الاستعارة علم البيان
تعريف الاستعارة
١ ـ عرّفها الجاحظ بقوله : «الاستعارة تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه».
٢ ـ وعرّفها ابن المعتز بقوله : «هي استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها».
٣ ـ وعرّفها قدامة بن جعفر بقوله : «هي استعارة بعض الألفاظ في موضع بعض على التوسع والمجاز».
٤ ـ وعرّفها القاضي الجرجاني بقوله : «فأما الاستعارة فهي أحد أعمدة الكلام ، وعليها المعول في التوسّع والتصرّف ، وبها يتوصّل إلى تزيين اللفظ ، وتحسين النظم والنثر». وعرّفها مرة أخرى بقوله : «ما اكتفي فيها بالاسم المستعار عن الأصلي ونقلت العبارة فجعلت في مكان غيرها ، وملاكها بقرب التشبيه ، ومناسبة المستعار للمستعار له ، وامتزاج اللفظ بالمعنى حتى لا يوجد بينهما منافرة ، ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الآخر».
٥ ـ وعرّفها أبو الحسن الرماني بقوله : «الاستعارة استعمال العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة» ومثل لها بقول الحجاج : «إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها».
٦ ـ وعرّفها الآمدي (١) بما معناه : «هي استعارة المعنى لما ليس له إذا كان يقاربه أو يدانيه أو يشبهه في بعض أحواله أو كان سببا من أسبابه».
٧ ـ وعرّفها أبو هلال العسكري بقوله : «الاستعارة نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة إلى غيره لغرض».
٨ ـ وعرّفها عبد القاهر الجرجاني بقوله : «الاستعارة في الجملة أن يكون لفظ الأصل في الوضع اللغوي معروفا تدلّ الشواهد على أنه اختصّ به حين وضع ، ثم يستعمله الشاعر أو غير الشاعر في غير ذلك الأصل ، وينقله إليه نقلا غير لازم فيكون هناك كالعارية (٢).
٩ ـ وعرّفها السكاكي بقوله : «الاستعارة أن تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخر مدّعيا دخول المشبه في جنس المشبه به دالّا على ذلك بإثباتك للمشبه ما يخصّ المشبه به» (٣).
١٠ ـ وعرّفها ضياء الدين بن الأثير بقوله : «الاستعارة هي طيّ ذكر المستعار له الذي هو المنقول إليه ، والاكتفاء بذكر المستعار الذي هو المنقول» (٤).
وعرّفها ابن الأثير تعريفا آخر بقوله : «الاستعارة نقل المعنى من لفظ
إلى لفظ لمشاركة بينهما مع طيّ ذكر المنقول إليه .
١١ ـ وعرّفها الخطيب القزويني بقوله : «الاستعارة مجاز علاقته تشبيه معناه بما وضع له. وكثيرا ما تطلق الاستعارة على استعمال اسم المشبّه به في المشبّه ، فيسمى المشبه به مستعارا منه ، والمشبه مستعارا له ، واللفظ مستعارا» .
* * *
تلك طائفة من تعريفات الاستعارة تبيّن مفهومها لدى كبار رجال البلاغة العربية في عصورها المختلفة ، وهي وإن اختلفت عباراتها فإنها تكاد تكون متفقة مضمونا.
ومن كل التعريفات السابقة تتجلى الحقائق التالية بالنسبة للاستعارة :
١ ـ الاستعارة ضرب من المجاز اللغوي علاقته المشابهة دائما بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
٢ ـ وهي في حقيقتها تشبيه حذف أحد طرفيه.
٣ ـ تطلق الاستعارة على استعمال اسم المشبّه به في المشبّه ، فيسمى المشبّه به مستعارا منه ، والمشبه مستعارا له ، واللفظ مستعارا.
٤ ـ وقرينة الاستعارة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي قد تكون لفظية أو حالية.