الإخلاص سبب في محبة أهل الأرض والسماء

الكاتب: المدير -
الإخلاص سبب في محبة أهل الأرض والسماء
"الإخلاص سبب في محبة أهل الأرض والسماء

 

قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ? [مريم: 96]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل لمتابعتها الشريعة المحمدية، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبه ومودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه.

 

وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه، منها:
ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبَّه، قال: فيُحبه جبريل، قال:ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، قال: فيُحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فقال: يا جبريل، إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه، قال: فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض.

 

وقال قتادة رحمه الله: قوله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ? [مريم: 96]؛ أي: ودًّا في قلوب أهل الإيمان، وذُكر لنا أن هرم بن حيان رحمه الله كان يقول: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.

 

وروي ابن أبي حاتم عن الحسن البصري رحمه الله قال: قال رجل: والله لأعبدنَّ الله عبادة أذكر بها، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائمًا يصلي، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج، فكان لا يعظم، فمكث بذلك سبعة أشهر، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا: انظروا إلى هذا المرائي: فأقبل على نفسه، فقال: لا أراني أذكر إلا بشر، لأجعلنَّ عملي كله لله عز وجل، فلم يزد على أن قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: رحم الله فلانًا الآن، وتلا الحسن: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ? [مريم: 96]؛ ا.هـ باختصار.

 

وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته في السماء حسنًا، وضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئًا وضع في الأرض؛ (صحيح الجامع:5732) (الصحيحة:2275).

 

قال المناوي رحمه الله في فيض القدير (1 /246): وناهيك بهذا المقام الجليل الذي يلحظ الملأ الأعلى صاحبه بالتبجيل، ومن ثمرات هذا المقام وضع القبول لمن أحبه الله للخاص والعام، فلا تكاد تجد أحدًا إلا مائلًا إليه مقبلًا بكُليته عليه، وإذا أحب الله عبدًا استنارت جهاته، وأشرقت بنور الهداية ساحاته، وظهرت عليه آثار الإقبال، وصار له سِيَما من الجمال والجلال، فنظر الخلق إليه بعين المودة والتكريم، ? ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ? [الحديد: 21]؛ ا.هـ.


"
شارك المقالة:
408 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook