حتّى يحقّق الإنسان سعادته، وحتّى ينعم بحياةٍ طيّبةٍ خاليةٍ من الأمراض والهموم، عليه المداومة على ذكر الله -تعالى- والحرص على ذلك في كلّ الأحوال والأوقات، فإنّ القلب قد يصاب بالمرض إذا أعرض عن الذّكر، والنّفس قد تصاب بالهلع والخوف، فذكر الله -تعالى- عبادةٌ عظيمةٌ حثّ الإسلام عليها، ومن خلالها يتقرب العبد إلى الله تعالى، وفيها تزكيةٌ لنفس العبد وروحه، وطمأنينة وانشراح لصدره، فهي زادٌ له أينما حلّ وارتحل، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
إنّ أنواع ذكر الله -تعالى- التي شرعت للعبد متعدّدةٌ ومتنوّعةٌ، فذكر الله إمّا أن يكون بالقلب، أو باللّسان، أو بالاثنين معاً، ولعلّ أعظم الذّكر وأفضله هو ما اجتمع في ذكر القلب واللّسان، أمّا في حين تفرّقهما فذكر القلب أفضل من ذكر اللّسان، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الأنواع:
تتعدّد الأسباب التي تؤدّي بالمسلم أن يصل إلى مرحلة الغفلة عن ذكر الله تعالى، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
إنّ للإعراض عن ذكر الله -تعالى- صورٌ متعدّدةٌ ومتنوّعةٌ، فمن أعرض عن ذكر الله أعرض الله -تعالى- عنه، وهذا واضحٌ في الحديث الشّريف: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد، والناس معه إذا أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد فلما وقفا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الآخر فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض صور الإعراض عن ذكر الله:
تتعدّد نتائج الإعراض عن ذكر الله تعالى، وكلّها نتائجٌ ذات أثرٍ سلبيٍّ على حياة المسلم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه النّتائج:
موسوعة موضوع