أ - تركيب السكان حسب الجنسية:

 

شهدت التركيبة السكانية في منطقة تبوك بعض التغير خلال الفترة 1394 - 1413هـ / 1974 - 1992م، إذ تضاعفت نسبة غير السعوديين مرات عدة، وذلك لسد النقص في القوى العاملة، وقد أظهرت النتائج الأولية لتعداد السكان والمساكن لعام 1425هـ / 2004م أن نسبة السكان غير السعوديين تناقصت قليلاً لتصبح 14% من إجمالي السكان، وبناءً عليه، تعد المنطقة من المناطق التي تقل بها نسبة غير السعوديين مقارنة بغيرها من المناطق الإدارية. وعلى أي حال، فقد شكل العرب في المنطقة نحو 54% تقريبًا من إجمالي غير السعوديين المقيمين في منطقة تبوك عام 1413هـ / 1992م، ومَثَّل المصريون واليمنيون 65% من إجمالي الوافدين من العرب، بينما شكل الباكستانيون والهنود والفلبينيون والبنغلاديشيون أغلب الوافدين من غير العرب.

 

أما على مستوى المحافظات، فلا يوجد تفاوت كبير في التركيبة السكانية حسب الجنسية (جدول 22) ، (خريطة 14) ، فبناءً على نتائج تعداد عام 1425هـ / 2004م، وصلت نسبة غير السعوديين أعلى مستواها في محافظة ضباء وهي نحو 17%، في حين وصلت نسبتهم إلى أدنى النسب في محافظة أملج وهي 10%، وترتفع قليلاً إلى 14% في مقر الإمارة (مدينة تبوك).

 

ب - التركيب العمري والنوعي:

 

تصل نسبة صغار السن الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة إلى نحو 46% من إجمالي سكان منطقة تبوك عام 1413هـ / 1992م، في حين بلغت نسبة السكان في سن العمل 15 - 64 سنة نحو 52%، ونسبة كبار السن (65 سنة فأكثر) نحو 2%.

 

وبشكل عام، يتسم الهرم السكاني لإجمالي سكان المنطقة بقاعدة عريضة، وبنتوء في جانب الذكور مع عدم انتظام في تدرج الهرم في أحجام الفئات العمرية، خاصة في الفئات العمرية الوسطى، وذلك لتركز معظم العمالة الوافدة في هذه الفئات العمرية، (شكل 5: a أ ، b ب ، c ج ).

 

ويتميز التركيب العمري للسكان السعوديين - بوجه خاص - بالفتوة، إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني، وذلك لارتفاع نسبة صغار السن إلى نحو 52% من إجمالي السكان السعوديين (جدول 23) . وتمثل فئة متوسطي الأعمار 46% تقريبًا، في حين تشكل نسبة كبار السن نحو 2%.

 

أما التركيب العمري للسكان غير السعوديين، فيتسم بعدم الانتظام نتيجة لقلة أعداد السكان في فئات صغار السن، إذ لا يشكلون سوى 20%، في حين تصل نسبة السكان في سن العمل إلى 80%. وفي الوقت نفسه، تنخفض نسبة كبار السن بدرجة ملحوظة بحيث لا تتجاوز 1%. ولا يُعدُّ هذا النمط من التركيب العمري مستغربًا، إذا علمنا أن العمالة الوافدة جاءت لغرض محدد وهو ممارسة العمل لفترة معينة.

 

وبمقارنة التركيب العمري للسعوديين وغير السعوديين، يتضح الفرق في التوزيع النسبي لجميع الفئات العمرية. وهذا أمر متوقع عند مقارنة مجتمع فتي يمثله السكان السعوديون، وعمالة وافدة معظمها من الذكور، جاءت - بصفة مؤقتة - لتلبية احتياجات سوق العمل المحلية.

 

أما على مستوى المحافظات، فيتبين أن التركيب العمري للسكان السعوديين يتسم بالفتوة (جدول 23) . فترتفع نسبة صغار السن في بعض المحافظات لتصل إلى 54% تقريبًا في محافظة تيماء وإلى 53% في محافظة حقل، في حين ترتفع نسبة السكان في سن العمل إلى 47% تقريبًا في مدينة تبوك (مقر الإمارة) في حين تنخفض إلى نحو 43% في محافظي أملج وتيماء.

 

ومن جهة أخرى، تنخفض نسبة كبار السن في مدينة تبوك بحيث لا تتجاوز 1.4%، ولكنها ترتفع نسبيًا في محافظة أملج لتصل إلى 5%، وتتراوح بين 3 و 4% في بقية المحافظات.

 

أما بالنسبة إلى التركيب النوعي، فإن نسبة النوع لإجمالي السكان ترتفع إلى نحو 128 ذكرًا مقابل مئة أنثى، ولكنها تنخفض قليلاً للسكان السعوديين؛ بحيث تبلغ نحو 110 ذكور مقابل مئة أنثى. وتُعد كلتا النسبتين مرتفعة مقارنة بالأنماط الديموغرافية المتوقعة، ويُعزى ذلك إلى وجود العمالة الوافدة من الخارج من جهة، والوافدين السعوديين للعمل في القاعدة العسكرية من جهة أخرى.

 

كما تتفاوت نسب النوع لإجمالي السكان من محافظة إلى أخرى (جدول 23) . فترتفع في بعض المحافظات مثل مقر الإمارة (مدينة تبوك) وتنخفض في بعضها الآخر مثل محافظة تيماء التي تنخفض بها إلى 93 ذكر مقابل 100 أنثى وتجدر الإشارة إلى أن الهجرتين الوافدة والمغادرة تؤثران في أنماط التركيب السكاني وبخاصة التركيبين العمري والنوعي في المحافظات بمنطقة تبوك.

 

وأخيرًا شهد التركيب النوعي بعض التغييرات عام 1425هـ / 2004م. فبناءً على بيانات تعداد السكان عام 1425هـ / 2004م، فإن نسبة النوع لإجمالي السكان تصل إلى نحو 122 ذكرًا مقابل مئة أنثى، وتنخفض قليلاً للسكان السعوديين إلى 106 ذكور، في حين ترتفع للسكان غير السعوديين بدرجة كبيرة لتصل إلى 314.

 

ج - الحالة الزواجية:

 

لا شك في أن الحالة الزواجية تُعد من أهم الخصائص السكانية لتأثر التركيب الزواجي بكثير من الجوانب المجتمعية المهمة وتأثيرها فيها. وتُصنف الحالة الزواجية أو (التركيب الزواجي) إلى أربع فئات رئيسة، هي: العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج، والمتزوجون، والمطلقون، والأرامل. وفي عام 1413هـ / 1992م، بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين في منطقة تبوك الذين بلغت أعمارهم (12 سنة فأكثر)   226315 نسمة، تشكل نسبة العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج نحو 41%، والمتزوجين 54% تقريبًا، في حين لا تتجاوز نسبة المطلقين 1%، وتصل نسبة الأرامل إلى نحو 4% (جدول 24) ، (خريطة 15) ، (شكل 6)

 

أما بالنسبة إلى المحافظات، فتتباين الحالة الزواجية من محافظة إلى أخرى (جدول 24) ، وترتفع نسبة العزاب في محافظة تيماء ومدينة تبوك ومحافظة الوجه بحيث تتجاوز 40%، في حين تنخفض في بقية المحافظات. أما نسبة المتزوجين، فترتفع في محافظتي حقل وضباء إلى نحو 57% وتنخفض في محافظة تيماء إلى 50%. وأما حالات الطلاق، فإنها تتفاوت بين المحافظات، إذ ترتفع قليلاً في محافظة تيماء لتصل إلى نحو 2%، وتنخفض في محافظتي تبوك وحقل بحيث لا تتجاوز 1% في أي منهما. وعلى خلاف ذلك، تتفاوت نسب الأرامل من محافظة إلى أخرى بشكل ملحوظ، إذ ترتفع إلى نحو 7% في محافظة ضباء وتنخفض إلى نحو 3% في مدينة تبوك.

 

أما في عام 1425هـ / 2004م، فقد أظهرت نتائج تعداد السكان الذي أجري في ذلك العام أن العزاب يمثلون نحو 34% من إجمالي السكان السعوديين الذين تصل أعمارهم إلى 15 سنة فأكثر، في حين تصل نسبة المتزوجين إلى أكثر من نصف هؤلاء السكان بكثير أي نحو 63%، (شكل 6) .

 

ومن جهة أخرى، لا تتجاوز نسبة المطلقين 1%، وتصل نسبة الأرامل إلى نحو 3% (شكل 6) . وعلى الرغم من التغير الملحوظ في التركيب الزواجي مقارنة بعام 1413هـ / 1992م، إلا أنه لا يمكن أن يعزى إلى التغير الاجتماعي فقط، وذلك بسبب تغير السن الذي تجمع عنده بيانات الحالة الزواجية. ففي تعداد السكان والمساكن لعام 1425هـ / 2004م استخدم السن 15، في حين كان سن 12 هو المستخدم في التعدادات السابقة.

 

د - الحالة التعليمية:  

 

لا شك في أن تحسن الخصائص التعليمية للسكان يُعد مؤشرًا على تقدم المجتمع. ومن هذا المنطلق تحظى الحالة التعليمية بأهمية كبيرة لارتباطها بالتغير الاجتماعي والتنمية البشرية وكذلك لعلاقتها بالمتغيرات السكانية. وعلى أي حال، وبناءً على بيانات تعداد السكان والمساكن لعام 1413هـ / 1992م بلغت نسبة الأمية لإجمالي السكان في منطقة تبوك نحو 28%، مع تفاوت واضح بين السعوديين وغير السعوديين. ففي حين ارتفعت إلى 30% تقريبًا للسعوديين، فإنها انخفضت إلى نحو 19% لغير السعوديين (جدول 25) . وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الأمية تتأثر بطبيعة التركيب العمري للسعوديين وغير السعوديين. وعلى أي حال، تنخفض نسبة السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة على مستوى المنطقة، إذ بلغت 23% للسعوديين ونحو 21% لغير السعوديين. أما حملة المؤهلات دون الجامعية فتصل نسبتهم إلى نحو 45% بين السعوديين ونحو 50% بين غير السعوديين. وبلغت نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية نحو 4% من إجمالي السكان (10 سنوات فأكثر)، ولكنها تنخفض إلى نحو 2% للسعوديين وترتفع إلى 11% تقريبًا لغير السعوديين.

 

وتتفاوت المستويات التعليمية للسعوديين من محافظة إلى أخرى بدرجة ملحوظة (جدول 26) ، (خريطة 16) ، (شكل 7) . فترتفع الأمية إلى نحو 51% في محافظة ضباء، ونحو 46% في محافظة أملج، ولكنها تنخفض إلى 23% تقريبًا في مدينة تبوك.

 

ولا يوجد تفاوت كبير في نسب مَنْ يعرفون القراءة والكتابة، إذ تراوح بين 22 و 25% تقريبًا في المحافظات كافة. ومن جانب آخر يلاحظ وجود تباين بين المحافظات في نسب الحاصلين على المؤهلات العلمية دون الجامعية إذ ترتفع في مقر الإمارة إلى نحو 51%، بينما تنخفض إلى أدنى النسب في محافظة ضباء 26%. ولا توجد اختلافات كبيرة بين المحافظات في نسب الحاصلين على المؤهلات الجامعية، إذ تراوح بين أكثر من 2% تقريبًا في مدينة تبوك وأقل من 1% تقريبًا في محافظتي أملج وتيماء، وبصفة عامة يعزى التباين بين المحافظات في الحالة التعليمية إلى طبيعة وظيفة كل محافظة وخصائص سوق العمل المحلية بها التي تؤثر في التركيب العمري والنوعي وتتأثر به، (جدول 26)

 

أما في عام 1425هـ / 2004م، فقد انخفضت نسبة الأمية بين السكان السعوديين بدرجة كبيرة جدًا (شكل 7) . فقد انخفضت من 30% إلى نحو 15%. وفي الوقت نفسه، ارتفعت نسبة الحاصلين على مؤهلات دون الجامعة إلى نحو 63%. وقفزت نسبة الحاصلين على شهادات جامعية أو (أعلى) من نحو 2% - 7%. وهذا يُعد إنجازًا كبيرًا في مجال التعليم، ويعكس الجهود المبذولة في هذا السبيل، من خلال خطط التنمية التي تهدف منذ الخطة الأولى التي بدأت عام 1390هـ / 1970م، إلى إتاحة فرص التعليم لكل مواطن بلغ السن النظامية للتعليم، وكذلك إلى خفض نسبة الأمية بين المواطنين والمواطنات