عرفت البشرية على مر القرون مذاهب ونظريات مختلفة، ونُظم وتشريعات استهدفت سعادة الفرد والجماعة، ولكن هذه القوانين التي صنعها البشر لم تبلغ من الروعة والإتقان والإجلال مبلغ القراَن في التشريع ونُظُمه، جاء القراَن ليبني عقيدة في القُلوب تؤثر على السلوك الإنساني ومشاعره ووجدانه، وترسُم في القلب والعقل تربية إيمانية عميقة تقوم على عقيدة التوحيد، فأساس التشريع الإسلامي العقيدة التي يُربي عليها القراَن فتُترجم إلى سُلوك عملي، هذا المقال يتناول الإعجاز القرآني في التشريع الإسلامي، والتفريق بين التفسير العلمي للقراَن والإعجاز العلمي، ويُعرف بالقراَن المعجز ويوضح التشريع القرآني.
القراَن الكريم كتاب الله -عز وجل- المُعجِز الذي تحدى به الإنس والجن من الأولين والاَخرين على أن يأتوا بمثله فجميعهم عجز عن ذلك، وهو معجزة للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- تُثبت نبوته ورسالته، وقد كان كل نبي يُرسله الله تعالى إلى قومه يؤيده بمُعجزه أو أكثر من المُعجزات، وعلى سبيل المثال صالح -عليه السلام- أتاه الله الناقة، وموسى -عليه السلام- أعطاه رب العالمين معجزة العصا، ولعيسى -عليه السلام- اَيات منها إحياء الموتى بإذن الله وإبراءُ الأكمة، ونبوة أشرف الخلق بُنيت على هذه المعجزة والتي هي عامة عمت الثقلين وبقيت بقاء العصر، ولُزُوم الحجة به باقِ من أول ورودها إلى يوم القيامة
إذا صحت العقيدة كان الأخذ بالتشريع القرآني على مستوى صحة العقيدة، لتكون كل عبادة مفروضة مظهراً من مظاهر الصلاح الذي ينعكس على أثر المجتمع، فالصلاة تربية روحية يتعلم الفرد من خلالها نظام المجموعة، والزكاة تقتلع من النفس جُذور الشر وعبادة المال، والصوم ضبط للنفس وحبس للشهوة، والحج سياحة روحية وتجوال في أماكن الوحي الأولى، وبها ينضم المسلم إلى قافلة المقُبلين على الله، والتشريع القرآني حث على الزواج والمعاشرة بالمعروف، والشورى فلا استبداد برأي