التركيب السكاني بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 التركيب السكاني بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 التركيب السكاني بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 

تركيب السكان حسب الجنسية

 
بلغ عدد السعوديين في منطقة مكة المكرمة عام 1421هـ / 2000م نحو 3.555.560 نسمة بنسبة 65.5%، بينما بلغ عدد غير السعوديين 1.893.213 نسمة بنسبة 34.5% من إجمالي سكان المنطقة البالغ عددهم 5.448.773 نسمة، أي أن غير السعوديين شكلوا نحو ثلث سكان المنطقة، وكانت أكبر نسبة للوافدين في محافظة جدة ومدينة مكة المكرمة ومحافظات: رابغ والطائف والجموم، كما هو واضح من (جدول 42) و (خريطة 13) . ففي محافظة جدة تكاد نسبة الوافدين تقارب نصف السكان وتتعدى - إلى جانب مدينة مكة المكرمة - النسبة العامة البالغة 34.5% وقتها، أما أقل المحافظات من حيث عدد غير السعوديين فكانت محافظات: الليث والكامل والقنفذة وخليص ورنية، وهذا يعكس التوسع الكبير في الأنشطة الاقتصادية في مدينة مكة المكرمة ومحافظة جدة الذي تطلب أعدادًا كبيرة من العمالة الوافدة للعمل في تلك الأنشطة
أما بالنسبة إلى عام 1425هـ / 2004م، فقد شغلت منطقة مكة المكرمة المرتبة الأولى من حيث عدد السكان 25.6%، لكنها تراجعت إلى المرتبة الثانية بعد منطقة الرياض بالنسبة إلى السكان غير السعوديين 21.7%، في حين احتفظت بموقع الصدارة في حالة السكان السعوديين 36%، وهذا يعني أن ما يزيد على ثلث السكان غير السعوديين يتركزون في منطقة مكة المكرمة، هذا على مستوى سكان المملكة، أما على مستوى المنطقة فإن هذه النسبة - نسبة غير السعوديين إلى السعوديين - تختلف قليلاً، كما أن توزعهم على المحافظات يكشف عن تباين كبير يراوح بين 48.1% من سكان محافظة جدة، و 9% فقط من محافظة الليث، (جدول 43) الذي جاء فيه ترتيب المحافظات من حيث نسبة السعوديين إلى غيرهم كما يأتي: الليث، القنفذة، الكامل، رنية، خليص، الخرمة، الجموم، الطائف، رابغ، مكة المكرمة، وجدة. إذًا جدة التي يسكنها نصف عدد سكان المنطقة هي الأدنى مرتبة من حيث أعداد السعوديين ويكاد عدد غير السعوديين يصل إلى نصف عدد سكانها، وتنطبق ذات الملاحظة على مكة المكرمة، ولم تصل نسبة السكان غير السعوديين في المحافظات الأخرى إلى ربع السكان، وأقربها إلى ذلك رابغ 21.3%
 

 التركيب العمري والنوعي

 
1 - التركيب العمري:
يتميز سكان منطقة مكة المكرمة بالفتوة؛ لارتفاع نسبة صغار السن مقارنة بالفئات الأخرى، فوفقًا  المؤسس على بيانات البحث الديموغرافي 1421هـ / 2000م لإجمالي سكان المنطقة (سعوديين وغير سعوديين)، يُلاحظ أن نسبة الذين أعمارهم أقل من خمس سنوات 14% تفوق نسب السكان في بقية الفئات العمرية الأخرى، وتليها الفئة العمرية 5 - 9 سنوات، إذ تصل إلى نحو 14%، وبشكل عام تصل نسبة صغار السن الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة إلى نحو 40% من إجمالي السكان في المنطقة، أما أقل النسب فقد سجلتها الفئة العمرية 80 - 84 سنة، إذ وصلت إلى 0.32% وهذا أمر متوقع، أما في حالة النسبة المناظرة للفئة العمرية 5 - 9 سنوات بين السعوديين، فقد ارتفعت إلى 15% وهبطت عند غير السعوديين إلى 11% تقريبًا للفئة العمرية ذاتها. وكما هو متوقع فإن نسبة السكان في الفئة 80 - 84 سنة هي الأقل للسعوديين وغير السعوديين وكذلك لإجمالي السكان، فهي تمثل 0.32% للسعوديين، وتنخفض إلى 0.13% لغير السعوديين. ويبرز كل من (جدول 44) و (شكل 14) تركيبًا عمريًا فتيًا لا يختلف كثيرًا عن التركيب العمري في معظم الدول النامية، فالفئات العمرية الصغيرة والشابة لها الغلبة خلافًا لفئة كبار السن في أعلى الهرم السكاني الذين تقل أعدادهم بشكل ملحوظ، ويلاحظ أن أعداد الذكور تفوق أعداد الإناث في فئات الأعمار 30 - 34 و 35 - 39 و 40 - 44 كما في (جدول 44) و (شكل 14 و 15) . ويرجع هذا في المقام الأول إلى انتقائية الهجرة وبخاصة لمن هم في سن العمل، الأمر الذي يجعل نسبة كبيرة من غير السعوديين الذكور في هذه الفئات العمرية، ما يؤدي إلى خلل في التوازن المتوقع في التركيب العمر
 
 التركيب النوعي:
في عام 1425هـ / 2004م زادت نسبة الذكور على الإناث بنحو 9% في الوقت الذي كانت فيه الزيادة 8.2% في عام 1421هـ / 2000م، (جدول 45) و (جدول 46) ، ويبين (جدول 46) أنه لا فرق يذكر في التركيب النوعي للسعوديين، بينما كان الفارق كبيرًا في حالة غير السعوديين لصالح الذكور خلال الفترة من 1421 - 1425هـ / 2000 - 2004م، مما يؤكد انتقائية الهجرة للوافدين إلى المنطقة وبخاصة الوافدون من خارج المملكة
وخلافًا لما كانت عليه نسب التركيب النوعي عام 1413هـ / 1992م، فإن التركيب النوعي للإجمالي في عام 1425هـ / 2004م يظهر زيادة أعداد الذكور على الإناث في المحافظات كافة، فالاختلاف الكبير بين نسبة الذكور ونسبة الإناث يبرز في محافظة جدة، أما أدنى فرق بين النسبتين فيلاحظ في محافظة رنية ومقداره 0.1%، ويُعزى ذلك إلى أن جدة هي المركز الرئيس للعمالة الوافدة في المنطقة التي تتسم بالانتقائية فيما يتعلق بالنوع
ويلاحظ بشكل عام أن التركيب النوعي قد تغير في معظم المحافظات خلال الفترة من 1413 - 1425هـ / 1992 - 2004م، فعلى سبيل المثال كانت نسبة الذكور السعوديين مساوية لنسبة الإناث في عام 1413هـ / 1992م في محافظات: القنفذة، والليث، ورابغ، وتربة، والخرمة، ورنية، ولكن هذه الصورة تغيرت بعض الشيء في عام 1425هـ / 2004م، إذ لا توجد محافظة تتساوى فيها نسبة الذكور والإناث، بل يرتفع الفرق بين نسبة الذكور والإناث في جدة - على سبيل المثال - من 8% في عام 1413هـ / 1992م إلى 15.6% في عام 1425هـ / 2004م
 

 الحالة الزواجية

 
تصنف الحالة الزواجية إلى أربع حالات، هي: لم يسبق له الزواج، متزوج، مطلق، وأرمل، (جدول 47) ، وتتفاوت سمات الزواج من محافظة إلى أخرى على النحو الآتي
 
1 - لم يسبق له الزواج:
تصل نسبة الذين لم يسبق لهم الزواج 36.2% من إجمالي سكان منطقة مكة المكرمة، في حين ترتفع هذه النسبة للسعوديين إلى 40.9%، وتنخفض إلى نحو 29.9% بالنسبة إلى غير السعوديين، أما بالنسبة إلى النوع، فإن نسبة الذين لم يسبق لهم الزواج ترتفع بين الذكور أكثر منها بين الإناث سواء للسكان السعوديين أو غير السعوديين أو حتى على مستوى المنطقة الإدارية
 
2 - متزوج:
تمثل فئة المتزوجين الأغلبية، إذ تصل نسبتهم إلى نحو 59.3% على مستوى المنطقة الإدارية، وتنخفض بين السعوديين إلى 53.1%، في حين ترتفع بين السكان غير السعوديين إلى 67.4%. وبشكل عام ترتفع نسب المتزوجات من بين الإناث أكثر من نسب المتزوجين بين السكان السعوديين، بينما تنخفض نسبهن قليلاً بين السكان غير السعوديين
 
3 - مطلق:
يمثل المطلقون أو المطلقات نسبة لا تتجاوز 1.2% على مستوى منطقة مكة المكرمة، ولكن هذه النسبة ترتفع بين السعوديين قليلاً لتصل إلى 1.5%، في حين تنخفض إلى 0.8% بين السكان غير السعوديين، وترتفع نسب الطلاق بين الإناث السعوديات وغير السعوديات مقارنة بالذكور بشكل ملحوظ، إذ تصل إلى 2.2%، ومن جهة أخرى ترتفع نسبة المطلقات السعوديات عن نسبة المطلقات من غير السعوديات
 
4 - أرمل:
تصل نسبة الأرامل إلى إجمالي السكان نحو 3.3%، وترتفع هذه النسبة بين السعوديين إلى 4.5%، في حين تنخفض إلى أقل من 1% لغير السعوديين، وترتفع بين الإناث بشكل ملحوظ، كما أنها ترتفع بين الإناث السعوديات لتصل إلى نحو 7.9%، في حين أنها لا تكاد تتجاوز 5.2% بين غير السعوديات
 
د - الحالة التعليمية:
في عام 1421هـ / 2000م كان نحو 15.9% من سكان المنطقة يقرؤون ويكتبون، وهو ما يزيد قليلاً على المعدل العام على مستوى المملكة في السنة ذاتها، إلا أن معدلات الأمية بين الذكور أكثر منها عند الإناث في منطقة مكة المكرمة، وكذلك على مستوى المملكة، ويلاحظ أن معدل الأمية بين السعوديين يصل إلى 20.4% وهو مماثل تقريبًا لنسبة الأمية على مستوى المملكة البالغ 19.9% عام 1421هـ / 2000م
وتكشف هذه النسبة عن تقدم في المستوى التعليمي في المملكة، إذ تصل نسبة المتعلمين إلى نحو 79% عام 1421هـ / 2000م، وأكبر شريحة بين السعوديين في المنطقة هي شريحة حملة الشهادة الابتدائية 23.1% تليها شريحة الأميين 20.4%، ثم حملة المتوسطة 16.3% ثم الثانوية 14.5%، فشريحة الجامعيين 6.5% فحملة الدبلومات دون الجامعية 2.6% ثم بقية الشهادات العليا التي تقل عن 1%، (جدول 48) ، وبصفة عامة تتناقص النسب كلما ارتفعت المرحلة التعليمية
ويختلف الأمر قليلاً في حالة غير السعوديين، إذ تهبط شريحة الأميين إلى 15.4%، وهو أمر متوقع؛ لأنه يفترض في الوافد حد أدنى من التأهيل الأساس؛ فهو أصلاً ما جاء إلا للعمل، إلا أن هذه النسبة - نسبة الأميين المشـار إليها آنفًا - تمثل العمالة غير الماهرة التي تقوم عادة بأعمال يدوية لا تتطلب المعرفة بالقراءة والكتابة، والشريحة الأكبر من الوافدين هي شريحة من يقرأ ويكتب ثم الابتدائية ثم الثانوية ثم المتوسطة، واضطراب الترتيب هنا عائدٌ إلى علاقة هذا بالتأهيل (الثانوي) بوصفه متطلبًا وظيفيًا أدنى، كما أن شريحة الجامعيين التي يمكن أن تبرر بذات الطريقة تزيد قليلاً على نظيرتها عند السعوديين، أما الدرجات ما بعد الجامعية فلا يوجد اختلاف كبير بين السعوديين وغير السعوديين على مستوى المنطقة في عام 1421هـ / 2000م
 
شارك المقالة:
295 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook