الإجهاض والمخاض الباكر

الكاتب: د. ايمان شبارة -
الإجهاض والمخاض الباكر.

الإجهاض والمخاض الباكر.

الإسقاط (الإجهاض)

هو إنقذاف محصول الحمل قبل بلوغه مرحلةً قابلةً للحياة، أي قبل الأسبوع الثامن والعشرين (الشهر السابع)، وفي البلاد المتقدمة قبل العشرين أسبوعاً (الشهر الخامس).

تحديد يوم بداية الحمل:

غالباً ما يتم الحساب ابتداءً من تاريخ بداية اخر دورة شهرية، فإذا سجلت المرأة هذا التاريخ بدقة (اليوم الذي تبدأ به نـزوف الدورة الشهرية الأخيرة) فإنه باستطاعتنا تحديد يوم بداية الحمل بإضافة أربعة عشر يوماً على هذا التاريخ وهو التاريخ المتوقع للإلقاح أي بداية الحمل.

قد نستطيع أن نستعمل مخطط الحرارة الصباحية المذكور سابقاً حيث ترتفع الحرارة في اليوم التالي للحمل، وهذا المخطط مستعمل خاصة في حال اتخاذ قرار استقبال طفل جديد فعليهم قياس الحرارة الصباحية يومياً من بداية الدورة وحتى نهايتها، وهو مفيد خاصةً للنساء ذوات الدورات الشهرية غير المنتظمة حيث أن الحساب السابق للإباضة (تاريخ بداية الدورة الأخيرة + أربعة عشر يوماً) غير صحيح دوماً.

لكن كما ذكرنا في المقدمة فإنه غالباً ما نصادف صعوبة كبيرة في تحديد يوم بداية الحمل بالدقة المطلوبة للأسباب التالية:

  •  قد لا تتذكر الأم ولا تحدد بدقة يوم بداية اخر دورة شهرية.
  •  حينما تكون الدورات الشهرية غير منتظمة مع عدم قيام الأم برسم مخطط حراري.
  •  حينما يصادف الأم سفر مفاجئ أو تغيير بأسلوب حياتها مما يبدل غالباً نموذج وتواريخ الدورة الشهرية.
  •  حينما يبدأ الحمل فوراً بعد إيقاف حبوب منع الحمل مما يؤدي غالباً لتأخير من ثمانية أيام حتى خمسة عشر يوماً أو أكثر وبالتالي يحدث خطأ هام في تحديد يوم بداية الحمل.

طرق تحديد يوم بداية الحمل

في هذه الحالات حيث نجد صعوبة في تحديد يوم بداية الحمل نلجأ لطرق أخرى وهي:

  •  العيارات المخبرية Beta HCG: وهو دقيق نوعاً ما ولكن لسوء الحظ دقته محدودة خلال الأيام الأولى للحمل فقط (أي عدة أيام بعد تأخر الدورة الشهرية)، حيث بعد هذا التاريخ تصبح الاختلافات من إمرأة لأخرى كبيرة ولا يكون له أي دلالة.
  •  التصوير بالموجات الفوق صوتية: بالمقابل فإن الإيكو دقيق جداً خاصة بالشهرين الأوليين (حسب الخبرة حتى الشهر الرابع) حيث نقيس طول الجنين لتحديد عمره وبالتالي لتحديد عمر الحمل، ولكن متى تقدم الحمل يصبح الخطأ أكبر في تحديد عمر الطفل حيث يزداد التفاوت بالحجم والطول من طفل لأخر لأسباب شخصية وقد يصل هامش الخطأ لشهر واحد.

وهنا لابد من الإشارة إلى ملاحظة معقدة نوعاً ما، فالأطباء يستعملون الحساب بالأسابيع ولكن ليس من تاريخ التلقيح بل من تاريخ أخر دورة والشائع إستعمال الحساب بالأشهر ولكن من تاريخ التلقيح أي يوجد فرق أسبوعين (وهي الفترة الممتدة من تاريخ أخر دورة حتى الاباضة والتلقيح) بين الحساب بالأسابيع (أكثر بأسبوعين) والحساب بالأشهر (أقل بأسبوعين) حيث أن حمل عمره شهر واحد من تاريخ الإلقاح يكون عمره ستة أسابيع من تاريخ اخر دورة.

الولادة المبكرة (الخديج)

الخديج هو الجنين الذي يولد بعد الأسبوع الثامن والعشرين (الشهر السابع) وقبل بلوغه مرحلة النضج أي قبل الأسبوع السادس والثلاثين (الشهر التاسع).

ولادة الطفل الخديج تبقى من المضاعفات الخطيرة على الطفل، والخطورة تزداد بإزدياد الخداجة فطفل يولد بين السبعة والثمانية أشهر له حظ أوفر بالنجاة من مضاعفات الولادة المبكرة من طفل يولد بين الستة والسبعة أشهر.

الأخطار المحيقة (المحيطة) بالخديج تتلخص فيما يلي:

  •  الإضطرابات التنفسية.
  •  عدم تحمل الإنتانات والإلتهابات حتى البسيطة منها.
  • إمكانية الإصابة بإضطرابات عصبية كالاختلاجات (حركات تشبه الصرع).
  •  الإصابة الشائعة باليرقان عند الخديج.
  •  وأخيراً هناك صعوبة خاصة بتغذية وإرضاع الخديج.

كل هذه المضاعفات توجب وضع الخديج في مشفى الأطفال وفي قسم خاص هو قسم حديثي الولادة حتى يتخطى مرحلة الخطورة ويزداد نموه ووزنه، ومع ذلك فبعضهم يتوفى مبكراً والبعض الاخر يصاب بعاهة دائمة والاخرون يتخطون هذه المرحلة بحسب سن الولادة المبكرة لذلك من الضروري جداً تجنب ولادة طفلاً خديجاً.

بعض الولادات المبكرة من الممكن توقعها مسبقاً:

  • إذا كانت الأم ولدت بالسابق طفل خديج.
  • إذا تم الكشف سابقاً عن تشوهات خلقية بالرحم.
  • إذا تعرضت الأم لعمل مجهد وشاق أو تنقلات متعبة ومتكررة.
  • إذا كانت ظروف الأم الإجتماعية والعائلية صعبة: عدة أولاد حديثي السن ويحتاجون لعناية مجهدة للأم أو أن يكون سكن الأم في طابق مرتفع دون وجود مصعد.

وفي هذه الحالات من الممكن اتخاذ عدة إجراءات لتفادي الولادة المبكرة منها:

  •  مراقبة طبية جدية ومتكررة للحامل: إما بزيارات متكررة للطبيبة أو في بعض المناطق بمراقبة من قبل قابلة قانونية.
  •  نصح الحامل بالراحة: إما راحة تامة بالسرير حسب حالة الحامل أو راحة جزئية مع التوقف عن العمل والابتعاد عن التنقلات المتعبة خاصة المتكررة والطويلة المسافة.

 إذا كان التهديد بالولادة المبكرة وشيك الحدوث وظهرت علاماته فإنه يستوجب علينا وضع الحامل بالمشفى واستعمال الأدوية المناسبة من أجل إطالة فترة الحمل قدر الإمكان من أيام حتى أسابيع، ويفيد هذا العلاج في منح فرصة أكبر للطفل لتفادي الوفاة بعد الولادة أو العاهات وتزداد هذه الفرصة بازدياد عمر الحمل ولو بأيام، لذلك يجب عدم التردد في زيارة الطبيبة أو المشفى في حال حصول تقلصات رحمية مبكرة (طلق مبكر) مع الام تشنجية ونجد في هذه الحالة بجس بطن الحامل ازدياد قساوة عضلة الرحم.

الحمل المديد

تحصل الولادة في كثير من حالات الحمل بعد الموعد المحدد. وبالمقابل يجب أن تبقى المرأة المحتمل إصابتها بالحمل المديد تحت المراقبة الطبية لأن الطبيبة تنتظر فترة معينة وبعدها تحرض الولادة، لأن تطاول فترة الحمل لها حدود إذا تجاوزناها قد نتعرض لتأثيرات ضارة بالجنين.

تحريض الولادة

تحريض الولادة بشكل دوائي ممكن ولكن يحتاج لتقنية خاصة ومراقبة جدية ومشددة لتفادي كل المخاطر المرافقة له، لهذا السبب يتحاشى الأطباء تحريض الولادة وينتظرون بدء الولادة التلقائي إلا في بعض الحالات الخاصة، حيث أن حالة الحمل المديد تهدد الطفل لأن الحمل يتجاوز الفترة المحددة له أو بحالة وجود مرض مزمن لدى الأم يهدد الطفل (كارتفاع الضغط) فنضطر لتحريض الولادة الدوائي.

شارك المقالة:
96 مشاهدة
المراجع +

www.webteb.com

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook