ذهب جمهور العلماء وأئمة المذاهب الأربعة إلى أنّ الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان يبدأ من قبل غروب شمس ليلة الواحد والعشرين، واستدلوا على ذلك بما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ممّا يدل على أنّه كان يعتكف الليالي العشرة الأخيرة منه لا الأيام، فقد جاءت كلمة العشر في القرآن الكريم دالّةً على الليالي لا الأيام، إلّا أنّ بعض العلماء قالوا بأنّ وقت الاعتكاف لمن أراده يبدأ من بعد صلاة الفجر في تلك الليلة، وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر أيام شهر رمضان، ويُمكن للمعتكف أن يبقى في معتكفه إلى حين صلاة العيد؛ فقد ورد عن بعض السلف استحبابهم لذلك.
يُعدّ الاعتكاف سنّةً مؤكدةً عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويعني المكوث في المسجد لعبادة الله -تعالى- وطاعته، وتتأكّد هذه السنة النبويّة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ فقدّ كان -عليه السلام- يعتكفها جميعاً إلى أن توفاه الله -تعالى-، ويتحقّق الاعتكاف في شهر رمضان وفق شروطٍ ثلاثةٍ، وهي:
يُسنّ للمرأة أن تعتكف في المسجد، ولا يصحّ اعتكافها في بيتها؛ لأنّ المكوث في المسجد يُعدّ شرطاً من شروط صحة الاعتكاف، ويُشترط لجواز اعتكاف المرأة في المسجد ما يأتي من الشروط:
موسوعة موضوع