الإسكان في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.
تنوعت العمارة التقليدية بالمنطقة وتعددت أنماطها حسب المواد المتوافرة من البيئة المحيطة؛ وتميزت عمارة المدن الساحلية؛ ومنها حقل وضباء والوجه وأملج باستخدام الحجر الجيري والطين والنورة بوصفها مواد أساسية للبناء، وتُشيد منازل هذه المدن بشكل متراص على شوارع متوسطة العرض ومستقيمة نسبيًا، أو على شكل أحواش، مشكّلة نسيجًا عمرانيًا منظِّمًا للمدينة. وتشيد المنازل في المدن من دورين أو ثلاثة أدوار، وتستخدم المداميك الخشبية بين مداميك الجدران التي يصل سمكها إلى 50سم، كما نالت واجهات المباني عناية خاصة؛ حيث تغطى بطبقة من النورة البيضاء، وتوضع بها - على مسافات متساوية - النوافذ الكبيرة ذات الأربعة مصاريع أو الرواشين وفق توزيع متناسق وبديع، وفي حالات أخرى تكسى الواجهة الرئيسة للمنـزل بواجهة خشبية كاملة مكونة من نوافذ ورواشين وشرفات بارزة، ويسهم هذا في عملية التهوية وتنظيم الحرارة والتبريد. أما المدن الداخلية مثل: تبوك وتيماء، فطراز المنازل فيها يتماثل مع ما هو سائد في منطقة نجد، حيث يتم استخدام مادة الطين، وتكون الواجهات كتلة مصمتة، للتقليل من تأثير الظروف المناخية القاسية؛ فالنوافذ قليلة على واجهات المباني، إضافة إلى وجودها على منسوب عالٍ للاعتبارات الاجتماعية والبيئية.
ويمثل الفناء السماوي العنصر المميز لمسكن المنطقة، كما يوجد في عدد من المساكن الكبيرة رواق معمد حول الفناء يوفر قدرًا من الظل لغرف المسكن المطلة عليه ويقلل من تأثير أشعة الشمس المباشرة على جدران الغرف، وتحتوي المنازل - غالبًا - على غرف علوية تسمى السقايف، كما يستخدم السطح - في الغالب - للنوم في ليالي الصيف، ولذا توضع أسوار (دراوي) عالية للمحافظة على الخصوصية، وتزين هذه السواتر بالشرفات التي تكون إما مثلثة أو مدرجة أو تكون على شكل فتحات مثلثة داخل الجدار لدخول الهواء.
وتعد الزخارف سمة مميزة للعمارة التقليدية، بهدف إضافة لمسة جمالية لشكل الواجهات المصمتة، وتتألف -غالبًا - من أفاريز منحوتة وبارزة على الواجهات.
وهذه هي السمة العامة للعمارة في مدن المنطقة، ولكن هذا لا يعني وجود اختلافات ما في بعض المدن والمحافظات نتيجة لاختلاف الظروف والاعتبارات المحلية
تطور الإسكان
ينقسم سكان المنطقة - مثل سائر سكان مناطق المملكة - إلى سكان مدن وأرياف وبوادٍ (رحل)، ومن المعلوم أن التطور الاقتصادي الذي شهدته المملكة وكذا برامج التوطين التي طُبقت، كان لها الأثر الأكبر في زيادة الاستقرار في المدن والقرى والهجر تبعًا لتوافر الخدمات الصحية والتعليمية ونحوها ، كما أن الجهود الحكومية وعلى الأخص في مجال الإسكان من خلال القروض الميسرة لصندوق التنمية العقارية، أسهمت بشكل ملموس في زيادة عدد المساكن في المنطقة؛ فلبست المدن عباءة الحضارة وانتشرت الفلل والعمائر السكنية الفاخرة ، وتوسعت الأحياء السكنية، وظهر كثير من الأحياء الجديدة الراقية التي تتوافر فيها الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية والحدائق والمرافق الأخرى، وكان لجهود البلديات أثر كبير في ذلك التطور.
وقد بلغ عدد المساكن في تبوك 77.173 مسكنًا وذلك عام 1413هـ / 1993، ثم ازداد عددها إلى 95.801 مسكن عام 1421هـ / 2000م، أما في عام 1425هـ / 2004م فقد بلغ عدد المساكن في منطقة تبوك 118.252 مسكنًا، ويبين (جدول 25) عدد المساكن ونوعها في منطقة تبوك في الأعوام 1413 - 1421 - 1425هـ / 1992 - 2000 - 2004م.
أما رخص المباني الجديدة فقد بلغ عددها في عام 1425هـ / 2004م 1607 رخص؛ موزعة على مبانٍ سكنية وتجارية وصناعية وحكومية، ويوضحها بالتفصيل (جدول 26)
صندوق التنمية العقارية
تم إنشاء صندوق التنمية العقارية بموجب المرسوم الملكي رقم م / 23 وتاريخ 11 / 6 / 1394هـ الموافق 1974م، بوصفه مؤسسة مالية شبه حكومية تابعة لوزارة المالية والاقتصاد الوطني برأس مال قدره 250 مليون ريال، ثم تمت زيادات كثيرة في رأس ماله حتى بلغ عام 1411هـ / 1990م 70.840.555.000 ريال، وقد اعتمد الصندوق على سياسة التمويل الذاتي في تغطية نسبة كبيرة من القروض الجديدة التي قدمها؛ أي من خلال تحصيل أقساط القروض القائمة، وقد عززت هذه السياسة بعدد من الحوافز؛ من أهمها: إعفاء 20% من قيمة القسط لمن يسدد خلال ستين يومًا من تاريخ استحقاقه، وخصم يصل إلى 30% لمن يسدد مبلغ القرض دفعة واحدة، بالإضافة إلى تقديم خصم بنسبة 30% لأي قسط يسدد قبل حلول موعده.
ويتمثل الهدف الرئيس للصندوق في توفير المساكن الصحية الحديثة الملائمة للمواطنين في مناطق المملكة كافة، من خلال تقديم قروض طويلة الأجل سواء لبناء المساكن الخاصة أو الاستثمارية. وقد شملت خدمات الصندوق مختلف مناطق المملكة؛ بحيث وصل عدد المدن والقرى والهجر التي استفادت من قروض الصندوق إلى 3.814 ما بين مدينة وقرية وهجرة، كما بلغ إجمالي ما قدمه الصندوق منذ إنشائه حتى نهاية العام المالي 1422 - 1423هـ / 2001 - 2002م 466.983 قرضًا خاصًا، بقيمة إجمالية بلغت 123.209 ملايين ريال، وقد أسهمت هذه القروض في إنجاز 560.379 وحدة سكنية، كما قدم الصندوق 2.488 قرضًا استثماريًا، بلغت قيمتها الإجمالية 5.180.000.
أما إجمالي القروض المقدمة لمنطقة تبوك حتى نهاية العام المالي 1424هـ / 2003م، فقد بلغت 13.685 قرضًا، بقيمة إجمالية بلغت 3.349.380.021 ريالاً