خصّ الله نبيه محمداً بالكثير من الخصائص والفضائل، ومن هذه المعجزات الإسراء والمعراج، فأمّا الإسراء فهي رحلةٌ أرضيّةٌ من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، وقد ذكر الله هذه المعجزة بسورةٍ سُميت باسمها، فقال الله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا)، وأمّا المعراج فهو رحلةٌ سماويّةٌ تتمثل في صعود النبي من بيت المقدس إلى السماوات العلى، وبعدها إلى سدرة المنتهى، وقد ذكر الله بعض المشاهد التي رآها النبي في المعراج في بداية سورة النجم، قال تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، وكانت هذه المعجزة للنبي، بروحه وجسده، وبدأت هذه الرحلة حين كان النبي نائماً في حِجر إسماعيل، فأتاه آتٍ فشقّ صدره، واستخرج قلبه وملأه إيماناً وحكمةً، ثمّ جاء جبريل بالبراق، فحمل النبي من مكة إلى بيت المقدس، فجمع الله له الأنبياء، فصلّى بهم ركعتين، ثمّ صعد به جبريل إلى السماوات العلى.
حين عُرج بالنبي -عليه الصلاة والسلام- إلى السما، رأى في كلِّ سماءٍ نبياً من الأنبياء، وهم:
لمّا عاد النبي -عليه الصلاة والسلام- من رحلته في الإسراء والمعراج، وقصّ ما حدث له للناس، فاشتد تكذيب الناس له، وقالوا إنّ الإبل بحاجة إلى شهرٍ لقطع المسافة بين مكة والقدس، وأراد المشركون استغلال هذه الفرصة لتحريض الناس عليه، وبيان كذبه، فذهبوا إلى أبي بكر، وحدّثوه بما جرى، فقال لهم: "والله لئن كان قاله فقد صدق"، فسمّاه النبي بالصديق
موسوعة موضوع