التركيب السكاني بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التركيب السكاني بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 

تركيب السكان حسب الجنسية

 
تشير نتائج التعدادات خلال العقود الثلاثة الماضية إلى تغير كبير في التركيبة السكانية لسكان المنطقة بين عامي 1394 و 1413هـ /1974م و 1992م؛ فنسبة غير السعوديين قفزت إلى أكثر من الضعف خلال تلك الفترة؛ نتيجة لما شهدته المنطقة من تدفق للأيدي العاملة من خارج المنطقة لسد النقص في سوق العمل. وفي العقد الأخير وحسب نتائج تعداد 1425هـ /2004م يلاحظ تراجع نسبة غير السعوديين قليلاً. وهذا متوقع في ظل الزيادة السنوية للسعوديين من ناحية، وسعودة كثير من الوظائف من ناحية ثانية. وعلى أية حال تشير البيانات التفصيلية لتعداد عام 1413هـ /1992م إلى أن غير السعوديين يمثلون نحو 26% من إجمالي سكان المنطقة، وتعد الجنسية الهندية أكثر الجنسيات وجودًا في المنطقة؛ فهم يمثلون 8% تقريبًا، وبعدد إجمالي تجاوز 210000 نسمة، ثم الجنسيات العربية عدا دول مجلس التعاون الخليجي، نحو 7%، ثم الجنسية الفلبينية نحو 4%، والباكستانية 2%، والبنجلاديشية أكثر من 1%. وتشكل الجنسيات الغربية نحو 1%، وبعدد إجمالي 22000 نسمة تقريبًا، أغلبهم من الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وتشير النتائج الأولية لتعداد عام 1425هـ /2004م إلى تباين التركيبة السكانية فيما بين المحافظات؛ ففي محافظة الخبر يشكل غير السعوديين نحو 40% من إجمالي سكانها، في حين لا تتجاوز نسبتهم في محافظة القطيف 13%، (جدول 33) . هذا ويمكن أن تقسم المحافظات من حيث التركيب السكاني إلى فئتين هما:
 
فئة المحافظات التي تشكل فيها نسبة السكان غير السعوديين أعلى من نسبتهم على مستوى المنطقة، وتمثلها مدينة الدمام ومحافظات: الخبر، ومدينة الدمام، والجبيل، ورأس تنورة.
 
فئة المحافظات التي تشكل فيها نسبة السكان غير السعوديين أقل من نسبتهم على مستوى المنطقة، وتشمل محافظات: أبقيق، وقرية العليا، والخفجي، والنعيرية، وحفر الباطن، والأحساء والقطيف، (جدول 33) ، (خريطة 14) . ويعود التباين في التركيبة السكانية فيما بين المحافظات إلى تباين وظائف المحافظات؛ فالمحافظات التي يغلب عليها الطابعان الصناعي والتجاري تتطلب وجود أعداد كبيرة من غير السعوديين؛ ما أدى إلى زيادتهم، فيما المحافظات الأخرى لم تتأثر تركيبتها السكانية كثيرًا فبقي السعوديون يمثلون الأغلبية.
 

التركيب العمري والنوعي

 
يتميز التركيب العمري للسكان السعوديين في المنطقة بالفتوة؛ إذ تبلغ نسبة الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نحو 48%؛ في حين تنخفض هذه النسبة إلى نحو 15% لغير السعوديين. وتبلغ نسبة الفئات العمرية العاملة 15 - 59 سنة من سكان المنطقة نحو 58%، وترتفع بين غير السعوديين لتصل إلى نحو 85%، مقابل 48% للسعوديين. أما فئات كبار السن 60 سنة فأكثر، فتبلغ نحو 3% لإجمالي السكان، ولكنها تنخفض بالنسبة إلى غير السعوديين إلى أقل من 1%؛ لكون العمالة الوافدة من الفئات العمرية العاملة. وقد أدى تفاوت التركيب العمري بين السعوديين وغير السعوديين، إلى تباينٍ واضح في أشكال الهرم الخاص بالسعوديين، (شكل 4) ، والهرم الخاص بغير السعوديين، (شكل 5) ؛ فالهرم الخاص بالتركيب العمري للسكان السعوديين يتميز بقاعدة عريضة، وشكل منتظم، فيما يتميز الآخر بقاعدة ضيقة، وانبعاج عند مستوى الفئات العمرية الوسطى، ومدبب عند القمة. وقد أثر ذلك في شكل الهرم العمري لعموم سكان المنطقة، (شكل 6) ؛ فوسط الهرم أعرض قليلاً من قاعدته.
 
وبمقارنة التركيب العمري والنوعي لسكان المنطقة مع نظيره على مستوى المملكة، يلاحظ تقارب كبير بين التوزيع العمري لجميع الفئات العمرية للسعوديين، ويظهر تباين فيما بين التركيب العمري لفئات العاملين غير السعوديين 15 - 59 سنة في المنطقة، مقارنة بتلك الفئات العمرية على مستوى المملكة، فكما أشرنا تبلغ نسبة هذه الفئات العمرية في المنطقة ما يقارب 85%، في حين تبلغ في المملكة 77% تقريبًا. وهذا يدل على قوة جذب المنطقة للفئات العمرية التي هي في سن العمل من خارج المملكة، (شكل 6) 
 
ويتدرج الانخفاض بانتظام بالنسبة إلى التوزيع العمري النوعي لجميع الفئات العمرية للسكان السعوديين مع تقدم العمر، في حين تتميز الفئات العمرية الأخرى لغير السعوديين بعدم الانتظام في التدرج، ويفسر ذلك زيادة نسبة الذكور غير السعوديين في الفئة العمرية من 15 - 59 سنة لتصل إلى 68% مقابل 16% للإناث. وهذا ناتج من أن أغلب الوافدين للمنطقة من الخارج، هم من الذكور، (شكل 5) 
 
وبالنسبة إلى المحافظات تشير بيانات تعداد عام 1413هـ /1992م، (جدول 34) و (خريطة 15) ، إلى أن التركيب العمري للسكان السعوديين يتميز بالفتوة في المحافظات كلها؛ إذ تراوح نسبة صغار السن بين 52% في محافظة حفر الباطن و 44% في محافظة رأس تنورة. وتزيد نسبة صغار السن في أربع محافظات على نسبة صغار السن على مستوى المنطقة 48%، وتشمل هذه المحافظات مرتبة: حفر الباطن، والأحساء، والخفجي، وابقيق. وفي بقية المحافظات تقل نسبة صغار السن عن نظيرتها في المنطقة، (شكل 4) 
 
أما بالنسبة إلى التركيب النوعي فتصل نسبة النوع إلى نحو 140 ذكرًا مقابل مئة أنثى؛ لعموم سكان المنطقة الشرقية. وتقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين حيث تبلغ نحو 108 ذكور مقابل مئة أنثى. وتعود زيادة نسبة النوع في المنطقة الشرقية لعموم السكان عن نسبة النوع إلى السكان السعوديين إلى كثرة الأيدي العاملة غير السعودية.
 
وتتباين نسب النوع فيما بين المحافظات لعموم السكان، فترتفع في محافظات الشريط الساحلي عدا القطيف، متجاوزة نسبة النوع على مستوى المنطقة 140. ويضاف إلى هذه المحافظات محافظة أبقيق، إذ بلغت نسبة النوع 163 ذكرًا مقابل مئة أنثى. في حين تنخفض نسبة النوع إلى عموم السكان في بقية المحافظات، وترتفع نسبة النوع للسكان السعوديين في ست محافظات عن نسبة النوع على مستوى المنطقة 108 وهي الجبيل 128، ورأس تنورة، والخبر، والخفجي، ومركز الإمارة الدمام، وحفر الباطن 110. وتنخفض نسبة النوع في بقية المحافظات؛ فهي تصل إلى أدنى مستوى لها في محافظات قرية العليا التي تبلغ فيها نسبة النوع 97 ذكرًا لكل مئة أنثى؛ أي إن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور، ثم محافظة النعيرية 100 حيث يتساوى عدد الذكور مع عدد الإناث تقريبًا، وتأتي بعد ذلك الأحساء 101 ثم بقية المحافظات. ويؤكد التباين المكاني لنسب النوع فيما بين المحافظات التنوع الوظيفي للمحافظات واتجاهات الهجرة، لذلك فنسبة النوع في المحافظات التجارية والصناعية أعلى من غيرها في المحافظات الأخرى.
 

الحالة الزواجية

 
يصنف التركيب الزواجي إلى أربع فئات هي: من لم يسبق له الزواج، ومتزوج، ومطلق، وأرمل. وقد بلغ إجمالي عدد سكان المنطقة الذين تبلغ أعمارهم 12 سنة فأكثر 1724218 نسمة، منهم 62% ذكورًا، مقابل 38% من الإناث. وتصل نسبة السكان السعوديين الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر، 53% و 47% للذكور والإناث على التوالي، وتصل نسبة الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر من غير السعوديين إلى 80% و 20% للذكور والإناث على التوالي.
 
ويتضح من نتائج تعداد عام 1413هـ /1992م أن المتزوجين يشكلون النسبة الأكثر مقارنة ببقية الفئات، فتصل نسبتهم إلى نحو 59% لعموم السكان، ثم تأتي بعد ذلك فئة غير المتزوجين؛ فهي تشكل ما نسبته 38%، تليها فئة الأرامل بنحو 2%، وأخيرًا فئة المطلقين والمطلقات بنسبة أقل من 1%. وبالنسبة إلى السعوديين فإن نسبة المتزوجين تبلغ نحو 52%، تليها نسبة العزاب نحو 43%، ثم الأرامل 3% تقريبًا، وأخيرًا فئة المطلقين والمطلقات بنسبة 1% تقريبًا، (جدول 35) 
 
أما بالنسبة إلى المحافظات فإن الحالات الزواجية للسعوديين متقاربة في معظمها، (جدول 35) و (خريطة 16) ؛ فبالنسبة للمتزوجين تراوح النسبة بين 47 و 55%، أما فئة العزاب فتراوح بين 41 و 47%، كما يلاحظ على المحافظات كلها أن نسبة المتزوجين أكثر من نسبة العزاب. ويتضح من البيانات أنه بالنسبة إلى العزاب فإن هناك أربع محافظات تقل نسبة العزاب فيها عن نسبتهم في المنطقة الإدارية، وتشمل هذه المحافظات: الجبيل 34% تقريبًا، والدمام 41%، والخبر 41%، والخفجي 41%. أما بقية المحافظات فهي متساوية تقريبًا أو أعلى قليلاً من مستوى المنطقة، وأكثرها نسبة محافظة النعيرية 47%، وأقلها حفر الباطن 43% تقريبًا.
 
وبالنسبة إلى المتزوجين تسجل محافظة الجبيل أعلى نسبة 63% تقريبًا، تليها الخفجي والخبر والدمام بنحو 55%. وسجلت أعلى نسبة من المطلقين في قرية العليا نحو 2%، وأقلها في القطيف أقل من 1%، ويصل الترمل إلى أعلى مستوياته في قرية العليا؛ إذ يصل إلى نحو 5%، وفي النعيرية والأحساء والقطيف إلى نحو 4% تقريبًا، فيما سجل في الجبيل ورأس تنورة أقل نسبة، وهي 2% فقط، ولا شك أن التركيب الزواجي يتأثر باتجاهات الهجرة الداخلية بدرجة كبيرة.
 

الحالة التعليمية

 
تشير البيانات إلى أن الأمية بين سكان المنطقة تصل إلى 17%؛ إذ تصل الأمية بالنسبة إلى السكان السعوديين إلى 21% وإلى غير السعوديين 9.5%، وترتفع نسبة الأمية بين الإناث؛ حيث تصل إلى 58% مقابل 42% للذكور.
 
ومن الملاحظ أنه يوجد تفاوت كبير في نسبة الحاصلين على الشهادة الجامعية فما فوق فيما بين السعوديين وغير السعوديين؛ إذ تبلغ نحو 4% للسعوديين مقابل 14% تقريبًا لغير السعوديين. ويعود ذلك غالبًا إلى أن القادمين من الخارج قدموا لسد النقص في سوق العمل الذي يتطلب تأهيلاً علميًّا، (جدول 36) و (خريطة 17) .
 
وبالنسبة إلى الحالات التعليمية في المحافظات للسكان السعوديين فإنه يبرز التباين فيما بينها بشكل واضح في جميع المستويات العلمية، (جدول 37) و (خريطة 17) . ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مستويات هي:
 
محافظات مستوى الأمية فيها مرتفع جدًّا، وتشمل محافظة قرية العليا والنعيرية، وتصل إلى 46% تقريبًا.
 
محافظات مستوى الأمية فيها أعلى منها على مستوى المنطقة، وتشمل حفر الباطن وابقيق والأحساء، وتراوح نسبة الأمية فيها بين 25 و 29% تقريبًا.
 
محافظات تقل نسبة الأمية فيها عن مستوى المنطقة وتشمل الخفجي والقطيف والدمام ورأس تنورة والخبر والجبيل، ويراوح مستوى الأمية فيها بين 10 و 21%.
 
وبالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى يلاحظ تقارب نسب من يجيدون القراءة والكتابة؛ إذ تراوح بين 18 و 27% تقريبًا, فيما تبرز الفروق فيما بين المحافظات في المستوى دون الجامعي وفوق الجامعي؛ فعلى سبيل المثال تصل نسبة الحاصلين على التعليم دون الجامعي 65% في الجبيل، وتنخفض النسبة إلى نحو 30% في النعيرية. وهذا التباين في المستويات التعليمية فيما بين المحافظات يعود إلى التركيبين العمري والنوعي للسكان ووظيفة كل محافظة؛ فالمحافظات التي تستدعي وجود الأيدي العاملة المدربة تنخفض فيها نسبة الأمية لترتفع نسبة الحاصلين على مؤهلات علمية، فيما المحافظات الأخرى ترتفع فيها نسبة الأمية وتقل نسبة الحاصلين على مؤهلات دون الجامعية وفوق الجامعية.
 
شارك المقالة:
311 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook