البنية السياحية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البنية السياحية في المملكة العربية السعودية

البنية السياحية في المملكة العربية السعودية.

 
 

وسائل النقل

 
تمتلك المملكة شبكة طرق برية حديثة تغطي مختلف مناطقها، وتصلها بالعالم عبر الدول المجاورة، وتبعًا لاتساع رقعة المملكة وتباعد مناطقها الحضرية كان لا بد من وجود محاور رئيسة سريعة تصل هذه المناطق بعضها ببعض، في حين تتمتع كل منطقة بشبكة معقدة من الطرق، تتيح للمسافر عددًا من الخيارات البرية للوصول إلى مقصده، كما تتيح له المرور بمدن وبلدان وأرياف بكل سهولة ويسر. ويجري العمل على تطوير نقاط اتصال هذه الشبكة وتحسينها وزيادتها عامًا بعد آخر.
ويمكن التنقل داخل الأقاليم السياحية بوساطة سيارات الأجرة أو استئجار سيارة، ويفضل سياح الداخل عادة المجيء بسياراتهم الخاصة، أو شحنها والقدوم جوًا؛ نظرًا إلى أن السيارة الخاصة هي وسيلة النقل الأولى في المملكة. ويمكن للسائح القادم من الخارج الذي يحمل رخصة قيادة سارية المفعول أو رخصة قيادة دولية استئجار سيارة أو قيادة سيارته الخاصة في المملكة.ويأتي النقل الجوي أحدَ أهم خيارين للسفر في المملكة؛ إذ تمتلك المملكة 29 مطارًا؛ منها ثلاثة مطارات دولية هي: مطار الملك خالد بالرياض  ، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومطار الملك فهد الدولي بالمنطقة الشرقية، كما يجري الإعداد لإنشاء مزيد منها. وللمملكة طيران رسمي واحد هو الخطوط الجوية العربية السعودية، وتتولى تشغيل الخطوط الداخلية والدولية وتنظيم بعض البرامج السياحية للسياح القادمين من الخارج. كما يمكن الوصول إلى المملكة من الخارج عبر عدد من الشركات العالمية التي تصل إلى المطارات الدولية. وتعمل الخطوط السعودية على زيادة الرحلات خلال المواسم السياحية وموسم الحج، وقد أُعطي الترخيص لشركتَي طيران محليتين للعمل على الخطوط الداخلية والدولية.وقد أُنشئ في وقت مبكر - نسبيًا - خط للسكك الحديدية يصل الرياض بالمنطقة الشرقية عبر مدينتَي الخرج والهفوف، وقد كان ذلك عام 1371هـ / 1951م  ،  وتم تطويره وإضافة خط مباشر بين الرياض والهفوف لاحقًا. وقد ظل هو الخط العامل الوحيد في المملكة إلى الوقت الحاضر، ويتم تسيير قطارات للركاب والبضائع عليه يوميًا، وتسعى المملكة إلى بناء محاور أخرى تصل الشمال والغرب بالوسط، وربطها مع السكة الحالية  . 

 

 وكالات السياحة والسفر

 
يتوافر في المملكة عدد من وكالات السياحة والسفر بلغ عددها 733 وكالة، يتركز أكثر من نصفها في منطقة الرياض بواقع 422 وكالة، تليها مكة المكرمة بواقع 92 وكالة، (جدول 1) . وعلى الرغم من أن الترخيص لها يشمل تنظيم الرحلات والإجازات داخل المملكة، إلا أنه غلب على نشاطها بيع تذاكر الطيران وتنظيم الرحلات السياحية إلى الخارج بالتضامن مع المكاتب العالمية. إلا أنها بدأت بإعطاء اهتمام جيد بتنظيم الرحلات السياحية المحلية مع التطور المتنامي للسياحة المحلية وتغيُّر السلوك السياحي لدى بعض السعوديين الذين كانوا يفضلون غالبًا تنظيم رحلاتهم الداخلية بأنفسهم، إلا في مجال رحلات الحج والعمرة الذي أصبح سوقًا مهمة لوكالات متخصصة في تنظيم حملات في هذا المجال، وقد بلغ عددها 83 وكالة عام 1426هـ / 2005م  .  وقد قام بعض وكالات السياحة والسفر بتنظيم رحلات سياحية بالاتفاق مع بعض الفنادق والمنشآت السياحية، وقد سُمح لها باستقدام الوفود السياحية من الخارج وفق نظام معين. وتسهم بعض الفنادق الكبرى والمنتجعات السياحية في تنظيم أنشطة سياحية.
 

 قطاع الإيواء السياحي

 
تُعد صناعة الإيواء السياحي من أهم عناصر البنية السياحية؛ فهي لا تُعنى بتقديم المسكن المؤقت المناسب فقط، بل أصبح بعضها جزءًا من عناصر الجذب السياحي؛ لتميزها الجمالي وما تقدمه من خدمات ترويحية تجعل الإقامة فيها ممتعة في حد ذاتها. هذه الصناعة ليست وليدة اليوم، بل عُرفت أنواع منها في المملكة منذ القدم في المدن الرئيسة، خصوصًا مكة والمدينة، إلا أن تطورها الحقيقي كان في العصر الحديث للمملكة الذي بدأ بإنشاء عدد قليل من الفنادق الحديثة في المدن؛ وذلك للحاجة إليها بسبب زيادة أعداد القادمين إلى المملكة للإسهام في بنائها الحديث، ومع ازدياد السفر لمختلف الدوافع تضاعفت هذه الفنادق في عقود قليلة؛ لتغطي كل المدن من دون استثناء في الوقت الحاضر. وقد أُنشئت إدارة خاصة بها في وزارة التجارة، وصدر نظام يعتمد التصنيف العالمي، وينظم عملها، ويراقب مستويات جودتها. وقد بلغ عددها عام 1426هـ / 2005م 1049 فندقًا بمختلف الدرجات، تضم 104083 غرفة، ومنها ما تديره شبكات فندقية عالمية. وقد ظهر نمط آخر مهم من أمكنة الإقامة هو مجمعات الشقق السكنية المفروشة، وزاد انتشارها بصورة أكبر وأوسع من انتشار الفنادق لتلبيتها حاجة الأسرة السعودية، وخلال نموها القصير استطاعت منافسة الفنادق، بل إن بعضها أصبح يعتمد المعايير الفندقية العالمية. وقد بلغ عددها عام 1426هـ / 2005م 2204 مجمعات سكنية مفروشة - أي أنها زادت على ضعف عدد الفنادق - وتحوي 51768 شقة، وهي في تزايد مستمر، وقد تم إصدار نظام خاص بها لضبط مستوياتها أيضًا.
ويتضح من توزيع الفنادق والشقق المفروشة  أنها تتركز في المناطق ذات الأهمية الدينية والأهمية السياحية والثقل السكاني؛ إذ تأتي منطقة مكة المكرمة على رأس القائمة، فالرياض، فالمنطقة الشرقية، فالمدينة المنورة.وتتميز المناطق الساحلية والجبلية وبعض أطراف المدن الداخلية بالقرى والمنتجعات و (الشاليهات) التي توفر أمكنة إقامة ذات أنماط خاصة تبعًا لبيئتها. وتتوافر في معظم المدن الرئيسة بيوت للشباب وبيوت للطلبة.ويمكن الاتصال بهذه الأمكنة والحجز عبر الاتصال المباشر، إذ يمكن الحصول على عناوينها من دليل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن الأدلة المحلية الخاصة بالمناطق، أو من دليل الهواتف الذي يتوافر بنسخ ورقية وإلكترونية، أو عبر شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)
 

 خدمات الإعاشة

 
يُتاح للسائح في المملكة تذوق أنواع كثيرة من الطعام تمثل مختلف أنماط الطعام المحلية ومطابخ شعوب العالم؛ وذلك لعدد من الأمور أهمها تأثر المطبخ السعودي بطعام الشعوب المجاورة، وكذلك لوجود عدد كبير ومتنوع من الوافدين إلى المملكة للعمل، بالإضافة إلى تأثير قدوم الحجاج والمعتمرين إلى الأمكنة المقدسة لقرون طويلة، ومن الطبيعي أن يجلبوا معهم طرق إعدادهم للطعام، بالإضافة إلى نمو وتنافس كبيرَين في قطاع المطاعم في المملكة؛ لذا فإن السائح يتمتع بخيارات كثيرة من الطعام. ويتميز المطبخ السعودي المحلي بالتنوع حسب المناطق المختلفة، فنلحظ اعتماد الطعام الساحلي على منتجات البحر وتأثره بمطابخ الشعوب الأخرى، في حين يعتمد المطبخ التقليدي الداخلي على القمح والتمر ولحم الضأن، ويتميز المطبخ الجنوبي بطرق مبتكرة لإعداد الطعام. وكثير من الأكلات الشعبية الأصيلة - مثل: الجريش، والقرصان، والعريكة، والمندي، والحنيذ - أصبح شائعًا في مختلف أجزاء المملكة، بصرف النظر عن أصله.
وتتوافر في المملكة حاليًا مطاعم بمختلف الفئات والأنماط؛ إذ توجد مطاعم شعبية، وسلاسل مطاعم عالمية ومحلية، ومطاعم متخصصة في طعام شعب من الشعوب، مثل: المطاعم الصينية، واليابانية، والمكسيكية... وغيرها. وتوفر معظم المطاعم الكبيرة أمكنة جلوس ذات طبيعة ترفيهية؛ من حيث الحجم، والطراز، ومستوى الفخامة، مع بعض وسائل الترفيه، كما تحوي عادة قسمًا خاصًا للعائلات. ومن الطبيعي أن يزداد تركز المطاعم في المناطق الكثيفة بالسكان، وبخاصة المدن الكبرى، في حين قد يحتاج الزائر إلى إعداد طعامه بنفسه في المناطق الصحراوية والقروية. والمملكة من الدول القليلة التي تمنع تجارة الخمور ولحوم الخنـزير ومشتقاتها.
وقد تطور هذا القطاع تطورًا سريعًا في العقود الثلاثة الأخيرة؛ تلبيةً لتزايد الإقبال عليه من قِبَل السكان المحليين، مع زيادة تركزه في المناطق التي تشهد تدفقًا سياحيًا محليًا، مثل: الشواطئ والمنتجعات الجبلية والمدن الكبرى. ومن نافلة القول أن هذه الأمكنة تراعي المعايير الدينية والاجتماعية في المملكة، وهذا ربما جعلها أكثر مناسبة للسياح المسلمين.
 

 المهرجانات والفعاليات السياحية

 
بدأت هذه الفعاليات في العِقد الأول من القرن الخامس عشر الهجري / الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي الماضي بأنشطة صيفية تنظمها إدارة التطوير السياحي بمنطقة عسير، وتبعتها بقية المصايف الجبلية في الباحة والطائف. ومع تزايد الحركة السياحية الداخلية أدرك المسؤولون والمستثمرون في الخدمات السياحية أهمية زيادة الفعاليات السياحية والترويحية التي أصبحت في حد ذاتها أحد عناصر الجذب والاستثمار السياحي. وفي هذا السياق وضعت الهيئة العامة للسياحة والآثار برنامجًا لدعم هذه الفعاليات وتشجيع إقامتها. ويتم تنظيمها في مناطق كثيرة بالمملكة، بعضها على مستوى مناطق إدارية كاملة، وبعضها على مستوى مدينة واحدة، إذ توجد مهرجانات في: جدة، والرياض، وأبها، والباحة، والمنطقة الشرقية، والطائف، وحائل  ، وعنيزة، وشقراء. وفي كل عام يزداد عدد المدن التي تنظم فعاليات الصيف التي تشمل أنشطة ثقافية، واجتماعية، وتجارية، ورياضية، وترفيهية متنوعة، ومن الطبيعي أن يكون أكثرها ثراءً وتنوعًا ما يُقام في المدن الرئيسة ومناطق الاصطياف، بالإضافة إلى ما يُقام في إجازة عيد الفطر المبارك من فعاليات، وبخاصة في المدن الكبرى.
وتوجد مهرجانات سنوية وأبرزها مهرجان الجنادرية السنوي الذي يُنَظَّم منذ عام 1405هـ / 1985م في الجنادرية إلى الشمال من مدينة الرياض. وهو مهرجان ثقافي وتراثي كبير، يشارك فيه معظم مناطق المملكة، ويستقطب ضيوفًا من خارجها للمشاركة في فعالياتها الثقافية المهمة.
ومن ضمن الفعاليات المهمة مهرجانات (مزايين الإبل)، وتُنظَّم في أجزاء صحراوية جميلة في شمال المملكة ووسطها، وتصبح أرض المهرجان موقعًا سياحيًا فريدًا يجمع بين البيئة الطبيعية الجميلة وتراث البادية بمختلف ألوانه، ويؤمه محبو تربية الإبل وتراثها من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج العربي.
كما يتم تنظيم سباقات سنوية لمركبات الدفع الرباعي تستقطب أعدادًا كبيرة من محبي هذه المركبات، مشاركين ومشاهدين، ولها مواقع مفضلة في الثمامة (إلى الشمال من مدينة الرياض)، وفي القصيم  وحائل.
وبدأ الاهتمام أيضًا بالفعاليات الترويحية والسياحية في فصل الربيع الذي يتضمن عادة إجازة منتصف العام الدراسي، ويتميز هذا الفصل بمناسبته للفعاليات المفتوحة في الهواء الطلق، برًا وبحرًا؛ لذا تُقام فيه بعض الفعاليات الترويحية في بعض المدن، وكذلك بعض الفعاليات المحددة، مثل: سباق الزوارق، والدراجات البحرية، وغيرها.و - الإرشاد السياحي:
تبعًا لحداثة تنظيم السياحة في المملكة فإن مهمة الإرشاد السياحي كانت موزَّعة بين عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص، فعلى سبيل المثال: يتولى منظِّمو الرحلات إرشاد عملائهم وتزويدهم بالنشرات والأدلة السياحية، في حين قامت إدارات ولجان سياحية محلية بإصدار أدلة وخرائط ونشرات، ووضع بعض مراكز المعلومات.
وقد أصدرت وزارة الثقافة والإعلام عددًا من الكتب والنشرات التعريفية بالمملكة وأجزائها المختلفة وأمكنة الجذب السياحي فيها، وتُعِدُّ برامج إعلامية سياحية كثيرة تزداد كثافتها في المواسم السياحية.
وقد عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنفيذ خطة طموحة للإرشاد السياحي، تتضمن تغطية المملكة بسلسلة من مراكز المعلومات السياحية، وإصدار الأدلة ورخص الإرشاد السياحي للأفراد، كما تعاونت مع الجهات التعليمية في إعداد برامج تعليمية للمرشدين السياحيين. وكان من أولى الخطوات المهمة التي تم تنفيذها: إعداد دليل شامل للخدمات السياحية بالمملكة توزعه الهيئة مجانًا، وافتتاح موقع للسياحة في المملكة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)  ،  وتخصيص رقم هاتف مجاني للإرشاد السياحي.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook