الإخلاص في التواضع والتوبة

الكاتب: المدير -
الإخلاص في التواضع والتوبة
"الإخلاص في التواضع والتوبة

 

الإخلاص في التواضع:

فقد أخرج أبو نعيم في الحلية وأصله في صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن تواضع لله رفعه الله؛ قال المناوي في فيض القدير: 6/108-109: من تواضع لأجل عظمة الله تواضعًا حقيقيًّا، وهو كما قال ابن عطاء: ما كان ناشئًا عن شهود عظمة الحق، وتجلِّي صفته، فالتواضع للناس مع اعتقاد عظمة في النفس واقتدار، ليس بتواضع حقيقي، بل هو بالتكبر أشبه (رفعه الله)؛ لأن من أذل نفسه لله، فيجازيه الله بأحسن ما عمل؛ ا هـ.

 

فمن أراد الرفعة فليتواضع لله، فإن الرفعة لا تقع إلا بقدر النزول، ألا ترى أن الماء لما نزل إلى أسفل الشجرة، صعد إلى أعلاها.

 

الإخلاص في التوبة مرضاة لله عز وجل وابتغاء وجهه:

فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب الي الله قبل أن يغرغر، قبِل الله منه؛ (صحيح الجامع: 613).

 

وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان فيمن كان قبلكم رجل قتَل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله تعالى، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم أي حكمًا، فقال: قيسوا ما بين الأرضيْن، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة.


"
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook