لقد عشت العديد من الأنقباضات خلال فترة حملك، إذا كيف ستميّزين أنّ ما ستعانين منه هي انقباضات الولادة نفسها وليست انقباضات عادية أخرى؟ إليك الإجابة
أخيرا يبدأ العد التنازلي، تنقضي أشهر حملك الطويلة ليتم تتويجها بالولادة. كثيرا ما سمعت عن أعراض الولادة ومنها انقباضاتها والامها، وربما قد عشت انقباضات سابقة حيرتك. إذا إليك ما تفيدك معرفته لتمييز انقباضات الولادة:
لا بد انك قد شعرت سابقا في مراحل حملك المختلفة بانقباضات كان بعضها قويا، بينما البعض الاخر عابرا، وذلك لأن حجم الرحم يتوسع خلال الحمل في حين أنه أيضا يجهز نفسه وعضلاته للولادة.
تكمن أهمية فهم كيف يحدث الانقباض ومتى قد يساعدك في توقع ما سيحدث معك باقتراب موعد الولادة وبالتالي تحضير نفسك لهذه اللحظات بهدوء أكبر.
لا يوجد أمر واحد ومحدد الذي قد يؤدي إلى انكماش الرحم وانقباضه، إلا أن ذلك يتم نتيجة سلسلة اجراءات كيميائية وهرمونية وردود فعل الجسم عليها.
أما مع اقتراب موعد الولادة، فيقوم جسمك بإفراز مادتين كيميائيتين هامتين بالجسم هما البروستاغلاندين (Prostaglandin) والإكسيتوسين ( Oxytocin)، اللتين بدورهما تؤثران في الجسم وتقومان بإثارة إنقباضات الولادة في رحمك.
الانقباضات في بداية الحمل خفيفة ونادرة، وهي لا تختلف كثيرا عما كنت تشعرين عند تقلص الرحم خلال الدورة الشهرية أو ألام الظهر التي ترافقها.
بالأساس هناك 3 أنواع من الانقباضات المتقاربة جدا من حيث الأعراض التي قد تشعرين بها.
في الحقيقة فإن النوعين الأولين هما بمثابة تمرين للجسم ولعضلات الرحم لكي يكون أكثر استعدادا للولادة.
إليك 3 أنواع الانقباضات:
1) انقباضات التمرينية
وتعرف باسمها الطبي بتقلصات براكستون هيكس( Braxton Hicks).
هذه الانقباضات قد تحدث في أي وقت خلال الحمل، ولا تقتصر على الثلث الثالث منه، قد تشعرين بها نتيجة توسع الرحم وقد لا تشعرين بها بتاتا أو لا تحدث من الأصل.
2) الانقباضات الكاذبة
يمكنك اعتبار الانقباضات الكاذبة عبارة عن تمرين لجسمك يستبق انقباضات الولادة مما يساعد عنق الرحم للاستعداد، هذا يفسر كونها تحدث غالبا في الثلث الثالث من الحمل.
إلا أن هذه الانقباضات متقطعة وليست مستمرة، وتنقضي مع تغيير وضعية جلوسك او استلقائك، وبالطبع لا تؤدي إلى توسع في عنق الرحم.
3) انقباضات الولادة الحقيقية
تستطيعين ادراك انقباضات الولادة الحقيقية بسهولة لاختلافها الواضح عما سبق.
خلال انقباضات الولادة ستلاحظين أن الألم المصاحب لها مكثف ولا ينقضي بتغيير وضعية جسمك، فيما ستتصاعد وتيرة الانقباضات وتزاداد كثافتها.
تمتد الإنقباضات لتصل إلى أسفل الظهر والبطن وأعلى الفخذين، وقد يصاحبها أيضا تشنجات معوية، واسهال، يتبعهما إفرازات حمراء اللون فتمزق الغشاء وبالتالي سيلان الماء (طقت مية الرأس).
عادة يوصي الأطباء بالتواصل مع المشفى الذي اخترت الولادة فيه عندما تصل انقباضاتك إلى وتيرة مرة كل 5-10 دقائق (طبعا بتعلق الأمر بمدى بعدك موقعك عن المشفى). عندها اتصلي بالطبيب وتوجهي إلى المشفى.
عليك منذ هذه اللحظة التنبه لأعراض الولادة التالية:
في حال شعرت في هذه الأعراض قبل الوقت المحدد للولادة، لا تتواني، يبدو انك ستحظين بولادة مبكرة. فلا تتجاهلي الأمر وتوجهي على الفور للطبيب.
في الحقيقة ليست لديك الخيارات الكثيرة، أنت هنا لتلدي طفلك الجميل، لذا فإن التقلصات ستستمر بالتصاعد، حتى تباشري الولادة، اليك بعض الملاحظات التي سيكون من المفيد أن تتذكريها في هذه المرحلة:
لا تقلقي يا عزيزتي، فإن كنت قد نجحت في حمل طفلك في أحشائك طيلة 9 شهور سيكون بمقدورك النجاح في حمله بين يديك، عليك فقط أن تستمعي لجسدك جيدا وتقومي بما يطلبه منك طبيبك.