المحتوى

الاعتكاف في عشر ذي الحجة

الكاتب: يزن النابلسي -

الاعتكاف في عشر ذي الحجة

 

السؤال
 
ماحكم تخصيص عشر ذي الحجة للاعتكاف، مع أنه من جنس العمل الصالح ؟
 
 
الجواب
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن حكم هذه المسألة فرع عن الحكم في مسألة الاعتكاف في غير رمضان، وقد اختلف أهل العلم فيها ما بين مجيز ومانع، والراجح أن الاعتكاف عمل صالح مشروع في كل زمان، سواء أكان في رمضان أم غيره، وسواء أطالت مدته عن عشرة أيام أم قصرت إلى ساعة من اليوم؛ لما يأتي:
1 – أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ اعتكف في شوال ليقضي اعتكافه الذي تركه في رمضان(كما عند البخاري )، فلو لم يكن الاعتكاف جائزاً في غير رمضان لما صح أن يكون زماناً لقضاء الاعتكاف.
2 – أن عمر بن الخطاب نذر أن يعتكف في الجاهلية ليلة أو يوماً في المسجد الحرام، فقال له النبي _صلى الله عليه وسلم_: "اعتكف" رواه أبو داود والنسائي والبيهقي، وفي رواية أبي عوانة "أوف بنذرك".
3 – دلالة معنى الاعتكاف وهو: لزوم مسجد للتعبد لله، فهذا المعنى يصدق على الوقت القليل والكثير، وعلى رمضان وغيره. وبناء على هذا الترجيح فإن الاعتكاف في مسجد أيام عشر ذي الحجة أو بعضها أو بعض يوم منها أمر مشروع ؛ لأن الاعتكاف عمل صالح مشروع في كل زمان، وأولى الأزمنة به بعد رمضان عشر ذي الحجة؛ لأنها محل لكل عمل صالح كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث المتفق على صحته: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة". والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook