البرمائيات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البرمائيات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

البرمائيات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
كانت البرمائيات تشكل مجموعة كبيرة من الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض، ولكنها تعرضت مثل بقية الكائنات الأخرى لانقراضات متتالية؛ وبخاصة في العهد البرمي منذ 240 مليون سنة قبل الوقت الحاضر، حيث اندثر عدد من أنواعها. وتشكل الأنواع الموجودة من هذه الطائفة أقل المجموعات الحيوانية؛ إذ لا يتجاوز عدد أنواعها 4000 نوع. وتنتشر البرمائيات في بيئات متعددة؛ وبخاصة في المناطق الاستوائية والمدارية والمعتدلة، ولكنها لا توجد في القطبين أو في مناطق الصحارى؛ وذلك لكونها متغيرة الحرارة، ولا تتحمل درجات الحرارة الباردة أو العالية.
 
وتعيش البرمائيات على اليابسة، ولكنها لا تستطيع الابتعاد عن الماء؛ وذلك لحساسيتها العالية للجفاف، كما أنها حساسة جدًا للتغيرات البيئية الأخرى، مثل: التلوث وتدمير البيئات المناسبة لها؛ ولذا فهي مؤشرات بيئية جيدة؛ إذ يدل انخفاض أعدادها أو انقراضها على حدوث تغيرات في تلك البيئات.
 
وتقسم الطائفة إلى ثلاث رتب:
 
البرمائيات عديمة الأطراف، وتعيش في الغابات وجوانب مجاري المياه، وهي أرضية جحرية، وتضم نحو 150 نوعًا.
 
أما رتبة البرمائيات الذيلية فهي البرمائيات التي لها ذيل في مرحلة عمر الحيوان البالغ، وتشمل أنواع السلمندرات، وتعيش على الأرض في الأمكنة الرطبة، وكذلك في الجداول المائية والأنهار، وتضم أكثر من 350 نوعًا.
 
والرتبة الثالثة هي البرمائيات اللاذيلية، وهي التي تفقد الذيل عندما يصل الحيوان إلى مرحلة البلوغ، مثل: الضفادع والعلاجيم، وتضم هذه الرتبة 12 عائلة تشمل الأنواع الحية من البرمائيات، وبها نحو 3500 نوع منتشرة في معظم مناطق العالم.
 
يوجد في المملكة 7 أنواع من البرمائيات ضمن 3 عائلات هي: عائلة العلاجيم وبها نحو 4 أنواع، وعائلة الضفادع وبها نوعان، وعائلة الضفادع الخضراء وبها نوع واحد فقط. وتنتشر هذه الأنواع في الأحساء والقطيف، وفي بعض المناطق جنوب غرب المملكة وشمالها  
 
ولا تشكل المملكة بيئة مناسبة لمعيشة البرمائيات؛ وذلك لعدم وجود الأنهار، وقلة أو عدم وجود المسطحات المائية فيها، وقلة سقوط الأمطار بشكل عام، عدا بعض أجزاء المنطقة الشرقية مثل الأحساء والقطيف، وبعض المناطق الرطبة في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، وأجزاء متفرقة في وسط المملكة وشمالها؛ ولذلك فإن ثلثي الأنواع الموجودة في المملكة من العلاجيم، وهي الضفادع الصحراوية التي تتحمل العيش في المناطق الرطبة أو شبة الجافة بعيدًا عن الماء، ولها تكيفات تمكنها من البقاء حتى هطلان الأمطار وتكوّن البرك المؤقتة لإتمام النمو والتكاثر، ومن الأنواع الموجودة في منطقة نجران:
 
- علجوم ظفار (Bufo dhufarensis): 
 
وهو علجوم صغير يصل طول البالغ منه إلى 6.5سم، والأطراف نحيلة، ويمتاز الخطم بأنه يمتد بوضوح أبعد من الفك السفلي، وتكون الطبلة متصلة بحاجب العين السفلي، ولون الجسم بشكل عام بني محمر على الجانب الظهري، ولون البطن أبيض مصفر، وقد توجد عليه بقع صغيرة داكنة، والأطراف قد تظهر بها خطوط باهتة، والجلد ناعم وعليه حبيبات في وسطها شويكة، وهناك طية جلدية جانبية.
 
ويعيش علجوم ظفار في المناطق الصحراوية، ويختبئ خلال الصيف داخل الأرض على عمق يصل إلى 30سم، ولا يخرج إلا عند هطلان الأمطار لإتمام عملية التكاثر والعودة إلى الاختباء مرة أخرى، ومعيشة هذا النوع ليلية، وغذاؤه الحيوانات المائية والقشريات، وهو فريسة جيدة للثعابين والطيور وصغار الثدييات.
 
- الضفدعة الشجرية (Hyla saviginyi): 
 
وهي ضفدعة خضراء صغيرة الحجم؛ يصل طول البالغ منها إلى نحو 5سم، وتمتاز بلونها الأخضر الفاتح، ويوجد على جانبي الجسم خط بني يمتد من مقدمة الرأس حتى الأطراف الخلفية، ولها أطراف صغيرة نحيلة تنتهي بأصابع لها ممصات تمكنها من الثبات على الأوراق والسيقان.
 
وتعيش في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة من الطائف جنوبًا إلى اليمن، وتوجد في المناطق العالية في الوديان كثيفة الأشجار، وبخاصة في المناطق الغنية بالمياه وحول السدود، ولها مقدرة عالية على التخفي لتشابه لونها مع أوراق النباتات التي تعيش فيها.
 
وتنشط الضفدعة الخضراء نهارًا، وتتحرك بالقفز بين فروع النباتات، وغذاؤها الحشرات الطائرة والديدان. وهي فريسة مناسبة لكثير من الطيور والثعابين، وتتكاثر بالبيض الذي يوضع على هيئة شريط محاط بمادة جيلاتينية تساعد في الطفو على سطح الماء مثل بقية أنواع الضفادع خلال فصل الأمطار.
 
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook