4سم تقريبًا، وتكون متبادلة خشنة الملمس عند الجانب السفلي، وأقل خشونة عند الجانب العلوي. وله أزهار صفراء صغيرة منفردة في آباط الأوراق، ويعد هذا النبات أحادي المسكن. والأزهار الذكرية تكون على زنيدات، والكأس بخمسة فصوص بيضوية الشكل، والتويجات متحدة وعددها خمسة تويجات. والأزهار الأنثوية تكون على زنيدات بطول يصل إلى 4سم تقريبًا، والكأس بخمسة فصوص، والتويجات متحدة وبخمسة فصوص أيضًا. والثمرة كروية الشكل يصل قطرها إلى 8سم تقريبًا. ويصبح لونها أصفر في حالة النضج (يشاهد على الأرض مجموعة من الكرات الصغيرة الصفراء، وذلك مؤشر لموت النبات بالكامل)، والبذور بيضوية الشكل بنية اللون ضاربة إلى الصفرة، وثماره مرة المذاق، ويطلق العرب عليها اسم (الحدج). أما بذوره فيأكلها البدو.
ولهذا النبات تاريخ طبي طويل في علاج كثير من الأمراض؛ إذ إن القدماء المصريين استخدموه علاجًا للشلل، ولتخفيف الإجهاض، ولعلاج الجذام، والنقرس، ولعلاج اللدغات الحشرية والعقارب. وتستخدم بذوره دواءً مسهلاً ومضادًا للتشنج . ويعد واسع الانتشار في معظم أنحاء المملكة. ويشاهد في عدد من مواقع التربة الرملية بالمنطقة الشرقية خصوصًا بعد سقوط الأمطار الشتوية.
قال الشاعر في نبات الحنظل:
كــأني غـداة البيـن يـوم تحـملوا لـدى سـمرات الحـي نـاقف حنظل
وبهذا أراد الشاعر تجرع صعوبة الفراق كمرارة طعم نبات الحنظل.
- شوك الضب، نقيع (Blepharis ciliaris):
نبات عشبي شوكي معمر ينتمي إلى العائلة الأقناثية، وله ساق مستلقية على الأرض أو صاعدة على نحو قصير. يصل في الطول إلى 20سم تقريبًا. والأوراق شوكية تصل في الطول إلى 5سم تقريبًا. وهي لاطئة متقابلة ومنتظمة على هيئة كواكب، أربع أوراق خطية مستطيلة الشكل طرفها حاد والحافة تامة. وله أزهار جذابة أحادية الشفة ذات عروق بنفسجية اللون. وتكون هذه الأزهار على هيئة سنبلة شوكية تشبه المخروط. ويصل طولها إلى 7سم تقريبًا، وعدد الأزهار يراوح بين 6 و 16. والثمار تأخذ شكل كبسولات (علب) ثنائية المصراع وثنائية البذرة، وتتفتح هذه الكبسولة وتتحرر البذرتان اللتان بداخلهما عند سقوط الأمطار فقط، وهذه الكبسولات مسطحة بيضوية الشكل أيضًا، والبذور بيضوية الشكل أيضًا. وله جذر وتدي عميق سريع النمو، ويتكاثر هذا النبات فقط عن طريق البذور، وهو من النباتات الطبية المهمة في علاج الجروح والإصابات الحديثة؛ نظرًا لقدرته على وقف تجلط الدم وإيقاف التمزقات والجروح الموجودة في أنحاء الجسم. وتعد أوراق وثمار هذا النبات علفًا من الدرجة الأولى للمعز. ويصنع الفحم النباتي عن طريق تحميص جذوره . ويعد من النباتات واسعة الانتشار في المملكة. وينمو هذا النبات في التربة الصخرية السلتية بالمنطقة الشرقية.
- الرمث (Haloxylon salicornicum):
شجيرة معمرة تنتمي إلى العائلة (السرمقية)، وهي عديمة الأوراق، وذات عدد من الأفرع، ويصل ارتفاعها إلى 85سم تقريبًا، وهذه الأفرع تكون متصلة أو متحدة بعضها ببعض (Jointed)، والنبات بشكل عام خشبي القاعدة، والأفرع الخشبية قديمة التكوين يبلغ قطرها 5سم، وغالبًا ما تكوِّن رابية حولها، والأغصان الطرية حديثة التكوين من الأفرع القائمة العصيرية إلى حدٍ ما، وغالبًا ما تحمل أزهارًا خنثوية تكون مرتبة بشكل متبادل، ويكون عند كل قاعدة عقدية غشاء رقيق، والثمار مجنحة وردية اللون في حالة نضوجها، وخضراء اللون قبل النضج ، ويتكاثر هذا النبات في الغالب عن طريق البذور، كما أنه يتكاثر أيضًا بالعُقَل. ويعدُّ هذا النبات من النباتات الرعوية التي تُقبل الإبل على أكلها، وإذا أكثرت من أكله أصابها مرض اسمه (الرماث) تدمع منه عيونها وتأخذه بطونها . ويستخدم حطبه وقودًا بكثرة؛ إذ تجمع أكوام ضخمة منه، ويعمل على تثبيت الكثبان الرملية، ويستخدم النبات كاملاً في معالجة الجروح الخفيفة. يوجد في مواقع مختلفة من المملكة، فهو ينتشر في المنطقة الوسطى والشمالية، كما يشاهد في المنطقة الشرقية في مواطن بيئية مختلفة منها الكثبان الرملية الصغيرة القريبة من ساحل الخليج العربي، وكذلك المواقع الصخرية والطينية؛ إذ ينمو بغزارة عالية بين الهفوف وسلوى. ويعدّ نبات الرمث من النباتات الشجيرية المهمة بالمملكة؛ لذلك لا بد من ضرورة حمايته والمحافظة عليه من قِبل الجهات المختصة، ولا بد من ضرورة منع إزالة هذه الشجرة. ويلاحظ أن هذا النبات في حالة تدهور في بعض المواقع بالمنطقة الشرقية وبخاصة في الطرف الغربي للربع الخالي.
قال أبو حنيفة عن نبات الرمث: له هدب طوال دقاق وهو مع ذلك كله كلأ تعيش عليه الإبل والغنم وإن لم يكن معها غيره، وربما خرج منه عسل أبيض كأنه الجمان، وهو شديد الحلاوة وله حطب ووقوده حار وينتفع بدخانه في الزكام.
وقال ابن الرومي في الرمث يخاطب ناقته:
تـركت دخـان الـرمث فـي أوطانها طلبًــا لقــوم يوقــدون العنـبرا
- العرفج (Rhanterium epapposum):
نبات شجيري معمر رائحته عطرية، وينتمي إلى العائلة المركبة، وهو كثير التفرع، ويراوح طوله بين 55 و 100سم تقريبًا، وسيقانه بيضاء إلى فضية كثيرة التفرع، وتكون كثيفة التفرع عند قاعدة النبات، والأوراق شريطية مستطيلة صغيرة الحجم يصل طولها إلى 2سم، وعرضها 3مم، وتنمو وتتطور من الأفرع القديمة، وكذلك من الأغصان حديثة التكوين، وتتساقط هذه الأوراق أثناء فصل الجفاف. وأزهاره تنتظم في هامات صفراء مستديرة، والرؤوس الزهرية يصل طولها إلى 2سم تقريبًا، وغالبًا ما تكون مفردة وطرفية، والثمار صغيرة في مجموعات شوكية. يتكاثر نبات العرفج بالبذور، وله جذور وتدية عميقة، وهو من النباتات المقاومة للجفاف بدرجة عالية. ويكمل دورة حياته بسرعة خاصة بعد موسم سقوط الأمطار الشتوية. وغالبًا ما يكون كومة رمل حوله. وهو من النباتات الرعوية المهمة، ويلاحظ أن الإبل ترعاه قبل إزهاره، ويستفاد منه في تثبيت الرمال المتحركة، وكذلك في الوقود، وكان الفلاحون في نجد يعلفونه أخضر، ويخزن حتى وقت الجدب، وكان يباع على قوافل الإبل . قال ابن منظور عن الأزهري: ونار العرفج تسميها العرب نار الزحفتين؛ لأنه يسرِّع الالتهاب فيزحف عنه. ولما حبس الرشيد عبد الملك بن صالح قال: إن الملك شيء ما نويته ولا تمنيته ولو أردته لكان أسرع إليَّ من السيل إلى حدود، والنار في يبس العرفج. وينمو هذا النبات على الرمال (النفود) في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة.
- العاذر (Artemisia monosperma):
نبات شجيري معمر عطري الرائحة أخضر اللون يميل إلى اللون الرمادي، وأملس ينتمي إلى العائلة المركبة، وهو من النباتات الطبية الطاردة لغازات البطن، وقائم يصل في الارتفاع إلى 110سم تقريبًا، وسريع النمو، والأفرع تنشأ من قاعدة النبات، وتكون مستطيلة وصلبة وكثيفة عند القاعدة، وتتساقط الأوراق الكبيرة التي يصل طولها إلى 7سم تقريبًا، وعرضها 2سم في فصل الصيف، وتستبدل بها أوراق صغيرة الحجم شريطية بسيطة مفصصة. وتتكون الأجزاء الحية من الأغصان العلوية، وتختزل في الأشهر الحارة، بينما تتطور في أشهر الشتاء. وتتكون الرؤوس الزهرية من 2 - 44 زهرة جالسة صغيرة يبلغ طولها نحو 1سم، وعرضها نحو 5مم تقريبًا، ولونها أصفر مخضر، ولها جذور وتدية عميقة، وتتكاثر بالبذور. ويعد هذا النوع من نباتات الكثبان الرملية (النفود) الحمراء الموجودة في المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من المملكة.
- الأرطى (Calligonum comosum):
نبات شجيري معمر من العائلة الحماضية، يصل في الارتفاع إلى 135سم تقريبًا، والأفرع الخشبية القديمة بيضاء اللون، وتتكون نتوءات عند العقد الساقية، بينما تكون الأفرع الطرية خضراء اللون، والأوراق حرشفية صغيرة جدًا تتساقط بسرعة، والأزهار خنثوية وردية اللون، والثمار إهليليجية مغطاة بشعيرات كثيفة صلبة طويلة، والجذور وتدية عميقة حمراء اللون. وينمو هذا النبات في الكثبان الرملية (النفود) في المناطق الوسطى والشرقية والشمالية من المملكة. وتستخدم جذوره في دباغة الجلود، ويستخدم خشبه في الوقود، وترعاه الإبل بكثرة، وهو أيضًا من النباتات الطبية المهمة لمعالجة قرحة المعدة. وعندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرتد الزبرقان بن بدر، بل قدِم على أبي بكر الصديق في المدينة بزكاة قومه. قيل: فقدم بإبل كأنها عروق أرطى . ومرض أحد الأعراب في الشام فرأى طائر المكاء وتذكر المأوى الذي لا غنى عنه لصاحب الحاجة فقال:
ألا أيهــا المكّـاء مـا لـك هاهنـا ألاء ولا أرطــى فــأين تبيــض
فـأصعد إلـى أرض المكاكيِّ واجتنب قـرى الشـام لا تصبح وأنت مريض
- الكراث (البصل البري) (Allium sphaerocephalum):
نبات عشبي معمر من العائلة الزنبقية، له سويقة قائمة تصل في الارتفاع إلى 116سم تقريبًا، أبصاله أرضية مغطاة بحراشف شفافة، والأوراق شريطية قاعدية، والأزهار محمولة على السويقة ومرتبة في نورة زهرية شبه كروية وردية اللون، ويراوح قطرها بين 3 و 6سم تقريبًا. وقال أبو حنيفة في وصف هذا النبات: إن عشب الكراث تطول قصبته الوسطى حتى تكون أطول من الرجل. وهو من النباتات الغذائية المهمة في حياة البادية؛ حيث يقبل الناس على أكله بكثرة، ويشبه الكراث البصل في الرائحة والحرارة، ويقوم أهل البادية بجمع هذا النبات في فصل الشتاء وبيعه طازجًا في الأسواق، وكذلك تجفف أزهاره ثم تطحن وتستخدم توابل في الأكل . ويعد من نباتات الكثبان الرملية (النفود) التي تشاهد في فصل الشتاء عقب سقوط الأمطار الشتوية في المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من المملكة.
- الثمام (الشوش) (Panicum turgidum):
نبات عشبي معمر ينتمي إلى الفصيلة النجيلية، ويراوح طوله بين 65 و 160سم تقريبًا، ذو سطح أملس، وله ساق أسطوانية جوفاء، وعقدة الساق غليظة مصمتة، وله فروع كثيرة جدا متجمعة ومتشابكة، وغالبًا ما تنتهي بنصل قصير مستدق الطرف، وأوراقه صغيرة شريطية، وتكون متجمعة خضراء باهتة تنتهي بنورات عنقودية، وله جذور طويلة ليفية قوية تعمل على تثبيت الرمال المتحركة، وينمو بكثافة من الريزومات. وغالبًا ما يشاهد هذا النبات في الكثبان الرملية (النفود) في غالبية مناطق المملكة، ويشاهد في المنطقة الشرقية ينمو على الرمال (النفود). وهو أيضًا من النباتات الجفافية سريعة التكسر والاحتراق. وقد تحدث أحد الباحثين عن هذا النبات فقسمه إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول ثمام الشعاب، النوع الثاني العريجاء، النوع الثالث الأثموم. وهذا النبات من أطيب المراعي عند الإبل والأغنام. وبعض القبائل العربية تسمي بداية نبات الثمام (جمارا)، وبعضهم يسميها (مصيخا)، والجمار من أفضل العيدان؛ لأنه يكون مختفيًا داخل خوص الثمام، ويستخرجه الرعاة فيأكلونه
يقول حاجز بن عوف الأزدي:
ســلي عنـي إذا اغـبرَّت جمـادى وكــان طعــام ضيفهــمُ الثمامـا
ألســنا عصمــةَ الأضيـافِ حـتى يضحــى مــا لهـم تـفلا توامـا
- داتورة (بنج) (Datura fastuosa):
نبات عشبي حولي ينتمي إلى العائلة الباذنجانية، ويصل ارتفاعه إلى 2م تقريبًا، وهو ذو سيقان متفرعة، والأوراق متعاقبة عريضة وبيضوية الشكل، وطرف الورقة حاد، وحوافها متموجة، والأزهار كبيرة بيضاء قمعية الشكل، وتكون منفردة في آباط الورقة، والكأس أنبوبية ذات خمسة فصوص مثلثة الشكل وتكون حادة، ويكون التويج أبيض اللون بوقي الشكل يصل طوله إلى 20سم. والثمرة كروية على هيئة كبسولة ذات أربعة مصاريع مغطاة بأشواك قصيرة. والبذرة كلوية أو شبه كلوية بنية اللون. والنبات بالكامل سام وله تأثير مخدر وبخاصة في البذور، ومن العادات الشائعة في أنحاء العالم التي ينمو فيها هذا النبات أن أوراقه وأزهاره تجفف وتستنشق من قِبل الأشخاص المصابين بمرض الربو والحالات الأخرى التي تسبب مشكلات للجهاز التنفسي. ويحتوي هذا النبات على عقار السكوبولامين الذي يعمل على توسيع بؤبؤ العين، ويعمل مخدرًا قبل إجراء العمليات الجراحية. ولقد ذكرت المصادر الإسلامية القديمة استخدام هذا النبات لعلاج التشنجات ونوبات الصرع . وهو من النباتات المدارية، ويلاحظ نموه بغزارة في المناطق الدافئة، كما ينمو في المملكة العربية السعودية في المواقع التي تكثر فيها المياه، ويشاهد في المنطقة الشرقية في الأودية وحول المناطق السكنية أيضًا، ويفضل النمو في الأتربة الرملية الطينية.
- الخزامى (Horwoodia dicksoniae):
نبات عشبي قائم أو منبطح حولي من العائلة البراسية (المتعامدة)، يصل طوله إلى 35سم تقريبًا، وأزهاره ذات رائحة عطرية قوية تفوق رائحة عدد من النباتات العطرية، والأوراق بيضوية مستطيلة الشكل، والأزهار في عناقيد زهرية طرفية وردية بنفسجية اللون، والثمار دائرية الشكل تقريبًا. وترعى الأغنام والإبل هذا النبات، ولكن لا تُكثر منه، وتظهر رائحته في حليب الإبل. ورائحة الخزامى تنتشر وتكون قوية، وذلك من بعد صلاة العصر إلى قبيل الضحى من اليوم التالي. وينمو هذا النبات في المناطق: الوسطى، والشرقية، والشمالية من المملكة فقط، ويكثر نموه بعد المطر على الرمال والكثبان. وقد تغنى عدد من الشعراء بهذا النبات جميل المنظر ذي الأزهار العطرية ذات اللون الوردي البنفسجي
- أقحوان (Anthemis melampodina):
نبات عشبي حولي من العائلة المركبة، يصل في الارتفاع إلى 28سم تقريبًا، وهو من النباتات البرية الجميلة ذات الأزهار الجذابة التي تشاهد بعد سقوط الأمطار الشتوية. ويتميز نبات الأقحوان بأن فروعه تنشأ من القاعدة، وله هامات كبيرة يصل قطرها إلى 3سم تقريبًا، وذات أزهار شعاعية طرفية ناصعة البياض، وأزهار وسطية أنبوبية صفراء اللون. وله أوراق خضراء غامقة، وهو من النباتات التي تستوطن الكثبان الرملية (النفود)
ولقد تغنى كثير من الشعراء العرب بنبات الأقحوان نظرًا إلى جماله:
وبيــن الخــد والشــفتين خـالٌ كزنجـيٍّ أتــى روضًــا صباحـا
تحــيّر فـي الريـاض فليس يـدري أيجـني الــوردَ أم يجـني الأقاحـا
- الشنان (Salicornia europaea):
من النباتات الملحية العشبية الحولية العصيرية ثلاثية الكربون المنتمية إلى العائلة السرمقية، ويراوح طوله بين 12 و 35سم تقريبًا، ولا توجد له أوراق حقيقية، والأغصان كثيفة متصالبة، ويصل طول الفرع منها إلى 11سم تقريبًا، وله ثلاث أزهار خنثوية (وسطية كبيرة واثنتان طرفيتان صغيرتان) مغمورة في التجاويف العصيرية للنبات، ويكمل دورة حياته في 12 شهرًا تقريبًا، ويتكاثر بالبذور، وينحصر توزيعه الجغرافي بالمنطقة الشرقية فقط، حيث يوجد هذا النبات في عدد من المواقع الساحلية بمنطقة الخليج العربي، إلا أن التوسع العمراني والنشاط السكاني وعمليات الردم المستمرة بالمنطقة الشرقية ربما تسهم بشكل واضح في إزالة أعداد كبيرة من أفراد هذا النبات؛ ما ينذر باختفائه تدريجيا وانقراضه من الغطاء النباتي للمنطقة الشرقية ، وهو من النباتات الاقتصادية المهمة؛ إذ يحتوي نبات الشنان على كميات كبيرة من الصودا التي تستخدم في صناعة الصابون والزجاج، وتستخرج من بذوره الزيوت التي تستخدم في الطهي
- سويداء (Suadea aegyptiaca):
من النباتات الملحية الحولية العصيرية المنتمية إلى العائلة السرمقية رباعية الكربون، له عدد من الأغصان النباتية المتبادلة الكثيفة خضراء اللون، والأزهار خنثوية صغيرة على هيئة عناقيد إبطية يراوح عددها من 5 - 10 أزهار، والأوراق متبادلة خضراء اللون مستطيلة ومدورة عند الحافة، وفاتحة اللون عصيرية ملساء مغطاة بطبقة شمعية، والبذور سوداء اللون، صغيرة الحجم. ويتكاثر النبات بالبذور فقط، ويكمل دورة حياته في 12 شهرًا تقريبًا، وينبت بعد سقوط الأمطار الشتوية، ويزهر في شهري أكتوبر ونوفمبر، وهو من النباتات التي تتحمل الملوحة لدرجة كبيرة؛ لذا يشاهد في السبخات والصحارى الملحية، ويشاهد أيضًا في المزارع، وعلى جوانب الطرق الزراعية، ولقد شوهد كثير من أهل البادية يقومون بخلط أوراقه العصيرية الطرية الصغيرة بعد طحنها مع السلطة الخضراء، فتؤكل بعد ذلك مباشرة أو أنها تؤكل بعد تخليلها
وهو أيضًا من النباتات الطبية المهمة؛ حيث تستخدم أوراقه ضد بثور الجلد وأمراضه المعدية ، وهو من النباتات واسعة الانتشار في غالبية مناطق المملكة.
- شنان (Seidlitzia rosmarinus Ehrenb. Ex Bge):
نبات شجيري معمر يصل طوله إلى 111سم تقريبًا، وشجيرته كثيفة الأفرع بيضاء اللون متقابلة، والأوراق متقابلة عصيرية يصل طولها إلى 2سم، والأزهار خنثوية يراوح عددها بين 2 و 4 أزهار عند المحور، والثمار مجنحة، والغلاف الثمري يبلغ قطره نحو 1سم، والبذور سوداء اللون. ويتكاثر هذا النبات عن طريق البذور فقط، ويدخل عدد من مركباته الكيميائية في صناعة الزجاج والصابون، وتستخدم أوراقه المجففة مادة صابونية للغسل، ويستخدم حطبه في الوقود، وهذا النبات كان يجفف ثم يحرق ويجمع رماده ويؤخذ (نشوقًا) لمعالجة الكثير من الأمراض مثل: الصداع، والزكام، والبرد . كما ينمو على امتداد الجوانب الساحلية في المنطقة الشرقية وفي السبخات الملحية الساحلية الداخلية في المملكة.
- خريسي، شمام (Arthrocnemum macrostachyum) (Moric) (Moris et Delponte):
نبات شجيري عصيري أملس معمر ينتمي إلى العائلة السرمقية، ويصل ارتفاعه إلى 65سم تقريبًا، ويعد خشبي القاعدة، ولا توجد له أوراق حقيقية، وله عدد من التفرعات المفصلية الغصنية العصيرية، والأزهار خنثوية مغمورة في التجاويف العصيرية، وله جذور وتدية عميقة، وبذوره سوداء اللون دائرية الشكل تقريبًا، ويتكاثر عن طريق البذور. ويحتوي هذا النبات على كميات كبيرة من الصودا التي تستخدم في صناعة الصابون والزجاج، ويستخدم حطبه في الوقود. وهو من النباتات الشاطئية الساحلية بالمملكة، حيث يشاهد بكثرة في منطقتي الخليج العربي والبحر الأحمر
- عجيرمان حضادي (Halocnemum strobilaceum) (Pall M. B):
نبات شجيري معمر، وينمو على هيئة نصف كروية إلى دائرية، ويراوح طوله بين 20 و 45سم، والأفرع غضة عصيرية متشابكة بشكل تصالبي، والأزهار صغيرة جدًا خنثوية مغمورة في التجاويف العصيرية من الأفرع، ولا توجد له أوراق حقيقية، وقواعده خشبية، وله بذور سوداء، ويتكاثر بالبذور فقط. ويعدّ من النباتات الرعوية الثانوية للإبل، إلا أن الرعاة شاهدوا أن الجمال التي تأكل منه بكثرة تتعرض لبعض المشكلات في الجهاز التنفسي، وربما يعود ذلك إلى تركيزات الأملاح العالية جدا . ويشاهد هذا النبات في المستنقعات الملحية الساحلية والشواطئ البحرية بمنطقتي الخليج العربي والبحر الأحمر في المملكة
- خريز (Halopeplis perfoliata) (Forssk) (Aschers. et Schweinf):
نبات عصيري ملحي أملس تحت شجيري معمر قائم، يراوح طوله بين 15 و 45سم تقريبًا، وينتمي إلى العائلة السرمقية، وليست له أوراق حقيقية، والأزهار صفراء اللون خنثوية مغمورة في تجاويف عصيرية في سنابل طرفية، والثمار تحتوي على بذرة واحدة، والبذور صغيرة جدًا لا يتجاوز قطرها نصف ملليمتر، وعند بداية الإزهار الذي غالبًا ما يكون في شهري أكتوبر ونوفمبر يتحول لون النبات تدريجيا من الأخضر إلى اللون الأحمر الوردي. وله جذر وتدي عميق ذو عدد من التفرعات الجانبية، ونموه بطيء بشكل عام. ويستفاد من هذا النبات في صناعة الزجاج والصابون؛ لاحتوائه على كميات كبيرة من الصودا المهمة في هذه الصناعة. وينمو هذا النبات بكثرة على امتداد السواحل البحرية للمنطقة الشرقية والبحر الأحمر في المملكة
- السعدان (Neurada procumbens L):
نبات عشبي منبطح حولي من العائلة السعدانية، له عدد من الأفرع القاعدية تنشأ من الساق، والأوراق مستطيلة بيضوية الشكل، والأزهار صغيرة جدًا خنثوية عددها من 1 - 2. والثمار قرصية دائرية مغطاة بأشواك تعرف باسم (حسكة)، ويصل طول قطر الثمرة إلى 2سم تقريبًا، وتكون صلبة عند نضجها. ويعد من النباتات واسعة الانتشار بالمملكة، وغالبًا ما يشاهد على الرمال السطحية والكثيفة بالمنطقة الشرقية. وهو من النباتات الرعوية المهمة في حياة البادية؛ إذ إنه من أطيب مراعي الإبل، كما ترعاه جميع المواشي. وقد تغنى أهل البادية كثيرًا بهذا النبات فيقول الشاعر: ما كل نبت هو سعدان. ويقول المثل العربي: مرعى ولا كالسعدان، وقيل لأعرابي: هل لك في البادية؟ فقال: أما ما دام السعدان مستلقيًا فلا. ويقول بعض الرواة: السعدان أخثر العشب لبنًا وإذا خثر لبن الراعية كان أفضل ما يكون وأطيب وأدسم. ويقال في نبات السعدان: ماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان
- عقربان (غاب) (Phragmites australis):
نبات قصبي ملحي معمر من العائلة النجيلية، يصل طوله إلى 5م تقريبًا، وله ساق قائمة غير متفرعة، كما أن له ريزومات أرضية، والأوراق منبسطة صلبة حوافها خشنة، والأزهار متجمعة في سنبلة طويلة تصل لنحو 30سم، والثمار صغيرة ومحاطة بقنبات سنبلية، والشمراخ الثمري نموه سريع جدًا، ويعد من النباتات واسعة الانتشار بالمملكة العربية السعودية؛ حيث ينمو في المستنقعات الملحية، ويتكاثر بالبذور والريزومات، وله قدرة عالية جدًا على تحمل الملوحة. وهو من النباتات الطبية المهمة؛ إذ تستخرج من جذوره مواد فعالة لمعالجة آلام الأسنان والكحة والحمى ويشاهد في المنطقة الشرقية في المستنقعات الملحية الشاطئية.
- الشّورة (القرم) (Avicennia marina) (Forssk) (Vierh):
شجيرة معمرة كثيفة ورقية تنتمي إلى العائلة الأرثدية، يصل طولها إلى 4م تقريبًا. والأوراق متقابلة يصل طولها إلى 8سم تقريبًا، وفي العرض إلى 3سم تقريبًا، وهي جلدية خضراء من أعلى وبيضاء من أسفل. والأزهار برتقالية، والثمار مفلطحة، والساق متفرعة تعطي بعض الجذور الهوائية، والتي تظهر فوق سطح الماء أثناء مد البحر، وتتميز هذه الجذور باحتواء أنسجتها الداخلية على فراغات واسعة تختزن فيها الأكسجين، كما تنتشر على أسطحها ثقوب هوائية تعمل على التبادل الغازي مع الوسط الخارجي. وموطنه البيئي مهم جدا؛ حيث تتكاثر فيه الأسماك الصغيرة والربيان، وهو من النباتات الطبية المهمة؛ إذ يستخرج منه كثير من المركبات الكيميائية التي تسهم في علاج عدد من الالتهابات والأمراض، ومنها مرض الجدري . ويشاهد أحيانًا أن الجمال تقبل على أكله في حالات الجفاف فقط لاحتوائه على ملوحة عالية ، وهو من النباتات التي أصبحت مهددة بالانقراض في المملكة؛ بسبب عمليات الردم المستمرة، والتوسع العمراني بالمنطقة الشرقية؛ ما تسبب في قطع أعداد من هذا النبات. وينمو هذا النبات على الشواطئ البحرية للخليج العربي والبحر الأحمر في التربة الطينية المشبعة بالماء والغنية بالمواد العضوية.
- تويم - راء - طرف (Aerva javanica) (Burm. f) (Juss. ex Schult):
نبات عشبي معمر ينتمي إلى عائلة (فصيلة) القطيفيات، ويصل في الارتفاع إلى متر تقريبًا، وله الكثير من الفروع القائمة، ويعد خشبي القاعدة، والساق متفرعة من القاعدة. والأوراق متعاقبة خطية إلى دائرية مغطاة بوبر قصير. والأزهار على هيئة سنابل أسطوانية كثيفة ثنائية المسكن (الأزهار الذكرية أصغر حجمًا من الأزهار الأنثوية)، وتحت كل زهر قنيبة أو قنيبتان بيضويتا الشكل، والثمرة كروية أحادية البذرة، والبذرة أيضًا كروية سوداء اللون، والرؤوس الزهرية لهذا النبات تستخدم مادة لحشو الوسائد، وتستخدم جذوره بديلاً لحجر الكحل المستورد، ويوصف في المصادر الإسلامية القديمة بأنه مدرٌّ للبول، وأنه فعال لتفتيت الحصوات الموجودة في المثانة . وتستخدم أزهاره بعد خلطها بالماء ضمادات لإيقاف نـزيف الجروح . وينمو هذا النبات في المناطق المدارية ودون المدارية من العالم القديم. وهو من النباتات واسعة الانتشار بالمملكة. ويشاهد في كثير من المواقع بالمنطقة الشرقية وبخاصة في الأراضي المزروعة والأراضي المحروثة.
- قطف (Limonum axillare) (Forssk) (Kuntze):
نبات عشبي معمر ينتمي إلى عائلة الرصاصيات، وله قاعدة خشبية، والساق قائمة قصيرة ومتفرعة. والأوراق قاعدية وردية، والطرف مدور، والقاعدة ملساء مستدقة تدريجيا، ولونها أخضر رمادي. والأزهار على هيئة سنابل صغيرة قنابية ذات زهرتين، وهي منتظمة الشكل، وتحت كل سنبلة صغيرة قنابتان قصيرتان. والكأس قمعية الشكل لونها بني ضارب إلى الحمرة، والتويج لونه بنفسجي، والثمرة تكون أحادية البذرة. وهو من النباتات المهمة التي يتغذى عليها النحل. وقد استخدمت جذوره وسيقانه لصباغة أدوات الصيد المصنوعة من القطن والحبال، ويستخلص من جذوره وسيقانه مواد فعالة تستخدم لعلاج الإسهال والدوسنتاريا وغيرها من الأمراض الأخرى. وينمو هذا النبات في السبخات الملحية والمستنقعات الساحلية بمنطقة الخليج العربي والبحر الأحمر في المملكة
- شجرة البلبول (Solanum nigrum L):
نبات عشبي حولي ينتمي إلى العائلة الباذنجانية، ويصل ارتفاعه إلى 65سم تقريبًا، وله ساق متفرعة زغباء، وأوراق متعاقبة بيضوية الشكل لها حواف متموجة قليلاً، ولشجر البلبول أزهار تكون عنقودية جانبية، ولها كأس من خمسة فصوص مثلثة الشكل، وثمار عنابية كروية الشكل كثيرة البذور، وهذه البذور دائرية ذات لون بني، ويعد نبات البلبول الوحيد من العائلة الباذنجانية الذي لا شوك له. وتستخدم ثمار هذا النبات لصباغة الجلود بعد طحنها وخلطها مع كمية من الزيت. واستخدم الأطباء المسلمون القدماء أوراق هذا النبات وهي طازجة لعمل لبخة توضع على الطفحات الجلدية والحروق للتقليل من الالتهابات والآلام الجلدية، كما استخدموا العصارة المستخرجة من الأوراق لعلاج النقرس، مع أن هذا النبات سام للإنسان إذا حاول أكل ثماره غير الناضجة . وينمو هذا النبات في أغلب مناطق المملكة بجوار المياه الجارية، وغالبًا ما يشاهد بعد سقوط الأمطار الموسمية بالمنطقة الشرقية.
- الحمّيض (Rumex vesicarius L):
نبات عشبي حولي ينتمي إلى العائلة الحماضية، ويصل في ارتفاعه إلى 35سم تقريبًا. والأفرع تنشأ من القاعدة، والأوراق بيضوية الشكل، وتكون مثلثة عند القاعدة، ويصل طولها إلى 7سم، وعرضها إلى 3سم تقريبًا، وتكون هذه القمم الورقية مدورة الأطراف، والأزهار خنثوية تتشكل في مجموعة عنقودية، والثمار مستديرة حمراء اللون يصل طولها إلى 2سم تقريبًا، ولها أجنحة غشائية جميلة، ويشاهد هذا النبات بكثرة بعد سقوط الأمطار الشتوية على الرمال، والتربة الرملية، والطينية، والحصوية، ويقبل الناس على تذوقه وأكله (?