بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وقد تعرّض صلّى الله عليه وسلم للكثير من الأذى والصد، ولكن كان أصعبها عندما توفي عمه أبو طالب الذي كان يسانده ويقف إلى جانبه، ووفاة زوجته خديجة وفي ذات الوقت ما تعرض له من تكذيب ومقاومة، لذلك أكرمه الله سبحانه وتعالى بحادثة الإسراء والمعراج والتي رافقه خلالها جبريل عليه السلام.
يُعتبر تاريخ حدوث الإسراء والمعراج محل خلاف كبير بين العلماء، فمنهم من قال بأنها حدثت ليلة الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول، ومنهم من قال بأنها حدثت قبيل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة في شهر ربيع الأول، ومنهم من قال بأنها حدثت قبيل الهجرة بستة عشر شهراً في ذي القعدة، وقيل بأنها كانت في السنة الثانية عشر من النبوة في شهر ربيع الأول، ومع ذلك تبقى حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات التي حيرت المشركين في كل زمان وكل مكان.
كان النبي صلى الله عليه وسلم نائماً في حجره، فأتاه جبريل عليه السلام وهزه بقدمه، ولكن الرسول لم يره وعاد لينام، فكررها جبريل عليه السلام ثلاث مرات، ولكن في المرة الثالثة أخذ جبريل بعضده صلى الله عليه وسلم وخرجا معاً إلى باب المسجد، ليرى الرسول صلى الله عليه وسلم دابة بيضاء، فحمل جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم عليه وخرج معه لتتم رحلتي الإسراء والمعراج ويعود الرسول إلى بيت المقدس ليجد الأنبياء جميعهم وأمّهم في صلاة.
اختلف العلماء والسلف في ذلك، فمنهم من يعتقد بأن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط، ومنهم من يعتقد بأنه كان بالجسد فقط، ولكن معظم السلف والمسلمين يعتقدون بأنه كان بالروح والجسد معاً وأنها كانت في حالة اليقظة، قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) [الإسراء: 1]، وهذا دليل على أنه قد أُسري بجسد الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بروحه.
موسوعة موضوع