البعد المكاني لأنشطة القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البعد المكاني لأنشطة القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

البعد المكاني لأنشطة القطاع الصناعي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
يعكس واقع القطاع الصناعي في منطقة المدينة المنورة تركزًا واضحًا لجميع أنشطته في المدينة المنورة ومدينة ينبع. ويرجع هذا إلى توافر المقومات اللازمة لقيام الصناعات وتطورها في هاتين المدينتين، ويأتي في مقدمة هذه المقومات توافر الخدمات الأساسية التي يتطلبها قيام الأنشطة الصناعية. هذا بالإضافة إلى عامل التركز السكاني، الذي بدوره يوفر معطيات السوق اللازمة لتصريف المنتجات الصناعية، إذ يسهم بشكل مباشر في توطن الصناعات في هاتين المدينتين اللتين تستحوذان على 71.7% من سكان المنطقة. وإن المصانع القائمة في المنطقة تنحصر مكانيًا في المدينة المنورة ومدينة ينبع  وحسب البيانات التحليلية للبعد المكاني لأنشطة القطاع الصناعي تستحوذ المدينة على نحو 72% من عدد المصانع في المنطقة لعام 1418هـ / 1997م. ويرجع ذلك إلى تركز الصناعات المتوسطة والصغيرة في المدينة إذ تتصف بكونها مشروعات ذات كثافة عمالية أكثر من اعتمادها على المقومات الرأسمالية في الإنتاج. ويدل على ذلك تدني نسبة رأس المال المستثمر في هذه المشروعات، إذ تقدر بنحو 5% فقط من إجمالي تمويل الأنشطة الصناعية القائمة. وإن مدينة ينبع لا يوجد بها سوى 27 مصنعًا نحو 28% من عدد المصانع في المنطقة، ولكن حجم رؤوس الأموال المستثمرة في هذه المشروعات الصناعية يفوق الاستثمارات في مصانع المدينة المنورة بأكثر من 40 ضعفًا  
ويرجع السبب الرئيس في استقطاب مدينة ينبع معظم الاستثمارات الرأسمالية الصناعية إلى ضخامة المشروعات الصناعية في مدينة ينبع الصناعية ذات الطبيعة الإنتاجية الموجهة للتصدير (Export) - (Oriented)، (Projects) والمعتمدة بشكل كبير على الكثافة الرأسمالية والتكنولوجية. أما بالنسبة إلى الصناعات القائمة في المدينة المنورة فمعظمها - إن لم يكن كلها - مشروعات صناعية متوسطة وصغيرة الحجم يغلب عليها الطابع الإنتاجي المحدود من ناحية رأس المال والتكنولوجيا المستخدمة.
 
وتشير إحصاءات الغرفة التجارية إلى أن نحو 74.5% من المؤسسات الصناعية المنتجة لا توجد لها فروع خارج المنطقة، أي أن هذه المؤسسات موجهة فقط للاستهلاك المحلي. وتشير الإحصاءات إلى أن حجم الاستثمار في المدينة المنورة لا يتجاوز 0.2% من إجمالي الاستثمار في هذا القطاع. وهذا الفارق الكبير في حجم الاستثمار يدل دلالة واضحة على تدني مستوى التكامل القطاعي بين مدينة ينبع الصناعية وبقية مدن المنطقة، وفي مقدمتها المدينة المنورة. وبالمقارنة بين حجم العمالة، فإن التمركز الأعلى للعمالة الصناعية يوجد في ينبع ويبلغ نحو 64.8%، يعمل معظمها في قطاع الصناعات الكيميائية والبلاستيك، وتضم المدينة المنورة نحو 35.2% من العمالة الصناعية بالمنطقة، يعمل معظمهم في الصناعات الغذائية والمنسوجات وصناعة مواد البناء  
 
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook