البشر متفاوتون من ناحية الجمال والكمال

الكاتب: المدير -
البشر متفاوتون من ناحية الجمال والكمال
"البشر متفاوتون من ناحية الجمال والكمال




والأمر الذي نريد أن نشير إليه، هو أن البشر متفاوتون من ناحية الجمال والكمال، أقصد جمال الصورة وحسنها، وكمال الأخلاق وتمامها، فهناك من حُبِيَ الصورة الحسنة والمنظر الوسيم، بيد أنه لا خلاق له من سمو الخلق، وعلو الشيم، وهناك من قلَّت مسحة جماله، ونقص حظه من روعة المنظر وحسن الصورة، إلا أن ذلك أخفاه كرمُ الشمائل ونبلُ الطباع، وهناك مَن لا نصيب له في هذا ولا ذاك، وآخر هذه القسمة الإلهية الحكيمة مَن حسُن منظره، وخلص جوهره، واتسق خَلقه، وكمل خُلقه، فهذا قد جلس على عرش الجمال والكمال، ولبس تاج الجلال، وهذا الصنف الأخير لا يمثله بين البشر إلا سيدهم جميعًا؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومِن بعده الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام.

 

يقول الشيخ محمد الخضري رحمه الله: فاعلم - أرشدني الله وإياك، وهدانا للصراط السوي - أن خصال الجلال والكمال في البشر نوعان: ضروري دنيوي، اقتضته الجِبلَّة وضرورة الحياة، ومكتسبٌ ديني: وهو ما يُحمد فاعله ويُقَرِّبُ إلى الله زلفى.




فأما الضروري: فما ليس للمرء فيه اختيار ولا اكتساب، مثل ما كان في جبلَّته صلى الله عليه وسلم من كمال الخِلْقة، وجمال الصورة، وقوة العقل، وصحة الفَهم، وفصاحة اللسان، وقوة الحواس والأعضاء، واعتدال الحركات، وشرف النسب، وعِزَّة القوم، وكرم الأرض، ويلحق به ما تدعو ضرورة الحياة إليه؛ من الغذاء والنوم والملبس والمسكن والمال والجاه.




أما المكتسبة الأخروية: فسائر الأخلاق العليَّة، والآداب الشرعية؛ من الدين والعلم والحِلم والصبر والشكر والعدل والزهد والتواضع والعفو والعفَّة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والصمت والتؤدة والوقار والرحمة وحُسن الأدب والمعاشرة وأخواتها، وهي التي يجمعها حُسن الخُلق. (محمد الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين 1/ 282).


"
شارك المقالة:
33 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook