الإيواء السياحي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الإيواء السياحي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الإيواء السياحي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
تتعدد وتتنوع خدمات الإقامة في المنطقة الشرقية، وتختلف من حيث الأهمية ما بين الفنادق، والشقق المفروشة، والقرى والمنتجعات السياحية، والمخيمات؛ إذ يتوقف ذلك على رغبة السائح، وعدد أفراد الأسرة وغير ذلك.
 

الإسكان الفندقي

 
تعد الفنادق أعلى خدمات الإيواء السياحي تكلفة من حيث حجم وقيمة المباني، والأثاث، ومصروفات الإدارة، والخدمات، والتسيير، وبالتالي فهي أعلى خدمات الإيواء السياحي نفقة؛ ولذلك فهي أكثر حساسية من غيرها من خدمات الإيواء، وأكثرها ارتباطًا بحجم التدفق السياحي، ولا يقدم عليها المستثمرون إلا إذا كانوا على درجة عالية من الثقة في عائد مجزٍ. وتتأثر نسبة الإشغال الفندقي في المملكة بصفة عامة بعدد من العوامل منها: حجم الأسرة السعودية، وحرصها الشديد على خصوصيتها، كما أن السكن الفندقي بصورة عامة أكثر تكلفة، ويصلح للإقامة القصيرة أكثر من الطويلة. وتسهم الفنادق - علاوة على دورها بوصفها إسكانًا - في إقامة الحفلات والأفراح والمعارض الثقافية والفنية والمؤتمرات المهنية والأكاديمية  
 
بدأت الفنادق في المنطقة الشرقية منذ عهد بعيد عندما أُنشئ أول فندق في الدمام، وهو فندق زهرة الخليج  من الدرجة الثانية عام 1383هـ /1963م، وبطاقة استيعابية 60 غرفة، ثم تتابعت عملية إنشاء الفنادق وأخذت تقفز قفزات سريعة بسبب التطور الصناعي الذي تشهده المنطقة الشرقية، وما رافقه من تطور في جميع الأنشطة الاقتصادية مثل: السياحة، والتجارة وغيرهما، حتى وصل عدد الفنادق إلى 29 فندقًا بطاقة استيعابية 3091 غرفة بنهاية عام 1417هـ /1997م، وبمعدل زيادة سنوية قدرها 145% خلال 34 عامًا، وبنسبة 12.5% من جملة الطاقة الاستيعابية لفنادق المملكة  ،  وارتفع عدد الفنادق في المنطقة الشرقية إلى 44 فندقًا عام 1425هـ /2004م، بزيادة مقدارها 52% خلال ثماني سنوات، وتتفاوت كمية الزيادة وفقًا للتطورات التي حدثت في أعداد المنشآت الفندقية والمرتبطة بوعي القطاع الخاص واهتمامه بالاستثمار في هذا المجال. وبالنظر في (جدول 6) و (شكل 3) اللذين يوضحان التوزيع الجغرافي لعدد الفنادق في المدن الرئيسة للمنطقة الشرقية عام 1425هـ /2004م يتبين أن مدينة الخبر تحتل المركز الأول في عدد الفنادق في المنطقة الشرقية بنسبة 36% من الإجمالي، وتأتي مدينة الدمام في المركز الثاني، ثم الهفوف بالمركز الثالث بنسبة 27%، 14% على التوالي؛ ويرجع ذلك إلى أن مدينة الخبر العاصمة السياحية للمنطقة الشرقية، والدمام العاصمة الإدارية، والأحساء العاصمة الثقافية بآثارها وعيونها وخصوبة أراضيها.
 
تحتل فنادق الدرجة الثانية المركز الأول من حيث العدد بنسبة 44% من إجمالي فنادق المنطقة الشرقية، يليها فنادق الدرجة الثالثة بنسبة 22%، ثم فنادق الدرجة الأولى بما يوازي 20%، وأخيرًا فنادق الدرجة الممتازة في المنطقة الشرقية بنسبة 14% من الإجمالي تتوزع على مدن المنطقة الشرقية بواقع فندق في كل مدينة تقريبًا (الدمام، الجبيل، الظهران، الهفوف، وحفر الباطن)، وفندقين في مدينة الخبر.
 
ويمكن تصنيف الفنادق في المنطقة الشرقية إلى نوعين: النوع الأول يعتمد على وظيفة الفندق، مثل الفنادق التجارية، وتتميز بموقعها في وسط المدينة أو في منطقة الأعمال المركزية، وتتخصص باستضافة رجال الأعمال بجانب السياح، وتوفر جميع الخدمات الأساسية من مبيت، وطعام وشراب، وصحيفة يومية، وقهوة الصباح، إضافة إلى خدمات خاصة برجال الأعمال مثل: صالات للاجتماعات، والهاتف المصور، وأجهزة الحاسب الآلي، ومعظم أعمال السكرتارية، وغير ذلك من تجهيزات وتنظيمات خاصة بالمؤتمرات واللقاءات.
 
النوع الثاني: فنادق المنتجعات السياحية التي تقام في مناطق بعيدة عن المدن، وتستغل البيئة الطبيعية مثل الشواطئ البحرية؛ إذ تعد فنادق خاصة للترويح والنقاهة في عطلة نهاية الأسبوع أو لقضاء الإجازات الطويلة بغرض الاستشفاء لأسابيع متعددة، وتتوافر في هذه الفنادق كل وسائل التسلية، والترفيه، والطعام، ووسائل الاتصال، والمواصلات الجيدة. كما توجد فنادق الإقامة الدائمة التي تؤجر غرفة أو أكثر لمدة إقامة أطول، وهذه الفنادق تُبنى على هيئة شقق صغيرة، يحتوي بعضها على مطبخ صغير، وتقدم خدمات متنوعة لنـزلائها مثل الطعام وخدمة تنظيف الغرف، وهناك الفنادق الاقتصادية ذات الأسعار المخفضة والخدمات المحدودة التي تقتصر أحيانًا على خدمة المبيت فقط لذوي الدخل المحدود، وقد يجمع الفندق بين أكثر من وظيفة كأن تكون تجارية وسياحية في آنٍ واحدٍ كما في فندق الخليج ميريديان، وكارلتون المعيبد، والقصيبي في مدينة الخبر، وفندق الإنتركونتيننتال في مدينتي الجبيل والهفوف، وفندق الشيراتون في مدينة الدمام، وفندق الظهران الدولي في مدينة الظهران، وجميعها فنادق من الدرجة الممتازة  ،  وتقيم هذه الفنادق سلسلة من الحفلات تعدّ لبرامج الزيارات السياحية لمعالم آثار الأحساء - على سبيل المثال - حيث تستقطب المجموعات السياحية من مختلف مناطق المملكة بأسعار تشجيعية.
 

الإسكان غير الفندقي

 
لعل أهم ما يميز السياحة في المملكة عامة الوحدات السكنية المفروشة التي تتميز بتوفير مساحة سكنية أكبر، وخصوصية أكثر، وسعر تكلفة أقل نسبيًا من الفنادق؛ ما كان له أكبر الأثر في تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال.
 
ويمكن تقسيم الإسكان غير الفندقي إلى الأقسام الآتية:
 
1 - الوحدات (الشقق) المفروشة:
 
يقصد بها الوحدات السكنية المعدة لإيواء النـزلاء مقابل مبلغ نقدي مع الطعام أو من دونه، وتلاقي الشقق المفروشة بأنواعها رواجًا من قبل الزائرين للسياحة والترفيه، ويمكن تصنيفها إلى عدد من المستويات على النحو الآتي:
 
أ) الفئة الممتازة إلى الأولى:
 
تتميز بالأثاث والغرف الفاخرة المزودة بالأجهزة الحديثة مثل: الهاتف بخط دولي مباشر وتلفزيون، والتكييف المركزي، وخدمات الغرف مثل: الغسل، والكي، وخدمات رجال الأعمال (فاكس، كمبيوتر، قاعة اجتماعات.... وغيرها)، والمصاعد الحديثة، والمطاعم والكافتيريا.
 
ب) الفئة الثانية:
 
ذات تأثيث وحمامات عادية، وتكييف وحدات، واتصالات غير مباشرة وتلفزيون، وخدمة النظافة.
 
ج) الفئة العادية:
 
تتميز بأثاث عادي وتكييف وحدات، ولا تتوافر بها خدمة نظافة الملابس.
 
وتضم مدن المنطقة الشرقية الرئيسة ما يزيد على 238 موقعًا للشقق المفروشة المرخصة حتى عام 1425هـ /2004م على النحو الموضح (جدول 7) و (شكل 4) . تحتل مدينة الخبر المركز الأول من حيث عدد الوحدات السكنية بواقع 118 موقعًا، وبنسبة 50% تقريبًا من إجمالي الوحدات السكنية للشقق المفروشة المرخصة بالمنطقة الشرقية على الرغم من احتلالها المركز الثالث من حيث عدد سكان المنطقة الشرقية بنسبة 14% تقريبًا بعد محافظتي الأحساء والدمام  ،  يليها بالمركز الثاني مدينة الدمام بنحو 100 موقع للشقق المفروشة المرخصة، وبما يوازي 42% من الإجمالي، وتأتي الأحساء في المركز الأخير بالنسبة إلى عدد وحدات الشقق المفروشة بواقع 20 وحدة وبنسبة 8% تقريبًا من الإجمالي.
 
وتحتل وحدات الشقق المفروشة ذات الدرجة الثانية المركز الأول من حيث العدد بنسبة 43% من الإجمالي، يليها وحدات الشقق المفروشة ذات الدرجة الأولى في المركز الثاني بواقع 39%، وتتراجع للمركز الأخير وحدات الشقق المفروشة ذات المركز الثالث بما يوازي 18% من جملة الشقق المفروشة في المدن السياحية الرئيسة في المنطقة الشرقية ما يعطي المستهلك خيارات متعددة تتناسب مع إمكاناته المالية ومقدرته ورغبته في نوع السكن.
 
وتوجد وحدات سكنية مفروشة في محطات الوقود على الطرق السريعة أو عند مداخل المدن الصغيرة كما في النعيرية وحفر الباطن.
 
2 - القرى والمنتجعات السياحية: 
 
تضم المنطقة عددًا من القرى السياحية التي تعرف بالمنتجعات السياحية، ومن أهمها المنتجعات الشاطئية لوقوعها جميعًا على مياه الخليج العربي، وقد سبق ذكرها.
 
3 - المخيمات:
 
تعد الخيمة نمطًا شائعًا للإقامة المؤقتة في المملكة العربية السعودية، وينقسم التخييم في المنطقة الشرقية إلى نوعين:
 
أ) التخييم الشاطئي: 
 
ينتشر على امتداد شواطـئ المنطقة الشرقية بصفة عامة وفي الأمكنة المخصصة للتخييم في شاطئ نصف القمر بصفة خاصة؛ حيث تتوافر المحال الخاصة بتأجير الخيام للراغبين في ذلك، ويقوم أصحاب هذه المحال بعملية نصب الخيام في المكان المختار من قبل السائح مقابل أجر مادي، وهناك بعض العائلات السعودية التي تمتلك خيامًا خاصة بها وتستخدمها في رحلاتها. ومواقع المخيمات الشاطئية المألوفة التي تعد المخيمات من سماتها الرئيسة هي: شاطئ نصف القمر، والعزيزية بحاضرة الدمام، والفناتير بالجبيل، وجزيرة (أبو علي)، وشاطئ العقير، وشاطئ سلوى، وهذه المواقع تستأثر بالجانب الأكبر من الفنادق والشقق المفروشة والقرى السياحية خصوصًا حاضرة الدمام  . 
 
وتمارس على الكثبان الرملية المقابلة للمخيمات الشاطئية هواية ركوب الكثبان الرملية (التطعيس) بوصفها إحدى الهوايات الخاصة والمحببة والمتعارف عليها بين الشباب، وذلك على طول امتداد الكثبان الرملية الكبيرة بجوار الطريق السريع خصوصًا في أيام العطلات الرسمية سواء الأسبوعية أو الأعياد، يمارسها الشباب قبل ساعة الغروب، حيث تشاهد تجمعات كبيرة سواء للمحترفين أو المشاهدين المستمتعين برؤية وممارسة هذه الهواية، ويعرف الموقع باسم شاطئ التحدي.
 
ب) التخييم البري:
 
المخيمات بوصفها شكلا من أشكال الإيواء من ناحية ولأنها أحد جوانب الترفيه من ناحية أخرى منتشرة في مساحات واسعة من المنطقة الشرقية، تمتد من مدينة الخفجي قرب الحدود السعودية الكويتية شمالا حتى شاطئ سلوى جنوبًا، كما تنتشر خارج نطاق الشواطئ على طول محاور الطرق الرئيسة بالمنطقة ظاهرة التخييم البري؛ وربما يرجع ذلك إلى رغبة أصحابها في التخييم بالقرب من أمكنة الخدمات، بالإضافة إلى توفير عامل الأمن؛ لأن أغلبية أصحاب المخيمات من العائلات  
 
ويكون على هوامش المدن، وعلى الطرق الرئيسة، وخارج المدن في الأمكنة البرية مثل: السفانية، والنعيرية، وطريق أبو حدرية، وطريق الدمام الرياض، وطريق الدمام الظهران السريع، ورأس تناجيب، والخفجي، ورأس مشعاب.
 
ويؤدي التخييم بنوعيه دورًا في جاذبية المنطقة سياحيًا وتنوع الفرص الترفيهية، ويبرز في ذلك التخييم على الشاطئ مقارنة بالتخييم في البر، كما أن هناك تركزًا كبيرًا في مواقع بعينها يظهر بوضوح في فئة المخيمات الشاطئية أكثر من المخيمات البرية. ويستأثر شاطئ نصف القمر بأكثر من نصف الإجمالي، يليه شاطئ سلوى ثم العقير فالعزيزية بما يزيد على عُشر المخيمات الشاطئية تقريبًا. وتستأثر النعيرية بنحو ثلث عدد المخيمات البرية، تليها المواقع الممتدة على طريق أبو حدرية ثم السفانية بنحو خُمس العينة.
 
ويوجد في محافظة الجبيل موقع للتخييم عرف باسم (موقع مردومة الأثري)، يقع على بعد 6كم في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الجبيل الصناعية، ويعد موقعًا إستراتيجيًا يشرف على منظر بحري خلاب بكورنيش الجبيل الحديث، ويمكن الوصول إليه عبر الطريق السياحي المعبد المعروف بطريق اللؤلؤ مرورًا بعدد من المخيمات السياحية الثابتة المخصصة للتخييم والصيد والسباحة مثل: مخيم ابن سينا، ومخيم سابك، وهي من المراكز السياحية التي أعدت لترفيه وتسلية عائلات العاملين في هيئة الجبيل الصناعية خاصةً  
 
شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook