البرمائيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البرمائيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

البرمائيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
تعدّ منطقة المدينة من أقل مناطق المملكة من ناحية كمية الأمطار السنوية؛ إذ يبلغ المعدل السنوي نحو 60مم. وقد أدت قلة هطلان الأمطار إلى محدودية التجمعات المائية التي تحتاجها البرمائيات لمعيشتها وبخاصة أثناء موسم التكاثر. وقد عوض عن هذا الشح في البيئات المائية وجود بعض الواحات والمناطق الزراعية والعيون  التي شكلت مناطق بيئية جيدة لمعيشة بعض أنواع البرمائيات في المنطقة وبخاصة العلاجيم التي تتحمل الجفاف.
 
منطقة المدينة جزء من أرض المملكة التي لا تشكل معظم بيئاتها مواطن مناسبة لمعيشة البرمائيات؛ وذلك لعدم وجود أنهار، وقلة أو عدم وجود المسطحات المائية بها، وكذلك قلة سقوط الأمطار بشكل عام عدا بعض أجزاء المنطقة الشرقية مثل: الأحساء، والقطيف، وبعض المناطق الرطبة في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وأجزاء متفرقة في وسط وشمال المملكة؛ لذا فإن ثلثي الأنواع الموجودة في المملكة هي من العلاجيم، وهي الضفادع الصحراوية التي تتحمل العيش في المناطق الرطبة أو شبه الجافة بعيدًا عن الماء، ولها تكيفات تمكنها من البقاء حتى هطول الأمطار وتَكَوُّنِ البرك المؤقتة لإتمام النمو والتكاثر.
 
كانت البرمائيات تشكل مجموعة كبيرة وناجحة من الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض، ولكنها تعرضت كبقية الكائنات الأخرى لانقراضات متتالية وبخاصة في العهد البرمي 240 مليون سنة قبل الوقت الحاضر) إذ اندثر عدد منها. وتشكل الأنواع الموجودة من هذه الطائفة أقل المجموعات الحيوانية؛ إذ لا يتجاوز عدد أنواعها 4000 نوع، وتنتشر في بيئات متعددة وبخاصة في المناطق الاستوائية والمدارية والمعتدلة، ولكنها لا توجد في القطبين أو في مناطق الصحارى؛ وذلك لكون هذه الحيوانات متغيرة الحرارة، ولا تتحمل درجات الحرارة الباردة أو العالية.
 
تعيش البرمائيات على اليابسة ولكنها لا تستطيع الابتعاد عن الماء؛ وذلك لحساسيتها العالية للجفاف، كما أنها حساسة جدًا للتغيرات البيئية الأخرى مثل: تدمير البيئات المناسبة لها، والتلوث؛ لذا فهي مؤشرات بيئية جيدة يدل انخفاض أعدادها أو انقراضها على حدوث تغيرات في تلك البيئات.
 
تقسم البرمائيات إلى ثلاث رتب، الأولى: (البرمائيات عديمة الأطراف)، ويعيش أفرادها في الغابات وجوانب مجاري المياه، وهي أرضية حجرية، وتضم نحو 150 نوعًا. والثانية: (البرمائيات الذيلية)، وهي البرمائيات التي لها ذيل في مرحلة عمر الحيوان البالغ، وتشمل أنواع السلمندرات، وتعيش على الأرض في الأمكنة الرطبة، وكذلك في الجداول المائية والأنهار، وتضم أكثر من 350 نوعًا. أما الرتبة الثالثة فهي (البرمائيات اللاذيلية)، وهي التي تفقد الذيل عندما يصل الحيوان لمرحلة البلوغ مثل: الضفادع، والعلاجيم، وتضم هذه الرتبة 12 عائلة تشمل الأنواع الحية من البرمائيات، وبها نحو 3500 نوع منتشرة في معظم مناطق العالم.
 
يوجد في المملكة سبعة أنواع من البرمائيات تضمها ثلاث عائلات: (عائلة العلاجيم) وبها نحو أربعة أنواع، و (عائلة الضفادع) وبها نوعان، و (عائلة الضفادع الخضراء) وبها نوع واحد فقط، وتنتشر هذه الأنواع في الأحساء والقطيف وفي بعض المناطق جنوب غرب المملكة وشمالها  ،  ومن الأنواع البرمائية الموجودة في منطقة المدينة المنورة ما يلي:
 
العلجوم العربي (Bufo arabicus):  
 
هو علجوم متوسط الحجم؛ إذ يصل طول الأنثى البالغة منه 8سم تقريبًا، أما الذكر فيصل طوله 6سم تقريبًا. ولون الجسم رمادي مصفر على الظهر ومنقط بنقط غير منتظمة قد تنمو معًا لتكون شكل الرخام، ويمتد خط باهت من الفم إلى العين، وينتشر على الجسم ندب لها أشواك، وتوجد طية جلدية تمتد من ركن الفم إلى بداية الفخذ، والأطراف نحيلة وطويلة. ويعيش العلجوم العربي في مناطق متعددة، وهو انتهازي المعيشة، ويمكن أن يوجد في أي مكان يتوافر فيه الغذاء.
 
يتكاثر بالبيض الذي يوضع في أشرطة طويلة، ويتم التكاثر بصورة عامة بعيد سقوط الأمطار، ويحدث في بداية الخريف ومنتصف الصيف، وهي الفترة التي تعقب سقوط الأمطار مباشرة في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة.
 
ضفدع البرك (Rana ridibunda): 
 
له شكل الضفدع الحقيقي؛ حيث الجسم المتطاول الذي يبلغ بين 4 و 6سم، والجلد الرقيق، والأطراف الأمامية قصيرة والخلفية طويلة، وتوجد طية جلدية على جانبي الجسم، والأصابع غير مدببة، وتظهر فتحة كيس الصوت على هيئة شق خارجي خلف نهاية الفم، ولون الجسم بني مخضر، وتوجد بقع داكنة على سطح الظهر، وتوجد خطوط عرضية على الأطراف الأمامية والخلفية، أما البطن فذو لون أبيض.
 
يعيش ضفدع البركة في قنوات الري والتجمعات المائية في الأحساء والقطيف بصورة كبيرة، ولكنه يوجد في مناطق أخرى في شمال وغرب المملكة، وهو نهاري النشاط، ويتغذى على الحشرات واليرقات والحيوانات المائية. ويشكل ضفدع البرك فرائس جيدة لسلاحف المياه العذبة المنتشرة في البيئات نفسها، كما تصاد بشكل مكثف لاحتياجات المعامل والمختبرات الجامعية؛ ما يشكل تهديدًا لبقاء النوع في المنطقة. يتكاثر النوع بوضع البيض في الخريف وبداية الربيع والشتاء، وقد يمتد حتى بداية فصل الصيف، وتوجد في بعض المناطق الرطبة التي تتشكل بعد سقوط الأمطار في مناطق متفرقة من منطقة المدينة بالإضافة إلى الواحات الزراعية التي يحتمل أن توجد بها أنواع من البرمائيات، ولكنها تحتاج إلى دراسة لمعرفتها وتحديد كثافتها بشكل دقيق.
 
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook