الإصابة بارتكاز المشيمة المعيب

الكاتب: د. ايمان شبارة -
الإصابة بارتكاز المشيمة المعيب.

الإصابة بارتكاز المشيمة المعيب.

يقصد بارتكاز المشيمة المعيب ارتكاز أي جزء من المشيمة في حدود ما سيكون القطعة السفلية للرحم متقدمة على المجيء، تشاهد بنسبة 0.5% من الحمول في الثلث الثالث من الحمل، وإذا ما كشفت في الثلث الثاني فإنها قد تتراجع مع تقدمه.

العوامل المؤهبة لارتكاز المشيمة المعيب ودرجاتها

يؤهب لحدوث هذه الآفة: تعدد الولادات، وتقدم سن الحامل، والحمل المتعدد، ووجود ندبة سابقة على الرحم، وتجريف رحم جائر في سوابق الحامل، وارتكاز المشيمة المعيب في حمل سابق.

وتصنف في ثلاث درجات بحسب بعد المشيمة عن فوهة عنق الرحم الباطنة:

1 ـ ارتكاز المشيمة المعيب الكامل complete أو المركزيcentral  حين تغطي المشيمة فوهة عنق الرحم الباطنة تغطية كاملة.

2 ـ الارتكاز الجزئي partial حين تغطي المشيمة جزءاً من فوهة العنق الباطنة.

3 ـ الارتكاز الهامشيmarginal  حين ترتكز المشيمة جميعها أو جزء منها فقط على القطعة السفلية ولا تتجاوز عنق الرحم.

الأعراض والعلامات

العرض الوحيد هو النزف المهبلي المفاجىء غير المؤلم الأحمر اللون، وغالباً ما يحدث النزف ليلاً ويدوم فترة مختلفة ثم يتوقف من نفسه، ولكنه يتكرر بفترات وهجمات تتقارب مع تقدم سن الحمل، وكلما ابتدأ النزف مبكراً كان إنذاره أسوأ في الحامل وفي الجنين.

يؤدي هذا النزف إلى فقر دم صغير الكريات يبدو بشحوب الحامل وتسرع النبض وهبوط الضغط الشرياني، ويرافق النزف في بعض الحالات القليلة تقلصات رحمية خفيفة الشدة.

التشخيص والتشخيص التفريقي

يجب دوماً استعراض كل الأسباب المؤدية إلى النزف المهبلي في الثلث الأخير من الحمل ولاسيما انفكاك المشيمة الباكر المرتكزة ارتكازاً نظامياً الذي يترافق وآلاماً بطنية حادة مع فرط مقوية الرحم، ويعد الصدى في الوقت الحاضر من الوسائل المهمة في التشخيص سواء بطريق البطن أم بطريق المهبل.

وإذا بدأ المخاض والمريضة تنزف لإصابتها بارتكاز المشيمة المعيب فلا يرى بعضهم مانعاً من فحصها فحصاً مهبلياً لمعرفة درجة اتساع العنق وامّحائه وموضع المشيمة نسبة إلى العنق، ولكن يجب إجراء هذا الفحص في غرفة العمليات خشية حدوث نزف صاعق يضطر معه المولد إلى إجراء القيصرية مباشرة.

التدبير

يعتمد تقرير خطة التدبير على كمية النزف المهبلي وأثره في الحامل، وعلى سن الحمل وقابلية الجنين للحياة بعد ولادته اعتماداً على درجة النضج الرئوي.

 ـ إذا شُخّص ارتكاز المشيمة المعيب بعد الأسبوع 36 ـ37 من الحمل ينهى الحمل بالقيصرية مهما كان نوع الارتكاز، وذلك سعياً إلى استخراج جنين قابل للحياة ولعدم تعريض الحامل لهجمة نزفية حادة تضطر المولد إلى إجراء القيصرية إسعافياً.

 ـ وإذا كان النزف غزيراً تجرى القيصرية مهما كان سن الحمل حفاظاً على حياة الحامل.

 ـ أما إذا كان النزف خفيفاً وبفترات طويلة ولم تبلغ رئتا الجنين درجة النضج، فتقبل الحامل في المستشفى لتكون بإشراف طبي شديد مع دعم الحامل بالدم أو بمشتقاته حتى عودة الخضاب إلى أعلى من 10ملغ/دل، ويعمد إلى هذه الطريقة المحافظة لبلوغ نضج رئتي الجنين ، ومتى تجاوز عمر الحمل 36 ـ37 أسبوعاً تجرى العملية القيصرية الانتخابية قبل حدوث هجمات نزفية جديدة تضطر إلى إجراء عملية قيصرية إسعافية أشد خطراً على كلٍ من الحامل والجنين، ويجب في أثناء هذا التدبير المحافظ الاحتفاظ بكمية من الدم الموافق للحامل منذ قبولها في المستشفى لنقله مباشرةحين الحاجة.

المضاعفات

تعد من مضاعفات ارتكاز المشيمة المعيب:

1 ـ الصدمة النزفية وما ينجم عنها من أذيات في الأعضاء النبيلة كنقص تروية الدماغ واسترخاء القلب والقصور الكلوي.

2 ـ نادراً ما يتعرض الجنين للأذيات لأن النزف الحادث نزف والدي، إلا إذا رافقت ارتكاز المشيمة المعيب درجة ما من انفكاك المشيمة الباكر.

3 ـ مضاعفات العمل الجراحي ولاسيما الإسعافي الذي قد يجري بشروط غير ملائمة كامتلاء المعدة، عدا مضاعفات التخدير عموماً.

4 ـ المضاعفات الناجمة عن نقل الدم كعدم ملاءمة الدم المنقول وانحلال الدم والقصور الكلوي والصدمة التأقية.

5 ـ كثيراً ما يترافق ارتكاز المشيمة المعيب  ـ ولاسيما في اللواتي يحملن ندبة سابقة على القطعة السفلية (لسوابق قيصرية مثلاً)  ـ والآفة المسماة المشيمة الملتصقة accreta أو المشيمة الملتحمة increta أو المخترقة percreta، وهي درجات من امتداد الزغابات المشيمية لعمق بطانة الرحم حتى عضلة الرحم شديدة الخطورة على حياة الحامل لترافقها ونزوفاً صاعقة تضطر إلى استئصال الرحم في أغلب الأحيان.

شارك المقالة:
202 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook