البرمائيات بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البرمائيات بالرياض في المملكة العربية السعودية

البرمائيات بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تشكل البيئات المائية الدائمة مناطق محدودة جدًا في منطقة الرياض، مثل: عيون الخرج التي تناقصت مياهها، وعيون الأفلاج التي اندثرت خلال السنوات الأخيرة، وقد كان لهذا العامل أثر كبير في تدني أعداد أنواع البرمائيات في منطقة الرياض. غير أن هناك بيئات مائية أخرى ظهرت خلال السنوات الماضية، مثل: مجرى مياه الحائر جنوب الرياض الذي استقطب أعدادًا كبيرة من الطيور، ووفر بيئة مناسبة للضفادع، وسلاحف المياه العذبة المجلوبة من المنطقة الشرقية. وكذلك بعض مناطق وادي حنيفة، وبخاصة بُعيد سقوط الأمطار.
 
وكانت البرمائيات تشكل مجموعة كبيرة وناجحة من الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض. ولكنها تعرضت مثل بقية الكائنات الأخرى لانقراضات متتالية، وبخاصة في العهد البرمي (240 مليون سنة قبل الوقت الحاضر)، إذ اندثر عدد من أنواعها. وتشكل الأنواع الموجودة من هذه الطائفة أقل المجموعات الحيوانية، إذ لا يتجاوز عدد أنواعها 4000 نوع. وتنتشر البرمائيات في بيئات متعددة، وبخاصة في المناطق الاستوائية، والمدارية، والمعتدلة، ولكنها لا توجد في القطبين أو مناطق الصحارى؛ لأن هذه الحيوانات متغيرة الحرارة، ولا تتحمل درجات الحرارة الباردة أو العالية.
 
وتعيش البرمائيات على اليابسة، ولكنها لا تستطيع الابتعاد عن الماء؛ لحساسيتها العالية للجفاف، كما أنها حساسة جدًا للتغيرات البيئية؛ لذا يدل انخفاض أعدادها أو انقراضها على حدوث تغيرات في تلك البيئات.
 
تقسم طائفة البرمائيات إلى ثلاث رتب: البرمائيات عديمة الأطراف، وتعيش أفرادها في الغابات، وفي مجاري المياه، وهى تضم نحو 150 نوعًا.
 
أما رتبة البرمائيات الذيلية، وهي البرمائيات التي لها ذيل ينمو في مرحلة تقدم العمر، فتشمل أنواع السلمندرات، وتعيش على الأرض في الأمكنة الرطبة، وفي الجداول المائية والأنهار، وتضم أكثر من 350 نوعًا.
 
والرتبة الثالثة هي البرمائيات اللاذيلية، وهي التي تفقد الذيل عندما يصل الحيوان لمرحلة البلوغ مثل الضفادع والعلاجيم، وتضم هذه الرتبة 12 عائلة تشمل الأنواع الحية من البرمائيات، وبها نحو 3500 نوع منتشرة في معظم مناطق العالم.
 
ويوجد في المملكة سبعة أنواع من البرمائيات تضمها ثلاث عائلات، هي: عائلة العلاجيم، وبها نحو ستة أنواع، وعائلة الضفادع، وبها نوعان، وعائلة الضفادع الخضراء، وبها نوع واحد فقط. وتنتشر هذه الأنواع في الأحساء، والقطيف، وفي بعض المناطق جنوب غرب المملكة وشمالها 
 
ولا تشكل المملكة بيئة مناسبة لمعيشة البرمائيات؛ لعدم وجود أنهار، وقلة وجود المسطحات المائية بها أو لانعدامها، وقلة سقوط الأمطار بشكل عام، عدا بعض أجزاء المنطقة الشرقية، مثل: الأحساء، والقطيف، وبعض المناطق الرطبة في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وأجزاء متفرقة في وسط المملكة وشمالها، ولذلك فإن ثلثي الأنواع الموجودة في المملكة من العلاجيم؛ وهي الضفادع الصحراوية التي تتحمل العيش في المناطق الرطبة أو شبة الجافة بعيدًا عن الماء. ولها تكيفات تمكنها من البقاء حتى هطلان الأمطار، وتكوين البرك المؤقتة لإتمام النمو والتكاثر. وتوجد في منطقة الرياض الأنواع الآتية:
 
- العلجوم العربي (Bufo arabicus): 
 
العلجوم العربي متوسط الحجم، إذ يصل طول الأنثى 8سم تقريبًا، أما الذكور فيصل طولها إلى 6سم، ولونها رمادي مصفر على الظهر، ومنقط بنقط غير منتظمة، وقد تنمو هذه النقاط مع بعضها لتكوِّن شكل الرخام، ويمتد خط باهت من الفم إلى العين، وتنتشر على الجسم ندب لها أشواك، وتوجد طية جلدية تمتد من ركن الفم إلى بداية الفخذ، والأطراف نحيلة وطويلة. ويعيش العلجوم العربي في مناطق كثيرة، وهو انتهازي المعيشة، ويمكن أن يوجد في أي مكان يتوافر فيه الغذاء.
 
وهو من الحيوانات التي تبيض وتضع البيض في أشرطة طويلة، ويتم التكاثر بصورة عامة بُعيد سقوط الأمطار، ويحدث في بداية الخريف ومنتصف الصيف، وهي الفترة التي تعقب سقوط الأمطار مباشرة في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة.
 
- علجوم ظفار (Bufo dhufarensis): 
 
علجوم ظفار صغير الحجم، إذ يصل طوله إلى 6.5سم، ونحيل الأطراف، ويمتاز الخطم بأنه يمتد بوضوح أبعد من الفك السفلي، وتكون الطبلة متصلة بحاجب العين السفلي. ولونه العام بني محمر على الجانب الظهري، والبطن بيضاء مصفرة، وقد توجد بقع صغيرة داكنة وخطوط باهتة على الأطراف، والجلد ناعم وعليه حبيبات في وسطها شويكة، وهناك طية جلدية جانبية.
 
ويعيش علجوم ظفار في المناطق الصحراوية، ويختبئ خلال الصيف داخل الأرض على عمق يصل إلى 30سم، ولا يخرج إلا عند هطلان الأمطار؛ لإتمام عملية التكاثر والعودة إلى الاختباء مرة أخرى. ومعيشة هذا النوع ليلية، ويتغذى على الحيوانات المائية والقشريات. وهو فريسة جيدة للثعابين، والطيور، وصغار الثدييات.
 
- ضفدع البرك (Rana ridibunda): 
 
يسمى هذا الحيوان (ضفدع البرك)، وله شكل الضفدع الحقيقي، فالجسم المتطاول يصل ما بين 4 و 6سم، والجلد رقيق، والأطراف الأمامية قصيرة والخلفية طويلة. وتوجد طية جلدية على جانبي الجسم، والأصابع غير مدببة، وتظهر فتحة كيس الصوت على هيئة شق خارجي خلف الفم، ولون الجسم بني مخضر، وتوجد بقع داكنة على سطح الظهر، وخطوط عرضية على الأطراف الأمامية والخلفية، أما البطن فلونه أبيض.
 
يعيش ضفدع البركة بشكل رئيس في قنوات الري، والتجمعات المائية في الأحساء والقطيف، ولكنها قد توجد في مناطق مثل منطقة الرياض، في أمكنة التجمعات المائية مثل وادي حنيفة، وهي نهارية النشاط، وتتغذى على الحشرات، واليرقات، والحيوانات المائية، وتشكل فرائس جيدة لسلاحف المياه العذبة وبعض أنواع الطيور. كما تصاد بشكل مكثف لاحتياجات المعامل والمختبرات الجامعية؛ مما يشكل تهديدًا لبقاء النوع في المنطقة. وتتكاثر الضفادع بوضع البيض في الخريف وبداية الربيع والشتاء، وقد يمتد تكاثرها حتى بداية فصل الصيف.
 
شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook