الأودية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأودية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الأودية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
يتخلل أراضي منطقة مكة المكرمة عدد كبير من الأودية الرئيسة وروافدها، حيث تبدأ منابعها من خطوط تقسيم المياه في المرتفعات الغربية ويتجه بعضها إلى الشرق والأكثر منها إلى الغرب لتصب في البحر الأحمر وذلك حسب اتجاه الانحدار. وتتباين هذه الأودية في أطوالها، وفي عرض مجراها، وفي كثافة غطائها النباتي وتنوعه، وفي كميات المياه التي تجري بها، وتلك المتوفرة فيها. وتشتهر بعض أودية المنطقة بمزارعها وإنتاجها الزراعي مثل وادي فاطمة ووادي تربة ووادي قديد ووادي ليه ووادي حلي ووادي قنونا وغيرها. كما تضم المنطقة كذلك عددًا من الأودية ذات الأهمية السياحية، وهي غير معروفة لدى الكثيرين باستثناء بعض سكان المنطقة المحليين أو المركز الإداري الذي تتبع له هذه الأودية، التي تتمتع بعدد من المقومات السياحية المتمثلة في الغطاء النباتي الكثيف، وتوافر المياه، ووجود أنواع الطيور المختلفة، وانتشار مزارع الفواكه الحديثة.
 
ومن بين الأودية ذات المقومات السياحية القائمة، أو التي يمكن تأهيلها ما يأتي: وادي تربة، وادي رابغ، وادي فاطمة، وادي الليث، وادي الأحسبة، وادي أضم، وادي خيطان. وتتميز كثير من الأودية الكبرى في المنطقة بانتشار المزارع والمسطحات الخضراء على جوانبها، وبوفرة المياه في بعض منها مما جعلها مقصدًا للراحة والاستجمام ومنحها خاصية تؤهلها للقيام بدور قيادي في دفع عجلة التنمية السياحية في المنطقة. ومن المزارع الحديثة بساتين الصلب المشهورة في محافظة القنفذة التي تتميز بكثرة أشجار الفاكهة منها المانجو والموز، بالإضافة إلى بعض النباتات العطرية ومن ذلك الفل والكادي. وقد ساعدت بيئة هذه الأودية على قيام المزارع الخاصة، أو الاستراحات. وتوجد الأسماك التي تعيش في المياه العذبة في عدد من الأودية التي تتوافر فيها المياه وتجمعاتها لفترات طويلة، وتعد من عوامل الجذب لسكان هذه المناطق وبخاصة الشباب منهم. وإضافة إلى انتشار المزروعات والمساحات الخضراء على ضفاف هذه الأودية وقريبًا منها، فقد ساعدت كذلك على انتشار مهنة تربية النحل. ويعد عسل السدر والطلح من أشهر أنواع العسل في المنطقة لانتشار هذه الأنواع من الأشجار التي يتغذى عليها النحل في موسم إنتاج العسل. ويوجد عدد من السدود المقامة على هذه الأودية تمثل عاملاً مهمًا ومؤثرًا في النشاط والجذب السياحي. كذلك فإن كثيرًا من بقايا السدود الأثرية على بعض من هذه الأودية، خصوصًا في محافظة الطائف و منطقة مكة المكرمة عمومًا، تمثل حقبة تاريخية مهمة يمتد بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام مما يجعلها معلمًا سياحيًا أثريًا مهمًا.
 
وتنتشر في بعض محافظات منطقة مكة المكرمة بقايا وآثار الطرق والوسائل القديمة التي كانت تستخدم لنقل المياه وجلبها من مكان لآخر بغرض ري المزارع، وإيصالها للمنازل وتعرف باسم الخيوف  .  ومن الأمثلة على الخيوف في منطقة مكة المكرمة خيف الزيمة على طريق وادي السيل، وخيف زبيدة في أعالي عرفات الذي يستمد مياهه من وادي نعمان، وخيف البريكة في هدى الشام. كما توجد الخيوف في محافظة الطائف ومن ذلك خيف الوهط والوهيط، وخيف المثناة وشبرا والفيصلية بوادي وج  
 
وخلاصة القول، فإن الدور الذي يمكن أن تقوم به البنية والأشكال التضاريسية في منطقة مكة المكرمة في خدمة النشاط السياحي يتمثل في المزج بين متغيرات الطبيعة المختلفة. فالانتقال من دفء مياه شواطئ البحر والجزر وألوانها الزرقاء الصافية إلى حرارة الرمال بألوانها الصفراء والذهبية، وما بين اخضرار الغطاء النباتي في الأودية وبعض الواحات وقمم الجبال إلى تدرج ألوان المرتفعات حتى الألوان السوداء في حالة الحرات، يعكس الإمكانات السياحية الطبيعية في منطقة مكة المكرمة.
 
شارك المقالة:
44 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook