"الإخلاص سببا للنجاة من النار، ودخول الجنة"

الكاتب: المدير -
"الإخلاص سببًا للنجاة من النار ودخول الجنة

 

قال تعالى عن إلياس وقومه: ? فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ? [الصافات: 127، 128].

 

وقوله سبحانه وتعالى: ? فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ? [الصافات: 127]؛ أي للعذاب يوم القيامة، ثم استثني عباد الله المخلصين فإنهم لا يخلص إليهم كدر أو عذاب؛ (انظر تفسير ابن كثير: 4 /19).

 

وقال تعالى: ? فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ? [الصافات: 73، 74].

 

المخلَصون: بالفتح أي الموحدون، والمخلِصون: بالكسر على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وقال تعالى: ? إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ? [الصافات: 38-43].

 

قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بالكسر (المخلِصين).

 

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4 /6): يقول تعالى مخاطبًا للناس: ? إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ?، ثم استثنى من ذلك عباده المخلصين: ? إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ?؛ أي: ليس يذوقون العذاب الأليم، ولا يناقشون في الحساب، بل يتجاوز عن سيئاتهم، إن كانت لهم سيئات، ويجزون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، إلى ما يشاء الله من التضعيف.

 

وقوله: ? أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ?، قال قتادة والسدي: يعني الجنة، ثم فسَّره بقوله تعالى: (فَوَاكِهُ)؛ أي: متنوعة، )وَهُم مُّكْرَمُونَ(؛ أي: يُخدمون ويرفَّهون ويُنعَّمون في جنات النعيم؛ ا.هـ بتصرف واختصار.

 

فالمخلصون هم سادة أهل الجنة؛ كما قال تعالى: ? وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بماَ صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ? [الإنسان: 8-12].

 

يقول ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره زاد المسير: 8 /434: وقوله: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ)؛ أي: لطلب ثواب الله، وقال مجاهد وابن جبير: أما إنهم ما تكلموا بهذا، ولكن علمه الله من قلوبهم، فأثنى به عليهم ليرغب في ذلك راغب.

 

قال ابراهيم الهروي رحمه الله: طريق الجنة على ثلاثة أشياء الأول: أن يسكن قلبك بموعود الله، والثاني: الرضا بالقضاء، والثالث: إخلاص العمل؛ (تهذيب الحلية: 3 /253).


"
شارك المقالة:
245 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook