التربة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التربة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

التربة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
تعد التربة أحد المصادر الطبيعية المتجددة في منطقة الحدود الشمالية، وهي من المقومات الأساسية والضرورية التي يعتمد عليها وجود الغطاء النباتي وتوزيعه، وبقية الكائنات الحية الأخرى في المنطقة. وتحصل النباتات على وجه الخصوص من التربة على جميع متطلباتها المائية والغذائية. والتربة بشكل عام هي الطبقة العلوية الهشة والمفتتة من قشرة المنطقة الصخرية بفعل عمليات التجوية، وخضعت فيما بعد إلى ظروف بيئية طبيعية أدت إلى حدوث بعض التغيرات الكيميائية والفيزيائية، واختلطت بها المواد العضوية والسائلة والغازية لتصبح صالحة لنمو النباتات.
 
وتتكون تربة المنطقة مثل أي تربة موجودة على سطح الأرض من أربعة مكونات رئيسة هي: المادة المعدنية، والعضوية، والسائلة، والغازية، ومكونات التربة تلك يرتبط كل واحد منها بغلاف من أغلفة الكرة الأرضية الأربعة، فالمادة المعدنية ترتبط بالغلاف الصخري، في حين ترتبط المادة السائلة بالغلاف المائي، وأما المادة الغازية فإنها ترتبط بالغلاف الغازي، وترتبط المادة العضوية بالغلاف الحيوي  
 
بناءً على ما تقدم فإنه يمكن القول بأن ترب منطقة الحدود الشمالية هي مجموعة من التفاعلات التي تحدث بين الأغلفة الأربعة في المنطقة، وإن مكوناتها تختلف من مكان إلى آخر تبعًا لاختلاف خصائص ذلك المكان المناخية والجيولوجية والتضاريسية والحيوية. ولذا فإن فهم ترب المنطقة، ومعرفة مكوناتها، وخصائصها خلال وقت معين يتطلب معرفة خصائص المنطقة الجيولوجية والتضاريسية والمناخية والحيوية في ذلك الوقت.
 
لقد أدت العوامل البيئية الطبيعية دورًا مهمًا في التأثير في مكونات ترب منطقة الحدود الشمالية وخصائصها، وعلى تنشيط عوامل تكوينها وعملياتها. ويعد العامل المناخي من أهم العوامل المؤثرة في تكوين ترب المنطقة. فقد أدت أمطار المنطقة القليلة وارتفاع درجة حرارتها، والتبخر العالي فيها، وكذلك هبوب الرياح الجافة والحارة على المنطقة - إلى خفض رطوبة تربة المنطقة في معظم شهور السنة، وإلى تنشيط عمليات التجوية الطبيعية، والتعرية الريحية. ولا يتوقف تكوين التربة في منطقة الحدود الشمالية على العوامل آنفة الذكر فقط، بل أدى الإنسان أيضًا دورًا مهمًا في تكوينها والتأثير في خصائصها. وبدأ ارتباط الإنسان بالتربة والتعامل معها في المنطقة منذ قيامه بزراعة الأرض واستغلالها من أجل توفير الغذاء، وقد أدى استخدام الإنسان الطويل الأمد لتربة المنطقة إلى إحداث بعض التغيرات السلبية، مثل: تراكم الأملاح، والتغدق بالماء. وللإنسان مجموعة من التأثيرات السلبية الأخرى في تربة المنطقة مثل: الرعي الجائر، والاحتطاب، والتوسع العمراني في المدن والقرى، وبناء الطرق وغيرها من الأنشطة. وقد تعرضت تربة المنطقة نتيجة ذلك إلى التعرية الريحية والمائية والتلوث.
 
وتعد التربة موردًا طبيعيًا متجددًا تنمو فيه نباتات منطقة الحدود الشمالية المختلفة ومنه تحصل على جميع متطلباتها المائية والغذائية؛ ولذا فإن معرفة أصل تربة المنطقة ونشأتها وخصائصها والعوامل والعمليات التي تؤثر فيها، وكذلك معرفة مدى صلاحيتها لنمو النباتات؛ يعد أمرًا مهمًا لإدارة تلك الأراضي، وتحسين إنتاجيتها والبحث في آليات الحفاظ عليها من التدهور.
 
عوامل تكوين التربة وعملياته
 
تؤدي مجموعة من العوامل دورًا مهمًا في تكوين تربة المنطقة وتحديد خصائصها، وفيما يأتي أهم العوامل المؤثرة في تكوين تربة المنطقة:
 
أ - عوامل تكوين التربة:
 
1 - المواد الأولية:
 
تشتق مادة التربة الأولية في الطرف الجنوبي الغربي من شمال غرب منطقة الحدود الشمالية من الصخور الجوفية والاندفاعية والمتحولة. وأما ترب الجزء الأكبر من أراضي المنطقة فإن مادتها الأولية تشتق من تشكيلات المنطقة الصخرية الرسوبية الهشة (الحجر الكلسي والحجر الكلسي المارلي والحجر الرملي)  .  في حين اشتقت ترب السهول الفيضية والأودية ومواقع الكثبان الرملية في المنطقة من مواد أولية منقولة إما بوساطة الرياح أو المياه.
 
وتختلف مواد التربة الأولية التي تكونت منها ترب المنطقة من مكان إلى آخر؛ لهذا السبب تختلف الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمادة التربة الأولية في المنطقة تبعًا لاختلاف خصائص تلك الصخور المشتقة منها. ويعد أثر المادة الأولية أكثر وضوحًا على خصائص الترب الأكثر حداثة في المنطقة من تلك الترب القديمة. ويظهر أثر المادة الأولية بشكل رئيس على قوام التربة؛ فعلى سبيل المثال تتسم الترب التي اشتقت مادتها الأولية من الصخر الجرانيتي والحجر الرملي في المنطقة بخشونة القوام، في حين أن الترب التي اشتقت مادتها الأولية من الصخر البازلتي والطفلي والطيني قد يكون قوامها ناعمًا. ويؤدي قوام التربة دورًا مهمًا في رسم خصائص ترب منطقة الحدود الشمالية مثل: النفاذية، والمسامية، والتهوية، والتصريف، والقدرة على الاحتفاظ بالماء.
 
مما سبق ذكره يتضح أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمادة التربة الأولية في منطقة الحدود الشمالية تختلف تبعًا لمادة التربة الأولية التي تكونت منها ترب المنطقة من مكان إلى آخر، حسب الصخور التي استمدت منها التربة عناصرها الأساسية. فالترب التي اشتقت مادتها الأولية من الحجر الجرانيتي أو الرملي تمتاز بخشونة القوام، بخلاف الترب التي اشتقت مادتها الأولية من الصخر أو الحجر الرملي أو الجرانيتي.
 
كما تؤثر المادة الأولية لتربة المنطقة على نوعية المواد المغذية للنباتات التي تشتمل عليها التربة في المنطقة. فنوعية المواد المغذية التي تحتوي عليها الترب تختلف تبعًا لاختلاف معادن المادة الأولية؛ فعلى سبيل المثال الترب التي تشتق مادتها الأولية من صخور ذات معادن قاعدية مثل البازلت، تكون غنية بالحديد والكالسيوم والماجنيزيم، في حين أن الترب التي تشتق مادتها الأولية من صخور ذات معادن حامضية مثل الجرانيت، تكون غنية بالسليكا والألمنيوم  
 
2 - العامل المناخي:
 
تؤثر خصائص المنطقة المناخية في تكوين تربتها، حيث تعد منطقة الحدود الشمالية من أقل مناطق المملكة مطرًا، ومن أكثرها تذبذبًا وعدم انتظام في سقوط الأمطار. كما تعد المنطقة من أقل مناطق المملكة انخفاضًا في درجات الحرارة متوسط درجة الحرارة السنوي 22 ْ  .  وأما فيما يتعلق بالرياح فتهب على المنطقة في فصلي الخريف والشتاء الرياح الشمالية من جميع اتجاهاتها المؤدية إلى خفض درجات الحرارة، في حين تهب في فصل الصيف من جهة الجنوب رياح السموم الحارة الجافة والمثيرة للأتربة والغبار، والمؤدية إلى رفع درجات الحرارة وإلى زيادة التبخر  
 
تؤثر قلة كمية أمطار المنطقة في معدل عمليات التجوية والتعرية المائية والريحية في المنطقة، وفي المحتوى الرطوبي للتربة الذي يؤثر في انخفاض معدل عمليات الغسيل والإزالة وفي الوقت نفسه تؤدي إلى تنشيط عملية التكلس والتملح. كما أثرت قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الحارة والجافة عالية السرعة، وكذلك التبخر العالي في منطقة الحدود الشمالية؛ في جفاف التربة وتنشيط عمليات الحت والتعرية الريحية التي تسببت في نقل أجزاء كثيرة من مكونات التربة من مكان إلى آخر، وإلى تكوين مناطق الكثبان الرملية في المنطقة.
 
3 - الكائنات الحية:  
 
تعيش على سطح تربة منطقة الحدود الشمالية وفي داخل قطاعاتها، مجموعة من الكائنات الحية المختلفة، إلا أن النباتات تعد أهم تلك الكائنات، وتختلف كثافة نباتات المنطقة ونوعيتها من جهة إلى أخرى ومن سنة إلى أخرى تبعًا لاختلاف كمية الأمطار المتساقطة وقيمتها الفعلية، وكذلك تبعًا لطبيعة تضاريس المنطقة ومدى ملاءمة تربتها لنمو تلك النباتات؛ ففي مجاري الأودية وحولها تنمو أشجار: السدر، والأثل، والطرفاء، والطلح، والروثة، والقتاد، والرغل، والعاقول، والحنظل، والرمرام، كما تنمو في التلال والسهول والقيعان بعض الشجيرات والحشائش المقاومة للجفاف؛ مثل القيصوم، والشيح. وأما الأمكنة الرملية فينمو فيها: السعدان، والأرطى والغضى، والعصنصل. كما تنمو في أراضي المنطقة مجموعة من النباتات الحولية، مثل: الخبيز، والخزامى، والنفل، والأقحوان، والقلقيلان، والجعدة، والبسباس، والشفلح، والحميض، والعاذر، والربلة، وغيرها من النباتات المرجع السابق، 52..
 
وتعيش على نباتات منطقة الحدود الشمالية مجموعة من الحيوانات الرعوية التي تحول رعيها في معظم أجزاء المنطقة إلى رعي جائر أدى إلى تجريد التربة من النباتات.
 
وتؤدي تلك النباتات والحيوانات الرعوية والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في المنطقة دورًا فعالاً في تكوين تربتها، حيث تقدم النباتات الخضراء والحيوانات المادة الأولية اللازمة لتكوين المادة العضوية في التربة، في حين تحوَّل بعض الحيوانات والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في المنطقة المخلفات النباتية والحيوانية إلى مادة عضوية تضاف إلى التربة. ويعد دور الكائنات الحية في التأثير في خصائص تربة المنطقة محدودًا جدًا في الوقت الحاضر، ويقتصر على بعض الأمكنة التي يتوافر فيها غطاء نباتي كما هي الحال في الأراضي الرعوية والزراعية  . 
 
4 - العامل التضاريسي:
 
تؤثر وحدات منطقة الحدود الشمالية التضاريسية - المتكونة من الهضاب (هضبة الحجرة والحماد) والمرتفعات والحرات (حرة الحرة) والسهول والأودية والشعاب والكثبان الرملية   - في تكوين تربة المنطقة، حيث تؤدي أشكال المنطقة التضاريسية دورًا فعالاً في التأثير في كثير من خصائص تربة المنطقة التي تختلف من جزء إلى آخر من أجزاء المنطقة. وعلى الرغم من أن السمة الغالبة لسطح المنطقة هي الاستواء إلا أن سطحها ينحدر نحو الشمال والشمال الشرقي  ،  ويؤدي هذا الانحدار في تضاريس المنطقة دورًا مهمًا في إحداث كثير من التأثيرات في تكوين التربة، إلا أن تحديد سُمك قطاع التربة هو من أهم التأثيرات التي يحدثها الانحدار في تكوين التربة؛ فالأمكنة ذات الانحدار البسيط، وكذلك الأراضي المنخفضة والمستوية تتسم قطاعات تربها بالعمق، في حين تتسم قطاعات ترب المرتفعات شديدة الانحدار في المنطقة بالضحالة. كما يؤدي الانحدار أيضًا دورًا مهمًا في تحديد معدلات تهوية التربة وتصريفها في المنطقة؛ فترب المرتفعات والمنحدرات تتسم بأنها جيدة التهوية والتصريف، في حين تعد ترب الأراضي المستوية رديئة التهوية والتصريف.
 
5 - عامل الزمن:
 
يتوقف طول الوقت المطلوب من أجل تكوين تربة ناضجة يتضمن قطاعها آفاقًا تطويريةً متميزةً في أي جزء من سطح منطقة الحدود الشمالية، على طبيعة مادة الأصل المتفككة منها مادة التربة الأولية، وعلى ظروف المنطقة المناخية، وعلى طبيعة تضاريسها، وكذلك على النشاط البيولوجي في المنطقة. فعلى سبيل المثال يحتاج اشتقاق مادة التربة الأولية في الأجزاء المغطاة بالصخور النارية (الطرف الجنوبي الغربي من شمال المنطقة) إلى وقت طويل؛ وذلك بسبب صلابة تلك الصخور وقدرتها العالية على مقاومة عمليات التجوية، في حين يحتاج اشتقاق مادة التربة الأولية في بقية أجزاء المنطقة المغطاة بالصخور الرسوبية إلى وقت قصير؛ وهذا عائد إلى هشاشة تلك الصخور وليونتها وضعف قدرتها على مقاومة عمليات التجوية والتعرية. كما تؤدي قلة أمطار منطقة الحدود الشمالية دورًا واضحًا في إطالة الوقت المطلوب من أجل تكوين تربة ناضجة في المنطقة؛ وهذا عائد إلى انخفاض معدل عمليات التجوية، وعمليات الإذابة والغسيل. وأما عامل انحدار السطح التدريجي في المنطقة فإنه يقلل من عملية التعرية المائية، ويساعد على زيادة سُمك قطاعات تربة المنطقة. وكذلك يؤدي الغطاء النباتي في الروضات والمنخفضات والفياض والأودية والشعاب دورًا مهمًا في بروز نشاط الكائنات الحية الحيوانية والدقيقة، وتكوين المادة العضوية في ترب تلك الأجزاء من منطقة الحدود الشمالية، في حين تختفي المادة العضوية نهائيًا من ترب الأجزاء التي يختفي فيها الغطاء النباتي وأنشطة الكائنات الحية في المنطقة كما هي الحال في مواقع الكثبان الرملية.
 
ب - عمليات تكوين التربة:
 
هناك العديد من العمليات التي تشترك في تكوين ترب أي منطقة في الكرة الأرضية، ولكل عملية دور واضح في ذلك. فإذا تناولنا تربة الحدود الشمالية نجد أن عملية التجوية الفيزيائية تعد من أهم عمليات تفتت الصخور، إضافة إلى عمليات الحت والنقل والترسيب الريحي التي تتشكل منها تربة المنطقة الأصلية. كما أن عملية التملح تؤثر على خواص تربة المنطقة وخصوصًا في الأجزاء المنخفضة والمستوية من المنطقة ذات المنسوب المائي الأرضي القريب من السطح. وينتج من هذه العملية تراكم الأملاح وتجمعها في تلك الأراضي، ومع مرور الوقت يمكن أن تتحول تلك الأراضي إلى سباخ.
 
تصنيف الترب
 
بناءً على نتائج المسح الشامل لأراضي المملكة الذي نفذته وزارة الزراعة في سنة 1406هـ / 1986م  ،  والمبني على أساس التصنيف الأمريكي الشامل للأراضي، فإن أراضي منطقة الحدود الشمالية تشتمل على رتبتي الأراضي الجافة (أريدي سولز Aridisols) والأراضي الحديثة (إنتي سولز Entisols). وفيما يأتي وصف لتلك الأراضي:
 
أ - رتبة الأراضي الجافة (Aridisols):
 
تشتمل رتبة الأراضي الجافة في منطقة الحدود الشمالية على تحت رتبة الأورثيدز التي تحتوي على مجموعات الترب الكبرى الآتية:
 
 مجموعة الكالسي أورثيدز.
 
 مجموعة الجبسي أورثيدز.
 
 مجموعة السباخ - السال أورثيدز.
 
وتتسم ترب الأراضي الجافة في المنطقة بأن محتواها المائي منخفض في معظم أيام السنة، وأنها لا تحتفظ بكمية من الرطوبة الكافية لسد المتطلبات المائية للنباتات ذات الاحتياجات المائية المتوسطة لفترة زمنية طويلة، كما لا تحتوي على جميع الآفاق التشخيصية، وإنما قد تحتوي على أفق أو أفقين منها. وفيما يلي وصف لمجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز:
 
1 - مجموعة الكالسي أورثيدز (Calciorthids):
 
تعد ترب الكالسي أورثيدز إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز التابعة لرتبة الأراضي الجافة المنتشرة في منطقة الحدود الشمالية. وتحتوي قطاعات ترب مجموعة الكالسي أورثيدز في المنطقة على الأفق الكلسي، ويتشكل هذا الأفق في قطاعات تلك الترب نتيجة ترسب كربونات الكالسيوم وتراكمها على عمق لا يزيد على 100سم من سطح التربة. وفي بعض أراضي المنطقة تعد عملية غسل كربونات الكالسيوم من الطبقة العلوية من قطاع التربة أمرًا غير ممكن؛ بسبب قلة الأمطار المتساقطة على هذه المنطقة؛ لهذا السبب فإن معظم الأجزاء العلوية من قطاعات ترب هذه الأراضي تعد أراضي جيرية. ومن أهم ما تتسم به ترب أراضي الكالسي أورثيدز أن عمق قطاعاتها يراوح بين القطاع الضحل إلى القطاع العميق، كما أن الملوحة فيها تراوح بين الترب غير الملحية إلى الترب شديدة الملوحة.
 
وتمثل ترب الكالسي أورثيدز في منطقة الحدود الشمالية الوحدة 10 و 11 و 13 و 14 و 15 و 16 و 19 و 20، ويوضح (جدول 8) أهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية لتلك الوحدات، ومدى صلاحية تربها للزراعة. وتعد الوحدة 10 من أكثر وحدات الكالسي أورثيدز انتشارًا في المنطقة، (جدول 8) ، كما تتداخل ترب الكالسي أورثيدز مع البروزات الصخرية في الوحدة 19، و 20. وتعد الوحدة 20 أكثرهما انتشارًا في المنطقة، (جدول 8)
 
وفيما يلي وصف للوحدتين 10، 20، أكثر الوحدات انتشارًا في المنطقة:
 
أ) وحدة الكالسي أورثيدز (10):
 
تتكون أراضي هذه الوحدة الخرائطية من سهول شبه مستوية، وتشكل تربة الكالسي أورثيدز نحو 85% من أراضي هذه الوحدة، في حين تشكل الأنواع الأخرى من الترب والبروزات الصخرية نحو 15% من تلك الأراضي. وتعد ترب الوحدة 10 من أكثر وحدات الكالسي أورثيدز انتشارًا في المنطقة، إذ تكرر ظهورها في 6 لوحات خرائطية، (جدول 8) .
 
ب) وحدة الكالسي أورثيدز - بروزات صخرية (20):
 
تتكون أراضي هذه الوحدة الخرائطية من سهول شبه مستوية خفيفة الانحدار ومن أراضي البروزات الصخرية التي تجري في بعض أجزائها مجموعة من مجاري الأودية الكبيرة المتقطعة. وتشكل ترب الكالسي أورثيدز نحو 70% من أراضي هذه الوحدة، وأما البروزات الصخرية فإنها تشكل نحو 10% من تلك الأراضي، وتشكل الأنواع الأخرى الثانوية من الترب الجزء المتبقي 20% من أراضي الوحدة. وتعد ترب الوحدة 20 أكثر وحدات الكالسي أورثيدز انتشارًا في المنطقة. (جدول 8) .
 
وهناك تداخلات أخرى لترب الكالسي أورثيدز في المنطقة؛ إذ تتداخل مع ترب الكامب أورثيدز في الوحدة 17، ومع التوري فلوفنتس في الوحدة 22، ومع التوري أورثنتس في الوحدة 23، ويوضح (جدول 9) خصائص ترب تلك الوحدات الفيزيائية والكيميائية، ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
2 - مجموعة الجبسي أورثيدز (Gypsiorthids):
 
تنتشر ترب مجموعة الجبسي أورثيدز والجبسي أورثيدز المتداخلة التابعة لرتبة الأراضي الجافة في نطاق واسع من منطقة الحدود الشمالية. وتمثل ترب الجبسي أورثيدز في المنطقة الوحدة 31 التي تتكون من أراضي السهول شبه المستوية. وتشكل تربة الجبسي أورثيدز معظم أراضي هذه الوحدة 85%، وتشكل الأنواع الأخرى من الترب الجزء المتبقي من هذه الأراضي 15%. ومن أهم خصائص ترب الجبسي أورثيدز احتواء قطاعها على الطبقة الجبسية الصماء، وهذا الأفق يؤدي دورًا بارزًا في منع حركة الماء نحو الأسفل، وكذلك يمنع توغل جذور النباتات داخل قطاع التربة. لهذا السبب تعد ترب الجبسي أورثيدز غير صالحة للزراعة. ويوضح (جدول 9) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لترب هذه الوحدة، ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
وتتداخل ترب الجبسي أورثيدز في المنطقة مع ترب الكالسي أورثيدز في الوحدة 32 و 33 و 34، ويوضح (جدول 9) بعض خصائص ترب تلك الوحدات الفيزيائية والكيميائية، ومدى صلاحية ترب تلك الوحدات للزراعة.
 
3 - وحدة السباخ - السال أورثيدز (38) (Salorthids):
 
تعد تربة السباخ - السال أورثيدز إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثيدز التابعة لرتبة الأراضي الجافة المنتشرة على نطاق ضيق في منطقة الحدود الشمالية. وتمثلها في المنطقة الوحدة 38، وتنتشر أراضي هذه الوحدة الخرائطية في أراضي السباخ والقيعان كما هي الحال في السبخة الممتدة مع الحدود الأردنية وغيرها من السباخ. وتشكل ترب السباخ نحو 40% من أراضي هذه الوحدة، وأما ترب السال أورثيدز فتشكل 40% منها، وتشكل الأنواع الثانوية من الترب الجزء المتبقي 20% من تلك الأراضي. ولترب أراضي السباخ - السال أورثيدز في المنطقة مجموعة من الخصائص من أهمها الملوحة العالية (أعلى من 16 ملليموز /سم) وانحدار السطح البسيط 0 - 1% كما يتسم قطاعها بالعمق والقوام الثقيل إما من الطين أو من الطين الطميي، وأما قدرتها على الاحتفاظ بالماء فإنها تراوح بين 15 و 22سم / 150سم. ويعد تكرار ظهور أراضي هذه الوحدة الخرائطية في المنطقة محدودًا جدًا، إذ لم يتكرر ظهورها إلا في أربع لوحات خرائطية.
 
ب - رتبة الأراضي الحديثة (Entisols):
 
تنتشر رتبة الأراضي الحديثة في منطقة الحدود الشمالية في أراضي الكثبان الرملية، وكذلك في أراضي رواسب الأودية الفيضية الحديثة. وتتسم ترب أراضي هذه الأجزاء من المنطقة بأن قطاعاتها لا تحتوي على جميع الآفاق التشخيصية؛ لذا فإن هذه الترب تبقى في مرحلة الشباب دون مرحلة النضج. وتعد تربة التوري أورثنتس والتوري سامنتس من أهم المجموعات الكبرى التابعة لرتبة الأراضي الحديثة المنتشرة في المنطقة، (جدول 10) . وفيما يأتي وصف لتلك المجموعات الكبرى:
 
1 - مجموعة التوري أورثنتس المتداخلة (Torriorthents):
 
تعد تربة التوري أورثنتس إحدى مجموعات الترب الكبرى الواقعة ضمن تحت رتبة الأورثنتس التابعة لرتبة الأراضي الحديثة والمنتشرة على نطاق ضيق في منطقة الحدود الشمالية. وتمثل ترب هذه المجموعة في المنطقة الوحدة 39 التي تتداخل فيها البروزات الصخرية مع التوري أورثنتس. وتشكل أراضي البروزات الصخرية الحادة الانحدار نحو 45% من أراضي هذه الوحدة، وتشكل تربة التوري أورثنتس من تلك الأراضي نحو 40%، وأما الأنواع الأخرى من الترب فإنها تشكل الجزء المتبقي من هذه الأراضي 15%. ويتسم قوام ترب هذه الوحدة بأنه قوام طميي حصوي، وأما كمية الأملاح فيها فإنها تراوح بين صفر و 8 ملليموز /سم. وفيما يتعلق بمحتواها المائي فإنه يقل عن 6سم / 150سم. وترب هذه الوحدة تعد غير صالحة للزراعة؛ وهذا قد يعود إلى شدة انحدار سطحها، (جدول 10) .
 
وكذلك تتداخل ترب التوري أورثنتس في المنطقة مع ترب الكالسي أورثيدز في الوحدة 45، ويوضح (جدول 10) الخصائص الفيزيائية والكيميائية لتربة تلك الوحدة، ومدى صلاحيتها للزراعة.
 
ج - ترب الحرات:
 
تنتشر الحرات في منطقة الحدود الشمالية في الأجزاء الواقعة حول مدينة طريف وإلى الغرب من الجلاميد، وحسب التصنيف الأمريكي للأراضي فإن أراضي الحرات في المنطقة تقع ضمن الوحدة 36، التي تتشكل من مساحات من الحمم البركانية 80% ومن أنواع أخرى ثانوية من الترب 20%. وتشتمل أراضي هذه الوحدة على الترب الرملية المنتشرة في أمكنة الكثبان الرملية والترب الحصوية المتداخلة مع الحمم البركانية. وتراوح ملوحة ترب هذه الوحدة من ترب خفيفة الملوحة إلى ترب شديدة الملوحة. وتعد ترب أراضي الحرات غير صالحة للزراعة؛ وقد يعود ذلك إلى وجود الكتل الصخرية على السطح.
 
شارك المقالة:
192 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook