الاحتفاء بالمناسبات الدينية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الاحتفاء بالمناسبات الدينية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الاحتفاء بالمناسبات الدينية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
يقصد بها هنا تلك الأيام أو الأشهر التي خصّها الشرع بأعمال معينة، وشرع فيها أقوالاً وأعمالاً خاصة ما جعلها محل عناية المسلمين، ينتظرون قدومها ويستعدون لها ويفرحون بها، ويقومون بما يوفقهم الله إليه فيها من الأعمال الصالحة مثل الحج ورمضان والعيدين، وإن كان الناس في المجتمع الإسلامي قد اعتادوا عادات مختلفة في تعبيرهم عن هذا كله حسب الزمان والمكان، ونظرًا إلى مكانة المدينة المنورة وقداستها في نفوس المسلمين، فقد كانت محط أنظار المسلمين القادمين للحج والعمرة من أنحاء العالم الإسلامي، ولذا يتغير طابع الحياة فيها خلال تلك المواسم، وتنشط فيها الحركة والبيع والشراء وتأجير المساكن للحجاج والزائرين، وكذا إرشادهم إلى ما يرغبون زيارته من الأمكنة، كما أن أهل المدينة المنورة أنفسهم يتوجهون إلى الحج والعمرة في أوقاتهما ويحتفون بالأعياد بطريقتهم التقليدية كما يأتي:
 

شهر رمضان المبارك

 
يمثل شهر رمضان المبارك مناسبة دينية وموسم عبادة بالنسبة إلى المسلمين كافة، وترتبط بقدوم هذا الشهر مظاهر الفرح والابتهاج لدى الناس في المدينة المنورة، صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، وتتمثل تلك المظاهر في أنواع الأطعمة التي تقدَّم في وجبتي الإفطار والسحور، كما تتمثل في تغيير البرنامج اليومي للأسرة من حيث مواعيد النوم والاستيقاظ ومواعيد الزيارات واستقبال الضيوف، ما له علاقة بالصيام والفطر وأداء الصلوات المفروضة، ونافلة التراويح، والقيام في العشر الأواخر. ويفضل كثير ممن يقدم إلى المدينة المنورة وبعض أهلها تناول الإفطار في المسجد النبوي الشريف وفي الساحات المحيطة به حرصًا على إدراك صلاة المغرب فيه.
 
وكان من العادات المعروفة والتقاليد المألوفة وجود (المسحراتي) وهو الرجل الذي يتولى إيقاظ الناس آخر الليل وقت السحر، لتناول وجبة السحور ومن ثم حضور صلاة الفجر جماعة في المساجد، وكان في كل حي من الأحياء رجل نذر نفسه للقيام بهذه المهمة، يحمل معه طبلاً يدق عليه ويقف عند كل باب ينادي باسم صاحبه: (يافلان وحِّد الله) أو (يا أبا فلان وحِّد الله)، ولا ينصرف في الغالب حتى يسمع من صاحب البيت ما يدل على أنه قد استيقظ. وفي العلا يسمون المسحراتي (المدبدبي) وكان يقوم بالدور نفسه الذي يقوم به المسحراتي، ولكن كان الناس يرونه في مناسبة أخرى هي وقت حصاد الحب وكذا وقت جداد التمر، يخرج (يدبدب) أو يضرب بعصاه على طبلته في الشوارع، ليس لإيقاظ الناس بل لتذكيرهم بنفسه وبما قدمه في ليالي رمضان لكي يعطوه من التمر أو الحب جزاء ما قدم.
 
كما كانت موائد الإفطار تزدان بأنواع من المأكولات والحلويات والأشربة التي قد لا يراها كثيرون إلا في رمضان - كما سبق ذكره - مثل الشعرية والزلابيا واللقيمات والسوبيا وقمر الدين وما إلى ذلك.
 
وتختص المدينة المنورة بقدوم أعداد من الحجاج الذين يفدون قبل الحج بأشهر، ويفضل كثير منهم صيام رمضان فيها، وبخاصة حجاج جنوب شرق آسيا الذين يسميهم المدنيون (الجاوة)، ولذا تنشط حركة البيع والشراء في أيام رمضان ولياليه، ويشتد نشاطها عند نهاية الشهر عندما يقترب العيد ويبدأ الباعة بعرض الحلويات والهدايا في المحلات والطرقات والساحات المجاورة للمسجد النبوي الشريف، كما ينتشر الذين يبيعون الأرز والحبوب لمن يريد إخراج زكاة الفطر.
 
كما ينشط الناس في العشر الأواخر في العبادة، ويحيون الليل بالصلاة والتلاوة كلٌّ حسب قدرته ووفق درجة علمه وتقواه، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة تبدأ مظاهر استعداد الأسر للعيد بتنظيف البيوت وتجهيز المعمول والحلويات التي تصنع في البيوت وكل ما يلزم للاحتفال بالعيد.
 

الحج

 
وهي مناسبة ذات طابع خاص لكل من عزم على أداء الفريضة، كما أن أيام الحج يعقبها تدفق الحجاج بعد أداء مناسكه في مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ليختموا رحلة الحج بزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يعني لأهل المدينة المنورة كثيرًا وينعكس على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضًا.
 
أما حجاج المدينة المنورة أنفسهم فقد كانوا يسيرون على شكل ركب له قائد يسمى شيخ الركب، كما أن لهذا الركب علمًا أخضر كتبت عليه كلمة التوحيد، ينصب في مكان التجمع عند مسجد الغمامة قبل السفر بيومين أو ثلاثة، كما أن للركب حاديًا وهو المنشد الذي يحدو الإبل على الإسراع في السير بإنشاده، وعادة يغادر الركب في نهاية شهر ذي القعدة وقد استعد الناس لهذا السفر الميمون منذ شهر تقريبًا بالزاد والملابس الخاصة وتهيئة الرواحل، كما أن شيخ الركب يكون قد هيأ نفسه ومعاونيه من (الفتوَّات) الأشداء الأقوياء للتحميل والتنـزيل، كما اختار عددًا من الرماة (البواردية) للدفاع عن الركب وصد هجمات قطاع الطريق، فإذا وصل ركب حجاج المدينة المنورة إلى مكة المكرمة فإنهم يتخذون مواقع معروفة لهم فيها وفي منى، وقد كان هناك مكان كبير يسمى (حوش المداينة) ينـزلون فيه، فإذا أتموا النسك قرر الشيخ موعد الرحيل والعودة فيسيرون، حتى إذا وصلوا إلى (سطح الغاير) يبعث شيخ الركب (نجاب الطواقي) وهو الرجل الذي يأخذ طاقية من كل (سرارة) في الركب، والسرارة - كما سبق - هو الصغير الذي يؤدي الحج قبل البلوغ، فيذهب نجاب الطواقي مسرعًا يتقدم الركب ليبشر أقرباءهم بأنهم بخير وسيصلون - بإذن الله - قريبًا، ويعطي أهل كل بيت طاقية قريبهم شهادة على صدقه، فإذا وصل الركب إلى (بئر الماشي) بعث الشيخ برجل آخر يدعى (نجاب المكاتيب) الذي يحمل رسائل الحجاج إلى ذويهم، تخبرهم بسلامتهم وتبشر بقدومهم.
 
فإذا حان الموعد المنتظر ذبح الأهل الذبائح وأضاؤوا (الأتاريك)، وعند القدوم تعم الفرحة ويُكرَم الحجاج، كما تكون هناك احتفالات خاصة بالحجاج الصغار (السرارات) بأن يلبسوا العباءات المقصبة والعقل المذهبة أو العمامات ويمسك الواحد منهم بعصا ويركب الحصان تصاحبه فرقة موسيقية تسمى (الطاسة)؛ وهذه العادة اختفت ولا وجود لها حاليًا.
 
وكان الحجاج القادمون يعمدون إلى البدء بالصلاة في المسجد النبوي والتشرف بالسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب كلٌّ إلى أهله إلا السرارات، فإنهم يستمرون في التجول في الشوارع بصحبة الطاسة، والصبية يجرُون خلفهم، وتنثر عليهم الحلوى، ويفرح بهم الجميع حتى وقت الظهيرة إذ يعودون إلى منازلهم لتناول الغداء، وقد يستمر الاحتفال بهم إلى غروب الشمس  . 
 
 

العيدان

 
يهتم أهل المدينة المنورة بالاحتفال بالعيد ويبالغون في الاستعداد له، خصوصًا عيد الفطر، إذ تشترى الملابس منذ شهر شعبان، وتجهز البيوت وتنشط حركة البيع في آخر الشهر الكريم، وقبل حلول العيد بأيام يتركز بائعو الحلويات في مباسط معينة (أمكنة للبيع) ويضعون فيها أنواع الحلويات والعطور بكميات كبيرة جدًا، وينادون عليها فيُقبل الناس على شرائها استعدادًا للعيد  
 
ومن الأمور التي يهتم بها رب الأسرة أداء صلاتي الفجر والعيد بالمسجد النبوي، إذ ينـزل مع أولاده وهم بملابس العيد الجديدة إلى المسجد، وبعد انقضاء الصلاة والاستماع إلى الخطبة يعودون للاحتفال بالعيد. وقد كانت هناك عادة بعد صلاة العيد هي أن يخرج أغلب الناس لحضور (السلملك) أي الاحتفال العسكري بحضور الضباط والقادة، وتدق الموسيقى العسكرية في الساحة الفسيحة التي تقع أمام مقر الإمارة، ويقف الجميع لاستقبال الأمير وكبار الشخصيات بعد خروجهم من المسجد قاصدين مقر الإمارة، ومن ثم يستقبل الأمير رجال المدينة المنورة من جميع الطبقات، ويتقبل منهم التهنئة بالعيد ويشرب الجميع القهوة العربية، ثم يغادرون إلى دورهم لتناول طعام الإفطار مع أسرهم وتبادل التهنئة بالعيد، ويكون جميع أفراد الأسرة على أتم الاستعداد لاستقبال المهنئين من الجيران والأقارب والمعارف، وحيث يكون صاحب كل دار مستعدًا لاستقبال جميع الضيوف لتناول القهوة والمرطبات، وعند خروجهم يأخذون الحلوى التي تكون معدّة في أوانٍ متنوعة الأشكال وسط صالون الاستقبال، كما يبقى في الدار الوالد - إذا كان كبيرًا في السن - لاستقبال كل من يأتي ويبقى معه أحد أولاده أو أولاد أولاده وذلك للقيام باستقبال الضيوف، أما الباقون فيقومون بالتجوال على الجيران والأقرباء والمعارف للمعايدة، ويستمر ذلك حتى أذان الظهر إذ يقصد الجميع المسجد النبوي لصلاة الظهر فيه، ثم يعودون إلى منازلهم لتناول طعام الغداء وأخذ قسط من الراحة حتى أذان العصر إذ يخرج الجميع للتنـزه في ضواحي المدينة المنورة أو أخذ الأطفال إلى الملاعب المعدة بشكل خاص للاحتفال بالعيد، وينتقلون من جهة إلى جهة حتى المغرب ويعود الجميع لأداء الصلاة، ومن ثم يتم تناول العشاء والاستعداد للنوم، وتسمى هذه الليلة (ليلة الخمدة) فالجميع ينامون مبكرين إلا قليل منهم، وعند الفجر يقوم الجميع لأداء صلاة الفجر وتناول طعام الإفطار ثم الخروج للمعايدة مثل اليوم الماضي وزيارة عائلات وأصدقاء آخرين  
 
وتحتل هدية العيد موقع الصدارة من بين ما يترقبه الأطفال، وكل من يمت إليهم بصلة مثل الوالد والأخوال، فيحرصون على إعطاء الأطفال هدية العيد، وهي تختلف باختلاف الرغبات؛ فالنقود والحلويات والدراجات الهوائية (البسكليت) والعقود بالنسبة إلى البنات والملابس واللعب الصغيرة كلها تجد رواجًا في أيام العيد وقبله؛ لإقبال الناس عليها لتقديمها هدايا لأطفالهم. ومن اللعب الجميلة التي تنتشر في أحياء المدينة المنورة للأطفال لعب (المدارية)، وهي لعب يتجمع فيها الأطفال جملة ووحدانًا، وتتألف هذه الألعاب من كراسي مرتبطة بسلاسل أو قضبان حديدية متصلة بمركز لها، منها ما يدور إلى الأعلى ومنها ما يدور أفقيًا، وهي أنواع شتى وأحجام كثيرة حسب سن الطفل، ويؤجرها أصحابها للأطفال لدقائق معدودات لشدة الإقبال عليها. وبعضهم يحضر حمارًا ويزركشه بعربة وينادي على الأطفال ليركبوا معه ويدور بهم في شوارع الحي والأحياء المجاورة، وقد بدأت هذه المظاهر في الاختفاء لوجود الآلات الحديثة من سيارات ودراجات نارية، مع أنها تعطي منظرًا جميلاً وهي بعيدة عن الخطورة.
 
وامتدادًا لهذا يتجمع الأطفال من بعض العائلات في سيارات (وَنيت) بأعداد كبيرة جدًا في عصر كل يوم ويذهبون إلى ضواحي المدينة المنورة مثل (العاقول) و (آبار علي)، فتراهم غادين ورائحين يرددون بعض الأناشيد الخاصة بهم المشجعة لزملائهم على الانضمام إليها. وقد كان في أطراف المدينة المنورة ولدى بعض القبائل فيها عادة في أيام عيد الفطر الثلاثة وهي ذبائح العيد، إذ يحرص كل صاحب بيت على أن يحضرها ويذبحها في أحد الأيام الثلاثة ويتم طبخها، وفي ظهر كل يوم أو في مسائه يجتمع أهل الحي في بيت أحدهم على ما ذبح في ذلك اليوم بموجب تنظيم خاص، نساءً ورجالاً، احتفالاً بأيام العيد وإظهارًا للفرح به  . 
 
أما في عيد الأضحى المبارك الذي يقع في أيام الحج فتخلو المدينة المنورة من الحجاج الوافدين والزوار إذ يكونون جميعًا في مكة المكرمة في تلك الأيام، وتشرع الأضحية في أيام هذا العيد، فإن هذا العيد له وضع خاص بالنسبة إلى أهالي المدينة المنورة، ويسمونه (عيد اللحم)، إذ يتم شراء الذبائح قبل العيد بأيام، وفي صباح العيد وبعد أداء (صلاة العيد) بالمسجد النبوي الشريف يحضر الجزار إلى الدار ويقوم بذبح الخرفان وأخذ أجرته ثم ينتقل إلى منـزل آخر، ويقوم أهل كل دار بتقطيع جزء من الذبيحة وشيِّها على النار وذلك لتناول وجبة الإفطار، ويُخرج منها جزء للصدقة وجزء يتهادى به الجيران، ويكون الغداء وجبة تسمى (السلات) وهو قطع من اللحم تطبخ بطريقة خاصة وبجوارها الأرز، ولا يخرج الناس للمعايدة مثلما يحدث في عيد الفطر، إذ إن الجميع منهمكون في ذبائحهم وتوزيع صدقاتهم وهداياهم، ما عدا الأقرباء وبعض الأصدقاء فهم الذين يتعايدون. وفي العصر يخرج الجميع للنـزهة أو إلى الملاعب من أجل الأطفال، وكان كثير من العائلات يتجمعون ويخرجون إلى البساتين ليقضوا فترة العيد وسط أجوائها الرائعة ويستقبلون من يقصدهم لقضاء بعض الوقت معهم في رحابها.. وهكذا حتى انتهاء أيام العيد  .  وكان أهل القرى يزيدون على ما ذُكر في أيام الأعياد بممارسة كثير من الألعاب والرقصات الشعبية مثل (الزير) و (المزمار) و (السامري).. وغيرها، وقد سبق ذكر هذا مفصلاً في الفصل الخاص بالأهازيج والرقصات الشعبية.
 

مظاهر الثبات والتغير

 
الواقع أن كثيرًا مما ذُكر قد تعرض للتغير، وبعضه قد تعرض للزوال فلم يبق منه شيء بفعل التغير العام في نمط الحياة، إذ إن التحضر والهجرة إلى المدن وتمدن الأرياف الذي صاحب التطور الاقتصادي الهائل في جميع مناطق المملكة، وما صاحبه من تطور وسائل النقل والاتصال والإعلام، أدى إلى التقارب الشديد بين ما يفعله أهل القرى وما يفعله أهل المدن في كثير من المناسبات. وهناك أمر آخر مهم جدًا؛ هو أن انتشار العقيدة الصحيحة والوعي الديني الذي صاحب قيام المملكة العربية السعودية قد أدى إلى اختفاء بعض البدع والأمور السلبية، خصوصًا ما يمارس في أيام العزاء أو حتى عند الذهاب للحج والعودة منه، وقد أصبح الناس يحرصون على موافقة السنة في الأمور الشرعية أكثر من اتباع العادات.
 
وقد أدت الوفرة الاقتصادية وطبيعة تخطيط المدن الحديثة إلى تباعد المساكن واستقلال الأسر بعضها عن بعض، ما جعل كثيرًا من مظاهر التعاون والتكاتف في الأفراح تختفي، ويستعيض الناس عنها بالاتفاق مع أصحاب الفنادق والمطاعم وقصور الأفراح على تولي جميع ترتيبات الفرح مقابل مبالغ باهظة يدفعونها، ومن أمثلة التغير في مناسبات الأعراس أن ولي المرأة كان يقبض المهر ويتولى تجهيز بيت العريس، ويخرج هذا الجهاز محمولاً في عرض بديع يسمى (خروج الفراش) كما سبق ذكره، أما الآن فإن ما يتسلمه ولي العروس من مهر قد يُنفق على أمور ثانوية من باب التفاخر والمباهاة، ويتحمل العريس - مع ما دفع من مهر - كل ما يلزم لتأثيث بيته وفرشه, مما كان له أثر في حرمان غير القادرين على تكاليف الزواج منه أو دفعهم إلى تأخيره، رغم أهميته وحاجتهم إليه، وإن كان ثمَّ تغيير للأفضل حدث في هذا الجانب، فذلك فيما يخص أخذ الأهل برأي ابنتهم في الزواج، الذي كان لا يعتد به كثيرًا في الماضي، اعتقادًا من الأهل أنهم أعرف بمصلحة ابنتهم، بينما أصبحت موافقة الفتاة الآن شرطًا مبدئيًا يتوقف عليه قبول الأسرة دخول الخاطب إلى بيتهم أو البحث عن فتاة أخرى يحصل على موافقتها في حال رفض الأولى. وأما الأعياد فقد استمر كثير من مظاهر الاحتفال بها من الناحية الشكلية، ولكن تقلصت الروابط الاجتماعية، واختفت التلقائية والبساطة في العلاقات، ويصعب اليوم أن يزور الإنسان من لا يعرفه مسبقًا، كما أنه لا بد من تحديد موعد لتلك الزيارة ولو كانت للمعايدة، ما أفقد العيد خاصيته إذ كان في الماضي موسم تأليف القلوب وتعارف الجيران ولمِّ الشمل.
 
شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook