الايدز

الكاتب: باسكال خوري -
الايدز

الايدز.


المسبب للايدز هو فيروس ال HIV، وهو فيروس الذي يغزو الليمفويات التائيه (T lymphocytes) في جهاز المناعه، وتحديدا خلايا T helper (خلايا CD4). يتعرف الفيروس على هذه الخلايا من خلال مستقبلات خاصه ومميزه  لخلايا CD4 (مستقبلات CD4، CCR5، و CXCR4)، حيث ان الفيروس يستطيع الارتباط ودخول خلايا الجسم من خلال التمسك بهذه المستقبلات.

فور دخول الفيروس لخلايا CD4 تحدث سلسله من التفاعلات البيولوجيه التي تؤدي الى تكاثر الفيروس  وفي نهايه المطاف الى موت الخلايا وخروج اعداد هائله من الفيروسات منها.

من الجدير ذكره انه ليس كل انسان مصاب بفيروس ال HIV يعتبر مريض ايدز. وذلك لان مرض الايدز يتم تشخيصه بناء على ظهور اعراض فشل جهاز المناعه ومستوى خلايا CD4 في الجسم. حيث ان وتيره تدمير هذه الخلايا من قبل الفيروس وبدء ظهور اعراض فشل جهاز المناعه (مثل الاصابه بالامراض الوبائيه الخطيره المختلفه او تطور الاورام) تختلف من حاله الى اخرى. على سبيل المثال: شخص الذي اصيب بالفيروس ولكن مستوى خلايا CD4 لديه جيد (اعلى من 500 خليه في الميكرولتر الواحد) وبدون أي اعراض لا يعتبر مريض ايدز وليس بحاجه الى علاج في الوقت الحالي، وانما يعتبر حامل للفيروس وبحاجه الى متابعه.

 

 

اسباب الايدز:


المسبب للايدز هو فيروس ال HIV، وهو فيروس الذي يغزو الليمفويات التائيه (T lymphocytes) في جهاز المناعه، وتحديدا خلايا T helper (خلايا CD4). يتعرف الفيروس على هذه الخلايا من خلال مستقبلات خاصه ومميزه  لخلايا CD4 (مستقبلات CD4، CCR5، و CXCR4)، حيث ان الفيروس يستطيع الارتباط ودخول خلايا الجسم من خلال التمسك بهذه المستقبلات.

فور دخول الفيروس لخلايا CD4 تحدث سلسله من التفاعلات البيولوجيه التي تؤدي الى تكاثر الفيروس  وفي نهايه المطاف الى موت الخلايا وخروج اعداد هائله من الفيروسات منها.

من الجدير ذكره انه ليس كل انسان مصاب بفيروس ال HIV يعتبر مريض ايدز. وذلك لان مرض الايدز يتم تشخيصه بناء على ظهور اعراض فشل جهاز المناعه ومستوى خلايا CD4 في الجسم. حيث ان وتيره تدمير هذه الخلايا من قبل الفيروس وبدء ظهور اعراض فشل جهاز المناعه (مثل الاصابه بالامراض الوبائيه الخطيره المختلفه او تطور الاورام) تختلف من حاله الى اخرى. على سبيل المثال: شخص الذي اصيب بالفيروس ولكن مستوى خلايا CD4 لديه جيد (اعلى من 500 خليه في الميكرولتر الواحد) وبدون أي اعراض لا يعتبر مريض ايدز وليس بحاجه الى علاج في الوقت الحالي، وانما يعتبر حامل للفيروس وبحاجه الى متابعه.


طرق انتقال الايدز هي عديدة ومن اهمها الاتصال الجنسي، الدم (يشمل من الام للجنين)، والرضاعه. من الجدير ذكره انه لم تثبت ولم تسجل حتى اليوم حالات انتقال للفيروس من خلال اللمس البسيط او عن طريق الحشرات (كالبعوض مثلا). فيما يلي تفصيل لطرق الانتقال الرئيسية للفيروس:

  • الاتصال الجنسي- وهي تعتبر ألطريقه الاكثر شيوعا في العالم لانتقال فيروس الايدز، ولكنها تعتبر طريقه انتقال غير ناجعه. في دراسات التي اجريت في الدول الغربية، تبين ان احتمال انتقال فيروس الايدز من شريك مصاب الى شريكه هو 0.08% في العملية الجنسية والعكس هو 0.04% (من شريكه مصابه الى شريك.( كما انه تبين وجود عوامل اخرى التي من شأنها ان تزيد الاحتمال بالاصابه مثل الحمولة الفيروسيه للمصاب،وهي معرفه على انها كميه الفيروسات في جسم المصاب، ووجود الامراض التناسلية الاخرى (مثل التهاب الاحليل، التهابات المتدثره، المرض الزهري وغيرها). اذ انه تبين وجود علاقة طرديه بين مستوى الحموله الفيروسيه واحتمال نقل الفيروس وكذلك الامر بالنسبة لوجود الامراض التناسليه.
  • الانتقال من خلال الدم ومشتقاته- هنالك احتمال بالاصابه بالفيروس من خلال التعرض لدم شخص مصاب، وذلك من خلال الحصول على وجبه دم من شخص مصاب بالايدز او في حال زراعه اعضاء او انسجه من متبرع مصاب. فئه اخرى من الناس المعرضين للاصابه بفيروس الايدز بهذه ألطريقه هي فئه المدمنين على المخدرات. حيث انه جزء كبير من هؤلاء يقومون بحقن انفسهم بالمخدر وذلك من خلال استخدام ابر مشتركه لعدد من المدمنين مما يزيد احتمال الاصابه بالفيروس. هنالك اعتقاد سائد عند المدمنين ان حقن المخدر تحت الجلد او في العضل هو اقل خطوره من الحقن داخل الاورده، ولكن هذا الاعتقاد خاطىء حيث اثبتت الدراسات ان الفيروس قادر على الانتقال ايضا من دون حقن مباشر داخل مجرى الدم.
  • الانتقال من الام للجنين/المولود- يستطيع فيروس الايدز الانتقال من الام للجنين او المولود الجديد خلال فتره الحمل، الولاده او الرضاعه. لقد تم تسجيل حالات التي تم فيها انتقال فيروس الايدز الى الجنين في الاسابيع المبكره للحمل ولكن في اغلب الحالات تحدث الاصابه في الاسابيع الاخيره للحمل وخلال الشهر الاول بعد الولاده. ان احتمال اصابه المولود/الجنين من قبل ام مصابه والتي لا تتلقى أي علاج هو ما بين 15%-25% في الدول الغربيه (وما بين 25%-35% في الدول الناميه) في حين يصبح هذا الاحتمال اقل من 1% في حال تلقي الام علاج للايدز خلال فتره الحمل وما قبلها واعطاء المولود جرعه وقائية بعد الولاده. الكثير من الخبراء يقومون باجراء عمليه ولادة قيصريه في هذه الحاله والتي من شانها ان تقلل احتمال اصابه المولود اكثر واكثر. ان عمليه الارضاع هي طريقه اخرى لانتقال الفيروس من الام الى المولود ولهذا السبب تنص التوصيات الطبية بعدم الارضاع بتاتا في حال اصابه الام بفيروس الايدز.
  • الانتقال من خلال التعرض لادوات حاده ملوثه بدم شخص مصاب- هذه الطريقه تعني بشكل خاص العاملين في جهاز الصحه والمستشفيات وكذلك لدرجه معينه اشخاص الذين يعيشون في بيئه قريبه مع حامل لفيروس الايدز. ان الاصابه بوخزه من ابره او أي اداه حاده الملوثه بدم مصاب بالفيروس تشكل خطر وسبيل لانتقال الفيروس. بحسب الاحصائيات، ان احتمال الاصابه بفيروس الايدز جراء التعرض لاصابه بوخزه ابره او اداه اخرى ملوثه من دون الحصول على جرعه وقائيه ضد الفيروس هو ما يقارب %0.3

 .


اعراض الايدز الاوليه تظهر بشكل عام بعد اسبوعين لاربعه اسابيع منذ لحظه التعرض للفيروس وهي ليست مميزه او تشخيصيه للايدز. بل انها تشبه في الكثير من الاحيان اعراض الانفلونزا الشائعه، مثل الحمى، التهاب الحلق، الارهاق، الغثيان والام المعده، التهاب والام المفاصل، الصداع وغيرها من الاعراض. في اغلب الحالات تكون هذه الاعراض عابره وتختفي تدريجيا  بعد بضع اسابيع من دون أي علاج.  لهذا السبب، هنالك الكثير من الحالات التي لا يتم فيها تشخيص الايدز في هذه المرحله المبكره. ان السبب الرئيسي لظهور هذه الاعراض الحاده تكمن في الحموله الفيروسيه الكبيره التي تتكون خلال هذه الفتره القصيره بعد الاصابه بالعدوى، حيث ان الفيروس يبدا بعمليه غزو مكثفه لليمفويات التائيه بهدف التكاثر وعندها تظهر اعراض الايدز. بعد بضع اسابيع، يقلل الفيروس من نشاطه عاده ويدخل في حاله استقرار، أي انه يستمر في التكاثر ولكن بوتيرة ابطأ، عندها تختفي اعراض الايدز الحاده في حين ان عمليه تدمير جهاز المناعه تستمر ولكن ببطء. هذه المرحله من المرض تكون خاليه من اعراض الايدز ومضاعفاته (the asymptomatic stage)، حيث ان الحموله الفيروسيه مستقره وجهاز المناعه، رغم تدميره المستمر، يكون ما زال قادرا على العمل بشكل ناجع نسبيا. هذه المرحله ممكن ان تستمر لسنوات عديده حتى الوصول الى اللحظه الحرجه التي يكون فيها جهاز المناعه وصل الى درجه من التلف والدمار الذي يمنعه من تأدية وظيفته، وعندها تبدأ مضاعفات الايدز بالظهور.


مضاعفات الايدز قد تظهر في أي مرحله من مراحل المرض. بشكل عام، كلما كان مستوى خلايا CD4 منخفض اكثر، كلما كانت مضاعفات الايدز اكثر حده وخطورة. ان مضاعفات الايدز ممكن ان تتمثل باصابه أي جهاز او عضو تقريبا في الجسم. مضاعفات الايدز تحدث بشكل اساسي نتيجه الاصابه بعدوى بجراثيم او فطريات انتهازيه (كائنات انتهازيه ليس من شأنها ان تسبب مرض عند انسان معافى ولكنها تنتهز الفرصه عند حدوث فشل في جهاز المناعه لتتكاثر في الجسم وعندها تسبب الامراض المختلفه(  وكذلك نتيجه لجراثيم، فيروسات وفطريات مختلفه التي من شانها ان تصيب أي انسان بالامراض، ولكن في حاله مرضى الايدز تكون العدوى مستعصيه واكثر خطوره. بالاضافه لمحاربته للوبائيات، يقوم جهاز المناعه السليم بوقايتنا من الخلايا السرطانية التي تتكون احيانا في اجسامنا. حيث يستطيع الجهاز السليم في الكثير من الحالات بتحديد هذه الخلايا وتدميرها. فشل جهاز المناعه يعني فشل احد الخطوط الدفاعيه الطبيعيه لدينا ضد مرض السرطان، ولهذا يعاني مرضى الايدز في الكثير من الاحيان من الاورام المختلفه .هنالك الكثير من مضاعفات الايدز، كالفشل الكلوي وامراض القلب التي لا توجد بينها وبين تلف جهاز المناعه علاقه مباشره وواضحه. حتى الان سبب هذه الاعراض التي هي ليست نتيجه تلف جهاز المناعه ما زال غير معروف.

فيما يلي نستعرض اهم مضاعفات مرض الايدز، من المهم التشديد انه ليس كل مريض يعاني من جميع المضاعفات وهذا الامر يختلف من مريض الى اخر.

  • مضاعفات الايدز على جهاز التنفس- يعاني مرضى الايدز في الكثير من الاحيان  من التهابات متكرره وحاده في الشعب الهوائيه (bronchitis) والجيوب الانفيه (sinusitis). كما انهم يعانون من الالتهابات الرئويه بشكل كبير ومتكرر، هذه الالتهابات من شانها ان تؤدي الى تدمير النسيج الرئوي والى مشاكل مزمنه وخطيره في جهاز التنفس. مرض السل، الذي نادرا ما يصيب الاشخاص المعافين، يصيب مرضى الايدز في الكثير من الاحيان.
  • مضاعفات الايدز على القلب والاوعيه الدمويه (cardiovascular system)- ان امراض القلب المختلفه، مثل امراض اوعيه الدم التاجيه (coronary heart disease) او اعتلال عضله القلب (cardiomyopathy)، شائعه عند مرضى الايدز. الكثير منهم يعاني من النوبات القلبيه وفشل القلب (heart failure).
  • مضاعفات الايدز على الفم والبلعوم- وهي تتمثل بقرحات الفم (oral ulcers) والاصابه بالفطريات المختلفه. في بعض الاحيان تظهر افات (lesions) في منطقه الفم والبلعوم التي تشكل مشكله في البلع وتسبب الالم.
  • مضاعفات الايدز على الجهاز الهضمي- قد يصيب الايدز أي جزء من الجهاز الهضمي. التهاب المريء (esophagitis) نتيجه الاصابه بفيروسات الهربس (HSV,CMV) او بفطريات تؤدي الى الشعور بالام عند البلع والام في الصدر. المعده معرضه للاصابه بالامراض السرطانيه المختلفه مثل اللمفومه او ساركومه كابوزي. قد تتسبب عدوى جرثوميه او فيروسيه باصابه الامعاء الدقيقه والكولون، وهذا بدوره يؤدي الى الاسهال، القذف، الحمى وفقدان الوزن. من الجدير ذكره ان فيروس الايدز قادر على ان يؤدي، بشكل مباشر وليس عن طريق عدوى ثانويه، الى حاله من الاسهال المزمن. القرحات والافات في منطقه المصران المستقيم (rectum) والشرج تعتبر مشكله شائعه لدى مرضى الايدز وتؤدي الى الالم وعدم الراحه.
  • مضاعفات الايدز على الكبد- حسب التقديرات، حوالي ثلث حالات الموت عند مرضى الايدز مرتبطه بشكل او باخر بفشل او مرض كبدي. ان السبب الرئيسي لامراض الكبد عند مرضى ايدز هو اصابتهم بذات الوقت باحد فيروسات التهاب الكبد (Hepatitis B, Hepatitis C). ان طرق انتقال هذه الفيروسات وفيروس الايدز هي مشابهه ولذلك هنالك احتمال كبير نسبيا بان يكون الشخص المصاب بالايدز مصاب ايضا بأحد هذين الفيروسيين واحيانا الاثنين معا! هنالك امراض وبائيه اخرى التي ممكن ان تصيب مرضى الايدز وتؤدي الى التهاب الكبد وتلفه كجرثومه السل والفطريات. سبب اخر مهم الذي ممكن ان يؤدي الى التلف الكبدي عند مرضى الايدز هو العلاج نفسه! العديد من الادويه التي تشكل العلاج للايدز (الكوكتيل) تمر بتفاعلات داخل الكبد واحيانا قد تؤدي هذه الادويه وتفاعلاتها الكبديه الى ضرر وتلف كبدي.
  • مضاعفات الايدز على الكلى والجهاز البولي التناسلي- قد يؤدي مرض الايدز الى حدوث فشل كلوي عند المريض مع جميع تداعياته. كما انه الادويه التي يتناولها المريض لعلاج الايدز او مضاعفات الايدز الاخرى قد تسبب فشل كلوي. التهابات في المسالك البوليه والتناسليه عند مرضى الايدز هو امر شائع كذلك.
  • مضاعفات الايدز على الدم- كثيرا ما يعاني مرضى الايدز بتدني مستوى الفئات المختلفه من خلايا الدم. فبعضهم يعاني من نقص بكريات الدم الحمراء مما يؤدي الى فقر الدم (anemia) ، والبعض الاخر يعاني من نقص وتدني بمستوى الصفيحات (thrombocytopenia) مما يجعل المريض معرض لخطر نزيف حاد الذي من الصعب السيطره عليه.
  • مضاعفات الايدز على المخ والجهاز العصبي- وهي تتمثل بالتدهور الذهني وحتى الخرف المبكر، التهاب السحايا (بالذات من قبل فطريات)، اورام المخ (لمفومه) وامراض وبائيه انتهازيه اخرى التي ممكن ان تصيب المخ وتؤدي الى التهابه.
  • الامراض السرطانيه- مرضى الايدز معرضون للاصابه بامراض السرطان المختلفه. هنالك ثلاثه انواع من مرض السرطان التي تعتبر مميزه لمرضى الايدز وهي: ساركومه كابوزي، لمفومه لاهودجكينيه (non-hodgkin lymphoma)، وسرطان عنق الرحم. المشترك لهذه الانواع الثلاثه هو ان المسبب لهذه السرطانات هي فيروسات مختلفه! ففي حاله كابوزي المسبب هو احد انواع فيروس الهربس (HHV8)، في حاله اللمفومه هنالك علاقه مع العدوى بفيروس ابيشتاين بار (EBV) واما سرطان عنق الرحم فالمسبب هو فيروس الورم الحليمي (HPV). هذه السرطانات تظهر لنا مره اخرى تاثير الكائنات الانتهازية والوبائيات على جسم الانسان عند تلف جهاز المناعه. بالاضافه لهذه الانواع الثلاثة، يعاني مرضى الايدز بنسبه اعلى مقارنه مع الاشخاص المعافين من السرطانات الاخرى كاللوكيميا، سرطان الرئة، الفم، المعدة، المخ والخصية.

علاج الايدز بواسطة المستحضرات المختلفة وكذلك العلاج الوقائي ضد الإمراض الوبائية المختلفة من شانهم ان يمنعوا او يقللوا من حده هذه المضاعفات.


فحص وتشخيص الايدز يتم من خلال اجراء تحاليل لعينه من دم الشخص المفحوص. من خلال هذه التحاليل يتم معرفه على ما اذا كان الشخص مصاب بفيروس الايدز. هنالك عده انواع من الفحوصات والتحاليل المستخدمه والتي تختلف فيما بينها بالدقه والحساسيه. بعض هذه الفحوصات تفحص وجود مضادات حيويه في عينه الدم المفحوصه ضد فيروس الايدز. وجود هذه المضادات يشير الى ان الشخص تعرض للفيروس ولهذا السبب بدا جسمه بانتاج مضادات حيويه ضد الفيروس. هذه المضادات لا توجد لها أي فعاليه في محاربه الفيروس ولكنها تساعدنا بالكشف عن الاشخاص المصابين. هنالك تحاليل اخرى التي تفحص بشكل مباشر وجود الفيروس في عينه الدم وذلك من خلال فحص وجود مستضدات معينه للفيروس (antigens).

من الجدير ان ننوه الى امرين مهمين بخصوص الفحوصات المستخدمه لتشخيص الايدز-

  • هنالك بعض الفحوصات التي تكون نتيجاتها ايجابيه (بالمفهوم ان الشخص حامل للفيروس) رغم كون الشخص بالواقع معافى ولا يحمل الفيروس، وهذا ما يدعى بالنتيجه الايجابيه الكاذبه (false positive). لقد سجلت نتائج ايجابيه كاذبه في الكثير من الحالات منها عند النساء اللواتي كن حوامل في الماضي، اشخاص الذين حصلوا على وجبات دم في الماضي، امراض الكبد، الاصابه بالانفلونزا مؤخرا وغيرها من الحالات. لهذا السبب عاده لا تستكفي المختبرات بنتيجه ايجابيه واحده بالفحص من اجل ان تحسم ان الشخص مصاب بل تكرر اجراء الفحص مره اخرى وتستعين بفحص مختلف حتى يتم تاكيد النتيجه الايجابيه.

في الكثير من الاحيان تتحول نتيجه الفحص من ايجابيه الى سالبه عند شخص مريض الذي يبدأ بتلقي العلاج لفيروس الايدز. تغيير نتيجه الفحص لا تعني ان الجسم اصبح نظيف وخالي من الفيروس وانما هذا يعني ان الحموله الفيروسيه منخفضه لمستوى ما دون حساسيه الفحوصات المختلفه. فور التوقف عن تناول العلاج، تتحول النتيجه الى ايجابيه مره اخرى.


علاج الايدز يعتمد بالاساس على مجموعه من الادويه المضاده للفيروس (antiviral drugs.) هنالك العديد من الانواع المختلفة من هذه الادويه، ولقد اثبتت الدراسات والابحاث ان معالجه الشخص المصاب بتشكيله من هذه الادويه يعتبر اكثر نجاعه وفعاليه مقارنه بالعلاج بواسطة دواء واحد، وهذا عمليا ما يسمى في سياق الايدز ب "الكوكتيل". يقوم الاطباء بتشكيل "كوكتيلات" مختلفة لكل مريض بشكل فردي، اذ ان هذه الادويه ككل الادويه الاخرى لها اعراض جانبيه والتي تختلف حدتها من مريض الى اخر. لذلك مهمه الاطباء هي ملائمه الكوكتيل الاكثر فعاليه للمريض مصحوب باقل قدر ممكن من الاعراض الجانبية وعدم الراحه. من الجدير ذكره ان هذه الكوكتيلات تؤدي الى تقليل الحموله الفيروسيه وفعاليه الفيروس ولكنها غير قادره على القضاء عليه. بفضل هذه الادويه يمكن ادخال الفيروس في "حاله سبات" لسنوات طويله وبهذا اصبح الايدز اليوم يعتبر مرض مزمن الذي يمكن العيش معه لسنوات طويلة وليس بالضرورة مميت، بشرط المواظبة على تناول العلاج.

بالاضافه للكوكتيل الذي يعتبر علاج مباشر نوعا ما لفيروس الايدز، يجب احيانا اعطاء علاج وقائي او تطعيمات ضد جراثيم، فطريات او فيروسات والتي في حاله اصابه المريض فيها ممكن ان تشكل خطر على حياته او على جودتها. أي انه استراتيجيه العلاج تكون  في الكثير من الاحيان اعطاء الدواء قبل الاصابه بالداء. مثال على ذلك; مفضل تطعيم جميع مرضى الايدز ضد الجرثومة العقدية المسببة لالتهاب الرئة (streptococcus pneumonia) وذلك لان التهاب الرئة عند هؤلاء يعتبر مرض خطير ولا يستهان به. كما اسلفنا وذكرنا سابقا فان السبب الرئيسي للموت من مرض الايدز هو ليس الفيروس بشكل فعلي وانما الامراض الاخرى التي تصيب الجسم نتيجة لفقدان العمل السليم لجهاز المناعه ولهذا تعتبر سياسة العلاجات الوقائية حجر زاوية في استراتيجيه معالجه الايدز ويجب التعامل معها بجديه كافيه.


الوقايه من الايدز تتلخص بالتوعيه، التثقيف وتغيير في نمط الحياه. ان الايدز كان وما زال مرتبط بشكل كبير باسلوب حياه الفرد وسلوكياته. الوعي والادراك الكافي للاخطار لتصرفات معينه وتجنبها يشكل وقايه كافيه من الفيروس والمرض. فيما يلي نلخص بعض اساليب الوقايه من الفيروس والطرق المستخدمه لتقليل نسبه الاصابه:

  • الحرص على حياه جنسيه سليمه- ان الطريقه المثاليه للوقايه من الايدز بهذا المجال هو وجود شريك واحد والذي من المعروف انه غير مصاب بالايدز. من الجدير ذكره انه وبحسب الاحصائيات الاخيره التي اجريت في الولايات المتحده فانه ما يقارب 21% من حاملي الفيروس لم يكونوا على علم بانهم حاملين قبل الفحص وبهذا نستنتج انه هنالك نسبه غير قليله من المصابين ينشرون الفيروس دون علمهم بذلك. ولهذا السبب فان التوصيات من قبل الخبراء هي ان يتم اجراء فحص روتيني للفيروس لجميع الاشخاص البالغين.
  • استخدام العازل الذكري (condom)- ان العازل الذكري يعتبر وسيله وقايه فعاله لمنع انتقال المرض خلال الاتصال الجنسي. يجب الانتباه ان هذه الوسيله ليست ذات نجاعه 100% حيث انه يوجد احتمال 10% لحدوث حمل مع العازل الذكري، أي نسبه فشل 10%. مفضل استخدام العازل المصنوع من ماده اللاتكس (latex) اذ اثبت انه افضل وانجع من انواع اخرى.
  • الابتعاد عن المخدرات والفطام عنها- كما اسلفنا وذكرنا فان الطريقه المثاليه للوقايه هي الابتعاد كليا عن مصادر الخطر والعدوى من الفيروس. في بعض الدول هنالك برامج وورشات التي تقوم بتوزيع الابر الجديده على المدمنين بدل الابر المستخدمه والمشتركه التي يستخدمها المدمنين، هذه البرامج ادت الى تقليل الاصابات بالفيروس بهذه الطريقه.
  • فحص لوجبات الدم ومشتقاته قبل استخدامها- يتم اليوم فحص جميع وجبات الدم المتبرع بها قبل استخدامها. بفضل هذه الفحوصات، تم تقليص نسبه الاصابه من خلال وجبات الدم  لواحد من اصل مليون ونصف وجبه دم.
  • معالجه المرأه الحامل- توفير العلاج للمرأه الحامل خلال فتره الحمل وما بعد الولاده  وللمولود في الاسابيع الاولى بعد الولاده يقلل نسبه اصابه الجنين/المولود بالفيروس لاقل من 1%. كذلك اجراء عمليه الولاده القيصريه بدل الولاده الطبيعيه يقلل نسبه الاصابه اكثر.
  • عدم الارضاع من قبل امراه مصابه- التوصيات الحاليه توصي بعدم ارضاع الطفل في حال كانت الام مصابه بفيروس الايدز. من الجدير ذكره في هذا السياق ان هذه التوصيات ليست صحيحه كليا بالنسبه للدول الناميه، مثل بعض الدول الافريقيه، والتي فيها يشكل حليب الام المصدر الاساسي واحيانا الوحيد للتغذيه السليمه للطفل. نتيجه لذلك، فان التوصيات بالنسبه لبعض الدول الناميه هي الاستمرار بارضاع المولود واعطاء العلاج للايدز للام والمولود خلال فتره الرضاعه.
  • علاج وقائي في حال التعرض لاداه حاده ملوثه- لقد اثبتت الدراسات ان اعطاء جرعه وقائيه ضد الفيروس خلال الاربعه وعشرين ساعه الاولى منذ التعرض للوخز تقلل نسبه الاصابه بالفيروس بشكل كبير وملحوظ (اقل من 0.3%.) 

 

 

 

شارك المقالة:
141 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook