يعرّف الإحسان في اللغة بأنّه: الفعل الحسن، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: أداء الواجبات، وترك المحرّمات، والاجتهاد في أنواع الخير، فيشمل الإحسان كلّ ما هو خيرٌ ويمكن تقديمه للآخرين من الصدقة على الفقير، ومواساة المحتاج، وعيادة المريض، وردّ السلام، ودعوة الناس إلى الله، فقد قال رسول الله لمّا سُئل عن الإحسان: (أن تعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تراه، فإنَّكَ إن لا تراهُ فإنَّه يراكَ)، فالمُحسن يفعل كلّ شيءٍ وكأنّه يرى الله، فإن لم يصل إلى تلك المرتبة استشعر مراقبة الله في كلّ أعماله، فيشجّعه ذلك على الاستزادة من فعل الخير، فالإحسان من أجلّ الأخلاق؛ فهو مقامٌ رفيعٌ، ومراد السالكين على طريق الله، وهو خُلقٌ جميلٌ دلّ على كثيرٍ من الصفات؛ كالسخاء، والصفاء، والوفاء، فالمُحسن لا يُمكن أن يؤذي أحداً، وإن آذاه أحدٌ عفا وصفح، وهو المقدّم بالخير دائماً، يعطي من منعه، ويصل من قطعه، فغناه من الله لا من أحدٍ سواه، فمن أحسن مع الله كان محسناً مع الناس، ووجد غاية السهولة في ذلك، والإحسان صفةٌ من صفات الله تعالى، فهو المحسن إلى خَلقه، وبيده الخير والفضل كلّه، وهو المُنعم على عباده، خلقهم في أحسن صورةٍ، وأنعم عليهم بنعمٍ لا تعدّ ولا تُحصى، فالله يُحسن لمن أساء، ويعفو عمّن ظلم، ويقبل عذر من اعتذر، حيث قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، وامتدّ إحسانه للإنسان وهو نطفةٌ وعمّ إحسانه إلى المشيب، فدعا عباده إلى الإحسان؛ لأنّه المُنعم عليهم بإحسانه.
تختلف صور الإحسان بحسب ما يقوم به الإنسان، ومن يتعامل معه، وفيما يأتي بيانٌ لصور الإحسان بشكلٍ مفصّلٍ:
أمر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم بالتقوى ومراقبة النفس، التي هي أعلى منزلةٌ يصل إليها الإنسان بعد الإسلام والإيمان، وقد أُخذت هذه المنزلة من النبيّ عليه السّلام، وللإحسان مراتبٌ ودرجاتٌ، فيما يأتي بيانٌ لها:
موسوعة موضوع