البيئات الطبيعية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البيئات الطبيعية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

البيئات الطبيعية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
تضم المنطقة الشرقية بيئات طبيعية متباينة، فعلى امتداد ساحل الخليج يمتد السهل الساحلي من الخفجي شمالاً إلى سلوى جنوبًا، وهو سهل طويل لكنه ليس واسعًا، وتشكل مناطق انحسار المياه أجزاء كبيرة منه. وتشكل هذه البيئة ملاذًا لعدد من الحيوانات مثل الطيور الشاطئية، كما أن أعدادًا من الثدييات الكبيرة مثل: الظباء، والثعالب، وكذلك الأنواع الصغيرة من القوارض، وأنواعًا من آكلات الحشرات، تكثر في هذه البيئات.
 
ويحاذي السهل الساحلي من الشمال هضبة الدبدبة التي يخترقها وادي الباطن من الجنوب تجاه الشمال الشرقي، وتليها جنوبًا هضبة الصمان جيرية التكوين، وتمتد جنوبًا بمحاذاة السهل الساحلي. وقد وجد في هذه البيئات حفريات قديمة لعدد من الثدييات الكبيرة التي عاشت فيها خلال العصور المطيرة السابقة. وتشكل هذه الهضبة في الوقت الحاضر مكانًا مناسبًا لمعيشة عدد من الطرائد الثديية، مثل: الظباء قبل انقراضها، وكذلك الضبع، والذئب، والثعالب، والقطط البرية. وتزدهر فيها الحياة البرية لأنواع أخرى من الطيور، والزواحف، والمفصليات خلال مواسم الأمطار.
 
وتخترق بيئات الهضاب عددًا من الوديان المتجهة نحو الشمال الشرقي مثل: وادي الباطن، الذي يبدأ من شرق المدينة المنورة (وادي الرمة) وينتهي في شط العرب قرب البصرة، ووادي العاقولة الذي يخترق هضبة الصمان، وكذلك وادي السهباء وهو امتداد وادي حنيفة وينتهي في مياه الخليج. وتشكل الوديان مواطن جيدة للثدييات الصغيرة، والقوارض، وعدد من الزواحف والمفصليات.
 
وتشكل البيئات الرملية أو الصحاري الرملية جزءًا كبيرًا من مساحة المنطقة الشرقية؛ إذ تمتد صحراء الدهناء على هيئة قوس من الشمال إلى الجنوب بمحاذاة هضبتي الدبدبة والصمان ثم تلتحم بصحراء الجافورة شرقي هضبة الصمان، وتمتد إلى جنوب السهل الساحلي، وتمتد جنوبًا للالتقاء بصحراء الربع الخالي التي تشكل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية كاملاً إلى حدود منطقة نجران.
 
وقد ارتبطت هذه البيئات الرملية الساحرة بحيوانات فريدة في تراث الجزيرة العربية، فقد كانت قطعان المها العربي  تجوب هذه الصحاري صيفًا وشتاءً إلى وقت قريب قبل أن تنقرض من هذه البيئات الطبيعية بُعيد منتصف القرن الميلادي الماضي، وهي أيضًا مواطن الظباء مثل: غزلان الريم، والأدمي، والعفري، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الثدييات مثل: الثعالب، والقطط البرية، والأرنب البري، وعدد من القوارض، والزواحف، والطيور.
 
وأشارت إحدى الدراسات   إلى أنه يوجد في المملكة أكثر من 76 نوعًا من الثدييات تتبع ثماني رتب، وتعدّ رتبة الخفاشيات أكثرها أنواعًا؛ إذ تضم ما يقرب من 24 نوعًا، اثنين منها تتبع مجموعة الخفافيش الكبيرة أو آكلة الثمار، وهي نهارية المعيشة وتتغذى على الثمار والفواكه. أما الأنواع الأخرى فتتبع مجموعة الخفافيش الصغيرة أو آكلات الحشرات، وهي ليلية المعيشة تعتمد على الصدى في طيرانها. والخفافيش منتشرة في معظم مناطق المملكة وبخاصة في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية الغربية وفي واحات المنطقة الشرقية. وعلى الرغم من كثرة أنواعها، إلا أن معظم الناس لا يعرفون عنها إلا القليل؛ إذ إنها ليلية المعيشة، وتسكن الأمكنة المهجورة والمزارع والخرائب.
 
وتشكل القوارض الرتبة الثانية من حيث أعداد الأنواع؛ إذ يوجد منها في المملكة خمس عائلات بها نحو 22 نوعًا، وهي ثانية كبرى الرتب حسب عدد الأنواع، وتشمل: عائلة العضلان، وعائلة الفئران والجرذان، وعائلة الجرابيع، وعائلة النيص، وعائلة زغبة الحدائق. وهي منتشرة في جميع مناطق المملكة وبخاصة المناطق السهلية، والرملية، والمناطق الجبلية، وحول التجمعات السكانية، عدا العائلة الأخيرة؛ إذ يقتصر وجودها على جبال الحجاز وجبال السروات. وتأتي رتبة اللواحم في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأنواع؛ إذ تضم نحو 14 نوعًا في المملكة. وتشمل هذه الرتبة عائلة القطط مثل: النمر، والقطط البرية، والعائلة الكلبية التي تضم: الذئب، وابن آوى، والثعالب. كما تشمل الرتبة عائلة العرسيات ومنها الظربان، وعائلة الزباديات ومنها الزريقاء، والعائلة الضبعية ومنها الضبع. وتعيش أنواع هذه الرتبة في بيئات المملكة المختلفة. وتعدُّ العائلة القطية أكثر عائلات اللواحم تهديدًا، وتحتاج إلى اهتمام عاجل لحمايتها من الانقراض.
 
أما رتبة مزدوجة (شفعية) الحافر فيوجد منها خمسة أنواع تضمها العائلة البقرية، وتشمل: المها أو الوضيحي، والظباء، والوعل، وكلها أنواع ذات أهمية تراثية صيدية كبيرة، وقد انقرضت كل أنواع هذه العائلة من بيئاتها الطبيعية عدا الوعل. ولكن الجهود الكبيرة التي بذلت بعد إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية أعادت معظم الأنواع المنقرضة إلى بيئاتها في المحميات الطبيعية التي أنشأتها.
 
وتضم رتبة آكلات الحشرات خمسة أنواع تضمها عائلتان هما: عائلة القنافذ، وعائلة الزباب. وتنتشر القنافذ في معظم مناطق المملكة وبخاصة القنفذ الإثيوبي، أما الزبابات فهي حيوانات جحرية تنتشر بشكل خاص حول المناطق الساحلية وفي بعض الواحات الداخلية. أما رتب الأرنبيات والرئيسات والوبريات فيوجد من كل منها نوع واحد فقط في المملكة. وتعدّ رتبة فردية الحافر التي تضم الحصان العربي والحمار الأخدري منقرضة من بيئاتها الطبيعية منذ وقت طويل.
 
وعلى الرغم من احتلال البيئات الرملية رقعة واسعة من مساحة المنطقة الشرقية إلا أن هناك أعدادًا لا بأس بها من الثدييات تعيش في المنطقة؛ إذ يوجد فيها نحو 45% من أنواع الثدييات المعروفة في المملكة، وتشكل القوارض 14 نوعًا، واللواحم 10 أنواع، والجزء الأكبر يكون من هذه الأنواع، بالإضافة إلى نوعين من القنافذ، وأربعة أنواع من الخفافيش، والغزال، والمها العربي، والأرنب البري، وسوف يتم استعراض أهم هذه الأنواع.
 
شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook